إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السيد القحطاني يناقش السيد الخوئي في السنن الإلهية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السيد القحطاني يناقش السيد الخوئي في السنن الإلهية


    السيد القحطاني يناقش السيد الخوئي في السنن الإلهية


    ابتلي الدين الإسلامي بآفات فتاكة نهشت جسده الذي اصبح في مهب الفتن والآراء والأقاويل فراح يمزق وتبعثر ثوابته في طيات هذا الزمن الفتان.
    فتجد أن الكثير من المفاهيم والثوابت في الإسلام والشريعة المقدسة اصبح عرضة للأقوال والآراء على الرغم من ورود نصوص كثيرة ومتكاثرة ثبت تلك المفاهيم، إلا أن مخالفة النصوص والإعتماد على العقول جعل من هذه المسلمات أمور بعيدة في نظر قائليها عن الواقع وتبعهم على ذلك من تبعهم من الناس جريا على ما تعودوا عليه من تقليد العلماء إلا أن العالم يجب أن يُنظر في حكمه ولا يكون الأخذ منه دون تفحص .
    ونحن إذا نناقش أحد المفاهيم المهمة في الإسلام وما قيل فيها ليس هدفنا الطعن والتشهير بصاحب القول بل هدفنا الذي نشهد الله تعالى عليه هو تبيان الحق وإظهار الصورة الحقيقية التي تخدم الدين والمسلمين
    ومن اهم هذه المفاهيم، مفهوم السنن الالهية والتي اجمع العلماء من كلا الفريقين سنة وشيعة على صحة وقوعها وجريانها في الامة الإسلامية كما وقعت في الأمم السالفة.
    حيث سنتناولها بحثا وتحقيقا ومن جميع الجهات .

    الأدلة من الثقلين
    جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) في كلام له مع ابو عمارة قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً): (يا ابا عمارة اتعرف الاسباط قال نعم يارسول الله انهم كانوا اثني عشر قال فان فيهم لاوي بن ارحيا قال اعرفه يا رسول الله وهو الذي غاب عن بني اسرائيل ستين ثم عاد فاظهر شريعته بعد اندراسها والذي قاتل مع قرسطيا الملك حتى قاتله وقال (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) كائن في امتي ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وان الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ويأتي على امتي زمن لا يبقى من الإسلام الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الإسلام ويجدد الدين ...)( ).
    وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) انه قال: (لتركبن سنة من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولاتخطئون طريقتهم شبر بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى تعني يارسول الله قال فمن اعني )( ).

    قال تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ }( ). وجاء في تفسير هذه الاية كما نقل الفيض الكاشاني في تفسيره قال: في الاكمال عن الصادق (عليه السلام): (لتركبن طبقاً عن طبق أي سير من كان قبلكم)( ).
    وفيه ايضاً عن الجوامع عن الصادق (عليه السلام) انه قال: (لتركبن سنن من قبلكم من الاولين واحوالهم)( ).
    ونقل البحراني في تفسيره عن زرارة عن ابي جعفر(عليه السلام) في قوله لتركبن طبقاً عن طبق قال: (يازرارة اولم تركب هذه الامة بعد نبيها طبقاً عن طبق في امر فلان وفلان وفلان)( ).
    وعن سدير عن ابي عبد الله (عليه السلام) قال: (ان للقائم منا غيبة يطول امدها قلت ولمَ ذاك يابن رسول الله ؟ قال ان الله عز وجل ابى الا ان يجري فيه سنن الانبياء (عليه السلام) في غيباتهم وانه لابد له ياسدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله عز وجل {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } أي على سنن من كان قبلكم)( ).
    وعن الصادق (عليه السلام) في معنى ذلك: (لتركبن طبقاً عن طبق سنن من كان قبلكم من الاولين واحوالهم)( ).
    الطبرسي في الاحتجاج، عن امير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (لتركبن طبقاً عن طبق) أي لتسلكن سبيل من كان قبلكم من الامم في الغدر بالاوصياء بعد الانبياء)( ).
    وقد نقل المفسرون الكثير من احاديث وروايات النبي والائمة الاطهار (صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين) في مصنفاتهم في تفسيرهم لهذه الاية وكلها قريبة من المعنى المذكور فاعرضنا عنها مراعاة للاختصار وخوف الاطالة.
    وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) انه قال: (يكون في هذه الامة كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)( ).
    وفي تفسير العياشي عن ابي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً): (والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة حتى لاتخطئون طريقهم ولايخطئكم سنة بني اسرائيل )( ).
    وعن غياث بن ابراهيم عن الصادق عن ابائه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً): (.... فانه يكون في هذه الامة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة )( ).
    وعن سلمان ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) يقول: (لتركبن أمتي سنة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل وحذو القذة بالقذة شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع حتى لو دخلوا جحراً لدخلوا فيه معهم ان التوراة والقرآن كتبته يد واحدة في رق واحدة بقلم واحد وجرت الامثال والسنن سواء )( ).
    وعن الإمام الرضا (عليه السلام) انه قال: ( قد قال ابو جعفر(عليه السلام) هي والله السنن القذة بالقذة مشكاة بمشكاة ولابد ان يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم)( ).
    وعن الحسن بن الجهم قال قال المأمون للرضا (عليه السلام) يا ابا الحسن ما تقول في الرجعة فقال (عليه السلام): ( انها الحق قد كانت في الامم السالفة ونطق بها القرآن وقد قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) يكون في هذه الامة كل ما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة)( ).
    وعن سليم بن قبيس عن سلمان انه قال: (ان القوم ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) الا من عصمه الله بآل محمد ان الناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) بمنزلة هارون من موسى وعتيق في سنة السامري ومن تبعه وبمنزلة العجل ومن تبعه فعلي في سنة هارون وعتيق في سنة السامري وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) يقول لتركبن امتي سنة بني اسرائيل حذو القذة بالقذة وحذو النعل بالنعل شبراً بشبر وذراعاً بذراع وباعاً بباع )( ).



    مناقشة الخوئي في السنن الإلهية
    وبعد كل ما تقدم من احاديث وروايات في هذا الصدد من كلا الفريقين سنة وشيعة، هل يعقل احد ان هذه الاحاديث والروايات لا تفيد علماً او عملاً كما يدعي السيد الخوئي (قدس)!!
    حيث ورد في كتابه البيان في تفسير القرآن ص220 قول الخوئي ((إن الروايات المشار إليها أخبار آحاد لا تفيد علما ولا عملا))
    واذا كانت كذلك أي انها لا تفيد علماً ولا عملاً فلماذا تمسك بها سماحة السيد في الصفحة (19) من كتابه البيان في موضوع فضل القرآن حيث قال:
    ((الثالث : ان يكون معناها أن حوادث الامم السابقة تجري بعينها في هذه الامة فهي بمعنى قوله تعالى : {لتركبن طبقاً عن طبق} وبمعنى الحديث المأثور عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً): (لتركبن سنن من قبلكم) )).
    فاذا كانت كذلك فلم استدل بها في هذا المورد يا ترى ؟! فلو كانت لا تفيد علماً او عملاً كان الاولى والاصح ان لا يقبلها فضلاً عن الاستدلال بها.
    ثم اننا لو قمنا بعرض هذه الاحاديث والروايات على كتاب الله تبارك وتعالى لوجدناها توافق ما نزله الله عز وجل فيه، فقد قال تعالى (لتركبن طبقاً عن طبق) وقد تبين تفسيرها فيما تقدم من الاحاديث والروايات الكثيرة التي سقناها والتي وردت عن النبي والائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين، وقد صرحت الكثير من الاحاديث والروايات في مسألة التمييز بين الروايات الصحيحة من الموضوعة واكدت على ضرورة عرض الاحاديث والروايات على كتاب الله عز وجل فما وافق القرآن فقد امرنا النبي بأخذه وما خالفه نهانا (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) عن الاخذ به بل امرنا بضربه بعرض الجدار.
    فقد جاء في الحديث الشريف المروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) والذي جاء فيه: ( اذا جاءكم منا حديث فاعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالفه فاطرحوه او ردوه علينا)( ).
    وجاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً) في حجة الوداع انه قال: ( قد كثرت على الكذابة وستكثر، فمن كذب على متعمداً فليثبوا مقعده من النار، فاذا اتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا بها )( ).
    ولا ادري لم رفض السيد الخوئي كل هذه الروايات وقال انها لا تفيد علماً او عملاً ولماذا لم يقم بعرضها على القرآن والرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً)، واهل بيته الاطهار سلام الله عليهم امرونا بعرض احاديثهم على كتاب الله عز وجل، والسيد الخوئي نفسه ذهب إلى ضرورة عرض الاحاديث على كتاب الله عز وجل كما ذهب إلى ذلك غيره من العلماء.
    وقد ذكر في الصفحة (233) من كتابه ما هذا نصه : ((اقول : اشار المحقق الكركي بكلامه هذا إلى ما أشرنا اليه – سابقاً – من ان الروايات المتواترة قد دلت على ان الروايات اذا خالفت القرآن لابد من طرحها.
    فمن تلك الروايات: ما ورد عن محمد بن علي بن الحسين بسنده الصحيح عن الصادق (عليه السلام): (الوقف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة ، ان على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ...)( ).
    ومارواه الشيخ الجليل سعيد بن هبة الله (القطب الرواندي) بسنده الصحيح إلى الصادق (عليه السلام): ( إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب الله فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فردوه ...) )).
    اقول : فلماذا لم يعرض سماحة السيد الخوئي هذه الأحاديث والروايات على كتاب الله عز وجل بدلا من ردها ورفضها بعقله ودين الله لا يصاب بالعقول كما ورد في المأثور ونحن لا نتمنى أن يكون الخوئي من الذين يردون على رسول الله وأهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم لأن الراد عليهم كالراد على الله عز وجل.
    ثم أن العجيب من السيد الخوئي والذي يوصف بانه المحقق يذكر أن هذه الروايات لم يرد لها ذكر في الكتب الأربعة حيث كتب يقول في صفحة ( 220) من كتابه: ((ولم يذكر من هذه الروايات شيء في الكتب الأربعة )).
    والحقيقة أنه يوجد في كتاب الكافي ومن لا يحضره الفقيه هذه الرواية وهي واردة عن زرارة عن الإمام أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: { لتركبن طبقا عن طبق } قال: (يا زرارة أولم تركب هذه الأمة كل ما كان في بني اسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة )( ).
    اليس هذين الكتابين من الكتب الأربعة فكيف يقول السيد الخوئي رحمه الله: (( ولم يذكر من هذه الروايات شيء في الكتب الأربعة )).
    ذكر سماحة السيد الخوئي في الصفحة 221 من كتابه البيان في موضوع ( شبهات القائلين بالتحريف ) ما هذا نصه:
    (( ثالثاً: إن كثيرا من الوقائع التي حدثت في الأمم السالفة لم يصدر مثلها في هذه الأمة كعبادة العجل، وتيه بني إسرائيل اربعين سنة، وغرق فرعون وأصحابه، وملك سليمان للإنس والجن ورفع عيسى إلى السماء وموت هارون وهو وصي موسى قبل موت موسى نفسه وإتيان موسى بتسع آيات بينات، وولادة عيسى من غير أب ومسخ كثير من السابقين قردة خنازير وغير ذلك مما لا يسعنا إحصاءه، وهذا أدل دليل على عدم إرادة الظاهر من تلك الروايات فلا بد من إرادة المشابهة في بعض الوجوه )).
    والحقيقة يرد على كلام السيد هذا بعض الإشكالات:
    الإشكال الأول:
    بخصوص قوله: (( إن كثيرا من الوقائع التي حدثت في الأمم السابقة لم يصدر مثلها في هذه الأمة )) وقوله: (( فلابد من إرادة المشابهة في بعض الوجوه )).
    ويرد عليه أن كلام السيد هذا غير دقيق فإن الأحاديث والروايات على خلافه وهي كثيره جدا أذكر منها ما كتبه في الصفحة (220) حيث أورد الرواية الواردة عن غياث بن إبراهيم عن الصادق عن آباءه عليهم السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( كل ما كان في الأمم السالفة فإنه يكون في هذه الأمة مثله حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ).
    فمن هذا الحديث يتبين لنا واضحا ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) يؤكد على أن ما وقع في الأمم السالفة يقع مثله فكيف يصح أن يقول الخوئي (( لم يصدر مثلها )).
    اليس هذا رد لحديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والأخذ بما قطع به عقله وهذا حتما غير صحيح وغير مقبول كما أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قال: ( مثله ) ولم يقل يشبهه ولو كان مراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المشابهة لكان الأصح أن يقول شبهه، ثم إن كلام السيد هذا نقيض كلامه في الصفحة (19) حيث قال: (( الثالث: أن يكون معناه أن حوادث الأمم السالفة تجري بعينها في هذه الأمة )).
    وهنا يرد إشكال فإن هذه الحوادث التي وقعت في الأمم السابقة أما أن يقع عينها في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) أو يشبهها فلماذا هذا التناقض يا ترى ؟ حيث يقول السيد مرة أنها تقع بعينها ومرة يقول شبهها.
    الإشكال الثاني :
    إن سماحة السيد الخوئي كتب في الصفحة ( 220) يقول : (( أولا : إن الروايات المشار إليها أخبار آحاد لا تفيد علما ولا عملا ))
    ويتضح من كلام الخوئي هذا أنه يستند إلى هذه الرواية ويبني عليها مطلبه وفكرته مما يدل على أنها مقبولة عنده فكيف جاز له ردها سابقا واعتبارها خبر آحاد لا تفيد علما ولا عملا، ثم يأتي في الصفحة التي تليها أي الصفحة ( 221) ويقول: (( وهذا أدل دليل على عدم إرادة الظاهر من تلك الروايات )).
    ويرد عليه فإن الروايات أما أن تقبل وعندها جاز وصح النقاش فيما هو المقصود منها هل هو الظاهر أو معنى آخر، وإما لا تقبل وعندها فلا داعي أصلا للنقاش فيما هو المقصود منها.
    الإشكال الثالث :
    بخصوص قوله: (( إن كثير من الوقائع ... كعبادة العجل وتيه بني إسرائيل)) من قال إن هذه الحوادث لم تقع أو لن تقع خاصة إذا ما علمنا بقول السيد نفسه: (( وهذا أدل دليل على عدم إرادة الظهر من تلك الروايات )) فإن الصحيح أن الحوادث التي وقعت في الأمم السالفة كلها تقع في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولكن بصورة تأويلية وليس بنفس الصورة السابقة فإن الزمان أختلف والمكان قد تغير والمجتمع اتسع وتطور فلا يمكن أن تكون المصاديق هي نفسها التي وجدت في الأمم السالفة وإنما تكون المفاهيم هي المتماثلة وهي في الواقع نفس تلك المفاهيم التي وقعت في الأمم السالفة وإن كانت تختلف من ناحية المصاديق.


    يتبع يتبع

  • #2

    عبادة العجل
    فلا يمكن أن نتوقع من المسلمون أن يعكفون على عجل يصنعه أحدهم من ذهب أو فضة أو حجارة، إلا أن هذا لا ينافي أن يكون هناك عجل في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حيث تقوم أكثر هذه الأمة بالسجود له أي طاعته وإتباعه فإن المراد من السجود كما ورد في المأثور ( الطاعة ) فقد وقع هذا في الأمة الإسلامية بعد إستشهاد نبيها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حينما قام سامري هذه الأمة بإضلال المسلمين بعدما نصب لهم عجلا وأمرهم بالطاعة له حيث أنكرت الأمة وصية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في علي (عليه السلام) وأختاروا غيره بعد أن أضلهم سامري أمة محمد حينما نصب لهم عجلا وأمرهم بأداء البيعة له وطاعته .
    فكان أمير المؤمنين (عليه السلام) مثل هارون في قومه، ومثال غيره مثال العجل والسامري بل ربما أن أكثر الأمة تعبد العجل ولكنها لا تشعر بذلك بل إنني على يقين من أن الإمام المهدي (عليه السلام) إذا ما خرج سوف يقوم بتعريف الناس بالعجل بل إنه سوف ينسفه في اليم نسفا كما فعل موسى (عليه السلام) عندما رجع من غيبته.
    ومن هنا يتبين لنا واضحا أن مسألة عبادة العجل وقعت في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ولكن ليس بنفس الصورة والهيئة السابقة إنما بصورة أخرى، إلا أن المفهوم يبقى واحدا فإن ظاهر العبادة وظاهر العجل قد اختلف إلا أن باطن الأمر وحقيقته ضلت واحدة .

    تيه بني اسرائيل
    يعتقد السيد الخوئي إن تيه بني اسرائيل لم يقع في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وبالتالي فإن الأحاديث والروايات التي ذكرت أن كل ما وقع في الأمم السالفة يقع في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) لا يُعتد بها ولا يمكن قبولها.
    إلا أن الحق أن مسألة التيه قد وقعت ونحن الآن نمر بها ولم نوفق بعد للخروج من هذا التيه الذي لن يتنهي إلا بوجود شخص هادي يقود الناس إلى الطريق الموصل إلى النجاة وهو المهدي (عليه السلام)، إن تيه بني أسرائيل كان في الصحراء، حيث استمر مدة اربعين عاماً لا يهتدون أما في أمة الإسلام كان التيه عام وخاص، فقد وقعت الأمة في التيه العام بعد وفاة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، حيث تاهوا عن السبيل المؤدي إلى الله عز وجل ألا هو وصي رسول الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام).
    وقد اشار إلى ذلك مولى الموحدين أبا الحسن (عليه السلام) في خطبة له جاء فيها : ( فدع عنك قريشا وتركهم في الضلال وتجولهم في الشقاق وجماحهم في التيه فإنهم قد اجمعوا على حربي كما أجمعوا على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) قبلي فجزت عني قريشا قطعوا رحمي وسلبوني سلطان أبن عمي )( ).
    فعلي هو الهادي كما ورد في تفسير قوله تعالى: { إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }( ) عن أبى جعفر الباقر(عليه السلام) قال: (رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) المنذر، وعلى الهادي، أما والله ماذهبت منا وما زالت فينا إلى الساعة )( ).
    فإذا انحرفت الأمة عن سبيل الهداية فأنى لها ذلك وهل هو إلا التيه، والتخبط يمينا وشمالا حيث لا طريق يهتدي به الناس سوى ذلك الطريق الذي حادوا عنه.
    اما التيه الخاص
    فهو الذي يخص الشيعة حيث دخلوا التيه بعد وقوع غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) فهم منذ ذلك الوقت يعيشون حالة من التيه فإن سبيل الهداية بات بعيدا عنا بل إننا لا نحاول حتى السؤال عنه والوصول إليه ولم نكلف نفسنا للبحث عنه والإهتداء بهديه بل لجئنا إلى انفسنا وعقولنا واجتهدنا لأجل الوصول إلى ذلك الطريق الذي يتكفل بإخراجنا من هذا التيه الطويل إلا إننا لم نفلح ولن نفلح إذا بقينا مصرين على نفس الطريقة من دون بحث عن ذلك الشخص الذي نصبه المولى تبارك وتعالى علم هداية ومصباح لها بل كوكب دري يضيء الدرب لمن اراد الخروج من هذا التيه.
    وكما هو واضح فالتيه هنا ليس ماديا بل هو معنوي.



    غرق فرعون وأصحابه
    نتيجة اختلاف الزمان والمكان وما رافقهما من تغيرات طرأت على وجه الأرض واختلاف الإنسان وما يتعلق به من ارتقاء مستوى الفهم وسعة الإدراك، وما رافقهما من تطور هائل احدثه العقل البشري فالإيمان بحال من الأحوال أن نتصور أن الحقائق الخارجية للأشياء تبقى نفسها مع اختلاف كل هذه الأحوال غير ممكن، إلا أن الجوهر والحقيقة الباطنية لا تختلف بل هي متماثلة لا اختلاف فيها، فمن غير الصحيح أن نتصور لأجل قبول الروايات الدالة على أن كل ما وقع في الأمم السالفة يقع في الأمة الإسلامية، وأن يظهر شخص يكون شبيه لفرعون ولديه ملأ وجيش وعدة من الخيول والسيوف ويظهر شخص يشبه موسى ويهرب هذا الأخير هو وقومه سيرا على الأقدام فيلحقهم فرعون وملئه وفيضطر شبيه موسى هو وقومه لأجتياز بحر من الماء بعد أن يقطع عليهم الطرق، ثم أن فرعون يحاول إجتياز ذلك البحر فيغرقه الله عز وجل فيه فهل يعقل أحد ذلك مع كل هذا التطور والتكنولوجيا وتوفر وسائط النقل المختلفة والسريعة جدا ووجود المراكب والسفن والجسور الكثيرة !
    حتما لا فإن مقتضى العقل والمشية أن تكون الحقيقة الباطنية لهذا المفهوم واحدة إلا أنهما يختلفان من ناحية الحقيقة الخارجية أو قل المصاديق.
    ولو كان العكس، أي أن المصاديق تكون متماثلة لأقتضى ذلك وجود سليمان وعيسى وموسى ( عليهم السلام ) والمعلوم أن النبوة ختمت بنبوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
    إذن فالحق وجود شخص تجري عليه سنن هؤلاء الأنبياء (عليه السلام) وهو مما لا خلاف فيه وهذا الشخص هو المهدي (عليه السلام) ومقتضى ذلك أنه كما تجري سنن الأنبياء على المهدي (عليه السلام) فإن سنن أممهم تجري على أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
    ومن كل ما تقدم يتضح لنا أن رد السيد الخوئي على القائلين بالتحريف غير تام بل غير صحيح إطلاقا.
    بل إن رد السيد الخوئي اصبح دليل إثبات للقائلين بالتحريف لأن السيد الخوئي اكد الملازمة بين السنن الإلهية وبين القول بالتحريف حيث قال (( ثانيا : إن هذا الدليل لو تم لكان دالا على وقوع الزيادة في القرآن أيضا كما وقعت في التوراة والإنجيل ومن الواضح بطلان ذلك )) .
    إلا أننا أثبتنا أن السنن الإلهية لابد أن تجري وتقع فإدلتها مما لا شك فيها ومعنى هذا إن التحريف لا بد أن يقع كما وقع في التوراة والإنجيل .
    ولا يلزم من ذلك أن يكون التحريف مادي أي أنه ينال آيات القرآن وسوره وبعبارة أخرى أنه تناول ظاهر القرآن فهذا مما لا سبيل إليه إلا أن التحريف الذي اصاب القرآن تحريف معنوي وقد اجمع المسلمون على أن القرآن لم يحرف ولم يبدل واستدلوا بآيات عديدة منها قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }( ).
    وهذا مما لا خلاف فيه بينهم وإن كان للسيد القحطاني نقاش في هذه المسألة مع سماحة السيد الخوئي كما مر بنا في المناقشة السابقة.
    أما مسألة التحريف المعنوي فهي موجودة حتى في القرآن وقد ضاع بسببها الكثير الكثير من حق أهل البيت ( عليهم السلام ) حيث راح البعض من المسلمين يتأولون الآيات القرآنية على غير معانيها التي أرادها المولى تبارك وتعالى. وهناك الكثير من النصوص القرآنية التي تدل على التحريف المعنوي إذ إن الكثير من الآيات القرآنية التي نزلت بحق الأئمة المعصومين (عليهم السلام ) قد تم تحريف معناها إلى معان أخرى بعيدة عنهم .
    ومن هذه الآيات قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }( )، فقد جاء في كتاب الإحتجاج عن ابي حمزة الثمالي قال: ( دخل قاض من قضاة الكوفة على علي بن الحسين (عليه السلام) فقال له: جعلنا الله فداك اخبرني عن قول الله عز وجل { وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليال وإياما آمنين} قال له: ما يقول الناس فيها قبلكم في العراق ؟ قال: قال يقولون أنها مكة، قال: وهل رأيت السراق في موضع أكثر من مكة؟ قال: فما هو ؟ قال (عليه السلام): إنما عنى الرجال، قال وأين ذلك في كتاب الله ؟ فقال أوما تسمع إلى قوله تعالى: { وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله} وقال: { وتلك القرى أهلكناهم } وقال: { وسأل القرية التي كنا فيها والعير التي اقبلنا فيها وإنا لصادقون } فاليسأل القرية أو الرجال أو العير قال: وتلى (عليه السلام) آيات في هذا المعنى، قال: جعلت فداك فمن هم ؟ قال (عليه السلام) نحن هم وقوله: { سيروا فيها ليالي وأيام آمنين } قال: آمنين من الزيغ )( ).
    ومثال آخر هو آية التطهير فقد ذكرت المصادر المعتبرة من كلا الفريقين بأن قوله تعالى: { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }( )، يخص أصحاب الكساء الخمسة وبقية المعصومين (عليه السلام). فقد ورد عن سليم عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله مخاطبا الناس فقال: ( أيها الناس اتعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } فجمعني وفاطمة وابني حسنا وحسينا ثم القى علينا كساء وقال اللهم إن هؤلاء أهل بيتي ولحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويجرحني ما يجرحهم فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة: وأنا يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فقال: أنتي على خير إنما نزلت في وفي أخي وفي ابني وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا فقالوا كلهم نشهد أن ام سلمة ابلغتنا بذلك فسألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة )( ).
    فحرفوا معنى هذه الآية وقالوا أنها تخص زوجات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فقط ولا تخص غيرهم مع العلم أنهم ينقلون في كتبهم عشرات الأحاديث الصحيحة التي تؤكد المعنى الصحيح الذي ذكرناه. وهذه التحريفات ما اكثرها وهي حسب الأهواء والأمزجة وكذلك ينطبق الأمر على بعض الصحابة الذين ذكرهم القرآن ومدحهم.
    ومن هنا يتبين أن التحريف حصل في القرآن كما حصل في التوراة والإنجيل إلا أنه فيهما قد كان تحريفا لفظيا ظاهريا أما في القرآن فإن التحريف معنويا باطنيا. وبذلك يتضح أن كل ما جرى في الأمم السالفة يجري في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة مصداقا لقوله تعالى: { لتركبن طبقا عن طبق} ومن كل ما تقدم يتبين بطلان رأي السيد الخوئي في هذا الموضوع.

    التحريف اللفظي والمعنوي في الكتب السماوية
    إن التحريف اللفظي يعني التلاعب بالألفاظ من خلال تغييرها أو تبديلها ويظهر التحريف اللفظي من خلال قوله تعالى: { مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ }( )، ففي هذه الاية الشريفة دلالة وإشارة إلى التحريف اللفظي فقد كان بعض اليهود والنصارى يقومون بتغيير أو تبديل بعض النصوص أو الكلمات بنصوص أو كلمات تتلائم مع مصالحهم وأهوائهم وأمانيهم أو لأجل اخفاء أو طمس بعض الحقائق كالتبشير بنبوة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وبعثته.
    أما التحريف المعنوي فهو تغيير المعنى بحسب ما تقتضيه مصلحة المحرّف ومن الايات القرآنية الدالة عليه قوله تعالى: { وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ }( ).
    فإنهم في مثل هذه المسألة يقومون بتحريف المعنى لا اللفظ حيث يقومون بتأويل بعض النصوص لما يوافق أهواءهم وأنفسهم الامارة بالسوء من دون تغيير اللفظ الظاهري لعدم امكان ذلك اما بسبب اشتهار النص أو غيره، والتحريف في التوراة والأنجيل موجود بنوعيه اللفظي والمعنوي، أما التحريف اللفظي فهو ثابت بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ }( ).
    وقوله: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ }( ).
    فمن الثابت أيضاً إن اسم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) مذكوراً في التوراة والإنجيل بإسم أحمد وكذلك صفته مذكورة عندهم، فحرفوها وحذفوها، وكذلك قوله تعالى: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ }( ).
    فهذه الآية تؤكد بأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) والذين معه مذكورين في التوراة والإنجيل، ولكن تم تحريف ذلك وحذفه من التوراة والإنجيل، وتجدر الإشارة هنا إلى ان التحريف والحذف لا زال مستمر حيث إنهم بعد كل مناظرة أمام الخصوم الذين يناظرونهم في كتبهم وتسليط الضوء على الثغرات الكثيرة ونقاط الضعف الموجودة، فإنهم يقومون بتغييرها وحذفها والشاهد على ذلك النسخ الفريدة الموجود في متاحفهم فهي تتناقض مع نسخ كتبهم الموجودة الآن بل إن كل طبعة تختلف عن الأخرى.
    أما التحريف المعنوي فهو كثير في التوراة والإنجيل وفي مفاهيم عديدة أهمها مفهوم كلمة الرب، فهم جعلوا من كلمة الرب الله وعندهم كل كلمة رب تعني الله، وهذا خلاف الحق. وأيضاً حرفوا مفهوم إبن الله فجعلوها بعنوان الإبن المادي وهو خطأ عظيم وقعوا فيه والصحيح إن معنى ابن الله كمعنى قوله تعالى: { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ }( ).
    إلا اننا نختلف مع الكثير من المسلمين الذين يقولون بتحريف التوراة والانجيل فإننا على يقين من أن التحريف قد اصاب التوراة والانجيل وأخذ منهما مأخذ، إلا ان ذلك لا يعني ان كل ما في التوراة والإنجيل محرف فإن للتحريف دواعي واسباب ومقتضيات ولم يأتِ اعتباطاً فإنهم حينما حرفوا في التوراة والإنجيل فإن ذلك كان اما بسبب المصلحة الشخصية أو العنصرية أو لأجل اخفاء بعض الحقائق التي لا توافق أهوائهم وانفسهم الامارة بالسوء فإن في ظهور تلك الحقائق سحب للبساط من تحت أقدامهم وذهاب لعروشهم ومناصبهم وما كسبوه منها من أموال ورئاسة وسلطان.
    علماً اننا لو قمنا بأستقراء النصوص الواردة في التوراة والإنجيل لوجدنا ان الكثير منها يوافق ما جاء في القرآن وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على أن تلك النصوص لم تحرف ولم تبدل.


    تم بحمد الله

    تعليق


    • #3
      اللهم ارنا الحق حقاً لنتبعه والباطل باطلاً لكي نتجنبه موفقين بأذن الله
      عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن قائمنا إذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى [لا] يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه. (ميزان الحكمة ج1 ص186)

      تعليق

      يعمل...
      X