لقد ابتلى الدين الاسلامي والمسلمون ببعض الذين يحسبون على الاسلام والمسلمين منذ العصور الاولى لانطلاقه وانتشار نوره على الكرة الارضية ، ونتيجة لذلك استغل بعض اعداء الاسلام والذين يتربصون به اولئك المنحرفين الضالين الكاذبين في الطعن بالدين الاسلامي والاستهزاء بالاسلام والمسلمين ولم يختصر هذا الامر على مذهب دون اخر او طائفة دون اخرى بل ان ذلك شمل جميع المذاهب ولم تسلم منه طائفة من الطوائف .
فقد ابتلي المذهب الشيعي باولئك المنحرفين المضلين الدجالين الذين اساءوا للمذهب الحق والطائفة الامامية الاثني عشرية وهذا ما اكده العلماء والباحثون في كتبهم التي ذكروا فيها بعض اصحاب الائمة ووكلائهم وثقاتهم فقد ذكروا ان هؤلاء الوكلاء والاصحاب انحرفوا وضلوا وقد تبرأ منهم الائمة في وقتها ، فقد ذكر ذلك السيد الشهيد الصدر في كتابه موسوعة الامام المهدي (ع) ج1 وهذه مقتطفات من كتابه بالنص على اولئك الوكلاء والاصحاب فقد قال السيد في موسوعته ما هذا نصه( اولهم : ابو محمد الشريعي .قال الراوي : اظن اسمه كان الحسن ، وكان من اصحاب ابي الحسن علي بن محمد الهادي(ع) ، ثم اصبح من اصحاب الحسن بن علي العسكري(ع) ، ثم انه انحرف وكان اول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن اهلاً له . وكذب على الله تعالى وعلى حجته(ع) وينسب اليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء .فلعنته الشيعه وتبرأت منه ، وخرج توقيع من الامام (ع) بلعنه والبراءة منه .
ثانيهم: محمد بن نصير النميري الفهري ، كان من اصحاب الامام العسكري(ع) فانحرف وافتتن ، واصبح يستخدم اسم صحبته للامام العسكري(ع) هذا العنوان العظيم الذي يعرف الناس شأنه وجلالته ، في الربح المادي والمنفعة الشخصية ، فكتب الامام العسكري (ع) كتابا شديد اللهجة ضده وضد شخص اخر يدعي بابن بابا القمي ويسمى الحسن بن محمد يكشف فيه انحرافهما ويظهر البراءته منهما .
ثالثهم: احمد بن هلال الكرخي العبرتائي ولد عام 180 هـ وتوفي عام 267هـ - اي انه عاصر الامام الرضا (ع) ومن بعده حتى الامام العسكري (ع) الذي توفي عام 260 هـ كما عرفنا وعاصر الغيبة الصغرى لمدة سبع سنوات ، ادعى خلالها الوكالة عن المهدي، وحج اربعاً وخمسين حجة عشرون منها على قدميه ، لقيه اصحابنا بالعراق وكتبوا عنه .
ذمه الامام العسكري (ع) على ما روي عنه وبعده تبنى المهدي(ع) التحذير منه فكتب الى قومه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع ، وورد على القاسم بن العلا ، نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال . ومراعاة للاختصار اكتفي بذكر اسماء الباقين كما ورد في كتاب الموسوعة للسيد الصدر(ره) .
رابعهم : محمد بن علي بن بلال ابو طاهر البلالي ، كان من اصحاب الامام العسكري .
خامسهم : محمد بن احمد بن عثمان ابو بكر المعروف بالبغدادي . ابن اخي ابي جعفر العمري السفير الثاني (ره) وحفيد عثمان بن سعيد السفير الاول (ره) .
سادسهم وسابعهم : اسحاق الاحمر والباقطاني .
ثامنهم : محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن ابي العزاقر او العزاقري ، ابو جعفر نسبته الى شلمغان وهي قرية بنواحي واسط كان شيخاً مستقيم العقيدة والسلوك صالحاً متقدما في اصحابنا حتى ان الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح نصبه وكيلاً عنه عند استتاره من المقتدر وكان الناس يقصدونه ويلقونه في حوائجهم ومهماتهم كانت تخرج على يديه التوقيعات من الامام المهدي(ع) عن طريق ابن روح .
تاسعهم : الحسين بن منصور الحلاج .
عاشرهم : محمد بن المظفر ابو دلف (الكاتب ) .
وهناك الكثير غيرهم تركنا التعرض الى ذكرهم مراعاة للاختصار فهناك من اصحاب الرسول قد انحرفوا وكذلك من ولاة واصحاب امير المؤمنين (ع) واصحاب الحسن (ع) وقادة جيشه . اما الشيعة والموالين في زمن الحسين (ع) فموقفهم معروف لا يخفى على احد اضف الى ذلك من المنحرفين قسم من اصحاب الائمة من ذرية الحسين (ع) وقد ذكرت ذلك الكتب المعتبرة ولا حاجة الى الاطالة بذكره ، وبناء على ما ورد عن الرسول (ص) { اذا جاءتكم الفتن فعلى العالم ان يظهر علمه والا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين} ومن اجل بيان قضية الامام المهدي (ع) للناس ورد الشبهات التي تحدث قبل قيامه المقدس(ع) وكشف زيف الدعوات الضالة المضلة التي تتسبب في تضليل المؤمنين وانحرافهم والاساءة لرسول الله(ص) واهل بيته الاطهار والمذهب الشيعي والدين الاسلامي الحنيف واظهار بطلان المدعين الكاذبين المضلين الدجالين الذين يحاولون خداع الناس وتظليلهم وتمويههم عن الحق وعن دعاته واهله . ابدأ بسم الله العالم فاقول : ظهر في الاونة الاخيرة شخص يدعى ( احمد الحسن) او البصري وهو من اهالي البصرة واسمه الصريح احمد اسماعيل حسن السلمي يدعي انه رسول للامام المهدي(ع) ووصيه وابنه وانه اليماني الموعود وانه الامام الثالث عشر وانه معصوم منصوص العصمة وانه هو الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً وقد ذكر عدة امور ينسبها الى نفسه ساتناولها من خلال هذا البحث محاولاً الوصول الى الحقيقة .
يذهب أحمد البصري (الحسن) وأتباعه إلى الاعتقاد بأن الأئمة ثلاثة عشر وأنه (أي أحمد البصري) الإمام الثالث عشر ، وحاول إيهام الناس وتضليلهم من خلال التلاعب في بعض الروايات وألفاظها أو تأولها على غير معناها والاعتماد في ذلك على سذاجة الناس البسطاء ، وسوف أثبت بما لا يقبل الشك إنشاء الله تعالى بطلان هذا الاعتقاد الخاطئ المنحرف المخالف لما عليه عقيدة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) أنفسهم ولن أستدل إلا بما جاء في الكتب التي ألفها احمد البصري وبعض اتباعه والتي الفوها لتمرير ضلالهم . فقد جاء في كتاب (المهدي والمهديين ) الصادر عنهم والذي يدل على اعتقادهم بأن الأئمة ثلاثة عشر ما قاله الكاتب في الصفحة (90) من كتابه المذكور حيث جاء فيه:
[الأحاديث التي ذكرت أن الأئمة ثلاثة عشر وهي روايات متواترة المعنى] وقد استدلوا بذلك على الرواية الواردة في غيبة الطوسي والتي دونوها في كتابهم ونحن ننقلها نصاً كما في كتابهم في الصفحة (91) وهذا نص ما كتبوه : [ (الاثنا عشر الإمام من آل محمد (ع) كلهم محدثون من ولد رسول الله ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي (ع) هما الوالدان) - ثم قالوا - (خص الإمام الباقر هنا (الاثنى عشر إمام (ع) وهم بأجمعهم من ولد رسول الله (ص) كما سيجيء في الأحاديث المقبلة وهم أيضاً من ولد علي بن أبي طالب (ع) ثم إن الإمام يؤكد هذا في قوله : ( ورسول الله وعلي هما الوالدان ) وهو تأكيد قطعي لا يحتمل اللبس ولا الاشتباه فرسول الله (ص) وعلي (ع) هما أبوا الأئمة الاثنى عشر ٍ] انتهى كلامهم بخصوص هذه الرواية .
ويرد على كلامهم هذا : ان الامام الباقر (ع) حينما قال الائمة من ولد رسول الله ومن ولد علي قصد بذلك التغليب فالمعلوم أن أحد عشر إماماً هم من ولد علي فحينما قال : ( اثنا عشر ) لم يرد بذلك إن الأئمة غير أمير المؤمنين اثنا عشر فإنه كان يريد الإشارة إن الأعم الأغلب هم من ولد رسول الله ومن ولد علي وهذا الأمر ليس جديداً فالنحويون يعرفون ذلك جيداً .
وأما تأولهم الرواية على غير معناها فإنه مخالف للأحاديث والرواية المتواترة من السنة والشيعة من كون الأئمة اثنا عشر ، ولو رجع القارئ إلى الكتب التي نقلتم منها هذه الرواية لوجد الكثير من الروايات التي سبقتها والتي تلتها تدل على أن الأئمة اثنا عشر لا غير فما بالكم كيف تحكمون وتصنعون من أحمد البصري إماماً وتدّعون له العصمة . إرجعوا إلى ربكم وأئمتكم . وإلى أنفسكم وعاتبوها فقد استزلكم أحمد البصري وخدعكم واستغل حب البعض منكم لأهل البيت (ع) فمرّر أفكاره الضالة التي تسببت في إضلالكم وقد قام في إغوائكم كما يفعل الشيطان قال تعالى : {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60.
ثم استمر الكاتب في غيه يريد إضلال الآخرين كما ضلّ هو وهوى حيث قال في نفس الصفحة من الكتاب المذكور : [ قال يهودي لأمير المؤمنين (ع) : أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزلته في الجنة ؟ وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين (ع) : ( إن لهذه الأمة اثنا عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني ، وأما منزلة نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن ، وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنى عشر من ذريتي وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ، لا يُشركهم فيها أحد)]
ويرد عليه : الإشكال متوجه عليكم في الرواية نفسها فلو سلمنا جدلاً إن أمير المؤمنين (ع) لم يكن يقصد التغليب حينما قال : اثنا عشر ، فما هو قولكم في أمير المؤمنين هل هو مع رسول الله (ص) في الجنة أم لا . فإن قلتم نعم وهو الصحيح فلماذا لم يذكر نفسه وهو في مقام البيان لليهودي حيث ذكر إن مع رسول الله (ص) : ( الاثنى عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ) فأين هو منزل الإمام أمير المؤمنين (ع) يا ترى ؟! وإن قلتم لا فهذا واضح البطلان ولا يحتاج للنقاش إطلاقاً .
والحقيقة إن أمير المؤمنين ذكر نفسه مع الأئمة الاثنى عشر فلا حاجة عندها إلى ذكر اسمه منفرداً .
يتبع
فقد ابتلي المذهب الشيعي باولئك المنحرفين المضلين الدجالين الذين اساءوا للمذهب الحق والطائفة الامامية الاثني عشرية وهذا ما اكده العلماء والباحثون في كتبهم التي ذكروا فيها بعض اصحاب الائمة ووكلائهم وثقاتهم فقد ذكروا ان هؤلاء الوكلاء والاصحاب انحرفوا وضلوا وقد تبرأ منهم الائمة في وقتها ، فقد ذكر ذلك السيد الشهيد الصدر في كتابه موسوعة الامام المهدي (ع) ج1 وهذه مقتطفات من كتابه بالنص على اولئك الوكلاء والاصحاب فقد قال السيد في موسوعته ما هذا نصه( اولهم : ابو محمد الشريعي .قال الراوي : اظن اسمه كان الحسن ، وكان من اصحاب ابي الحسن علي بن محمد الهادي(ع) ، ثم اصبح من اصحاب الحسن بن علي العسكري(ع) ، ثم انه انحرف وكان اول من ادعى مقاماً لم يجعله الله فيه ، ولم يكن اهلاً له . وكذب على الله تعالى وعلى حجته(ع) وينسب اليهم ما لا يليق بهم ، وما هم منه براء .فلعنته الشيعه وتبرأت منه ، وخرج توقيع من الامام (ع) بلعنه والبراءة منه .
ثانيهم: محمد بن نصير النميري الفهري ، كان من اصحاب الامام العسكري(ع) فانحرف وافتتن ، واصبح يستخدم اسم صحبته للامام العسكري(ع) هذا العنوان العظيم الذي يعرف الناس شأنه وجلالته ، في الربح المادي والمنفعة الشخصية ، فكتب الامام العسكري (ع) كتابا شديد اللهجة ضده وضد شخص اخر يدعي بابن بابا القمي ويسمى الحسن بن محمد يكشف فيه انحرافهما ويظهر البراءته منهما .
ثالثهم: احمد بن هلال الكرخي العبرتائي ولد عام 180 هـ وتوفي عام 267هـ - اي انه عاصر الامام الرضا (ع) ومن بعده حتى الامام العسكري (ع) الذي توفي عام 260 هـ كما عرفنا وعاصر الغيبة الصغرى لمدة سبع سنوات ، ادعى خلالها الوكالة عن المهدي، وحج اربعاً وخمسين حجة عشرون منها على قدميه ، لقيه اصحابنا بالعراق وكتبوا عنه .
ذمه الامام العسكري (ع) على ما روي عنه وبعده تبنى المهدي(ع) التحذير منه فكتب الى قومه بالعراق احذروا الصوفي المتصنع ، وورد على القاسم بن العلا ، نسخة ما كان خرج من لعن ابن هلال . ومراعاة للاختصار اكتفي بذكر اسماء الباقين كما ورد في كتاب الموسوعة للسيد الصدر(ره) .
رابعهم : محمد بن علي بن بلال ابو طاهر البلالي ، كان من اصحاب الامام العسكري .
خامسهم : محمد بن احمد بن عثمان ابو بكر المعروف بالبغدادي . ابن اخي ابي جعفر العمري السفير الثاني (ره) وحفيد عثمان بن سعيد السفير الاول (ره) .
سادسهم وسابعهم : اسحاق الاحمر والباقطاني .
ثامنهم : محمد بن علي الشلمغاني المعروف بابن ابي العزاقر او العزاقري ، ابو جعفر نسبته الى شلمغان وهي قرية بنواحي واسط كان شيخاً مستقيم العقيدة والسلوك صالحاً متقدما في اصحابنا حتى ان الشيخ ابي القاسم الحسين بن روح نصبه وكيلاً عنه عند استتاره من المقتدر وكان الناس يقصدونه ويلقونه في حوائجهم ومهماتهم كانت تخرج على يديه التوقيعات من الامام المهدي(ع) عن طريق ابن روح .
تاسعهم : الحسين بن منصور الحلاج .
عاشرهم : محمد بن المظفر ابو دلف (الكاتب ) .
وهناك الكثير غيرهم تركنا التعرض الى ذكرهم مراعاة للاختصار فهناك من اصحاب الرسول قد انحرفوا وكذلك من ولاة واصحاب امير المؤمنين (ع) واصحاب الحسن (ع) وقادة جيشه . اما الشيعة والموالين في زمن الحسين (ع) فموقفهم معروف لا يخفى على احد اضف الى ذلك من المنحرفين قسم من اصحاب الائمة من ذرية الحسين (ع) وقد ذكرت ذلك الكتب المعتبرة ولا حاجة الى الاطالة بذكره ، وبناء على ما ورد عن الرسول (ص) { اذا جاءتكم الفتن فعلى العالم ان يظهر علمه والا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين} ومن اجل بيان قضية الامام المهدي (ع) للناس ورد الشبهات التي تحدث قبل قيامه المقدس(ع) وكشف زيف الدعوات الضالة المضلة التي تتسبب في تضليل المؤمنين وانحرافهم والاساءة لرسول الله(ص) واهل بيته الاطهار والمذهب الشيعي والدين الاسلامي الحنيف واظهار بطلان المدعين الكاذبين المضلين الدجالين الذين يحاولون خداع الناس وتظليلهم وتمويههم عن الحق وعن دعاته واهله . ابدأ بسم الله العالم فاقول : ظهر في الاونة الاخيرة شخص يدعى ( احمد الحسن) او البصري وهو من اهالي البصرة واسمه الصريح احمد اسماعيل حسن السلمي يدعي انه رسول للامام المهدي(ع) ووصيه وابنه وانه اليماني الموعود وانه الامام الثالث عشر وانه معصوم منصوص العصمة وانه هو الذي يملأ الارض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً وقد ذكر عدة امور ينسبها الى نفسه ساتناولها من خلال هذا البحث محاولاً الوصول الى الحقيقة .
يذهب أحمد البصري (الحسن) وأتباعه إلى الاعتقاد بأن الأئمة ثلاثة عشر وأنه (أي أحمد البصري) الإمام الثالث عشر ، وحاول إيهام الناس وتضليلهم من خلال التلاعب في بعض الروايات وألفاظها أو تأولها على غير معناها والاعتماد في ذلك على سذاجة الناس البسطاء ، وسوف أثبت بما لا يقبل الشك إنشاء الله تعالى بطلان هذا الاعتقاد الخاطئ المنحرف المخالف لما عليه عقيدة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) أنفسهم ولن أستدل إلا بما جاء في الكتب التي ألفها احمد البصري وبعض اتباعه والتي الفوها لتمرير ضلالهم . فقد جاء في كتاب (المهدي والمهديين ) الصادر عنهم والذي يدل على اعتقادهم بأن الأئمة ثلاثة عشر ما قاله الكاتب في الصفحة (90) من كتابه المذكور حيث جاء فيه:
[الأحاديث التي ذكرت أن الأئمة ثلاثة عشر وهي روايات متواترة المعنى] وقد استدلوا بذلك على الرواية الواردة في غيبة الطوسي والتي دونوها في كتابهم ونحن ننقلها نصاً كما في كتابهم في الصفحة (91) وهذا نص ما كتبوه : [ (الاثنا عشر الإمام من آل محمد (ع) كلهم محدثون من ولد رسول الله ومن ولد علي ، ورسول الله وعلي (ع) هما الوالدان) - ثم قالوا - (خص الإمام الباقر هنا (الاثنى عشر إمام (ع) وهم بأجمعهم من ولد رسول الله (ص) كما سيجيء في الأحاديث المقبلة وهم أيضاً من ولد علي بن أبي طالب (ع) ثم إن الإمام يؤكد هذا في قوله : ( ورسول الله وعلي هما الوالدان ) وهو تأكيد قطعي لا يحتمل اللبس ولا الاشتباه فرسول الله (ص) وعلي (ع) هما أبوا الأئمة الاثنى عشر ٍ] انتهى كلامهم بخصوص هذه الرواية .
ويرد على كلامهم هذا : ان الامام الباقر (ع) حينما قال الائمة من ولد رسول الله ومن ولد علي قصد بذلك التغليب فالمعلوم أن أحد عشر إماماً هم من ولد علي فحينما قال : ( اثنا عشر ) لم يرد بذلك إن الأئمة غير أمير المؤمنين اثنا عشر فإنه كان يريد الإشارة إن الأعم الأغلب هم من ولد رسول الله ومن ولد علي وهذا الأمر ليس جديداً فالنحويون يعرفون ذلك جيداً .
وأما تأولهم الرواية على غير معناها فإنه مخالف للأحاديث والرواية المتواترة من السنة والشيعة من كون الأئمة اثنا عشر ، ولو رجع القارئ إلى الكتب التي نقلتم منها هذه الرواية لوجد الكثير من الروايات التي سبقتها والتي تلتها تدل على أن الأئمة اثنا عشر لا غير فما بالكم كيف تحكمون وتصنعون من أحمد البصري إماماً وتدّعون له العصمة . إرجعوا إلى ربكم وأئمتكم . وإلى أنفسكم وعاتبوها فقد استزلكم أحمد البصري وخدعكم واستغل حب البعض منكم لأهل البيت (ع) فمرّر أفكاره الضالة التي تسببت في إضلالكم وقد قام في إغوائكم كما يفعل الشيطان قال تعالى : {وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60.
ثم استمر الكاتب في غيه يريد إضلال الآخرين كما ضلّ هو وهوى حيث قال في نفس الصفحة من الكتاب المذكور : [ قال يهودي لأمير المؤمنين (ع) : أخبرني عن هذه الأمة كم لها من إمام هدى ؟ وأخبرني عن نبيكم محمد أين منزلته في الجنة ؟ وأخبرني من معه في الجنة ؟ فقال له أمير المؤمنين (ع) : ( إن لهذه الأمة اثنا عشر إمام هدى من ذرية نبيها وهم مني ، وأما منزلة نبينا في الجنة ففي أفضلها وأشرفها جنة عدن ، وأما من معه في منزله فيها فهؤلاء الاثنى عشر من ذريتي وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ، لا يُشركهم فيها أحد)]
ويرد عليه : الإشكال متوجه عليكم في الرواية نفسها فلو سلمنا جدلاً إن أمير المؤمنين (ع) لم يكن يقصد التغليب حينما قال : اثنا عشر ، فما هو قولكم في أمير المؤمنين هل هو مع رسول الله (ص) في الجنة أم لا . فإن قلتم نعم وهو الصحيح فلماذا لم يذكر نفسه وهو في مقام البيان لليهودي حيث ذكر إن مع رسول الله (ص) : ( الاثنى عشر من ذريته وأمهم وجدتهم وأم أمهم وذراريهم ) فأين هو منزل الإمام أمير المؤمنين (ع) يا ترى ؟! وإن قلتم لا فهذا واضح البطلان ولا يحتاج للنقاش إطلاقاً .
والحقيقة إن أمير المؤمنين ذكر نفسه مع الأئمة الاثنى عشر فلا حاجة عندها إلى ذكر اسمه منفرداً .
يتبع
تعليق