احمد الحسن لا يفرق بين الرجعة والكرة
نأتي الآن الى ما قاله احمد الحسن وكيف لم يفرق بين الرجعة والكرة لجهله بموضوع الرجعة الذي اشترط اهل البيت وجوده في اليماني الموعود فقد ورد في كتابه الرجعة ص14 ما نصه
(سؤال: هل تنفع الرواية في إفراد الرجعة (الكرة) عالماً برأسه؟
اجاب الامام احمد الحسن ع
نعم، هي واضحة أنها شخّصت كل حدث بيوم أي وقت وعالم مختلف، فيوم القائم معروف أنه في الحياة الجسمانية التي نعيشها وهو خلاصتها، ويوم القيامة معروف أنه في الآخرة وعالم آخر غير العالم الجسماني، بقي يوم الرجعة فأكيد أنه عالم آخر وإلا لما خص بكونه يوم أي وقت وآن مستقل مقابل الحياة الجسمانية والقيامة، فهو ليس منهما
قال السيد أحمد الحسن (ع): [إنّ عالم الرجعة عالم آخر غير هذا العالم الذي نعيشه، وهذا واضح من خلال الروايات، فمثلاً: الروايات الدالة على أنه عالم آخر من خلال منافاة صفات عالم الرجعة لهذا العالم كأن يعيش الانسان مدة طويلة أو يولد له عدد كبير، وأيضاً النص القرآني في الرجعة وأنها حياة بعد موت، فكيف ستكون الحال والناس ترى أنّ هناك من يخرجون من القبور أمام أعينهم وبأعداد كبيرة، فأين الامتحان ولماذا إذن يتمرد بعض الناس!)
بطبيعة الحال فهذا المدعي لم يكفه عدم معرفته الفرق بين الكرة والرجعة بل أنه يجهل سبب عدم استجابة الناس بعد حصول الكرة فافترض عالما من عنده تكون فيه الرجعة واذا اردت اخي الحبيب التعرف على السبب فراجع موسوعة القائم ج1 .
في الحقيقة فان هناك فرق بين الرجعة والكرة وقد ميز اهل البيت (ع) ذلك في كلامهم حيث أجمع القائلون بالرجعة إن معناها نفس معنى الكرة أي أنهما لفظان لمعنى واحد، وهذا غير صحيح تماماً، فالرجعة والكرة بينهما عموم وخصوص مطلق، أي إن الرجعة أعم من الكرة والكرة أخص من الرجعة وليست كل رجعة كرة، وقد تقدم معنى الرجعة.
أما الكرة فهي رجوع إلى الحياة الدنيا بعد الموت، ولكن ذلك مشروطاً في حال الحرب لأن الكرة لا تكون إلا في حال الحرب، هذا في الاصطلاح وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم تسليما) انه وصف علياً (عليه السلام) في حال الحرب بأنه ( كرار غير فرار) فالكر بعكس الفر.
وقد ورد عن علي (عليه السلام) في بعض خطبه قوله: ( وأن لي الكرة بعد الكرة، والرجعة بعد الرجعة، وأنا صاحب الرجعات والكرات ....)( بحار الأنوار ج53 ص47.).
ومن هذا يتبين لنا واضحاً إن الكرة غير الرجعة، وإلا لما صح إن يجمع أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيد البلغاء والمتكلمين بين الكرة والرجعة ومعناها واحد لأنه كان بالإمكان الاستغناء بأحد اللفظين عن الآخر لو كان لهما نفس المعنى، كما إن واو العطف تدل على الإثنينية والمغايرة، فانه لا يصح عطف الشيء على نفسه.
وقد جاء في إحدى الزيارات للقائم المهدي (عليه السلام) نقلاً عن بحار الأنوار: (وإن أدركني الموت قبل ظهوركم فإني أتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد، وِان يجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك، لأبلغ من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي )( مصباح الكفعمي ص497).
فكما هو واضح إن الداعي سأل ربه الكرة عند ظهور المهدي (عليه السلام) والرجعة في أيامه، ومعنى ذلك أن الكرة غير الرجعة، كما هو واضح وإلا لم هذا التفريق بينهما، ثم انه يظهر من قول الداعي: ( كرة في ظهورك ) إن الكرة تكون عند ظهور المهدي (عليه السلام) والتي تكون مقترنة بالقتال.
أما بالنسبة للرجعة فهي أعم من ذلك، أي إن كل رجوع سواء كان في حال الحرب أو في غيرها يسمى رجعة، فالكرة إذن رجعة خاصة في حال الحرب، ويظهر هذا المعنى واضحاً في قوله تعالى:{ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أكثر نَفِيراً }( )(الى هنا تم الكلام نقلا عن موسوعة القائم).