امكانية المشاهدة قبل الصيحة والسفياني
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة في الساحة التي رسختها المؤسسات الدينية في عقول الناس لمئات السنين سواء كانت مؤسسات اسلامية او مسيحية فهذه النظريات بنيت على افكار الرجال وليس على افكار المعصومين وعندما جاء السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني بين لنا الكثير من الامور واثبت لنا هذا الارث الذي توارثناه من نظريات ومفاهيم هي مفاهيم خاطئة.
لذلك يفترض بنا كمسلمين ونحن نعيش في فترة الفتن والنزاعات وفترة قبل قيام الامام المهدي (ع) ان لا نخضع الى اي نظرية دون ان نمحصها ونتأكد من ادلتها ويجب ان ننظر الى الامور بعين حيادية حتى لانكون مشتركين بالمؤامرات التي حدثت ضد الاسلام وضد قضية الامام المهدي (ع).
وقد يسأل احدهم ويقول كيف تكون هناك مؤامرات على الاسلام والمؤسسة الدينية موجودة وهي المدافعة عن الاسلام والمسلمين ؟ نقول ان ماترسخ في عقول الناس هو ان المؤسسة الدينية هي الارث الذي تركه لنا الامام المهدي واهل البيت (عليهم السلام) ولكنه هذا الامر غير صحيح.وسنذكر لكم الروايات التي تبين ان الامام المهدي (ع) سيأتي بامر جديد وقضاء جديد فالنصوص تشير الى انه سيهدم ما قبله وسيستأنف اسلام جديدا وبانه يدعو دعاءا جديدا كما دعى رسول الله (ص) الذي عندما جاء لم يكن في الارض سوى الشرك والشر كان منتشرا في الارض والنبي (ص) جاء واقتلع كل مظاهر الجاهلية والشرك والكقر وبدأ الاسلام من جديد لان الاسلام كان له بداية على ايدي الانبياء فهو كان الدين الخاتم اما الامام المهدي (ع) حينما يأتي سوف يبدأ دعاءا جديدا كما دعى رسول الله (ص) لذلك عندما نجد هذا المعنى في النصوص الا يسال احدنا ويقول لماذا الامام المهدي يأتي بامر جديد ونحن لدينا هذه المؤسسة ولمااذ ينسفها الامام المهدي ؟
ان من المفاهيم الخاطئة التي اغلقت الباب بوجه الامام المهدي (ع) هو قول الفقهاء ان من ادعى مشاهدة الامام المهدي (ع) قبل السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر مستندين بقولهم على مكاتبة نسبوها الى السفير الرابع السمري (رحمه الله) وسنثبت من خلال بحثنا هذا ان هذه المكاتبة لم تصدر من الامام المهدي (ع) ولانها مخالفة الواقع الخارجي والاحداث المحيطة بهذه المكاتبة وسنناقش متن المكاتبة الذي فيه اضطراب والذي لايمكن ان ننسبه للمعصوم وسنناقش سندها بعون الله سبحانه فهذه المكاتبة هي مرسلة فهناك اصناف من الاحاديث لا يعتمد عليها الفقهاء ويقولون انه نص مرسل والدليل على انه مرسل هو قول صاحب البحارالعلامة المجلسي (في البحار ج53 ص 319 ) حيث قال (انه خبر واحد مرسل غير مجب علما فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحسن القطع عن مجموعها بل ومن بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره عليه السلام فكيف يجوز الاعراب عنها بوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله وهو الشيخ الطوسي في الكتاب المذكوركما ياتي كلامه فيه فكيف بغير العلماء بغيره والعلماء الاعلام تلقوه بالقبول وذكروها في زبرهم وتصانيفهم معولين عليها ومعتنين بها ) يعني ان هذه المكاتبة هي مرسلة وضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها.
فالخبر المرسل معناه هو الخبر الذي يفقد بعض رجال الخبر فسلسلة الحديث تأتي عن فلان وعن فلان والى ان تتصل بمعصوم وبعض رجال الحديث اذا كان لاوجود لهم فيعتبر خبر مرسل والفقهاء لا يعتمدون على المراسيل في مسائل الفقه والافتاء فضلا عن مسألة الاعتقاد فعندما نبني عقيدتنا على امر معين لا يمكن ان نعتمد على خبر مرسل . وفي الحقيقة ان المكاتبة تقول الا من ادعى المشاهدة قبل السفياني والصيحة فهو مفتر كذاب طيب النص يقول المشاهدة ولم يقول امرا ثاني فهنا الفقهاء ماذا صنعوا؟ قاموا بتحريف الكلم عن موضعه وقالوا بأن المشاهدة معناها النيابة او السفارة لانهم انصدموا عندما جاءوا الى الواقع وجدوا ان الكثير من الناس قد التقوا بلامام المهدي (ع) ومنهم فقهاء معروفين مثل بحر العلوم والشيخ الحلي طيب لذلك قام الفقهاء باخراج حيلة احتالوا بها على الامام ليغيروا الموضوع بقولهم ان المشاهدة بمعنى السفارة او النيابة فالانسان الواعي بمجرد نظرة واحدة يرى انه كلام هزيل لا يمكن الاخذ به يعني الامام صلوات الله عليه لا يستطيع القول الا من ادعى النيابة ؟ هل نعلم المعصوم بالكلام الصحيح الذي يجب ان يتكلم به ؟ كيف تجرأ الفقهاء وكيف وصلوا الى مرحلة تصليح كلام المعصوم ويقولون انه يفترض كذا وكذا ويحرفون الكلام عن موضعه فهم سوف يحاسبون على كلامهم فهذا اكبر باب غلق في وجه الامام (ع) هو موضوع المشاهدة لانه عندما ياتي الامام او اي خبر يصدر منه او اي باب فرج يأتي من الامام (ع) سيغلقون الباب بوجهه حتى لا يأتي وحتى لو حملنا كلامهم على محمل الجد فمعنى الا من ادعى المشاهدة يعني الا من ادعى السفارة او النيابة فبعد السفير الرابع (رضوان الله عليه) بثمانين سنة خرجت لنا مكاتبتين عن الشيخ المفيد في سنة 410 هجرية والسفير الرابع السمري توفي في سنة 329 هجرية تقريبا بعد ثمانين سنة او اكثر صدرت المكاتبتين طيب اين ذهب كلامهم الذي قالوه ؟فهم يحاولون ان يغطون على هذه الحقائق واليوم سوف نفضح هذه المؤامرة على الامام المهدي بعون الله فأذا باب السفارة قد اغلق فهناك مكاتبات صدرت عن الشيخ المفيد واذا كانت المشاهدة ممنوعة كما قاالوا فهناك الكثير من العلماء اعلنوا مشاهدتهم للامام المهدي (ع) .
الان سنذكر لكم المكاتبات التي وردت عن الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) ولكن قبلها سنذكر لكم المصادر وبعدها نعرج على المكاتبات وقد جلبنا لكم 14 مصدر وهناك مصادر اكثر ومنها كتاب ( المقنعة للشيخ المفيد ص7) (تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي ج1 ص37) (كتاب خاتمة المستدرك ج3 ص224) (الفصول العشرة للشيخ المفيد ص22) (كتاب المزار للشيخ المفيد ص7) ( الاحتجاج للطبرسي ج2 ص322) ( بحار الانوار ج53 ص175) (مستدرك سفينة البحار ج8 ص345)(معجدم احاديث الامام المهدي ج4 ص460)(الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج3 ص317) (معجم رجال حديث الخوئي ج18 ص219) (المسائل العشرة للشيخ المفيد ص22) (كتاب الزام الناصب ج1 ص407) (حياة الامام المهدي لباقر شريف القرشي ص76) كلها مصادر موثقة لكبار علماء الشيعة وكبار المحققين اثبتوا مكاتبيتن الشيخ المفيد في كتبهم والان سنذكر لكم المكاتبتين :
المكاتبة الاولى :
قال العلاّمة الطبرسيّ رحمه الله: «ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر موصلُه أنّه يحمله من ناحية متّصلة بالحجاز؛ نسخته:
للأخ السديد و الوليّ الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ـ أدام الله إعزازه ـ من مستودع العهد المأخوذ على العباد
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد؛ سلام عليك أيها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين، ونُعلمك ـ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قِبَلك، أعزّهم الله بطاعته وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته.
فقف ـ أيّدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه ـ على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله:
نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا، ومباءتكم بأمرنا ونهينا، والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
اعتصموا بالتقيّة من شبّ نار الجاهلية يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرمِ فيها المواطن، وسلك في الطعن منها السبل المرْضيّة، إذا حلّ جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه، ستظهر لكم من السماء آية جليّة، ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يُحزن ويُقلق، ويَغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مرّاق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمّة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يسترّ بهلاكه المتّقون الأخيار، ويتّفق لمريدي الحجّ من الآفاق ما يؤمّلونه منه على توفيرٍ عليه منهم واتّفاق، ولنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتّساق.
فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبّتنا، ويتجنّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته.
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام.
هذا كتابنا إليك أيها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا، الصفيّ والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطّنا الذي سطّرناه بما له ضمنّاه أحداً وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين».
المكاتبة الثانية
وورد على الشيخ المفيد كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة 412 هـ ؛ نسخته:
من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أيها الناصر للحقّ، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو إلهنا وإله آبائنا الأولين، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين.
وبعد؛ فقد كنّا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه الله لك من أوليائه وحرسك به من كيد أعدائه، وشفعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا ينصب في شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفاً من غماليل ألجأنا إليه السباريت من الإيمان، ويوشك أن يكون هبوطنا إلى صحصح من غير بعد من الدهر و لا تطاول من الزمان، ويأتيك نبأ منّا يتجدّد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال، والله موفّقك لذلك برحمته.
فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام ـ أن تقابل لذلك فتنة تبسل نفوس قوم حرثت باطلاً لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظّم من رجس منافق مذمّم مستحلّ للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان، ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء، فلتطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليتّقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذنوب.
ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين ـ أيّدك الله بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين ـ أنّه من اتقى ربّه من إخوانك في الدين، وأخرج مما عليه إلى مستحقّيه، كان آمناً من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة المضلّة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسراً بذلك لأولاه وآخرته.
ولو أنّ أشياعنا ـ وفّقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتّصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم. والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم، وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:
«هذا كتابنا إليك أيها الوليّ الملهم للحقّ العليّ بإملائنا وخطّ ثقتنا، فاخفهِ عن كلّ أحد، واطوِهِ، واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا ـ شملهم الله ببركتنا إن شاء الله ـ الحمد لله والصلاة على سيّدنا محمد النبي وآله الطاهرين
في المكاتبة الاولى يقول الامام المهدي (ع) للشيخ المفيد (وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قِبَلك) هنا الكلام واضح وهو يفند من يقول ان من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهومفتر مكذاب لان الشيخ المفيد شاهد ونقل ومثل دور السفير والكلام هذا اكبر دليل على ذلك.
اما في المكاتبة الثانية في قول الامام المهدي (ع) (ولو أنّ أشياعنا ـ وفّقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا) والناس يرددون هذه الكلمات او قد سمعوا بها من قبل فهنا الامام المهدي قال بامكان المشاهدة يعني هناك امور اذا بها الانسان المترقب المنتظر لتحققت المشاهدة فهنا لم يشترط الامام لمشاهدته لا صيحة ولا سفياني ولا اي من هذه المعاني وانما بشروط معينة وهو ان يفترض بلامة ان يكون هناك اجتماع بالقلوب بالعهد ففي عالم الذر اخذ الله العهود والمواثيق على هذه الامة في ان توالي محمد وال بيته الاطهار فنحن لدينا عهد مع الامام المهدي (ع) ونحن نقرأ في دعاء العهد (اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي لا احول عنها ولا ازول ابدا ) لكن نرى ان المسلمين يوميا يذهبون ويبايعون سين وصاد في الانتخابات الزائفة مع ان الامام المهدي موجود ونحن في عصر الظهور لكنهم يجلبون شخصا ويجلسونه على كرسي الامام المهدي (ع) ويقولون له احكمنا فما هو عمل الامام المهدي(ع)؟ويقولون ان المرجع الفلان يهو نائب الامام وان السياسي لافلاني ننتخبه لنصرة المذهب الشيعي طيب الانتخابات لهؤلاء اليست بيعة؟ وان اهل البيت (ع) قاالوا ان كل راية ترفع قبل القائم فصاحبها طاغوت و كل بيعة قبل القائم فبيعة كفر ونفاق فالناس لو اجتمعوا على بيعة الامام فلامام يقول لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا لذلك لو بقي الانسان على العهد القديم يفترض انه لا يبايع احد وان يتوجه بقلبه الى الامام ويشعر بانه لا وجود لطريق صحيح الا بوجود الامام لو انهم انقطعو الى الامام واجتمعوا على هذا الامر لتحققت المشاهدة لهم.
ومن خلال بحثنا هذا نوجه سؤال الى الحوزة العلمية باعتبار ان لديهم ارث كبير من اهل البيت (ع) وهم اعلم بالروايات فيفترض ان يجيبونا على السؤال وهو هل ان السفارة منقطعة ام لا؟ ولو افترضنا ان السفارة منقطعة طيب اصلا ان كيان الحوزة العلمية مبني على اساس ان الله سبحانه بمقتضى حكمته وعدله لا يترك الارض بدون حجة فأسسوا على هذا الاساس نوابا للامام من باب الاستحسان وبقولهم انه من الحسن ان يكون هناك نائبا للامام بالنيابة العامة للمدعاة وهذا افتراء وكذبة كبيرة نعيشها لذلك نحن نسأل العلماء ونتحداهم ونقول لهم: ماهو دليلكم على انكم نواب الامام المهدي (ع) واين الدليل على النيابة العامة ؟ فقد اثبتنا في بحث سابق ان النيابة العامة قد اعطاها الملك طهماسب الصفوي للمحقق الكركي قبل خمسمئة سنة وهم استحسنوا هذا الشيء فالذلك هم اسسوا هذه المؤسسة الدينية من اجل اهداف شخصية فهم سرقوا مقامات الامام وصعدوا على كرسيه بالباطل للاستحواذ على امواله ولو قرانا كتب التاريخ لوجدنا ان الفقهاء كانوا يتسابقون على الحصول على كرسي النيابة لان نائب الامام تجبى له الاموال من كل مكان وقد احضرنا لكم دليلين لاثبات كلامنا هذا فقد ورد عن الشلمغاني وهو من ادعى النيابة زورا ففي زمن السفراء كثر المدعين للنيابة وازداد النزاع على كرسي السفارة من اجل الاستحواذ عليه فالمؤسسة الدينية بنيت على هذا الشيء الى ان اغلقوا الباب بوجه الامام (ع) وبعدها اخترعوا التقليد فالشلمغاني يقول في غيبة الطوسي : (ما دخلنا مع ابي القاسم الحسين ابن الروح رضي الله عنه في هذا الامر الا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه لقد كنا نتهارش على هذا الامر كما تتهارش الكلاب على الجيفة ) طيب اذا كان السفراء الاربعة في ذلك الزمان يعيشون معهؤلاء الذين يتهارشون كالكلاب على مقام السفير فكيف يستطيع الامام ان يسير اموره وسط هكذا ضغوطات وكيف يستطيع السفير ان يكمل عمله مع وجود السفراء الزائفين والحكومة الظالمة من بني العباس فالاموال كانت تدفع لكل من يشي بسفير الامام لذلك مثل هذه المؤامرة نتيجتها انه وصلنا الى مرحلة يقال انه من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني مفتر كذاب ليغلقون الباب بوجه الامام والدليل على هذا القول ماورد في بحار الانوار في (ج51 ص301) فقد ورد حديث طويل عن أحمد الدينوري السراج المكنى بأبي العباس الملقب بآستاره قال (فلما وردت بغداد لم يكن لي همة غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة فقيل لي إن ههنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعي بالنيابة وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعي النيابة وآخر يعرف بأبي جعفر العمري يدعي بالنيابة..) هذا الرجل كان يحمل اموالا ويبحث عن السفير ليسلمه الاموال فالعمري كان هو السفير الحقيقي فعندما يأتي شخص الى بغداد ليسأل عن السفيرلا يعلم اين السفير وعندما يسأل الثقاة كل واحد منهم يدليه على شخص معين فهذا الحديث يثبت كثرة الذين ادعوا النيابة كذبا وزورا.
يتبع ...
بسم الله الرحمن الرحيم
هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة المنتشرة في الساحة التي رسختها المؤسسات الدينية في عقول الناس لمئات السنين سواء كانت مؤسسات اسلامية او مسيحية فهذه النظريات بنيت على افكار الرجال وليس على افكار المعصومين وعندما جاء السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني بين لنا الكثير من الامور واثبت لنا هذا الارث الذي توارثناه من نظريات ومفاهيم هي مفاهيم خاطئة.
لذلك يفترض بنا كمسلمين ونحن نعيش في فترة الفتن والنزاعات وفترة قبل قيام الامام المهدي (ع) ان لا نخضع الى اي نظرية دون ان نمحصها ونتأكد من ادلتها ويجب ان ننظر الى الامور بعين حيادية حتى لانكون مشتركين بالمؤامرات التي حدثت ضد الاسلام وضد قضية الامام المهدي (ع).
وقد يسأل احدهم ويقول كيف تكون هناك مؤامرات على الاسلام والمؤسسة الدينية موجودة وهي المدافعة عن الاسلام والمسلمين ؟ نقول ان ماترسخ في عقول الناس هو ان المؤسسة الدينية هي الارث الذي تركه لنا الامام المهدي واهل البيت (عليهم السلام) ولكنه هذا الامر غير صحيح.وسنذكر لكم الروايات التي تبين ان الامام المهدي (ع) سيأتي بامر جديد وقضاء جديد فالنصوص تشير الى انه سيهدم ما قبله وسيستأنف اسلام جديدا وبانه يدعو دعاءا جديدا كما دعى رسول الله (ص) الذي عندما جاء لم يكن في الارض سوى الشرك والشر كان منتشرا في الارض والنبي (ص) جاء واقتلع كل مظاهر الجاهلية والشرك والكقر وبدأ الاسلام من جديد لان الاسلام كان له بداية على ايدي الانبياء فهو كان الدين الخاتم اما الامام المهدي (ع) حينما يأتي سوف يبدأ دعاءا جديدا كما دعى رسول الله (ص) لذلك عندما نجد هذا المعنى في النصوص الا يسال احدنا ويقول لماذا الامام المهدي يأتي بامر جديد ونحن لدينا هذه المؤسسة ولمااذ ينسفها الامام المهدي ؟
ان من المفاهيم الخاطئة التي اغلقت الباب بوجه الامام المهدي (ع) هو قول الفقهاء ان من ادعى مشاهدة الامام المهدي (ع) قبل السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر مستندين بقولهم على مكاتبة نسبوها الى السفير الرابع السمري (رحمه الله) وسنثبت من خلال بحثنا هذا ان هذه المكاتبة لم تصدر من الامام المهدي (ع) ولانها مخالفة الواقع الخارجي والاحداث المحيطة بهذه المكاتبة وسنناقش متن المكاتبة الذي فيه اضطراب والذي لايمكن ان ننسبه للمعصوم وسنناقش سندها بعون الله سبحانه فهذه المكاتبة هي مرسلة فهناك اصناف من الاحاديث لا يعتمد عليها الفقهاء ويقولون انه نص مرسل والدليل على انه مرسل هو قول صاحب البحارالعلامة المجلسي (في البحار ج53 ص 319 ) حيث قال (انه خبر واحد مرسل غير مجب علما فلا يعارض تلك الوقائع والقصص التي يحسن القطع عن مجموعها بل ومن بعضها المتضمن لكرامات ومفاخر لا يمكن صدورها من غيره عليه السلام فكيف يجوز الاعراب عنها بوجود خبر ضعيف لم يعمل به ناقله وهو الشيخ الطوسي في الكتاب المذكوركما ياتي كلامه فيه فكيف بغير العلماء بغيره والعلماء الاعلام تلقوه بالقبول وذكروها في زبرهم وتصانيفهم معولين عليها ومعتنين بها ) يعني ان هذه المكاتبة هي مرسلة وضعيفة ولا يمكن الاعتماد عليها.
فالخبر المرسل معناه هو الخبر الذي يفقد بعض رجال الخبر فسلسلة الحديث تأتي عن فلان وعن فلان والى ان تتصل بمعصوم وبعض رجال الحديث اذا كان لاوجود لهم فيعتبر خبر مرسل والفقهاء لا يعتمدون على المراسيل في مسائل الفقه والافتاء فضلا عن مسألة الاعتقاد فعندما نبني عقيدتنا على امر معين لا يمكن ان نعتمد على خبر مرسل . وفي الحقيقة ان المكاتبة تقول الا من ادعى المشاهدة قبل السفياني والصيحة فهو مفتر كذاب طيب النص يقول المشاهدة ولم يقول امرا ثاني فهنا الفقهاء ماذا صنعوا؟ قاموا بتحريف الكلم عن موضعه وقالوا بأن المشاهدة معناها النيابة او السفارة لانهم انصدموا عندما جاءوا الى الواقع وجدوا ان الكثير من الناس قد التقوا بلامام المهدي (ع) ومنهم فقهاء معروفين مثل بحر العلوم والشيخ الحلي طيب لذلك قام الفقهاء باخراج حيلة احتالوا بها على الامام ليغيروا الموضوع بقولهم ان المشاهدة بمعنى السفارة او النيابة فالانسان الواعي بمجرد نظرة واحدة يرى انه كلام هزيل لا يمكن الاخذ به يعني الامام صلوات الله عليه لا يستطيع القول الا من ادعى النيابة ؟ هل نعلم المعصوم بالكلام الصحيح الذي يجب ان يتكلم به ؟ كيف تجرأ الفقهاء وكيف وصلوا الى مرحلة تصليح كلام المعصوم ويقولون انه يفترض كذا وكذا ويحرفون الكلام عن موضعه فهم سوف يحاسبون على كلامهم فهذا اكبر باب غلق في وجه الامام (ع) هو موضوع المشاهدة لانه عندما ياتي الامام او اي خبر يصدر منه او اي باب فرج يأتي من الامام (ع) سيغلقون الباب بوجهه حتى لا يأتي وحتى لو حملنا كلامهم على محمل الجد فمعنى الا من ادعى المشاهدة يعني الا من ادعى السفارة او النيابة فبعد السفير الرابع (رضوان الله عليه) بثمانين سنة خرجت لنا مكاتبتين عن الشيخ المفيد في سنة 410 هجرية والسفير الرابع السمري توفي في سنة 329 هجرية تقريبا بعد ثمانين سنة او اكثر صدرت المكاتبتين طيب اين ذهب كلامهم الذي قالوه ؟فهم يحاولون ان يغطون على هذه الحقائق واليوم سوف نفضح هذه المؤامرة على الامام المهدي بعون الله فأذا باب السفارة قد اغلق فهناك مكاتبات صدرت عن الشيخ المفيد واذا كانت المشاهدة ممنوعة كما قاالوا فهناك الكثير من العلماء اعلنوا مشاهدتهم للامام المهدي (ع) .
الان سنذكر لكم المكاتبات التي وردت عن الشيخ المفيد (رضوان الله عليه) ولكن قبلها سنذكر لكم المصادر وبعدها نعرج على المكاتبات وقد جلبنا لكم 14 مصدر وهناك مصادر اكثر ومنها كتاب ( المقنعة للشيخ المفيد ص7) (تهذيب الاحكام للشيخ الطوسي ج1 ص37) (كتاب خاتمة المستدرك ج3 ص224) (الفصول العشرة للشيخ المفيد ص22) (كتاب المزار للشيخ المفيد ص7) ( الاحتجاج للطبرسي ج2 ص322) ( بحار الانوار ج53 ص175) (مستدرك سفينة البحار ج8 ص345)(معجدم احاديث الامام المهدي ج4 ص460)(الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم ج3 ص317) (معجم رجال حديث الخوئي ج18 ص219) (المسائل العشرة للشيخ المفيد ص22) (كتاب الزام الناصب ج1 ص407) (حياة الامام المهدي لباقر شريف القرشي ص76) كلها مصادر موثقة لكبار علماء الشيعة وكبار المحققين اثبتوا مكاتبيتن الشيخ المفيد في كتبهم والان سنذكر لكم المكاتبتين :
المكاتبة الاولى :
قال العلاّمة الطبرسيّ رحمه الله: «ذكر كتاب ورد من الناحية المقدسة حرسها الله ورعاها في أيّام بقيت من صفر سنة عشرة وأربعمائة على الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان قدّس الله روحه ونوّر ضريحه، ذكر موصلُه أنّه يحمله من ناحية متّصلة بالحجاز؛ نسخته:
للأخ السديد و الوليّ الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ـ أدام الله إعزازه ـ من مستودع العهد المأخوذ على العباد
بسم الله الرحمن الرحيم
أمّا بعد؛ سلام عليك أيها الوليّ المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين، فإنّا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا ونبيّنا محمّد وآله الطاهرين، ونُعلمك ـ أدام الله توفيقك لنصرة الحقّ وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قِبَلك، أعزّهم الله بطاعته وكفاهم المهمّ برعايته لهم وحراسته.
فقف ـ أيّدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه ـ على ما أذكره، واعمل في تأديته إلى من تسكن إليه بما نرسمه إن شاء الله:
نحن وإن كنّا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب الذي أراناه الله تعالى لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك ما دامت دولة الدنيا للفاسقين، فإنا نحيط علماً بأنبائكم، ولا يعزب عنّا شيء من أخباركم، ومعرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلى ما كان السلف الصالح عنه شاسعاً ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون.
إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم، ولو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتّقوا الله جلّ جلاله وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي أمارة لأزوف حركتنا، ومباءتكم بأمرنا ونهينا، والله متمّ نوره ولو كره المشركون.
اعتصموا بالتقيّة من شبّ نار الجاهلية يحششها عصب أموية، يهول بها فرقة مهدية، أنا زعيم بنجاة من لم يرمِ فيها المواطن، وسلك في الطعن منها السبل المرْضيّة، إذا حلّ جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، واستيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه، ستظهر لكم من السماء آية جليّة، ومن الأرض مثلها بالسوية، ويحدث في أرض المشرق ما يُحزن ويُقلق، ويَغلب من بعد على العراق طوائف عن الإسلام مرّاق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق، ثم تنفرج الغمّة من بعد ببوار طاغوت من الأشرار، ثم يسترّ بهلاكه المتّقون الأخيار، ويتّفق لمريدي الحجّ من الآفاق ما يؤمّلونه منه على توفيرٍ عليه منهم واتّفاق، ولنا في تيسير حجّهم على الاختيار منهم والوفاق شأن يظهر على نظام واتّساق.
فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبّتنا، ويتجنّب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا، فإنّ أمرنا بغتة فجاءة حين لا تنفعه توبة، ولا ينجيه من عقابنا ندم على حوبة، والله يلهمكم الرشد ويلطف لكم في التوفيق برحمته.
نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام.
هذا كتابنا إليك أيها الأخ الوليّ والمخلص في ودّنا، الصفيّ والناصر لنا الوفيّ، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به ولا تظهر على خطّنا الذي سطّرناه بما له ضمنّاه أحداً وأدّ ما فيه إلى من تسكن إليه، وأوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين».
المكاتبة الثانية
وورد على الشيخ المفيد كتاب آخر من قبله صلوات الله عليه يوم الخميس الثالث والعشرين من ذي الحجة سنة 412 هـ ؛ نسخته:
من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أيها الناصر للحقّ، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو إلهنا وإله آبائنا الأولين، ونسأله الصلاة على سيّدنا ومولانا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته الطاهرين.
وبعد؛ فقد كنّا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه الله لك من أوليائه وحرسك به من كيد أعدائه، وشفعنا ذلك الآن من مستقرّ لنا ينصب في شمراخ من بهماء صرنا إليه آنفاً من غماليل ألجأنا إليه السباريت من الإيمان، ويوشك أن يكون هبوطنا إلى صحصح من غير بعد من الدهر و لا تطاول من الزمان، ويأتيك نبأ منّا يتجدّد لنا من حال، فتعرف بذلك ما نعتمده من الزلفة إلينا بالأعمال، والله موفّقك لذلك برحمته.
فلتكن حرسك الله بعينه التي لا تنام ـ أن تقابل لذلك فتنة تبسل نفوس قوم حرثت باطلاً لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها المؤمنون، ويحزن لذلك المجرمون، وآية حركتنا من هذه اللوثة حادثة بالحرم المعظّم من رجس منافق مذمّم مستحلّ للدم المحرّم، يعمد بكيده أهل الإيمان، ولا يبلغ بذلك غرضه من الظلم والعدوان، لأننا من وراء حفظهم بالدعاء الذي لا يحجب عن ملك الأرض والسماء، فلتطمئنّ بذلك من أوليائنا القلوب، وليتّقوا بالكفاية منه، وإن راعتهم بهم الخطوب، والعاقبة بجميل صنع الله سبحانه تكون حميدة لهم ما اجتنبوا المنهيّ عنه من الذنوب.
ونحن نعهد إليك أيّها الوليّ المخلص المجاهد فينا الظالمين ـ أيّدك الله بنصره الذي أيّد به السلف من أوليائنا الصالحين ـ أنّه من اتقى ربّه من إخوانك في الدين، وأخرج مما عليه إلى مستحقّيه، كان آمناً من الفتنة المبطلة ومحنها المظلمة المضلّة، ومن بخل منهم بما أعاره الله من نعمته على من أمره بصلته، فإنه يكون خاسراً بذلك لأولاه وآخرته.
ولو أنّ أشياعنا ـ وفّقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا، فما يحبسنا عنهم إلا ما يتّصل بنا مما نكرهه ولا نؤثره منهم. والله المستعان، وهو حسبنا ونعم الوكيل، وصلاته على سيدنا البشير النذير محمد وآله الطاهرين وسلم، وكتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.
نسخة التوقيع باليد العليا صلوات الله على صاحبها:
«هذا كتابنا إليك أيها الوليّ الملهم للحقّ العليّ بإملائنا وخطّ ثقتنا، فاخفهِ عن كلّ أحد، واطوِهِ، واجعل له نسخة تطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا ـ شملهم الله ببركتنا إن شاء الله ـ الحمد لله والصلاة على سيّدنا محمد النبي وآله الطاهرين
في المكاتبة الاولى يقول الامام المهدي (ع) للشيخ المفيد (وأجزل مثوبتك على نطقك عنّا بالصدق ـ أنّه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، وتكليفك ما تؤدّيه عنّا إلى موالينا قِبَلك) هنا الكلام واضح وهو يفند من يقول ان من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني فهومفتر مكذاب لان الشيخ المفيد شاهد ونقل ومثل دور السفير والكلام هذا اكبر دليل على ذلك.
اما في المكاتبة الثانية في قول الامام المهدي (ع) (ولو أنّ أشياعنا ـ وفّقهم الله لطاعته ـ على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم؛ لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حقّ المعرفة وصدقها منهم بنا) والناس يرددون هذه الكلمات او قد سمعوا بها من قبل فهنا الامام المهدي قال بامكان المشاهدة يعني هناك امور اذا بها الانسان المترقب المنتظر لتحققت المشاهدة فهنا لم يشترط الامام لمشاهدته لا صيحة ولا سفياني ولا اي من هذه المعاني وانما بشروط معينة وهو ان يفترض بلامة ان يكون هناك اجتماع بالقلوب بالعهد ففي عالم الذر اخذ الله العهود والمواثيق على هذه الامة في ان توالي محمد وال بيته الاطهار فنحن لدينا عهد مع الامام المهدي (ع) ونحن نقرأ في دعاء العهد (اللهم اني اجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من ايامي عهدا وعقدا وبيعة له في عنقي لا احول عنها ولا ازول ابدا ) لكن نرى ان المسلمين يوميا يذهبون ويبايعون سين وصاد في الانتخابات الزائفة مع ان الامام المهدي موجود ونحن في عصر الظهور لكنهم يجلبون شخصا ويجلسونه على كرسي الامام المهدي (ع) ويقولون له احكمنا فما هو عمل الامام المهدي(ع)؟ويقولون ان المرجع الفلان يهو نائب الامام وان السياسي لافلاني ننتخبه لنصرة المذهب الشيعي طيب الانتخابات لهؤلاء اليست بيعة؟ وان اهل البيت (ع) قاالوا ان كل راية ترفع قبل القائم فصاحبها طاغوت و كل بيعة قبل القائم فبيعة كفر ونفاق فالناس لو اجتمعوا على بيعة الامام فلامام يقول لما تأخّر عنهم اليُمن بلقائنا، ولتعجّلت لهم السعادة بمشاهدتنا لذلك لو بقي الانسان على العهد القديم يفترض انه لا يبايع احد وان يتوجه بقلبه الى الامام ويشعر بانه لا وجود لطريق صحيح الا بوجود الامام لو انهم انقطعو الى الامام واجتمعوا على هذا الامر لتحققت المشاهدة لهم.
ومن خلال بحثنا هذا نوجه سؤال الى الحوزة العلمية باعتبار ان لديهم ارث كبير من اهل البيت (ع) وهم اعلم بالروايات فيفترض ان يجيبونا على السؤال وهو هل ان السفارة منقطعة ام لا؟ ولو افترضنا ان السفارة منقطعة طيب اصلا ان كيان الحوزة العلمية مبني على اساس ان الله سبحانه بمقتضى حكمته وعدله لا يترك الارض بدون حجة فأسسوا على هذا الاساس نوابا للامام من باب الاستحسان وبقولهم انه من الحسن ان يكون هناك نائبا للامام بالنيابة العامة للمدعاة وهذا افتراء وكذبة كبيرة نعيشها لذلك نحن نسأل العلماء ونتحداهم ونقول لهم: ماهو دليلكم على انكم نواب الامام المهدي (ع) واين الدليل على النيابة العامة ؟ فقد اثبتنا في بحث سابق ان النيابة العامة قد اعطاها الملك طهماسب الصفوي للمحقق الكركي قبل خمسمئة سنة وهم استحسنوا هذا الشيء فالذلك هم اسسوا هذه المؤسسة الدينية من اجل اهداف شخصية فهم سرقوا مقامات الامام وصعدوا على كرسيه بالباطل للاستحواذ على امواله ولو قرانا كتب التاريخ لوجدنا ان الفقهاء كانوا يتسابقون على الحصول على كرسي النيابة لان نائب الامام تجبى له الاموال من كل مكان وقد احضرنا لكم دليلين لاثبات كلامنا هذا فقد ورد عن الشلمغاني وهو من ادعى النيابة زورا ففي زمن السفراء كثر المدعين للنيابة وازداد النزاع على كرسي السفارة من اجل الاستحواذ عليه فالمؤسسة الدينية بنيت على هذا الشيء الى ان اغلقوا الباب بوجه الامام (ع) وبعدها اخترعوا التقليد فالشلمغاني يقول في غيبة الطوسي : (ما دخلنا مع ابي القاسم الحسين ابن الروح رضي الله عنه في هذا الامر الا ونحن نعلم فيما دخلنا فيه لقد كنا نتهارش على هذا الامر كما تتهارش الكلاب على الجيفة ) طيب اذا كان السفراء الاربعة في ذلك الزمان يعيشون معهؤلاء الذين يتهارشون كالكلاب على مقام السفير فكيف يستطيع الامام ان يسير اموره وسط هكذا ضغوطات وكيف يستطيع السفير ان يكمل عمله مع وجود السفراء الزائفين والحكومة الظالمة من بني العباس فالاموال كانت تدفع لكل من يشي بسفير الامام لذلك مثل هذه المؤامرة نتيجتها انه وصلنا الى مرحلة يقال انه من ادعى المشاهدة قبل الصيحة والسفياني مفتر كذاب ليغلقون الباب بوجه الامام والدليل على هذا القول ماورد في بحار الانوار في (ج51 ص301) فقد ورد حديث طويل عن أحمد الدينوري السراج المكنى بأبي العباس الملقب بآستاره قال (فلما وردت بغداد لم يكن لي همة غير البحث عمن أشير إليه بالنيابة فقيل لي إن ههنا رجلا يعرف بالباقطاني يدعي بالنيابة وآخر يعرف بإسحاق الأحمر يدعي النيابة وآخر يعرف بأبي جعفر العمري يدعي بالنيابة..) هذا الرجل كان يحمل اموالا ويبحث عن السفير ليسلمه الاموال فالعمري كان هو السفير الحقيقي فعندما يأتي شخص الى بغداد ليسأل عن السفيرلا يعلم اين السفير وعندما يسأل الثقاة كل واحد منهم يدليه على شخص معين فهذا الحديث يثبت كثرة الذين ادعوا النيابة كذبا وزورا.
يتبع ...
تعليق