2- الوصية لا يعلن عنها الإمام إلا حين وفاته
قد يكون هذا المعنى جديد على من لم يتبحر في روايات اهل البيت فإن اهل البيت (ع) قد اكدوا في نصوص كثيرة جدا بان الوصية لا يعلن الامام عنها وعن من يخلفه إلا حين قرب اجله وهذا المعنى يثبت بالدليل القاطع على عدم صحة نص الوصية الذي نقله احمد الحسن ليثبت مقامه .
نأتي الآن الى ذكر البعض من هذه النصوص:
وعن عبد الله بن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( يقول ما مات عالم حتى يعلمه الله إلى من يوصى)( - بحار الانوار ج23 ص73).
عن عبد الرحمن الخزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( كان لإسماعيل بن إبراهيم ابن صغير يحبه وكان هوى إسماعيل فيه فأبى الله ذلك فقال يا إسماعيل هو فلان فلما قضى الله الموت على إسماعيل وجاء وصيه فقال يا بنى إذا حضر الموت فافعل كما فعلت فمن اجل ذلك ليس يموت امام الا اخبره الله إلى من يوصى )( - بصائر الدرجات ص494
أي لا تأتي الوصية الى الذي بعده إلا حين قرب اجله .
وعن الحسن الصيقل قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ( لا يموت الرجل منا حتى يعرف وليه) ( بصائر الدرجات ص494.).
عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا: ( سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول يعرف الامام الذي بعده علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه )( الكافي ج1 ص275)).
وعن عبد الله بن محمد عن عبد الله الحجال عن داود بن يزيد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( أترون الامر إلينا ان نضعه فيمن شئنا كلا والله انه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام رجل فرجل إلى أن ينتهى إلى صاحب هذا الامر )( - بصائر الدرجات ص 491 - 492 ).
3- لا يعلم بمحتوى الوصية إلا الإمام المهدي (ع)
لا تستغربوا احبتي بان يستولي هذا المدعي على جميع حقوق الامام المهدي (ع) ومقاماته فالنصوص الكثيرة المتكاثرة التي تقول بان الوصية عند الامام المهدي (ع) قد تركها كلها خلف ظهره وحاول ان يسرق الوصية من الامام المهدي (ع) لأنه يتصور ان هذا امر يسير وسينطلي على جميع الناس. كلا والف كلا فالعهد لم ولن يعرف ماهيته ذلك المدعي ولن يكون إلا عند الائمة يتناقلونه بينهم ولا يستلم تلك الوصية الامام المعصوم إلا بعد وفاة ابيه بل ولا يعلم الامام المستلم للوصية بما فيها إلا حين تسلمها وفك الخاتم الخاص به وسنبين ونثبت ذلك بعد قليل ... لنقرا أولا ما قاله احمد الحسن بهذا الصدد
يقول تحت باب ((احمد الحسن عنده عهد النبي))
((العهد الذي يخرجه الإمام المهدي (ع) للمعترض هو وصية الرسول (ص) ليلة وفاته لأنها هي الموصوفة بالعهد في أكثر من رواية))
نقول في تبيان ذلك ما هو العهد؟ يقول هذا المدعي بأن العهد يعني الوصية... فنقول ما هي الوصية هل هي النص الوارد في الكتب والمصادر أي انها الرواية الواردة التي تذكر وصية النبي؟
فاذا كان الامر كما يقول فلنا ان نسال سؤال: كيف ستكون الوصية لدى اليماني الموعود هل سيحمل ذلك النص في ورقة وياتي بها الى الناس !!، واذا كان معنى العهد بان احمد الحسن منصوص على اسمه في الوصية فلو كان الامر كذلك فيلزم ان لا يكون القول بان عنده الوصية بل يجب ان تكون العبارة بانه منصوص عليه في الوصية او من نصت عليه الوصية، ولا يمكن ان نقول (عنده) لأنه اذا قلنا عنده أي ان هناك وصية سرية يتناقلها الائمة إمام بعد إمام ولا يمكن ان تكون عند احد غيرهم، ولا يمكن ان تكون لدى اليماني ولا غيره لان هذه الوصية السرية لا يسلمها الإمام إلى أي انسان كائنا من كان مالم يحين اجله وهذا هو القول الصحيح فالوصية ليست النص المزعوم بل كتاب نزل به جبرائيل على النبي ولا يكون حتى عند الامام مالم يحين وقت تسلمه الإمامة من ابيه .
وهنا نسال انفسنا سؤال هل يوجد مثل هذه الوصية او العهد الذي لا يعلم به إلا الامام حين تسلمه الامامة في روايات اهل البيت وهل اشاروا سلام الله عليهم اجمعين إلى تلك الوصية ؟؟
نقول نعم الامر كذلك فقد اشار أهل البيت (ع) الى تلك الوصية في رواياتهم وفي المصادر المعتبرة ، وهي وصية النبي الحقيقية التي نزل بها جبرائيل من رب العزة الى النبي (ص) قبل وفاته .
اليكم الوصية الحقيقة التي عهد بها النبي (ص) إلى علي (ع) قبل وفاته
وهي واردة عن محمد بن يحيى والحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين ابن علي، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن الوصية نزلت من السماء على محمد كتابا، لم ينزل على محمد صلى الله عليه وآله كتاب مختوم إلا الوصية، فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أي أهل بيتي يا جبرئيل ؟ قال : نجيب الله منهم وذريته ، ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم عليه السلام وميراثه لعلي عليه السلام وذريتك من صلبه ، قال : وكان عليها خواتيم ، قال : ففتح علي عليه السلام الخاتم الأول ومضى لما فيها ثم فتح الحسن عليه السلام الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها ، فلما توفي الحسن ومضى فتح الحسين عليه السلام الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل واخرج بأقوام للشهادة ، لا شهادة لهم إلا معك ، قال : ففعل عليه السلام ، فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين عليهما السلام قبل ذلك ، ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت وأطرق لما حجب العلم ، فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي عليهما السلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحق الله عز وجل وقل الحق في الخوف والامن ولا تخش إلا الله ، ففعل ، ثم دفعها إلى الذي يليه ، قال : قلت له : جعلت فداك فأنت هو ؟ قال : فقال : ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي قال : فقلت : أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات ، قال ؟ قد فعل الله ذلك يا معاذ ، قال : فقلت : فمن هو جعلت فداك ؟ قال : هذا الراقد - وأشار بيده إلى العبد الصالح وهو راقد )( - الكافي ج1 ص280 ، غيبة النعماني ص60).
انظروا احبتي الى معنى هذا الكلام فالإمام المعصوم يسلم الوصية الى الذي يليه عند اقتراب اجله فيقوم الامام الجديد بفك الخاتم الخاص به في تلك الوصية ويعمل بما فيه أي أن هذه الوصية لا يعلم بما فيها ولا تكون إلا عند الامام المعصوم المتولي لمهام الإمامة ولا يدفعها إلى من يكون بعده مالم يحين اجله واليكم نصوص اخرى تشهد على هذا المعنى .
فعن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: ( ذكرت الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال الا يقولون عند من كان سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وما كان في سيفه من علامة كانت في جانبيه ان كانوا يعلمون ثم قال إن محمد بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى شئ مما في وصية فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخه له )(بحار الانوار ج26 ص207).
وعن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي قال ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال: ( الا تسئلونهم عند من كان سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ان محمد بن علي كان يحتاج في الوصية أو إلى الشئ فيها فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخها له) (- بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 198
).
وكذلك ورد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن ابان قال ذكر له الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال: ( الا يقولون عند من سلاح رسول الله وما كان في سيفه ما علامة جانبه ان كانوا يعلمون ثم قال إن محمد بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى الشيء مما في الوصية إلى علي بن الحسين عليه السلام فينسخه له ولكن لا أحب ان ازرى ابن عم لي ( - بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 204
انظروا اخوتي الى هذه الحقيقة فالإمام الباقر (ع) اذا اراد امرا من تلك الوصية لا يعطيه السجاد (ع) الوصية ليقرأ منها ما يريد بل ينسخ له الموضع الذي يريده ثم يدفعه اليه وهذا يعضد الفكرة الصحيحة التي قلناها بان الوصية عند الامام لا يعطيها للذي بعده حتى يموت واحمد الحسن ادعى أن عنده الوصية اي انه يقول بموت الإمام المهدي وسيدعي قريبا بانه هو الإمام المهدي ليستغفل عقول السذج من الناس ويكون بذلك قد خالف الثقلين في كل شيء .
وبعد ان علمنا بان احمد الحسن يدعي بان عنده العهد او الوصية واثبتنا بانه كاذب قد كذبته النصوص ، نقول هل ان احمد الحسن قد ظهر من طيات لسانه وصفحات وجهه الحق الذي حاول اخفاءه فإن ورد عن علي (ع) بأن المنافق تبقى الحكمة تلجلج في صدره حتى تخرج .
نعم فقد اورد احمد الحسن البصري نصا اخر يريد ان يثبت من خلاله ان العهد يكون عند الإمام المهدي (ع) وكان هذا المدعي يحاول ان يميز بين المهدي (ع) واليماني ولكنه غفل عن حقيقة ان هذا النص سينسف إدعاءه بان عهد النبي عنده . اليكم النص الوارد في موقعه تحت عنوان ( احمد الحسن عنده عهد النبي (ص)
(عن الباقر (ع) أنه قال في حديث طويل :ثم قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ماخلا صاحب هذا الأمر فيقول يا هذا ما تصنع فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم ابعهد من رسول الله (ص) أم بماذا؟! فيقول المولى الذي ولي البيعة والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول القائم أسكت يا فلان أي والله ان معي عهد من رسول الله (ص) هات لي العيبة فيأتيه فيقرأ العهد من رسول الله (ص) فيقول جعلني الله فداك اعطني رأسك اقبله فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا البيعة فيجدد لهم البيعة...) ( ).
ثم يعلق احمد الحسن على النص قائلا (العهد الذي يخرجه الإمام المهدي (ع) للمعترض هو وصية الرسول (ص) ليلة وفاته لأنها هي الموصوفة بالعهد في أكثر من رواية) .
فلا تعجب من سخرية العقول فهذا الدجال يريد ان يثبت ان الوصية او العهد لديه واذا به يقر بانها لدى الامام المهدي (ع) وهو صلوات الله عليه الذي يخرجه للناس وليس اليماني .
وهنا قد اقر هذا المدعي بان الوصية يخرجها الامام المهدي لذلك المعترض وفي كلمته هذه اثبت بطلان ادعاءه كله لان اقوى الادلة التي ادعاها هي الوصية وها هو يقر بان الوصية لدى الامام فنسفت قضيته برمتها .
يتبع طبعا
قد يكون هذا المعنى جديد على من لم يتبحر في روايات اهل البيت فإن اهل البيت (ع) قد اكدوا في نصوص كثيرة جدا بان الوصية لا يعلن الامام عنها وعن من يخلفه إلا حين قرب اجله وهذا المعنى يثبت بالدليل القاطع على عدم صحة نص الوصية الذي نقله احمد الحسن ليثبت مقامه .
نأتي الآن الى ذكر البعض من هذه النصوص:
وعن عبد الله بن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( يقول ما مات عالم حتى يعلمه الله إلى من يوصى)( - بحار الانوار ج23 ص73).
عن عبد الرحمن الخزاز عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( كان لإسماعيل بن إبراهيم ابن صغير يحبه وكان هوى إسماعيل فيه فأبى الله ذلك فقال يا إسماعيل هو فلان فلما قضى الله الموت على إسماعيل وجاء وصيه فقال يا بنى إذا حضر الموت فافعل كما فعلت فمن اجل ذلك ليس يموت امام الا اخبره الله إلى من يوصى )( - بصائر الدرجات ص494
أي لا تأتي الوصية الى الذي بعده إلا حين قرب اجله .
وعن الحسن الصيقل قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ( لا يموت الرجل منا حتى يعرف وليه) ( بصائر الدرجات ص494.).
عن عبيد بن زرارة وجماعة معه قالوا: ( سمعنا أبا عبد الله عليه السلام يقول يعرف الامام الذي بعده علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه )( الكافي ج1 ص275)).
وعن عبد الله بن محمد عن عبد الله الحجال عن داود بن يزيد عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ( أترون الامر إلينا ان نضعه فيمن شئنا كلا والله انه عهد من رسول الله صلى الله عليه وآله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام رجل فرجل إلى أن ينتهى إلى صاحب هذا الامر )( - بصائر الدرجات ص 491 - 492 ).
3- لا يعلم بمحتوى الوصية إلا الإمام المهدي (ع)
لا تستغربوا احبتي بان يستولي هذا المدعي على جميع حقوق الامام المهدي (ع) ومقاماته فالنصوص الكثيرة المتكاثرة التي تقول بان الوصية عند الامام المهدي (ع) قد تركها كلها خلف ظهره وحاول ان يسرق الوصية من الامام المهدي (ع) لأنه يتصور ان هذا امر يسير وسينطلي على جميع الناس. كلا والف كلا فالعهد لم ولن يعرف ماهيته ذلك المدعي ولن يكون إلا عند الائمة يتناقلونه بينهم ولا يستلم تلك الوصية الامام المعصوم إلا بعد وفاة ابيه بل ولا يعلم الامام المستلم للوصية بما فيها إلا حين تسلمها وفك الخاتم الخاص به وسنبين ونثبت ذلك بعد قليل ... لنقرا أولا ما قاله احمد الحسن بهذا الصدد
يقول تحت باب ((احمد الحسن عنده عهد النبي))
((العهد الذي يخرجه الإمام المهدي (ع) للمعترض هو وصية الرسول (ص) ليلة وفاته لأنها هي الموصوفة بالعهد في أكثر من رواية))
نقول في تبيان ذلك ما هو العهد؟ يقول هذا المدعي بأن العهد يعني الوصية... فنقول ما هي الوصية هل هي النص الوارد في الكتب والمصادر أي انها الرواية الواردة التي تذكر وصية النبي؟
فاذا كان الامر كما يقول فلنا ان نسال سؤال: كيف ستكون الوصية لدى اليماني الموعود هل سيحمل ذلك النص في ورقة وياتي بها الى الناس !!، واذا كان معنى العهد بان احمد الحسن منصوص على اسمه في الوصية فلو كان الامر كذلك فيلزم ان لا يكون القول بان عنده الوصية بل يجب ان تكون العبارة بانه منصوص عليه في الوصية او من نصت عليه الوصية، ولا يمكن ان نقول (عنده) لأنه اذا قلنا عنده أي ان هناك وصية سرية يتناقلها الائمة إمام بعد إمام ولا يمكن ان تكون عند احد غيرهم، ولا يمكن ان تكون لدى اليماني ولا غيره لان هذه الوصية السرية لا يسلمها الإمام إلى أي انسان كائنا من كان مالم يحين اجله وهذا هو القول الصحيح فالوصية ليست النص المزعوم بل كتاب نزل به جبرائيل على النبي ولا يكون حتى عند الامام مالم يحين وقت تسلمه الإمامة من ابيه .
وهنا نسال انفسنا سؤال هل يوجد مثل هذه الوصية او العهد الذي لا يعلم به إلا الامام حين تسلمه الامامة في روايات اهل البيت وهل اشاروا سلام الله عليهم اجمعين إلى تلك الوصية ؟؟
نقول نعم الامر كذلك فقد اشار أهل البيت (ع) الى تلك الوصية في رواياتهم وفي المصادر المعتبرة ، وهي وصية النبي الحقيقية التي نزل بها جبرائيل من رب العزة الى النبي (ص) قبل وفاته .
اليكم الوصية الحقيقة التي عهد بها النبي (ص) إلى علي (ع) قبل وفاته
وهي واردة عن محمد بن يحيى والحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين ابن علي، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي جميلة، عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إن الوصية نزلت من السماء على محمد كتابا، لم ينزل على محمد صلى الله عليه وآله كتاب مختوم إلا الوصية، فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أي أهل بيتي يا جبرئيل ؟ قال : نجيب الله منهم وذريته ، ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم عليه السلام وميراثه لعلي عليه السلام وذريتك من صلبه ، قال : وكان عليها خواتيم ، قال : ففتح علي عليه السلام الخاتم الأول ومضى لما فيها ثم فتح الحسن عليه السلام الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها ، فلما توفي الحسن ومضى فتح الحسين عليه السلام الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل واخرج بأقوام للشهادة ، لا شهادة لهم إلا معك ، قال : ففعل عليه السلام ، فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين عليهما السلام قبل ذلك ، ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت وأطرق لما حجب العلم ، فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي عليهما السلام ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الأمة وقم بحق الله عز وجل وقل الحق في الخوف والامن ولا تخش إلا الله ، ففعل ، ثم دفعها إلى الذي يليه ، قال : قلت له : جعلت فداك فأنت هو ؟ قال : فقال : ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي قال : فقلت : أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات ، قال ؟ قد فعل الله ذلك يا معاذ ، قال : فقلت : فمن هو جعلت فداك ؟ قال : هذا الراقد - وأشار بيده إلى العبد الصالح وهو راقد )( - الكافي ج1 ص280 ، غيبة النعماني ص60).
انظروا احبتي الى معنى هذا الكلام فالإمام المعصوم يسلم الوصية الى الذي يليه عند اقتراب اجله فيقوم الامام الجديد بفك الخاتم الخاص به في تلك الوصية ويعمل بما فيه أي أن هذه الوصية لا يعلم بما فيها ولا تكون إلا عند الامام المعصوم المتولي لمهام الإمامة ولا يدفعها إلى من يكون بعده مالم يحين اجله واليكم نصوص اخرى تشهد على هذا المعنى .
فعن صفوان عن ابن مسكان عن حجر عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: ( ذكرت الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال الا يقولون عند من كان سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وما كان في سيفه من علامة كانت في جانبيه ان كانوا يعلمون ثم قال إن محمد بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى شئ مما في وصية فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخه له )(بحار الانوار ج26 ص207).
وعن النضر بن شعيب عن عبد الغفار الجازي قال ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال: ( الا تسئلونهم عند من كان سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله ان محمد بن علي كان يحتاج في الوصية أو إلى الشئ فيها فيبعث إلى علي بن الحسين فينسخها له) (- بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 198
).
وكذلك ورد عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن عمر بن ابان قال ذكر له الكيسانية وما يقولون في محمد بن علي فقال: ( الا يقولون عند من سلاح رسول الله وما كان في سيفه ما علامة جانبه ان كانوا يعلمون ثم قال إن محمد بن علي كان يحتاج إلى بعض الوصية أو إلى الشيء مما في الوصية إلى علي بن الحسين عليه السلام فينسخه له ولكن لا أحب ان ازرى ابن عم لي ( - بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 204
انظروا اخوتي الى هذه الحقيقة فالإمام الباقر (ع) اذا اراد امرا من تلك الوصية لا يعطيه السجاد (ع) الوصية ليقرأ منها ما يريد بل ينسخ له الموضع الذي يريده ثم يدفعه اليه وهذا يعضد الفكرة الصحيحة التي قلناها بان الوصية عند الامام لا يعطيها للذي بعده حتى يموت واحمد الحسن ادعى أن عنده الوصية اي انه يقول بموت الإمام المهدي وسيدعي قريبا بانه هو الإمام المهدي ليستغفل عقول السذج من الناس ويكون بذلك قد خالف الثقلين في كل شيء .
وبعد ان علمنا بان احمد الحسن يدعي بان عنده العهد او الوصية واثبتنا بانه كاذب قد كذبته النصوص ، نقول هل ان احمد الحسن قد ظهر من طيات لسانه وصفحات وجهه الحق الذي حاول اخفاءه فإن ورد عن علي (ع) بأن المنافق تبقى الحكمة تلجلج في صدره حتى تخرج .
نعم فقد اورد احمد الحسن البصري نصا اخر يريد ان يثبت من خلاله ان العهد يكون عند الإمام المهدي (ع) وكان هذا المدعي يحاول ان يميز بين المهدي (ع) واليماني ولكنه غفل عن حقيقة ان هذا النص سينسف إدعاءه بان عهد النبي عنده . اليكم النص الوارد في موقعه تحت عنوان ( احمد الحسن عنده عهد النبي (ص)
(عن الباقر (ع) أنه قال في حديث طويل :ثم قام إليه رجل من صلب أبيه وهو من أشد الناس ببدنه وأشجعهم بقلبه ماخلا صاحب هذا الأمر فيقول يا هذا ما تصنع فوالله إنك لتجفل الناس إجفال النعم ابعهد من رسول الله (ص) أم بماذا؟! فيقول المولى الذي ولي البيعة والله لتسكتن أو لأضربن الذي فيه عيناك . فيقول القائم أسكت يا فلان أي والله ان معي عهد من رسول الله (ص) هات لي العيبة فيأتيه فيقرأ العهد من رسول الله (ص) فيقول جعلني الله فداك اعطني رأسك اقبله فيعطيه رأسه فيقبل بين عينيه ثم يقول جعلني الله فداك جدد لنا البيعة فيجدد لهم البيعة...) ( ).
ثم يعلق احمد الحسن على النص قائلا (العهد الذي يخرجه الإمام المهدي (ع) للمعترض هو وصية الرسول (ص) ليلة وفاته لأنها هي الموصوفة بالعهد في أكثر من رواية) .
فلا تعجب من سخرية العقول فهذا الدجال يريد ان يثبت ان الوصية او العهد لديه واذا به يقر بانها لدى الامام المهدي (ع) وهو صلوات الله عليه الذي يخرجه للناس وليس اليماني .
وهنا قد اقر هذا المدعي بان الوصية يخرجها الامام المهدي لذلك المعترض وفي كلمته هذه اثبت بطلان ادعاءه كله لان اقوى الادلة التي ادعاها هي الوصية وها هو يقر بان الوصية لدى الامام فنسفت قضيته برمتها .
يتبع طبعا