إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيد القحطاني يناقش الشيخ علي الكوراني في قضية الإمام المهدي

تقليص
هذا موضوع مثبت
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيد القحطاني يناقش الشيخ علي الكوراني في قضية الإمام المهدي

    السيد القحطاني يناقش الشيخ علي الكوراني في قضية الإمام المهدي



    كثيراً ما نطالع ما يكتبه العلماء والباحثون حول الامام المهدي (مكن الله له في الارض) الا اننا وللأسف الشديد نجد الكثير منهم قد كتب عن الامام عليه السلام وبدلاً من أن يظهر أمر الامام ويُعّرف قضيته للناس ويوضح ما إلتبس عليهم في أمر إمامهم وقائدهم نجدهم قد أبعدوا الناس أكثر مما يقربونهم وجعلوا الامر عليهم ملتبساً خافياً متناقضاً حيث نراهم ينقلون بعض الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة التي ظاهرها التناقض لأول وهلة وغالباً ما يجمعون تلك الاحاديث والروايات في باب واحد بل ربما في صفحة واحدة مما يجعل القاريء في حيرة من أمره وتشتت في فكره فتختلط عليه الاوراق وتختطفه الظنون والاوهام. ومن هؤلاء العلماء الذين كتبوا في قضية الإمام المهدي (ع) هو الشيخ علي الكوراني .

    الشيخ الكوراني ومسألة وحشة الامام المهدي(ع)
    لقد قام الشيخ الكوراني بنقل بعض الروايات الشريفة التي ظاهرها التناقض في بعض كتبه وأبحاثه فجعل قراء كتبه في حيرة من أمرهم بأي كلام يتمسكون أو يأخذون ولم يحاول الكشف عن سر تلك الروايات ولعله يجهل حلها وعلمها ومن هذه الروايات ما أوردها في كتابه في عصر الظهور فقد ورد في صفحة (191) ما هذا نصه : ( ومن أجل ان نتصور عمله في فترة الظهور الصغرى هذه ، نتعرض باختصار لعمله في غيبته ، فقد ذكرت بعض الروايات انه روحي فداه يسكن المدينة المنورة ، ويلتقي بثلاثين فعن الامام الصادق (ع) قال : ( لابد لصاحب هذا الامر من غيبة ولابد له في غيبته من عزلة ونعم المنزل طيبة وما بثلاثين من وحشة )بحار الانوار ج52.
    وبعد أن أتم هذه الرواية أكمل قائلاً : ( وتدل روايات أخرى على أنه يعيش مع الخضر عليهما السلام فعن الامام الرضا عليه السلام قال : ( ان الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لا يموت حتى ينفخ في الصور وأنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه وانه ليحضر حين يُذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ،وانه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف في عرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا عليه السلام ويصل به وحدته ) البحار ج52 . ثم قال : (ويبدو من هذه الرواية المتقدمة وغيرها ان هؤلاء الثلاثين من أصحاب المهدي عليه السلام أبدال يتجددون دائماً ، فكلما توفي منهم واحد حل محله آخر).
    والحقيقة ان الشيخ الكوراني بعمله هذا ترك الناس في حيرة من أمرهم بل انه قد وضعهم في دائرة لا يعرفون ولا يهتدون الى الخروج منها فأن الناس صاروا بين أمرين هل ان الامام المهدي عليه السلام معه ثلاثين شخصاً يستأنس بهم في وحشته اثناء غيبته أم انه عليه السلام لا يستأنس الا بالخضر عليه السلام في غيبته ، فلا أدري ألم يرى الشيخ الكوراني ما يكتب أم انه لا يتفكر في ما يكتبه ام انه يعتقد ان الناس سذج يفوتهم مثل هذا التناقض الواضح ام انه لا يعرف معنى ما يكتبه وكان الأولى له في مثل هذا ان لا يكتب شيئاً لا يعرفه لأنه لابد ان يُسئل يوماً عنه ثم ما ذنب الناس البسطاء الذين يثقون بما يكتبه وما يؤلفه من أبحاث ويصدره من كتب فهل يعقل ان أحداً يقول اننا نعمل بهاتين الروايتين وهذا يعني لو حملناهما على الامام المهدي عليه السلام كان هناك تناقضاً في كلام الأئمة الطاهرين عليهم السلام وهذا مما لا يصح نسبته اليهم حاشاهم من التناقض والحقيقة ان من يصنع التناقض هم اولئك الذين يكتبون الكتب ولا يعلمون ما يكتبون ويدعون الحبل على الغارب .
    والصحيح ان هاتين الروايتين تتحدثان عن شخصين لا شخص واحد فأن الذي يستأنس بالثلاثين رجلاً ليس الامام المهدي(مكن الله له في الارض) بل هو شخص آخر يطلق عليه صاحب هذا الامر وسوف تكون له غيبة كما ان للامام غيبة وانه في غيبته تلك سوف يكون في عزلة من الناس الا عن ثلاثين شخصاً من أصحابه سوف يكونون معه في غيبته يستأنس عن وحشته اما الامام المهدي (ع) فليس معه في غيبته الا الخضر عليه السلام يستانس به في وحشته .
    ولو تتبعنا مفردات الرواية الاولى لتبين لنا ان صاحب هذا الامر سيغيب عن أهله ووطنه وفي تلك الغيبة عن الاهل والوطن سيمر بمرحلة من العزلة التي تسبب الوحشة له الا ان المولى لن يدعه بهذا الحال بل انه سوف يؤنس وحشته بثلاثين شخصاً من أصحابه . اما الرواية الثانية التي تتحدث عن الخضر عليه السلام فتؤكد ان الإمام المهدي عليه السلام يعيش حالة من الوحدة ونتيجة لتلك الوحدة سيمر بمرحلة من الوحشة الا ان المولى تبارك وتعالى سوف يؤنس وحشته بالخضر (ع) .
    ومن هذا المعنى يتضح لنا ان الرواية الثانية تتحدث عن الامام المهدي وتصفه بالوحدة فعليه لا يمكن ان نحمل الرواية الاولى على الامام لأنها لا تدل على الوحدة اطلاقاً بل يؤكد منطوقها على ان معه في غيبته ثلاثين شخصاً فأين هي الوحدة يا ترى ؟ و بهذا فلا يمكن ولا يعقل ان يأتي احد ليحمل الروايتين على شخص الامام المهدي (ع)ثم ان سماحة الشيخ ايده الله يأتي وبعد صفحة واحد فقط من ذكره لهذه الروايات ليذكر رواية اخرى مناقضة للرواية الثانية التي تؤكد على ان الامام يعيش في وحدة ومعزل عن الناس ويحملها ايضاً على الامام عليه السلام فيزداد القارئ بذلك حيرة وتشتت وضياع وابتعاد عن ادراك الحقيقة حيث قال ما هذا نصه : ( وعن الامام الصادق (ع) قال : وما تنكر هذه الامة ان يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ؟ ان يكون في اسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى يأذن الله عز وجل ان يعرفهم نفسه ، كما اذن ليوسف حين قال {قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَـذَا أَخِي}البحار ج51 ) . ثم ذكر الشيخ معلقاً على هذه الرواية فقال : ( وبناء على هذه الروايات وأمثالها فان حالته (ع) في غيبته تشبه حالة يوسف (ع) ) . انتهى كلام الشيخ -واقول :ساعد الله قلب القارئ فاي الكلام سوف يعمل ويعتقد به هل انه الامام يعيش في وحدة ليس معه الا الخضر (ع) ام انه موجود بيننا ويمشي في اسواقنا ويطأ بسطنا وهذا حتماً مناقضاً لحالة الوحدة التي تكلمت عنها الرواية السابقة لو حملنا هذه الرواية على الامام (ع) ثم اننا لو رجعنا الى قصة يوسف (ع) وانه مر بحالة غيبة الا انه (ع) كان يعيش بين الناس ويمشي في الاسواق ويجلس مع الاخرين على فراشهم فكيف نوجد شبهاً بين يوسف والامام المهدي (عليهما السلام) في هكذا موضوع اللهم الا ان يكون المقصود والمراد من الشخص الذي له شبه من يوسف هو شخص آخر غير الامام عليه السلام ويسمى صاحب هذا الامر وهذا ما لم يتوصل اليه الشيخ لحل تلك الروايات التي جعلها متناقضة فاصبح القارئ ينظر الى كلام المعصومين وكأنه كلام متناقض والعياذ بالله .


    الشيخ الكوراني ومسألة السفارة في اخر الزمان

    ولم ينتهي الامر عند هذا الحد فقد تكلم الشيخ علي الكوراني عن السفارة وانقطاعها وتجددها مرة اخرى فقد اورد في الصفحة (190) من كتابه عصر الظهور التوقيع الذي خرج على يد السفير الرابع محمد بن علي السمري والذي جاء فيه : ( وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة الا ومن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم) البحار ج51 . وقد ذكر الشيخ تعليقاً على هذا التوقع قال فيه: ( والمقصود بمن يدعي المشاهدة قبل هذين الحدثين من يدعي السفارة لصاحب الامر (ع) ، وليس بمجرد التشرف برؤيته دون ادعاء أو نيابة أو التحدث بذلك فقد استفاضت الروايات برؤيته (ع) من قبل العديد من العلماء والاولياء الثقاة الصلحاء ولعل هذا سبب التعبير بنفي المشاهدة لا الرؤية .ويدل التوقيع الشريف على ان الغيبة التامة الكبرى تنتهي بخروج السفياني والصيحة وان الغيبة بعدها يكون أختفاء شبيها بالغيبة الصغرى مقدمة للظهور وان الامام (ع) يتصل فيها بأنصاره ويتشرف العديد منهم بلقاءه وانه ينصب سفراء يكونون واسطة بينه وبين الناس ) .
    لقد حمل الشيخ الكوراني لفظ المشاهدة في التوقيع السالف على السفارة ولو تنزلنا جدلاً وقبلنا بذلك يبقى هناك اشكالا مستمسكاً لا يمكن حله وهو ما معنى ان ادعاء المشاهدة يكون محلاً للتكذيب الا ان يكون بعد السفياني والصيحة كما ينسب الى الامام المهدي(ع) انه قال بذلك علماً ان السفياني يفترق زماناً عن الصيحة فان خروج السفياني وقيامه العسكري يكون في رجب كما دلت عليه الروايات الشريفة فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المعلى بن خنيس عن ابي عبد الله (ع) قال : ( ان امر السفياني من الامر المحتوم وخروجه في رجب ) بحار الانوار ج52 . وعن خلاد الصائغ عن ابي عبد الله (ع) انه قال : ( السفياني لابد منه ولا يخرج الا في رجب ...) بحار الانوار ج52
    اذن فالسفياني يخرج في رجب بينما تخبرنا الروايات الشريفة ان الصيحة تكون في شهر رمضان وبالضبط في الليلة الثالثة والعشرون منه بعد خروج السفياني فقد جاء في الرواية الواردة عن الحارث بن المغيرة ، عن ابي عبد الله (ع) قال : الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان . بحار الانوار ج52.
    وجاء ايضاً في الرواية الوارد عن عباية الاسدي عن امير المؤمنين(ع) انه قال : صيحة في شهر رمضان تفزع اليقظان وتوقظ النائم وتخرج الفتاة من خدرها . غيبة النعماني .
    اذن لما تبين ان خروج السفياني لا يوافق وقوع الصيحة زماناً وان السفياني يكون خروجه قبل وقوع الصيحة بشهرين على اقل التقادير فما معنى ان الامام المهدي (ع) لو سلمنا ان التوقيع صدر منه يعلق مسألة المشاهدة على خروج السفياني والصيحة وهذا الكلام فيه إضطرابا واضحاً لا يمكن نسبته للأمام (ع) فقد كان من الاولى والاجدر ان يقول : ( قبل خروج السفياني ) ويسكت ويكون المعنى تاماً أو انه يقول قبل وقوع الصيحة فيكون المعنى أتم وأكثر وضوحاً وفهماً وبلاغة اما ان الامر يبقى متردداً بين خروج السفياني ووقوع الصيحة فهذا مما لا يرضى فيه اقل موالي للأمام (ع) الذي هو من اهل بيت هم اهل البلاغة والفصاحة اضف الى اننا نعتقد بعصمة الامام (ع) في اقل الامور فكيف في هكذا امر يتوقف عليه مصير الامة بكاملها .



    يتبع يتبع

  • #2
    ولو كان الامر على هذا النحو لكان الاولى والاجدر ان يقول : ( قبل السفياني واليماني )فقد صرحت الروايات الشريفة بان خروجهما يكون في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي بصير عن ابي جعفرمحمدبن علي (عليهما السلام)جاء فيه : ( خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضاً فيكون البأس من كل وجه ويل لمن ناواهم . وليس في الرايات راية اهدى من راية اليماني هي راية هدى لأنه يدعو الى صاحبكم ) الارشاد . اضف الى كل ذلك فان الشيخ الكوراني قال في كتابه عصر الظهور : ( وانه ينصب سفراء يكونون واسطة بينه وبين الناس ) فهل انه (ع) ينصب هؤلاء السفراء بعد وقوع الصيحة ومعنى ذلك ان هؤلاء السفراء لا يستمر عملهم الا لثلاثة اشهر فقط شوال - ذي القعدة - ذي الحجة - وذلك لأن الصيحة كما ذكرنا تكون في العشر الاواخر من شهر رمضان وان قيام الامام المهدي (مكن الله له في الارض) يكون في العشر الاوائل من شهر محرم الحرام كما دلت الاحاديث والروايات فلا أدري هل يعقل ان نتصور ان الامام (ع) ينصب هؤلاء السفراء لهذه المدة القصيرة ولو تنزلنا جدلاً وقبلنا بذلك فما هي الحكمة من ذلك يا ترى ؟ ! ثم ان هناك امراً هو في غاية الاهمية وهو ان افضل هؤلاء السفراء يحتاج الى وقت طويل لكي تثبت سفارته ويصدق الناس انه سفيراً للامام (ع) خاصة انه لا يوجد إمام قد رأه الناس قام بتنصيب هذا السفير ولم يسبقه سفير قد علم الناس وايقنوا انه سفيراً للامام (ع) قام بتنصيب هذا السفير الجديد فلا ادري كيف يقنع الشيخ الكوراني بما يكتب فضلاً عن الاخرين وكيف يستطيع ان يصور لنا هذه الحالة الخاصة والائمة الطاهرين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين أكدوا على ظهور رايات مشتبهة فقد جاء في الرواية الشريفة الواردة عن المفضل بن عمر عن الامام الصادق (ع) قال سمعته يقول : ( إياكم والتنويه اما والله ليغيبن امامكم سبتاً من دهركم ولتمحصن حتى يقال مات اوهلك في أي وادٍ سلك ولتدمعن عليه عيون المؤمنين ولتكفؤن كما تكفأ السفن امواج البحر فلا ينجو الا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الايمان وايده بروح منه ولترفعن اثنتا عشر راية مشتبهه لا يدري أي من أي ) غيبة النعماني .
    ولا ينتهي الامر عند هذا الحد بل ان هناك اثنا عشر رجلاً من بني هاشم كلاً يدعو الناس الى نفسه واتباعه فقد جاء في الرواية الواردة عن ابي خديجة عن ابي عبد الله(ع) انه قال : ( لا يخرج القائم حتى يخرج قبله اثنى عشر من بني هاشم كلهم يدعو الى نفسه )الارشاد . ثم ان الشيخ الكوراني وفقه الله حدد في كتاب آخر من يكون سفيراً للإمام (ع) قبل قيامه حيث جاء في كتابه (( المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي عج )) في الصفحة (619) منه : ( والمرجح عندنا في الجواب :ان ثورة اليماني تحضى بشرف التوجيه المباشر من الامام المهدي (ع) فاليماني سفيره الخاص يتشرف بلقائه ويأخذ توجيهه منه) .
    والحقيقة ان هذا هو التناقض بعينه فان الشيخ الكوراني في كتابه هذا يؤكد ان اليماني هو سفير الامام المهدي الخاص بينما ذكر في كتابه عصر الظهور ان السفارة لا تكون قبل الصيحة والسفياني وان من يدعيها يكون كذاب مفتر ولا ادري هل فات الشيخ ان خروج اليماني يكون سابقاً لوقوع الصيحة كما بينت الاحاديث والروايات المعصومية الشريفة حيث جاء في الرواية الشريفة والتي سبق ان ذكرناها والتي نقلها الشيخ الكوراني في كتابه المذكور في الصفحة (618) والمروية عن ابي بصير عن ابي جعفر (ع) والتي جاء فيهما : ( السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ...) الارشاد . وقد سبق ان بينا ان خروج السفياني يكون في رجب فاليماني خروجه ايضاً في رجب اذن فانه يسبق وقوع الصيحة التي يكون وقتها كما ذكرت الروايات الشريفة في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان .
    وبهذا اصبح التناقض واضحاً وبيناً حيث ادعى سماحة الشيخ ان السفارة لا تكون الا بعد الصيحة ثم قال ان اليماني هو سفير الامام الخاص واليماني كما بينا يخرج قبل وقوع الصيحة فلا أدري كيف يناقض شخصاً وعالماً وباحثاً نفسه مع ادعاءه المعرفة والعلم في امر الامام (ع).


    قول الشيخ الكوراني في من يخلف الامام المهدي (ع)

    اورد الشيخ الكوراني في كتابه (( المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي عج)) في الصفحة (301) فقد اورد عن ابي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد : ( يابن رسول الله ، اني سمعت من ابيك (ع)انه قال يكون بعد القائم اثنا عشر مهدياً ؟ فقال : انما قال اثنا عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر اماماً ،ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس الى موالاتنا ومعرفة حقنا ) كمال الدين ج2 . واورد ايضاً عن النبي (ص) من حديث قال فيه : ( يا علي انه سيكون بعد اثنما عشر اماماً ، ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فانت يا علي اول الاثني عشر ) مختصر البصائر . واورد عن علي بن الحسين (ع) : ( يقوم القائم من ثم يكون بعده اثنا عشر مهدياً )شرح الاخبار ج3 . ومن هذه الروايات يظهر ان الذي يحكم من بعد الامام المهدي (ع) اثنى عشر رجلاً من الشيعة وهم من الممهدين الذين ينصرون الامام (ع) ويكونون من المؤمنين المخلصين الممحصين الا ان الشيخ اعزه الله لم يقف عند هذا الحد بل انه عاد واورد في الصفحة (913) الرواية عن ابي عبد الله (ع) والتي جاء فيها : ( ويقبل الحسين في اصحابه الذين قتلوا معه ،ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران ، فيدفع اليه القائم الخاتم فيكون الحسين (ع) هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته ) بحار الانوار ج53 . واورد ايضاً عن ابي عبد الله (ع): ( ان اول من يكر في الرجعة الحسين بن علي (عليهما السلام) ويمكث في الارض اربعين سنة حتى يسقط حاجباه في عينيه ) البرهان ج2 .والذي يظهر من هذه الروايات ان الامام الحسين (ع) هو من يلي بعد الامام المهدي (ع) ويحكم بعده .
    وبهذا فان القارئ والمتطلع لامر الامام (ع) يقف عاجزاً وحائراً في مثل هذه المسألة فمن هو يا ترى الذي يخلف الامام (ع) في الحكم هل هو رجل من الشيعة احد الاثني عشر المهديين ام انه الامام الحسين (ع).
    والحقيقة ان الشيخ الكوراني قد نقل هذه الروايات وجعل القارئ يعيش حالة من الضياع والحيرة والتخبط وكان الاولى من الشيخ وهو العارف والعالم بقضية الامام (ع) ان يبين للناس حقيقة هذه المسالة الا اننا على اعتقاد تام بان الشيخ الكوراني لا يعرف ولا يجد حلاً لتلك المسألة بل انه لا يهتدي الى ذلك سبيلاً واعتقادنا هذا نابع من كون امر الرجعة يعد من عظائم الامور التي لا يحيط بها ولا يعرف علمها الا من كان متصلاً بالله عز وجل والامام المهدي (ع) وذلك لانها كما ذكر الشيخ الكوراني في كتابه المذكور في الصفحة (6-9) من التأويل الذي لا يحيط الناس بعلمه.
    وقد استدل الشيخ على هذا الكلام بهذه الرواية الواردة عن حمران قال: (سألت ابا جعفر (ع) عن الامور العظام من الرجعة وغيرها فقال : ان هذا الذي تسألوني عنه لم يأت اوانه ، قال الله : بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) تفسير العياشي ج2.
    فبناء على كلامك وما جاء في نص الرواية تكون العلم بالرجعة من التأويل الذي لا يحيط بعلمه الناس كما قال الشيخ الكوراني وهو ما يفهم من الرواية وان العلم بالرجعة لا يكون الا في فرق معين وهو قرب زمان وقوعها لذلك لم يتكلم الامام ابو جعفر (ع) عنها حينما ساله حمران احد اصحابه وقال انها لم يات اوانها بعد وبذلك لم يجبه عنها .
    ومن هنا يتبين ان الرجعة لم تكن معروفة في وقت الامام الباقر(ع) حتى لاقرب اصحابه والامام كان يمتنع عن بيانها والحديث عنها فلا ادري كيف تكلم الشيخ الكوراني وغيره من الباحثين عن الرجعة وافرد الكثير منهم لها فصولاً وابواباً في كتبهم ومن اين جاءهم العلم بها بحيث صورها بانها رجوع بعض الاشخاص الى الحياة الدنيا بعد الموت بارواحهم واجسامهم ويخرجوا من قبورهم مع ان اخص اصحاب الائمة لم يكونوا يعرفون الرجعة ثم ان عامة الناس اليوم لو سألتهم عن الرجعة لقالوا لك رجوع بعض الاموات الى الحياة الدنيا واذا كان هذا هو مفهوم الرجعة فما معنى ان الشيخ الكوراني يدعي انها من التأويل الذي لا يعلم به الناس وان الامام الباقر لم يتحدث عنها واكتفى بالجواب ان اوانها لم يأت بعد وهل هذا الا التناقض بعينه ؟!
    والحقيقة ان مفهوم الرجعة اعظم من ذلك بكثير ولا يمكن ان تدركه وتعلمه الناس الا في وقت معين حينما يأتي من له القدرة على كشفه وبيانه وتوضيحه بفيض وتعليم الهي رباني .


    قول الكوراني في من يقتل ابليس

    حينما نرجع الى كتب الشيخ الكوراني في هذه المسألة نجده يضع القارئ في حيرة من امره حيث ذكر في كتابه ((المعجم الموضوعي لاحاديث الامام المهدي(عج))) في الصفحة (918) منه هذه الرواية التي وردت عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال :سمعت ابا عبد الله يقول : ن ابليس قال : انظرني الى يوم يبعثون ، فأبى الله ذلك عليه ، فقال : انك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ، فاذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر ابليس لعنه الله في جميع اشياعه منذ خلق الله ادم الى يوم الوقت المعلوم وهي اخر كرة يكرها - الى ان قال - ورسول الله بيده حربة من نور ، فاذا نظر اليه ابليس رجع القهقري ناكصاً على عقبيه فيقول له اصحابه : اين تريد وقد ظفرت ؟ فيقول : اني ارى مالاترون اني اخاف الله ، فيلحقه النبي (ص) فيطعنه طعنة بين كتفيه فيكون هلاكه وهلاك جميع اشياعه ....الخ)) الايقاظ - بحار الانوار ج53.
    واورد ايضاً نقلاً عن تفسير العياشي ج2. عن ابي عبد الله (ع) في قول الله تبارك وتعالى قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ} قال يوم الوقت المعلوم يوم يذبحه رسول الله(ص) على الصخرة التي في بيت المقدس)) بحار الانوار ج11. تفسير الصافي ج3.
    فمن هاتين الروايتين يتبين لنا ان الذي يقتل ابليس هو رسول الله(ص) الا ان الامر لم يقف عند هذا الحد فما ان تبين لنا ذلك حتى ارجعنا الشيخ غفر الله له من اليقين الى الشك حيث اورد في نفس الكتاب وفي الصفحة التالية منه اي (919) نقلاً عن تفسير العياشي عن وهب بن جميع مولى اسحق بن عمار قال : سألت ابا عبد الله(ع) عن قول ابليس : رب فانظرني الى يوم يبعثون قال فأنك من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ؟ قال له وهب جعلت فداك اي يوم هو ؟ قال : يا وهب اتحسب انه يوم يبعث الله فيه الناس ؟ ان الله انظره الى يوم يبعث فيه قائمنا ، فاذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة وجاء ابليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول : ياويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك اليوم هو الوقت المعلوم) واورد الشيخ الكوراني ايضاً في دلائل الامامة ((فاذا بعث الله عزوجل قائمنا فيأخذ بناصيته ويضرب عنقه ، وذلك يوم الوقت المعلوم )).
    ولا اعرف مالذي يريده الشيخ الكوراني حين يذكر هذه الروايات هل يريد ان يجعل عامة الناس لا يهتدون الى الحق سبيلاً اما ماذا ؟!
    واذا كان يعرف معنى هذه الروايات وحقيقة من يقتل ابليس فلماذا لا يذكر ذلك ؟! الا انني على اعتقاد تام انه لا يعرف من هو الذي يقتل ابليس وكيف يكون ذلك وما معنى الروايات التي تذكر ان قاتله هو رسول الله (ص) والروايات التي تذكر ان قاتله هو الامام المهدي (ع) ولا يمكن ان يكون كلام اهل البيت متناقضاً اطلاقاً كما اننا لا نستطيع ان نرد تلك الروايات التي نقلها العلماء ودونها في كتبهم وابحاثهم وتلقوها بالقبول الا ان الحق ان هذه الروايات صحيحة وليست متناقضة واما قتل ابليس من قبل الرسول (ص) او من الامام (ع) لا يمكن حمله الا على مفهوم الرجعة الروحية فأن الذي يباشر القتل ظهاراً هو الامام المهدي(ع) اما في الباطن فهو رسول الله (ص) الذي يكون مسدداً للامام (ع)

    تعليق


    • #3
      إن الأرض تفخر إذا مر عليها أصحاب القائم (ع) فقد جاء في إكمال الدين عن أبي جعفر (ع) قال كأني بأصحاب القائم وقد أحاطوا بما بين الخافقين ليس من شيء إلا وهو مطيع لهم حتى سباع الأرض وسباع الطير يطلب رضاهم كل شيء حتى تفخر الأرض على الأرض وتقول : مر بي اليوم من أصحاب القائم (ع) .

      تعليق

      يعمل...
      X