السيد القحطاني يناقش الشيخ بشير النجفي في قضية الإمام المهدي(ع)السلام عليكم
جيدة هي الكتابة والتأليف في أمر الإمام المهدي (مكن الله له في الأرض ) وحسن هو الاهتمام بقضيته سواء كان من رجال العلم أو من عامة الناس لكن الغير جيد أن تكون تلك الكتابات والمؤلفات غير موافقة لما جاء في كتاب الله عز وجل وأحاديث وروايات النبي والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لأنها ستكون حينها مدعاة للانحراف والاعتقاد الخاطئ مما يترتب عليه نتائج سلبية حتماً لذا فقد حذر أهل البيت (عليهم السلام) من الأخذ بكلام وآراء أيا كان خاصة إذا لم يكن حجة على الناس .
فقد جاء في الرواية عن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو عبد الله (ع) : إياك والرئاسة - إلى أن قال - إياك أن تنصب رجلاً دون الحجة فتصدقه في كل ما قال . الكافي ج2 ص297 .
لذا فإن أي قول إذا لم يوافق قول الأئمة (عليهم السلام) الذين جعلهم الله حجج علينا فإننا لا يمكن أن نصدقه ونقبل به
اننا وللاسف الشديد ليؤلمنا مانقرئه في بعض الكتب والابحاث خاصة تلك التي صدرت عن رجال دين واهل علم فنجد فيها الكثير من الاراء الخاطئة البعيدة كل البعد ن الحق والصواب ومن جملة هذه الكتب كتاب للشيخ بشير النجفي اسمه ((ولادة الامام المهدي(ع))) وهو صادر عن مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي عليه السلام التابع لسماحة السيد علي السيستاني .
والحقيقة اننا وجدنا فيه الكثير من المؤاخذات وخاصة في اجوبة الشيخ حول الاسئلة الموجهة لسماحته فقد سئل عن زمن الظهور حيث جاء في الصفحة (33) من الكتاب ما هذا نصه :
(س1 / هل تحققت معظم علامات ظهور الامام المنتظر عجل الله فرجه ؟ وهل هذا هو زمن الظهور ؟
- فاجاب سماحة الشيخ قائلاً :-
ج/ علامات ظهور الامام كما قرر العلماء على قسمين : بعضها حتمي والآخر غير حتمي ، العلامات الغير حتمية يحتمل ان يظهر الامام عليه السلام بعدها وليس ذلك مؤكداً ، وهذه العلامات تقريباً كلها تحققت ، واما الحتمية فلم يظهر منها شيء لحد الان اما بالنسبة لزمن الظهور فالامام المعصوم عليه السلام قال: (كذب الوقاتون) ويرد على جواب الشيخ هذا ان القول ان هذا زمن الظهور ليس من التوقيت بتاتاً فانه ليس محصوراً بمدة بعينها اي ان القول ان هذا عصر الظهور ليس فيه تعيين لسنة ظهور الامام (عليه السلام) كما انه في عدة مواضع من نفس كتابك هذا قد ناقضت قولك بنفسك حيث قلت في الصفحة (86) من كتابك هذا رداً على سؤال برقم 12 جاء فيه : ( س12/ ورد في الاحاديث انه يظهر في عدد من السنين الفردية الى غير ذلك ، افلا يعتبر هذا توقيتاً ؟
وجاء في الجواب
ج/ ليس هذا توقيتاً ، بل هو من قبيل القول بأنه عجل الله فرجه يظهر في آخر الزمان ، والتوقيت هو ذكر اليوم والشهر والسنة ) .
وقد سئل السائل عن هل ان هذا هو عصر الظهور ام لا وليس فيه تحديد لليوم والشهر والسنة اي ليس فيه توقيت كما قد ذكرت ان التوقيت ذكر اليوم والشهر والسنة فلماذا هذا التناقض ياترى ؟!
- قد اورد الشيخ النجفي في الصفحة (68) من كتابه رواية عن ام هانئ الثقفية جاء فيها قالت ام هانئ : قلت ياسيدي مامعنى قول الله عزوجل ((فلا اقسم بالخنس الجوار الكنس)) قال : نعم المسألة سألتيني يا أم هانئ ، هذا مولود في آخر الزمان هو المهدي من هذه العترة ...الخ))
وبعد هذا المورد بعدة صفحات اي في صفحة (87) اجاب الشيخ على سؤال برقم (13) وكان جوابه كالتالي الروايات في كتب ابناء العامة تشير اكثر من مرة الى هذا المعنى ، وهو انه سيظهر . اما ولادة شخصه فالروايات في كتبهم شبه نادرة) ويرد على كلام الشيخ هذا ان العالم يجب ان يكون منتبهاً في اقواله لا ان يناقض اقواله بنفسه مرة واخرى يلزم نفسه للخصم فان ابناء العامة لو وقع بيدهم هذا الكتاب لكان من السهل عليهم تطبيق قاعدة الالزام (اي الزموهم بما الزموا به انفسهم) فانت تنفي وجود روايات من طرق اهل السنة تذكر ولادة المهدي الا انك ذكرت رواية ام هانئ وفيها دلالة على ولادة المهدي في اخر الزمان كما هو ظاهر الكلام حيث جاء فيها ((هذا مولود في اخر الزمان هو المهدي من العترة)) . فكيف يقع من يعتقد في نفسه انه عالم ومجتهد واعلم من غيره في هذه المسالة الخطيرة .
وفي الصفحة (82) من نفس الكتاب ورد هذا السؤال والذي جاء فيه : (س3/ هل يمكن التوفيق بين ما وري عندنا وما روي عند العامة ان المهدي عجل الله فرجه يولد اخر الزمان ونحن نقول انه مولود ؟ ووجه التوفيق ان العامة عندهم السنة منحصرة بقول النبي (ص) وحين بشر بالمهدي لم يكن موجوداً !
- وجاء في جواب سماحة الشيخ -
ج/ ليس هذا التزاماً بالروايات التي وردت عن رسول الله (ص) - كما قلت في الجلستين السابقتين - فكلها تقول يظهر ، يولد آخر الزمان ولكن ما هو المقصود بآخر الزمان ؟ لقد وصف آخر الزمان بالقياس الى عدد الائمة عليهم السلام فهو آخر الزمان ، وكلمة آخر الزمان كلمة اضافية لا يمكن تحديدها ، والذي ذهب اليه جمع وما قلته بخدمتكم في الجلسة السابقة والأسبق هو إن الروايات الواردة في كتب أبناء العامة كلها تقول إنه سيظهر ، وهناك روايات تقول : ولد وسيظهر . بهذا تجتمع الروايات.
ويرد على جواب الشيخ : إن العالم يجب أن يتصف بالشمولية وبُعد النظر وسعة الإطلاع والحقيقة إنه من الممكن الجمع بين ما يقوله أهل السنة من إن المهدي يولد في آخر الزمان وبين ما يعتقد به أتباع أهل البيت من إن المهدي ولد وغاب وسوف يظهر في آخر الزمان فعلى قول الشيعة إن الذي ولد وغاب ويخرج في آخر الزمان وهو الإمام المهدي الحجة بن الحسن العسكري عليهما السلام ، أما على قول السنة فإن الذي يولد في آخر الزمان هو السيد الحسني اليماني وزير الإمام والذي يسمى في بعض الروايات بالمهدي ، وهذا مما صرح به بعض علماء الشيعة في كتبهم وأبحاثهم وأكثر من ذلك ما دلت عليه الروايات ، وهذا السيد الحسني اليماني هو الحسني عند السنة وهو من يكون حجة عليهم وهو من يقودهم لأداء النصرة والتسليم والطاعة للإمام المهدي الحجة بن الحسن عليهما السلام حيث دلت بعض الروايات على ظهور شخص اخر غير الامام المهدي (عليه السلام) يخرج في اخر الزمان يكون هادياً مهدياً يدعو الناس الى الله والحق والى الامام المهدي(ع) وهو السيد الحسني الذي ورد ذكره في الروايات المعصومية الشريفة وهو الذي يسلم الراية للامام المهدي(ع) وهو وزيره اليماني الذي يخرج من اليمن ومن قرية يقال لها كرعة والذي يخرج بالرايات السود من خراسان وهذه طائفة من الروايات الواردة عن ائمة الهدى صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين والتي اثبت من خلالها ان هناك مهدي حسني اضافة الى المهدي الحسيني والذي هو الحجة بن الحسن(ع):
يتبع يتبع
.
تعليق