السيد القحطاني يناقش السيد كمال الحيدري في تأويل القرآن والراسخون في العلم
نحن الآن بصدد مناقشة سماحة السيد كمال الحيدري في كتاب تأويل القرآن وبالأخص في مسألة الراسخون في العلم ، والذي دعانا إلى مناقشة هذا الكتاب الذي أولف في موضوع هو في غاية الأهمية والخطورة ما وجدناه من مؤاخذات واشكلات عديدة لذا أرتئينا أن ننبه الأخوة المؤمنون والدارسون لكي لا يتبنوا بعض الآراء الخاطئة ويعملوا وفقها .
- لقد ذكر سماحة السيد الحيدري في الصفحة (81) من كتابه (تأويل القرآن) ما هذا نصه : [... ان الراسخين في العلم سبب للعلم بالتأويل فان الاية لا تثبت ذلك ، بل ربما لاح من سياقها جهلهم بالتأويل حيث قال تعالى : {يقولون آمنا به كل من عند ربنا}]. ثم قال ايضاً في نفس الصفحة : [والحاصل ان الاية ليست بصدد اثبات ان الرسوخ في العلم سبب للعلم بالتأويل كما تصوره القائلون بان الواو للعطف ، لذا لا يثبت ان كل راسخ في العلم عالم بالتأويل بالضرورة ، وانما الثابت ان العلم بالتأويل سبب للرسوخ في العلم] انتهى كلام السيد الحيدري -
ويرد على كلام السيد هذا : ان قوله هذا غير صحيح حتى لو ذهبنا الى القول بان الواو استئنافية فان الاستئناف هنا ليس معناه الجهل بالتأويل بل معناه انهم لايعلمون التأويل الا بتعليم من قبل المولى عز وجل وليس من تلقاء انفسهم ، فالله هو العالم بالتأويل والراسخون في العلم ايضاً عالمون بالتأويل ولكن ليس كعلم الله بل بتعليم منه تعالى .
كما ان كلام السيد هذا معارض للكثير من الروايات والتي نقل قسماً منها في كتابه والتي تثبت ان الراسخين في العلم يعلمون التأويل حيث نقل في الصفحة (85) بعض تلك الروايات فعن بريد بن معاوية قال قلت للباقر (ع) :قول لله تعالى وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) قال: يعني تأويل القرآن كله الا الله والراسخون في العلم ، فرسول الله صلى الله عليه وآله قد علمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان لله منزلاً عليه شيئاً لم يعلّمه تأويله ، واوصياؤه من بعده يعلمونه كله ، فقال الذين لايعلمون : ما نقول اذا لم نعلم تأويله ؟ فاجابهم لله : (يقول امنا به كل من عند ربنا) تفسير العياشي ج1ص293.
ونقل ايضاً في الصفحة التالية من كتابه : [وعن الفضل بن يسار عن بي جعفر الباقر (ع) قال: (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ) نحن نعلمه ] تفسير العياشي ج1. وذكر ايضاً في الصفحة ذاتها : [وعن ابي بصير عن ابي عبد الله الصادق(ع) قال: (نحن الراسخون في العلم) فنحن نعلم تأويله] تفسير العياشي ج1. فهل بعد كلام الأئمة لاطهار عليهم السلام كلام خاصة وان هذ الروايات قد ذكرها السيد الحيدري في نفس كتابه فلماذا هذا التناقض ياترى ؟!
- لقد ذهب سماحة السيد كمال الحيدري الى القول بأن العلم بالتأويل ليس من لوازم الرسوخ في العلم بل هو من لوازم التطهير فقد قال في الصفحة (81) ما هذا نصه:
[فإن المقدار الثابت بذلك ان المطهّرين يعلمون التأويل ، ولازم تطهيرهم ان يكونوا راسخين في علومهم ، لما ان تطهير قلوبهم منسوب الى الله وهو تعالى سبب غير مغلوب ، لا أن الراسخين في العلم يعلمون التأويل بما انهم راسخون في العلم...].
اشكال مهم ذكر سماحة السيد ان العلم بالتأويل لا يكون ولا يصل اليه احد ان لم يكن من المطهرين وليس الامر عائداً للرسوخ في العلم .
ثم يبين من هم المطهرون حيث قال في الصفحة(88) ما هذا نصه :[من هنا لابد من الاجابة على هذا التساؤل من هم المطهرون في القرآن ؟ قال تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33،
كلمة (انما) تدل على حصر الارادة في اذهاب الرجس والتطهير ، وكلمة (اهل البيت) سواء كان لمجرد الاختصاص او مدحاً او نداء يدل على اختصاص اذهاب الرجس والتطهير بالمخاطبين بقوله(عنكم) -الى ان قال- وقد ورد في اسباب النزول ان الاية نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسين عليهم السلام خاصة لا يشاركهم فيها غيرهم).
ويرد على كلام السيد هذا اشكالان:
الاشكال الاول: ان السيد الحيدري ذهب الى القول بان التأويل من لوازم التطهير فلا يعلم التأويل الا المطهرون ثم بين ان المطهرين هم الخمسة اصحاب الكساء ولازم هذا الكلام ان التأويل لا يعلمه الا الخمسة اصحاب الكساء الا اننا في الواقع نجد ان جميع الائمة الاطهار عليهم السلام عندهم العلم بالتأويل وقد اؤلوا الكثير من ايات القرآن وتاريخنا الاسلامي وكتبنا الروائية شاهدة على ذلك فقد نقلنا مجموعة من الروايات التي تدل على ان الباقر والصادق عليهما السلام يعلمان التأويل والتي قام الحيدري بنقلها في كتابه في الصفحة (85) فالرواية الاولى هي التي وردت عن الفضل بن يسار عن ابي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) نحن نعلمه) تفسير العياشي ج1.
الرواية الثانية الواردة عن ابي بصير عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (نحن الراسخون في العلم ، فنحن نعلم تأويله) العياشي ج1.
ومن هاتين الروايتين يخبرنا الامام الباقر والامام الصادق (عليهما السلام) بانهما يعلمان التأويل فكيف يقول السيد بان علم التأويل لا يعلمه الا الخمسة اصحاب الكساء.
الاشكال الثاني : ان السيد كمال الحيدري جعل الرسوخ في العلم من لوازم التطهير اي ان الانسان لا يكون راسخاً في العالم ما لم يكن من المطهرين الا انه يفاجئنا بعد عدة سطور بأن يقول : ( وانما الثابت ان العلم بالتأويل سبب للرسوخ في العلم ).
فقد جعل بقوله هذا المقدمة نتيجة ولا أدري ما معنى هذا التناقض يا ترى ، ثم اننا لو سلمنا بقول السيد : ( ان التأويل من لوازم التطهير فما معنى اقتران التأويل بصورة واضحة بالراسخين في العلم ولماذا لم يقرن المولى تبارك وتعالى التأويل بالمطهرين ، قال تعالى { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 ، وقال تعالى {لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }النساء162 ، كما ان روايات كثيرة وردت في التأويل اقترنت بالراسخين في العلم كالروايات التي ذكرناها سابقاً .
وأما استدلاله بقوله تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} فهذا من أعجب العجب وهو من قبيل الاختلاف في معنى المس حيث ذهب ابناء العامة الى ان المقصود بذلك لمس كتابة القرآن من دون طهارة فرد عليهم الشيعة بأن هناك الكثير من الناس الغير متطهرين قد مسوا كتابة القرآن ، وقال فريق ان المس بمعنى التفسير فرد عليهم آخرون بأن هناك الكثير من المفسرين وهم من غير المطهرين وذهب آخرون الى القول ان المس بمعنى التأويل الا اننا نجد ان هناك من قام بتأويل القرآن وبدليل ما نقله السيد الحيدري في كتابه في الصفحة (158) من رأي السيد الآملي والذي تبناه الحيدري حيث قال ما هذا نصه : ( يجيب الآملي على ذلك مؤكداً إمكانية حصول التأويل بالمطلق وقدرة البشر - بلا استثناء - على ممارسته والقيام بأعبائه وتحقيق مضامينه ، بمطابقته بعالمي الافاق والنفس اجمالاً وتفصيلاً صورة ومعنى ) ، وقال السيد الحيدري بعد ذلك : ( فإن المقدار الثابت بذلك ان المطهرين يعلمون التأويل )
وسبق وان ذكرنا ان السيد الحيدري ذهب الى القول بأن المطهرين هم اهل البيت وبالتحديد هم محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسنان (عليهم السلام).
وهذا هو التناقض بعينه فمرة يبين كلام الآملي من ان التأويل ممكن الوصول اليه وتحصيله ومرة يقول ان التأويل لا يكون الا للمطهرين وهم أهل البيت خاصة . ثم ان المقصود بالقرآن الكريم الذي لا يمسه الا المطهرون، قرآن لا يعلم حقيقته وتأويله الا المطهرون وبعد البحث وربط القرآن بالقرآن ثبت ان المقصود بالكتاب الكريم الذي لا يمسه الا المطهرون البسملة فقط وليس كل القرآن وذلك بحسب الربط المعادلاتي القائم على ربط القرآن بالقرآن وهو على ثلاث مراحل :
يتبع يتبع
نحن الآن بصدد مناقشة سماحة السيد كمال الحيدري في كتاب تأويل القرآن وبالأخص في مسألة الراسخون في العلم ، والذي دعانا إلى مناقشة هذا الكتاب الذي أولف في موضوع هو في غاية الأهمية والخطورة ما وجدناه من مؤاخذات واشكلات عديدة لذا أرتئينا أن ننبه الأخوة المؤمنون والدارسون لكي لا يتبنوا بعض الآراء الخاطئة ويعملوا وفقها .
- لقد ذكر سماحة السيد الحيدري في الصفحة (81) من كتابه (تأويل القرآن) ما هذا نصه : [... ان الراسخين في العلم سبب للعلم بالتأويل فان الاية لا تثبت ذلك ، بل ربما لاح من سياقها جهلهم بالتأويل حيث قال تعالى : {يقولون آمنا به كل من عند ربنا}]. ثم قال ايضاً في نفس الصفحة : [والحاصل ان الاية ليست بصدد اثبات ان الرسوخ في العلم سبب للعلم بالتأويل كما تصوره القائلون بان الواو للعطف ، لذا لا يثبت ان كل راسخ في العلم عالم بالتأويل بالضرورة ، وانما الثابت ان العلم بالتأويل سبب للرسوخ في العلم] انتهى كلام السيد الحيدري -
ويرد على كلام السيد هذا : ان قوله هذا غير صحيح حتى لو ذهبنا الى القول بان الواو استئنافية فان الاستئناف هنا ليس معناه الجهل بالتأويل بل معناه انهم لايعلمون التأويل الا بتعليم من قبل المولى عز وجل وليس من تلقاء انفسهم ، فالله هو العالم بالتأويل والراسخون في العلم ايضاً عالمون بالتأويل ولكن ليس كعلم الله بل بتعليم منه تعالى .
كما ان كلام السيد هذا معارض للكثير من الروايات والتي نقل قسماً منها في كتابه والتي تثبت ان الراسخين في العلم يعلمون التأويل حيث نقل في الصفحة (85) بعض تلك الروايات فعن بريد بن معاوية قال قلت للباقر (ع) :قول لله تعالى وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) قال: يعني تأويل القرآن كله الا الله والراسخون في العلم ، فرسول الله صلى الله عليه وآله قد علمه الله جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل ، وما كان لله منزلاً عليه شيئاً لم يعلّمه تأويله ، واوصياؤه من بعده يعلمونه كله ، فقال الذين لايعلمون : ما نقول اذا لم نعلم تأويله ؟ فاجابهم لله : (يقول امنا به كل من عند ربنا) تفسير العياشي ج1ص293.
ونقل ايضاً في الصفحة التالية من كتابه : [وعن الفضل بن يسار عن بي جعفر الباقر (ع) قال: (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم ) نحن نعلمه ] تفسير العياشي ج1. وذكر ايضاً في الصفحة ذاتها : [وعن ابي بصير عن ابي عبد الله الصادق(ع) قال: (نحن الراسخون في العلم) فنحن نعلم تأويله] تفسير العياشي ج1. فهل بعد كلام الأئمة لاطهار عليهم السلام كلام خاصة وان هذ الروايات قد ذكرها السيد الحيدري في نفس كتابه فلماذا هذا التناقض ياترى ؟!
- لقد ذهب سماحة السيد كمال الحيدري الى القول بأن العلم بالتأويل ليس من لوازم الرسوخ في العلم بل هو من لوازم التطهير فقد قال في الصفحة (81) ما هذا نصه:
[فإن المقدار الثابت بذلك ان المطهّرين يعلمون التأويل ، ولازم تطهيرهم ان يكونوا راسخين في علومهم ، لما ان تطهير قلوبهم منسوب الى الله وهو تعالى سبب غير مغلوب ، لا أن الراسخين في العلم يعلمون التأويل بما انهم راسخون في العلم...].
اشكال مهم ذكر سماحة السيد ان العلم بالتأويل لا يكون ولا يصل اليه احد ان لم يكن من المطهرين وليس الامر عائداً للرسوخ في العلم .
ثم يبين من هم المطهرون حيث قال في الصفحة(88) ما هذا نصه :[من هنا لابد من الاجابة على هذا التساؤل من هم المطهرون في القرآن ؟ قال تعالى : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33،
كلمة (انما) تدل على حصر الارادة في اذهاب الرجس والتطهير ، وكلمة (اهل البيت) سواء كان لمجرد الاختصاص او مدحاً او نداء يدل على اختصاص اذهاب الرجس والتطهير بالمخاطبين بقوله(عنكم) -الى ان قال- وقد ورد في اسباب النزول ان الاية نزلت في النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي وفاطمة والحسين عليهم السلام خاصة لا يشاركهم فيها غيرهم).
ويرد على كلام السيد هذا اشكالان:
الاشكال الاول: ان السيد الحيدري ذهب الى القول بان التأويل من لوازم التطهير فلا يعلم التأويل الا المطهرون ثم بين ان المطهرين هم الخمسة اصحاب الكساء ولازم هذا الكلام ان التأويل لا يعلمه الا الخمسة اصحاب الكساء الا اننا في الواقع نجد ان جميع الائمة الاطهار عليهم السلام عندهم العلم بالتأويل وقد اؤلوا الكثير من ايات القرآن وتاريخنا الاسلامي وكتبنا الروائية شاهدة على ذلك فقد نقلنا مجموعة من الروايات التي تدل على ان الباقر والصادق عليهما السلام يعلمان التأويل والتي قام الحيدري بنقلها في كتابه في الصفحة (85) فالرواية الاولى هي التي وردت عن الفضل بن يسار عن ابي جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم) نحن نعلمه) تفسير العياشي ج1.
الرواية الثانية الواردة عن ابي بصير عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (نحن الراسخون في العلم ، فنحن نعلم تأويله) العياشي ج1.
ومن هاتين الروايتين يخبرنا الامام الباقر والامام الصادق (عليهما السلام) بانهما يعلمان التأويل فكيف يقول السيد بان علم التأويل لا يعلمه الا الخمسة اصحاب الكساء.
الاشكال الثاني : ان السيد كمال الحيدري جعل الرسوخ في العلم من لوازم التطهير اي ان الانسان لا يكون راسخاً في العالم ما لم يكن من المطهرين الا انه يفاجئنا بعد عدة سطور بأن يقول : ( وانما الثابت ان العلم بالتأويل سبب للرسوخ في العلم ).
فقد جعل بقوله هذا المقدمة نتيجة ولا أدري ما معنى هذا التناقض يا ترى ، ثم اننا لو سلمنا بقول السيد : ( ان التأويل من لوازم التطهير فما معنى اقتران التأويل بصورة واضحة بالراسخين في العلم ولماذا لم يقرن المولى تبارك وتعالى التأويل بالمطهرين ، قال تعالى { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7 ، وقال تعالى {لَّـكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَـئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }النساء162 ، كما ان روايات كثيرة وردت في التأويل اقترنت بالراسخين في العلم كالروايات التي ذكرناها سابقاً .
وأما استدلاله بقوله تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ} فهذا من أعجب العجب وهو من قبيل الاختلاف في معنى المس حيث ذهب ابناء العامة الى ان المقصود بذلك لمس كتابة القرآن من دون طهارة فرد عليهم الشيعة بأن هناك الكثير من الناس الغير متطهرين قد مسوا كتابة القرآن ، وقال فريق ان المس بمعنى التفسير فرد عليهم آخرون بأن هناك الكثير من المفسرين وهم من غير المطهرين وذهب آخرون الى القول ان المس بمعنى التأويل الا اننا نجد ان هناك من قام بتأويل القرآن وبدليل ما نقله السيد الحيدري في كتابه في الصفحة (158) من رأي السيد الآملي والذي تبناه الحيدري حيث قال ما هذا نصه : ( يجيب الآملي على ذلك مؤكداً إمكانية حصول التأويل بالمطلق وقدرة البشر - بلا استثناء - على ممارسته والقيام بأعبائه وتحقيق مضامينه ، بمطابقته بعالمي الافاق والنفس اجمالاً وتفصيلاً صورة ومعنى ) ، وقال السيد الحيدري بعد ذلك : ( فإن المقدار الثابت بذلك ان المطهرين يعلمون التأويل )
وسبق وان ذكرنا ان السيد الحيدري ذهب الى القول بأن المطهرين هم اهل البيت وبالتحديد هم محمد (ص) وعلي وفاطمة والحسنان (عليهم السلام).
وهذا هو التناقض بعينه فمرة يبين كلام الآملي من ان التأويل ممكن الوصول اليه وتحصيله ومرة يقول ان التأويل لا يكون الا للمطهرين وهم أهل البيت خاصة . ثم ان المقصود بالقرآن الكريم الذي لا يمسه الا المطهرون، قرآن لا يعلم حقيقته وتأويله الا المطهرون وبعد البحث وربط القرآن بالقرآن ثبت ان المقصود بالكتاب الكريم الذي لا يمسه الا المطهرون البسملة فقط وليس كل القرآن وذلك بحسب الربط المعادلاتي القائم على ربط القرآن بالقرآن وهو على ثلاث مراحل :
يتبع يتبع
تعليق