إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الرد على بحث (التقليد والسيرفي طريق التكامل) للسيد محمود الحسني الصرخي ح1

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على بحث (التقليد والسيرفي طريق التكامل) للسيد محمود الحسني الصرخي ح1

    السلام على ابواب الله وأوليائة الادلاء على صراطه الانوار المحمدية الكواكب العلوية سادة البشر ومراجع الامة الاثني عشر الائمة أيات الله وحججة لايدعيها غيرهم الا كذاب مفتري قد نازعهم في مقامهم وحاربهم في درجاتهم حسدا بسم الله رب العالمين الرحمن الرحيم العزيز الحكيم رب السماوات والارضين والصلاة والسلام وطمعا كحسد أبليس وطمع الشياطين في أغواء عباد رب العالمين .
    أمابعد فقد كثر النقاش في مبحث التقليد لغير المعصوم عليه سلام الله وكثرت البحوث والكتابات في هذه المنتديات أعز الله القائمين عليها وحفظهم من كل مكروه وأستدل الاخوة بالدليل الشرعي على عدم شرعية تقليد من هو دون المعصوم مقاما ً وظلت النقاشات مستمرة خصوصا مع الاخوة من مقلدي السيد الصرخي ولهذا أرتأيت ان نناقش ما كتبة السيد الصرخي رسالته المنهاج الواضح كتاب الاجتهاد والتقليد وانطلاقا من قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض . وعتمادا على هذا الحديث المأثور تكون أدلة نقاشنا مبنية على الثقلين الكتاب والعترة ولا نقبل بثالث لهما ولا رابع وسوف نناقش تعريف التقليد وأدلة التقليد التي طرحها السيد الصرخي وهل تصلح كدليل على هذه المسألة الخطيرة ثم نناقش موقف الفقهاء مراجع التقليد في عصر ظهور الامام المهدي (عليه السلام) في منظور السيد الصرخي وفي منظور الروايات الشريفة ثم نأتي في نهاية نقاشنا لربط تحريض السيد على الاقتداء بالفقهاء والاتباع لهم مع مايحمل من أفكار حول موقف الفقهاء مراجع التقليد من الامام المهدي (عليه السلام) حال ظهوره الشريف جعلنا الله وأياكم من الناصرين المنتظرين والله ولي التوفيق .
    قبل ان نبدأ في بيان ادلة السيد حول مسألة التقليد واتباع الفقهاء نود ان نذكر بعض ماقالة في مقدمة كتابه ونناقشة نقاشا شرعيا :
    ذكر السيد في بيان المثل الاعلى للمسلمين وهو مرجع التقليد كما يقول في كتابه تحت عنوان
    (المثل الأعلى غير المعصوم) ( ويفترض في هذا المثل الأعلى أن يكون بدرجات عالية من الكمال والصفاء الروحي من اجل أن يكون مؤثرا وجاذبا في الإنسان المقتدي به , ويمكن القول أن الأفضل والأنسب جعل المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في هذا المستوى . ومن هذا كله أتت فكرة المثل الأعلى القدوة المتمثل بالنبي الأكرم والأئمة المعصومين(صلوات الله عليم أجمعين) حيث ألبسهم الله تعالى ثوب العصمة واتصفوا بالكمالات الروحية والأخلاق الفاضلة , وتحملوا ثقل المسؤولية وأهميتها والتزموا بها فأصبح كل منهم مثل وقدوة وقائد أعلى للمسلمين وللبشرية جمعاء في كل زمان ومكان إلى يوم الدين ).
    ولمناقشة هذا الكلام يتطلب عدة نقاط :
    اولا ً : ان قولك ( أن الأفضل والأنسب جعل المجتهد الفقيه مرجع التقليد هو المثل في هذا المستوى) كيف لك ان تختار القدوه وتجعله الافضل والانسب والله يقول في كتابه {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
    مع علمنا جميعا بان الله قد أختار لنا قدوة ومثل وهم محمد وآله الاطهار خصوصا وفي زماننا هذا بوجود من هو خير البشر في الكمال والرقي وقدوة الله التي أختارها لعباده الامام المهدي (عليه سلام الله) الا اذا قلتم بان الامام لم يعد موجودا ً من الاساس لنختار غيره قدوه ومع هذا فلا يصح للمؤمن العاقل ان يختار بنفسه قدوه فما كان لهم الخيرة والله قد قضى بتنصيب المهدي أماما للمسلمين وقدوة لهم وجعل الولاية له ولآبائه الاطهار والذي كمل دين الخاتم بهم ومن رضي بغيرهم فبئس للظالمين بدلا الذي أختاروا المفضول على الفاضل وجعلوه قدوة ومثل أعلى .
    ثانيا ً : أن العجيب في قول السيد (ومن هذا كله أتت فكرة المثل الأعلى القدوة المتمثل بالنبي الأكرم والأئمة المعصومين) فهل مراجع التقليد أقدم من النبي والائمة (ع) حتى أتت فكرة القدوة والمثل الاعلى منهم فوضعها الله للرسول(ص) والائمة (ع) تأسيا بمراجع التقليد بأعتبارهم القدوة والمثل الاعلى كما تقول فمن اقدم من من ومن هم قدوة الله لعبادة وسادة البشر هل محمد وآله الاطهار (صلوات الله عليهم وسلامة) أم مراجع التقليد !!!!؟؟؟؟ .
    ثالثا ً : ومن الغريب في قولك هو اعترافك بأن الرسول والائمة (ع) هم قدوة الله في كل زمان ومكان في قولك (فأصبح كل منهم مثل وقدوة وقائد أعلى للمسلمين وللبشرية جمعاء في كل زمان ومكان إلى يوم الدين) فأذا كان الائمة وجدهم رسول الله (ص) مثل وقدوة للبشرية الى يوم القيامة فكيف نرضى بغيرهم قدوة لنا وهم قدوة الله الى يوم القيامة ؟؟؟

    أما قولك : (الإنسان غالبا يجعل المجتهد الفقيه خاصة مرجع التقليد قدوة وقائد يقتدي به ويمتثل أوامره وهذا ناتج من أمر الشارع المقدس وحثه على إتباع المجتهد والولي الفقيه والإقتداء به وجعله إماما وقائدا للمجتمع)
    نقول نجزم بان الشارع المقدس لم يأمر بأتباع المجتهد الولي الفقيه ونتحدى كل من يستطيع أن يأتي بأية أو رواية تحتوي هكذا الفاظ اجنبية عن كلام المعصومين (ع) كما ونتحدى ونطلب منك ان تعطينا دليلا شرعيا على جعل الفقيه إماما وقائدا للمجتمع فهل تعلم معنى الامامة التي تبرعت بها للفقهاء ام انها سلعة تباع وتشترى ولمعرفة الامامة وماتعنيه يتوجب علينا سؤال الائمة الابرار عنها فهم اعلم بحالها من عقولنا القاصرة فقد جاء عن الامام الرضا (عليه السلام) انه قال : ( ... إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم ، أو ينالوها بآرائهم ، أو يقيموا إماما باختيارهم ، إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل عليه السلام بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة ، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال : ( إني جاعلك للناس إماما)...) الكافي ج 1 - ص 199
    ان الامامة في زماننا هذا للمهدي الموعود (عليه السلام) لايدعيها غيره الاكذاب مفتري قد نازع المعصوم في مقامه ونحن على يقين بان الامام لازال موجودا بيننا غائب عن عيوننا حاضر بقلوبنا قد غيبه مدعي التدين بأفعالهم وسلبهم لمقامه وماله فأنا لله وانا اليه راجعون وسيعلم الذين ظلموا آل محمد أي منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين .
    مناقشة
    وعلى العموم لنأتي الان لمناقشة أدلة وجوب التقليد التي طرحها السيد الصرخي في المنهاج الواضح كتاب (الاجتهاد والتقليد) وقبل مناقشة الادلة التي وضعها السيد نأتي الى تعريف التقليد عند السيد الصرخي حيث قال في تعريفه :
    (التقليد : هو تفويض المقلد أعماله إلى المجتهد ، فيجعل أعماله قلادة وَشَّحَ بها عنق المجتهد ، وقد ورد فيه عدة أقوال : 1- قبول قول الغير . 2- قبول قول الغير مع الالتزام بالعمل على طبقه . 3- العمل بقول الغير . 4- الاستناد إلى قول الغير في مقام العمل . 5- العمل بقول الغير أو العزم والالتزام بالعمل طبق قول مجتهد. )
    الى هنا أكتفى السيد بتعريف التقليد عند الشيعة ولا أدري لماذا لم ينقل تعريف التقليد كاملا كما نقله قدماء الشيعة حيث عرفوا التقليد بما يلي :
    1- (التقليد : قبول قول الغير من غير حجة أو شبهة ) رسائل المرتضى - ج 2 - ص 265
    2- (التقليد إن أريد به قبول قول الغير من غير حجة - وهو حقيقة التقليد - فذلك قبيح في العقول) الاقتصاد - الشيخ الطوسي - ص 10
    3- ( التقليد : قبول قول الغير من غير حجة ، ويسمى تقليدا ) الرسالة السعدية - العلامة الحلي - هامش ص 9
    4- ( قبول قول الغير من غير حجة ولا دليل يسمى تقليدا) رسائل الكركي - ج 1 - هامش ص 59
    5- (التقليد : قبول قول الغير من غير حجة ، فيكون جزما في غير موضعه ، وهو قبيح عقلا) معارج الأصول - المحقق الحلي - ص 199
    نكتفي بطرح خمس تعاريف كما طرح السيد خمسة أيضا ولكن حذف منها باقي التعريف ولم ينقله كاملا والعلة واضحة في ذلك لتزين التقليد بشيء من الشرعية حتى يكون مقبولا عند عوام الناس و مقلديه تحديدا ً .
    أما تعريف التقليد في قول السيد فهو : ( تفويض المقلد أعماله إلى المجتهد فيجعل أعماله قلادة وَشَّحَ بها عنق المجتهد) وهذا التعريف لم أجده في الروايات اصلا ً لكي يكون علينا حجة وذلك لان اي كلام يصدر من دون المعصوم فهو ليس حجة علينا لحتمال الخطاء والصواب الذي يتأرجح بينهما كل فرد لم يصل الى درجة العصمة مهما كانت درجته العلمية وهذا من جهة الايجاب اما من جهة السلب فالروايات الشريفة والايات الكريمة التي تنهى عن تقليد من هو دون المعصوم (ع) فهي كثيرة جدا ً منها ما ذكره الشيخ المفيد في كتابه تصحيح اعتقادات الامامية في النهي عن الاتباع والتقليد لغير المعصوم ماجاء عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : (إياكم والتقليد ، فإنه من قلد في دينه هلك إن الله تعالى يقول (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ ) فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ، ولكنهم أحلوا لهم حراما ، وحرموا عليهم – حلالا ، فقلدوهم في ذلك ، فعبدوهم وهم لا يشعرون ) .
    ثم علق الشيخ المفيد قائلاً : (لو كان التقليد صحيحا والنظر باطلا لم يكن التقليد لطائفه أولى من التقليد لأخرى ، وكان كل ضال بالتقليد معذورا ، وكل مقلد لمبدع غير موزور ، وهذا ما لا يقوله أحد ) . تصحيح اعتقادات الإمامية – الشيخ المفيد – ص 72 – 73
    ولعل سائل يشكل فيقول ان التقليد المنهي عن اتباعه هنا هو التقليد في اصول الدين وان فقهاء الشيعة مجمعين على تحريمه فلماذا الكلام ؟
    نقول ان الرواية تقول (من قلد في دينه هلك) ومن المعلوم ان الدين جامع للاصول والفروع ولو تامل القارئ كلام الامام الصادق (عليه السلام) لوجد ان التقليد المنهي عنه في الروايه يخص الفروع اكثر من الاصول والدليل على ذلك هو ربط دليل حرمة التقليد مع حرمة اتباع الاحبار والرهبان وتقليدهم لأنهم قد احلوا وحرموا فقلدهم العوام في ذلك ونحن نعلم جميعنا ان الفروع هي الحاويه على مسائل الحلال والحرام وليست الاصول كما هو معلوم .
    هذا من جهة ومن جهة أخرى علينا الاخذ بقاعدة انطباق السسن في قوله تعالى {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ }الانشقاق 19 خصوصا ونحن نعيش عصر الظهور الشريف فقد جاء في تفسير هذه الاية الكريمة عن أهل بيت النبوة والعلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( والذي نفسي بيده لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، حتى لا تخطؤون طريقهم ، ولا يخطئكم سنة بني إسرائيل ) بحار الأنوار – ج 13 – ص 180
    وجاء في تفسير الصافي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) انه قال في تفسير هذه الاية الكريمة : (لتركبن سبيل من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ، والقذة بالقذة ، لا تخطؤون طريقهم ، ولا يخطئ شبر بشبر ، وذراع بذراع ، وباع بباع ، حتى أن لو كان من قبلكم دخل حجر ضب لدخلتموه ، قالوا : اليهود والنصارى تعني يا رسول ؟ قال : فمن أعني ... ) التفسير الصافي – الفيض الكاشاني – ج 7 – ص 435 – 436
    وقال السيد الخوئي في تفسيرها : ( أن يكون معناها أن حوادث الأمم السابقة تجري بعينها في هذه الأمة ، فهي بمعنى قوله تعالى : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ } ، وبمعنى الحديث المأثور عن النبي صلى الله عليه وآله " لتركبن سنن من قبلكم ) . البيان في تفسير القرآن – السيد الخوئي – ص 20
    ومن هذا كله وخصوصا وأننا نعيش عصر الظهور الشريف فلابد من أنطباق هذه القاعدة ولو على اقل التقادير في عصرنا الحالي أن تنزلنا جدلا وتركنا الاعوام السابقة فأن الفقهاء اليوم في ذروة الاختلاف فيما بينهم والذي درس في مدارس الفقهاء يعلم حجم الاختلافات في الفتاوى بينهم من جهة الحلال والحرام ومع ذلك فقد أتخذهم المقلدون أربابا كما حدث من قبل وهذا تصديق لما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) في قوله (لتركبن سبيل من كان قبلكم) فمن من المقلدين اليوم يعترض على مرجعه ويقول له كيف حللت او كيف حرمت هذه المسألة أو تلك ؟؟
    مناقشة

    وعلى العموم نأتي الان لمناقشة أدلة وجوب التقليد التي طرحها السيد محمود الصرخي حيث أستدل في أدلة وجوب التقليد على العامي بقوله تعالى {وما أرسلنا قبلك إلاّ رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكران كنتم لا تعلمون}الأنبياء /آية 7 .
    ولمناقشة هذا الدليل نقول ان الرجال المقصودين في هذه الاية الكريمة هم الانبياء والرسل (عليهم السلام) بدليل انهم يوحى أليهم فهل مرجع التقليد يوحى أليه وهل هو رسول من الله او نبي فلا نبي ولا رسول بعد الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) كما أن استاذك السيد الخوئي لم يشترط الايمان في مرجع التقليد من الاساس في قوله : ( لم يدلنا دليل لفظي معتبر على شرطية الايمان في المُقلد . بل مقتضى اطلاق الأدلة والسيرة العقلائية عدم الاعتبار لأن حجية الفتوى في الأدلة اللفظية غير مقيدة بالايمان ولا بالاسلام كما أن السيرة جارية على الرجوع إلى العالم مطلقا سواء أكان واجدا للايمان والاسلام أم لم يكن وهذا يتراءى من سيرتهم بوضوح لأنهم يراجعون الأطباء والمهندسين أو غيرهم من أهل الخبرة والاطلاع ولو مع العلم بكفرهم) كتاب الاجتهاد والتقليد - السيد الخوئي - شرح ص 221
    فكيف يوحى أليه وهو لايشترط فيه الايمان من الاساس بل يحتمل فيه الكفر كما يقول من تسميه بالسيد الاستاذ ؟؟؟
    هذا من الجهة الاولى اما من جهة (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) فأما انك تأخذ بتفاسير المخالفين لآل الرسول وتزعم بأنهم - أي اهل الذكر- الاحبار والرهبان حيث أشاروا – اي اصحاب المذاهب الاربعة - الى ان أهل الذكر في المجتمع اليهودي هم الأحبار ، وفي المجتمع المسيحي هم الرهبان وهذا الطرح يوافق قاعدة السنن التي ذكرناها قبل قليل وبذلك يكون مرجع التقليد موافق لاحبار اليهود ورهبان النصارى فينطبق تقليده مع قوله تعالى {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ }التوبة31 .
    وأما ان تأخذ بكلام المعصومين (عليهم السلام) وتقر بأن (أهل الذكر) هي خاصة بالرسول وآله (عليهم السلام) وبذلك ينتفي دليلك الاول على وجوب التقليد فقد جاء في التفسير الصافي نقلا عن كتاب الكافي عن الامام الباقر (عليه السلام ) : قيل له إن من عندنا يزعمون أن قول الله عز وجل فاسألوا أهل الذكر إنهم اليهود والنصارى قال إذن يدعوكم إلى دينهم ثم قال وأومأ بيده إلى صدره نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون ) . التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 3 - ص 331

    وجاء عن الريان بن الصلت ، عن الرضا عليه السلام في حديث أنه قال للعلماء في مجلس المأمون : أخبروني عن هذه الآية ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) فقالت العلماء : أراد الله بذلك الأمة كلها ، فقال الرضا عليه السلام : بل أراد الله العترة الطاهرة - إلى أن قال الرضا عليه السلام : ونحن أهل الذكر الذين قال الله عز وجل : ( فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) فقالت العلماء : إنما عنى بذلك اليهود والنصارى ، فقال أبو الحسن عليه السلام : سبحان الله ويجوز ذلك إذن يدعونا إلى دينهم ويقولون إنه أفضل من دين الاسلام ، فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ قال : نعم الذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن أهله ، وذلك بين في كتاب الله حيث يقول في سورة الطلاق : ( فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا * رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ) فالذكر رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونحن أهله .
    وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي - ج 18 - ص 49

    ومنها مارواه هشام بن سالم قال : ( سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) من هم ؟ قال : نحن ) مستدرك الوسائل - ج 17 - ص 276

    وجاء عن الامام علي بن الحسين ، والامام محمد بن علي ( عليهم السلام ) ، انهما ذكرا وصية الامام علي (عليه السلام) عند وفاته إلى ولده وشيعته ، وفيها : ( وعليكم بطاعة من لا تعذرون في ترك طاعته - طاعتنا أهل البيت - فقد قرن الله طاعتنا بطاعته وطاعة رسوله ، ونظم ذلك في آية من كتابه ، منا من الله علينا وعليكم ، فأوجب طاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة الأمر من آل رسوله ، وأمركم أن تسألوا أهل الذكر ، ونحن والله أهل الذكر ، لا يدعي ذلك غيرنا الا كاذب ، تصديق ذلك في قوله تعالى : ( قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) ثم قال : ( فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ) فنحن أهل الذكر ، فاقبلوا أمرنا ، وانتهوا إلى نهينا ، فإنا نحن الأبواب التي أمرتم أن تأتوا البيوت منها ، فنحن والله أبواب تلك البيوت ، ليس ذلك لغيرنا ، ولا يقوله أحد سوانا ) مستدرك الوسائل - ج 17 - ص 283 - دعائم الاسلام

    وجاءعن الامام الصادق ( عليه السلام ) انه قال : ( إياكم وتقحم المهالك باتباع الهوى والمقاييس ، قد جعل الله للقرآن أهلا أغناكم بهم عن جميع الخلائق ، لا علم إلا ما أمروا به ، قال الله تعالى : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) إيانا عنى ) . مستدرك الوسائل ج 17 - ص 257

    فكيف لك ياسيد محمود ان تقيس وتشبه الفقهاء مراجع التقليد بأهل الذكر الائمة المعصومون (عليهم السلام) وتقول بان هذه الاية دليل على الرجوع للفقهاء وتقليدهم والامام علي (عليه السلام) يقول لك : ( نحن والله أهل الذكر ، لا يدعي ذلك غيرنا الا كاذب) فكيف لك ان تدعي بان الفقيه مرجع التقليد من أهل الذكر ووجوب سؤاله وتقليده علينا جاء بدلاله هذه الاية ؟ غفر الله ذنبك وذنوبنا . وبهذا نكون قد أنتهينا من دليلك الاول
    (... القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبةً ...)
يعمل...
X