من هو قائد الرايات السود وما هي صفته
يقول احمد الحسن تحت عنوان (الرايات السود المشرقية)
( بقي ان اشير الى ان بعض الروايات تحدثت عن ورود راية من خراسان او من ايران عموما بقيادة الخراساني وهو غير صاحب الرايات السود كما يفهم من الروايات وبشأن هذه الشخصية اقول ان جميع الرايات يشوبها الضلال باستثناء راية اليماني او راية القائم (احمد) وهذا الحكم يشمل راية الخراساني فالضلال لا ينفك عن الخراساني حتى يبايع اليماني ويخضع لحكمه ذلك ان راية الحق واحدة لا تتعدد . وعن الباقر (ع): (إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة ، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم : ( أحمد أحمد ) يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء ، عليه عصابة حمراء ، كأني أنظر إليه عابر الفرات . فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبوا على الثلج ) منتخب الأنوار المضيئة ص 343 ، واحمد هو اسم المهدي الأول).
في هذا الموضوع يشير احمد الحسن الى امور مهمة وهي ان راية اليماني تختلف عن راية الخراساني .
ونحن هنا سنثبت لكم عدم فهمه بالنصوص وانه يغطي النصوص التي تفند دعواه ونظريته لكي يخدع الناس بقوله فالأحرى بمن يدعي انه اليماني ان يكون كما وصفه الامام علي (ع) بانه باقرا للحديث لا ان يكون معرضا عن الحديث فالذي يترك الكثير من النصوص المفندة لقوله دون ان يبينها ما هو إلا دجال اشر قد عشعش في قلبه الشيطان .
نعود الى ذكر الادلة والنصوص التي تشير الى الرايات السود وحاملها وما هو نسبه وما هي القابه المتعددة التي اطلقها عليه اهل البيت (ع) وجعلوا من تلك الالقاب والصفات رموزا لا يمكن حلها إلا من قبل اليماني الحقيقي الذي يبقر الحديث بقرا وسنثبت ايضا متى يكون الخراساني هو نفسه اليماني ومتى يكون الخراساني صاحب راية ضلال ويدخل عاصيا الى الكوفة كل ذلك من خلال الفهم الصحيح للنصوص الذي وضعه لنا السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني.
لنبدأ على بركة الله......
عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: ( يبعث السفياني جيشاً إلى الكوفة وعدتهم سبعون ألفاً فيصيبون من أهل الكوفة قتلاً وصلباً وسبياً فبينما هم كذلك إذ أقبلت رايات سود من قبل خراسان تطوي المنازل طياً حثيثاً ومعهم نفر من أصحاب القائم )( الكافي ج6 ص434)
هذه الرواية تتحدث عن ان الرايات السود القادم من خراسان هي التي ستدخل العراق وتحارب السفياني فالرواية فيها اشارة الى ان الرايات السود تأتي من المشرق لقتال السفياني ..نأخذ نصا اخر.
في الملاحم والفتن لأبن طاووس ص120وفي غيبة النعماني 189 (يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمنى خال من خراسان برايات سود ، بين يديه شعيب بن صالح ، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم ).
هذا النص يقول بان صاحب الرايات السود القادمة من خراسان هو شاب من بني هاشم ويكون بين يديه قائد الجند شعيب بن صالح وكذلك يقوم بقتال السفياني حينما يأتي الى الكوفة النص واضح الدلالة لان اليماني يكون شابا وكما وصف في روايات اخرى يخرج في عمر الثلاثين عاما وهذا العمر بطبيعة الحال هو نفس عمر المسيح حينما غاب عن قومه واليماني اشبه الناس بعيسى بن مريم .
وعن ثوبان أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : ( إذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج فان فيها خليفة الله المهدي)( - الاختصاص ص256،غيبة النعماني ص289 ، بحار الانوار ج52 ص238).
هذه الرواية تذكر ايضا الرايات السود القادمة من خراسان لقتال السفياني، ولكن هذه المرة ذكر النص بان فيها خليفة الله المهدي والمهدي كما اثبت السيد القحطاني لقب يعود للإمام المهدي (ع) ولكن يمكن ان يطلق على غير الامام المهدي (ع) كما في نصوص كثيرة اشرنا اليها في موسوعة القائم وهنا لم يحصل اختلاف فالمهدي هنا هو اليماني شبيه المسيح وعلينا ايضا ان نتتبع السر في كلمة فاتوها ولو حبوا على الثلج واين وردت هذه العبارة وتجاه أي شخصية لكي نتعرف اكثر على شخصية وزير المهدي في نصوص مرمزة.
وعن أبي بصير ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) ، أنه قال : (............... ولن يخرج القائم ولا ترون ما تحبون حتى يختلف بنو فلان فيما بينهم ، فإذا كان كذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة وخرج السفياني . وقال : لا بد لبني فلان من أن يملكوا ، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق ملكهم ، وتشتت أمرهم ، حتى يخرج عليهم الخراساني والسفياني ، هذا من المشرق ، وهذا من المغرب ، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان ، هذا من هنا ، وهذا من هنا ، حتى يكون هلاك بني فلان على أيديهما ، أما إنهم لا يبقون منهم أحدا )(بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 51 - ص 82 ، اعيان الشيعة ج2 ص51 ).
هذه الرواية تذكر بأن بني العباس سيحكمون العراق وسيختلفون وبسبب اختلافهم وضعف دولتهم سيستغل السفياني هذا الاختلاف ويدخل عليهم ويصل الى الكوفة وكذلك من الطرف الآخر سيكون الخراساني متوجها نحو الكوفة ايضا ووصف الاثنين بأنهما كفرسي رهان أي السفياني والخراساني كفرسي رهان والخراساني هنا هو احد القاب اليماني الموعود ويقال عنه خراساني لانه سياتي من تلك المنطقة خراسان ومن يريد المزيد من التفصيل فعليه الرجوع الى موسوعة القائم ج1
وسنأتيكم بنص اخر يؤكد هذا المعنى
عن إبراهيم بن هاشم ، عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : ( اليماني والسفياني كفرسي رهان )( - كتاب الغيبة - محمد بن إبراهيم النعماني - ص 262 – 264، بحار الانوار ج52 ص232
).
لاحظوا احبتي هنا من هما كفرسي رهان هما السفياني واليماني ولم يقول السفياني والخراساني أي ان الخراساني هو نفسه اليماني في هذا النص .
والذي يزيد الامر وضوحا في ان وزير الامام وصاحب دعوته يطلق عليه ايضا لقب الخراساني حينما نستقرأ نصوص اخرى تذكر العلامات الخمس الحتمية فمرة يعد النص ان اليماني هو من الخمس الحتميات ومرة يعد الخراساني بديلا عن اليماني في كونه من الخمس الحتميات لنقرأ النصين.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك متى خروج القائم عليه السلام ؟ فقال : يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت ، وقد قال محمد عليه السلام : كذب الوقاتون ، يا أبا محمد إن قدام هذا الامر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان ، وخروج السفياني ، وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية ، وخسف بالبيداء )( الغيبة النعماني - ص 316 – 317، آمالي الشيخ الطوسي ص661، البحار ج52 ص253، الزام الناصب ج2 ص115
-
عن أبي بصير وعن محمد بن حكيم ، عن ميمون البان عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : (خمس قبل قيام القائم عليه السلام : اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية)( بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 119). ).
فهنا تبين بجلاء كيف ان النصوص تثبت لنا بأن الخراساني هو صاحب الرايات السود وهو نفسه اليماني وهو الذي يعد من الخمس الحتميات هذا فيما يخص هذه النصوص التي ذكرناها. ولكن يجدر بنا الاشارة الى انه يوجد نص يفرق بين الخراساني واليماني أي ان لقب الخراساني يطلق على شخص اخر غير الشخص الذي ذكرته النصوص الآنفة الذكر أي ان لقب الخراساني يطلق على اليماني تارة كما بينا ويمكن ان يطلق على احدى الرايات التي تدخل الى الكوفة عاصية للإمام المهدي ووزيره وهذه الراية العاصية ورد ذكرها في النصوص.
حيث ورد عن الامام الباقر (ع): (خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة ، في شهر واحد ، في يوم واحد ، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه ، ويل لمن ناواهم وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ( - بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 - ص 203
)