احمد الحسن يدعي بانه المصلوب بدل المسيح
في صفحة 11 من كتاب (الحواري الثالث عشر) يدعي احمد الحسن انه هو المصلوب بدل المسيح عيسى بن مريم (ع) فيقول:
(بان الصلب اذا وقع لابد ان يقع على شخص افضل من المسيح ويحمل السر وهذا لم يتاح لعيسى بل هو مختص باهل البيت الائمة الاربعة وعشرون).
ويقصد بالأئمة الأربعة والعشرون الأئمة الإثنا عشر زائدا المهديين الذين يخلفون الإمام المهدي (ع) الذي جعلهم أئمة من عنده كما مر
ويقول في ص 109 من نفس الكتاب ( ومع الإلتفات إلى أن كلمة يهوذا تعني بالعربي الحمد أو أحمد اي اسم المهدي او المنقذ او المعزي الموعود به في اخر الزمان يتوضح أن المراد بيهوذا الآخر الذي شبه بعيسى وصلب بدلا عنه والذي خاطبه عيسى (ع) بانه سيعود ويسود في اخر الزمان وهو المنقذ والمعزي والمهدي (احمد) المذكور في التوراة والإنجيل والقرآن ووصية رسول الله محمد (ص) )
ان احمد الحسن يدعي انه المصلوب بدل المسيح أي انه وفق هذا القول كان موجودا بجسمه وولد في ذلك الزمان واختاره الله ليكون شبيه عيسى (ع) وصلب مكانه وفي نفس الوقت فان احمد الحسن موجود الان في عالمنا هذا المادي الجسماني ، وهذا غير ممكن وفق مبدأ الرجعة الذي اسسه ، لأنه يقول بان الذين يرجعون في الرجعة لا يرجعون الى عالمنا هذا الجسماني بل يرجعون الى السماء الاولى كما بينا فيما مر، بينما نرى انه اول من خالف قانون الرجعة الذي اسسه .
وهنا نرى أن احمد الحسن وفق قوله هذا قد عاد في الرجعة ليس الى السماء بل الى الارض المادية الجسمانية فنقول لأحمد الحسن اما ان تكون قد ضللت الطريق الى العالم الذي يجب ان تكون فيه او ان تكون نظرية الرجعة التي اسستها غير صحيحة ، وبذلك يثبت انك غير عالم بالرجعة والرجعة من عظائم الامور والذي لا يكون عالما بعظائم الامور فهو ليس بشي لا يماني ولا مهدي ولا أي شيء من هذا وايضا خطأك هذا يثبت بانك غير معصوم كما تدعي.
هذا اولا وثانيا ان الذي يكون شبيه عيسى ويقع عليه الصلب لابد ان يكون حين عودته ورجعته فيه شبها من عيسى بالتأكيد بينما البصري لا يمت الى الشبه بعيسى بصلة بل ان صورته مغايرة لعيسى فكيف يمكن ان يكون الشخص الذي شبّه للقوم بصورة المسيح لا يشبه المسيح بصفة واحدة .
ولكن احبتي لا تستغربوا فهذا المدعي اعد لهذه النقطة عدته من الدجل كالعادة لأنه لا يستطيع ان يدعي انه شبيه عيسى وهو لا يشبهه فراح يصور للناس انه شبيه موسى (ع) وغفل عن مسالة مهمة وهي ان روايات اهل البيت (ع) تصف الإمام المهدي (ع) بانه شبيه موسى وتصف اليماني بانه شبيه عيسى فالنصوص تحمل نوعين من الصفات لكلا النبيين واحمد الحسن بقوله هذا جعل المهدي واليماني بنفس الصفة الشكلية وفي هذه الحالة بماذا سيجيب عن الروايات التي تصف صاحب الامر الذي هو اليماني بانه شبيه عيسى (ع).
احبتي ان الامام المهدي (ع) وكما اكدت النصوص والرؤى والمشاهدات هو شبيه موسى بن عمران فقد ورد عن جابر الأنصاري عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل آدم )( بحار الأنوار ج51 ص43، غيبة الطوسي ص18).
وجاء ايضا عن أبو الأديان خادم العسكري عليه السلام انه قال : (بعثني بالكتب إلى المدائن وأخبرني بالعود إليه بعد خمسة عشر يوما ، وقد مات ، فقلت : إذا كان ذلك فإلى من ؟ قال :إلى من يطلب منك جوابات كتبي ، ويصلي علي ، ويخبرك بما في الهميان ، فهو القائم بعدي ، فخرجت وجئت فكان كما قال ، فتقدم أخوه جعفر ليصلي عليه فخرج صبي أسمر بأسنانه فلج ، فنحاه وصلى عليه ، ثم قدم نفر من قم ، ومعهم هميان فأخبرهم أن فيه ألف دينار) ( - الصراط المستقيم - علي بن يونس العاملي - ج 2 - ص 256 – 257).
وجاء ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وآله : (المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي على خده الأيمن خال كأنه كوكب دري يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضى في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو) ( - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 51 - ص 80.
وما روى الشيخ عن أبي سهل إسماعيل بن علي النوبختي ، قال : (دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام في المرضة التي مات فيها وأنا عنده ، إ ذ قال لخادمه عقيد - وكان الخادم أسود نوبيا قد خدم من قبله علي بن محمد وهو ربى الحسن عليه السلام - ، فقال له : يا عقيد إغل لي ماء بمصطكى ، فأغلى له ، ثم جاءت به صقيل الجارية أم الخلف عليه السلام . فلما صار القدح في يديه وهم بشربه جعلت يده ترتعد حتى ضرب القدح ثنايا الحسن عليه السلام ، فتركه من يده ، وقال لعقيد : ادخل البيت فإنك ترى صبيا ساجدا فأتني به ، قال أبو سهل : قال عقيد : فدخلت أتحرى فإذا أنا بصبي ساجد رافع سبابته نحو السماء ، فسلمت عليه ، فأوجز في صلاته ، فقلت : أن سيدي يأمرك بالخروج إليه إذ جاءت أمه صقيل ، فأخذت بيده وأخرجته إلى أبيه الحسن عليه السلام . قال أبو سهل : فلما مشى الصبي بين يديه سلم ، وإذا هو دري اللون ، وفي شعر رأسه قطط ، مفلج الأسنان ، فلما رآه الحسن عليه السلام بكى)( الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي - ص 327
)
هذه النصوص تصف الامام المهدي (ع) بانه عليه السلام اسمر اللون وضخم البدن طويل القامة بأسنانه فرج وشعره قطط اي متجعد خشن ليس بناعم هذا وصف الامام المهدي (ع) بوضوح ولا خلاف فيه.
نأتي الان الى طائفة اخرى من الروايات التي تصف شخصا يختلف شكله اختلافا كبيرا عن شكل الإمام المهدي(ع) ، هذه الروايات في الواقع تصف وزير الإمام المهدي اليماني الموعود الذي وصف بانه ابيض اللون ومربوع القامة وشعره يسيل على منكبيه .
فقد جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله : ( يخرج رجل مني في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة...)( بحار الأنوار ج51 ص35 ، منتخب الأنوار ص27).
وكذلك ورد عن أبو جعفر عليه السلام : ( سأل عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال : أخبرني عن المهدى ما اسمه ؟ قال له : اما اسمه فان حبيبي قد عهد إلي ألا أحدث به حتى يبعثه الله عز وجل قال فأخبرني عن صفته ؟ قال : هو شاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر ، يسيل شعره على منكبه ويعلو نور وجهه سواد شعر لحيته ، ورأسه بأبي ابن خيرة الإماء) ( - روضة الواعضين ص266).
هل تعلمون احبتي ان هذا النص نقله احمد الحسن ليستدل من خلاله على انه هو صاحب الامر الذي ورد ذكره في هذا النص واستدلاله كان صحيحا ولكنه حذف المقطع الاخير الذي فيه وصف ذلك الشخص لأن الرواية تصف ذلك الشخص الذي هو اليماني بطبيعة الحال بانه مربوع بينما احمد الحسن طويل وكذلك يصف النص اليماني بانه يسيل شعره على منكبيه بينما احمد الحسن شعره خشن ولو طوّله عمره كله لن يسيل على منكبيه فتصور هذا المدعي بان الحقيقة ستبقى مغطاة ولكن الله له بالمرصاد .
نستكمل النصوص التي تصف اليماني الموعود
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) عن أبيه عن جده ( عليهم الصلاة والسلام ) قال: ( قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على المنبر، يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان أبيض مشرب بحمرة...)( - أعلام الورى ص465).
ومن جميع ما مر نستنتج بانه هناك وصفين في الروايات لشخصين مختلفين الاول هو شبيه موسى وهو الامام المهدي (ع) والثاني هو شبيه عيسى (ع) وهو اليماني الحسني وزير المهدي اما احمد الحسن فقد تخبط في موضوع الشبه وتصور انه يستطيع ان يغير حقيقة ان اليماني شبيه عيسى عليه السلام
تعليق