إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مناقشة رأي الشيخ الكوراني في النفس الزكية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناقشة رأي الشيخ الكوراني في النفس الزكية

    [size="7"]مناقشة رأي الشيخ الكوراني في النفس الزكية[/size]

    منقول من كتاب
    النفس الزكية
    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني


    من خلال متابعة ما ذكره الشيخ الكوراني في كتابه (عصر الظهور) في ما يخص هذا الموضوع – النفس الزكية - والذي تحدث عنه في أكثر من موضوع داخل الكتاب ، نلاحظ عدم تمكن الشيخ الكوراني من فهم بعض الجوانب الرئيسية المهمة التي تقوم على أساسها معرفة حقيقة الشخصية المذكورة .
    ويعود هذا القصور في الفهم إلى عدم الإحاطة الكاملة والعميقة بروايات أهل البيت (عليهم السلام) أولاً ، وعدم محاولة ربط الروايات بآيات القرآن الكريم وتأويلها بما يكشف أو يؤكد حقائق ذات صلة بالشخصية . سيما آيات سورة الكهف وهي الآيتان ( 74 ، 81 ) . واللتان ذكرناهما في موضوع تأويل النفس الزكية بالقرآن .
    والآن سنأتي على بيان ما ذكره الشيخ في مواضع من كتابه ونحاول المناقشة على ضوء ما ذهبنا إليه . إذ يقول في ص114 من كتابه عصر الظهور تعليقاً على رواية الشيخ المفيد في الإرشاد ص326 والتي يقول فيها (قدس سره) : ( جاءت الآثار بذكر علامات لزمان قيام القائم المهدي (عليه السلام) وحوادث تكون أمام قيامه وآيات ودلالات ، فمنها : خروج السفياني ، قتل الحسني واختلاف بني العباس في الملك الدنيوي .... ) .
    يقول الشيخ الكوراني : ( ويبدو أن المقصود بالحسني النفس الزكية في مكة ، أو الغلام الذي يقتله جيش السفياني في المدينة قرب ظهور المهدي (عليه السلام) . وإن كان يحتمل أنه سيد حسني صاحب الحركة الإسلامية في العراق .
    فقد ورد في بعض الروايات ( وتحرك الحسني ) ويستمر بالكلام ويقول : ( أما قتل نفس زكية بظهر الكوفة في سبعين من الصالحين فيحتمل بعضهم أنه ينطبق على الشهيد الصدر (قدس سره) والذين استشهدوا معه حيث كان عددهم نحو سبعين رضوان الله عليهم ) .
    ويقول الشيخ في موضع آخر من كتابه ص180 : ( وعن الإمام الباقر (عليه السلام) في حديث جابر بن يزيد الجعفي قال : ( ويبعث – أي السفياني - بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ، ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صغيرهم وكبيرهم ولا يترك منهم أحداً إلا حبس ، ويخرج الجيش في طلب الرجلين ...)( بحار الأنوار ، ج52 ، ص223 ) .
    وهذا الرجل الذي يقتله جيش السفياني غير الغلام الذي ورد أنه يقتل في المدينة .
    فعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : ( يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة ، قلت : جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني ؟ قال : لا ، ولكن يقتله جيش بني فلان ، يخرج حتى يدخل المدينة فلا يدري الناس في أي شيء دخل ، فيأخذ الغلام فيقتله ، فإذا قتله بغياً وعدواناً وظلماً لم يمهلهم الله عز وجل ، فعند ذلك توقعوا الفرج )( المصدر نفسه ، ج52 ، ص147 ) .
    وتسمي بعض الروايات هذا الغلام النفس الزكية ، وهو غير النفس الزكية الذي يقتل في مكة قبيل ظهور المهدي (عليه السلام) .
    ويلاحظ من كلام الشيخ أنه غير ملتفت إلى مسألة النسب ، فمن هو الحسني الذي يقتل قبل ظهور الإمام والمذكور في رواية الكافي عن أحمد بن محمد عن الباقر (عليه السلام) في حديث يأجوج ومأجوج التي أسلفنا ذكرها ؟ وهل هو ذات الرجل الهاشمي الذي يذبح بين الركن والمقام ؟ وهذا غير صحيح طبعاً لوجود الرواية التي تقول أن النفس الزكية من ولد الحسين :
    ( الزم الأرض ولا تحرك رجلك أبداً حتى ترى علامات اذكرها لك – إلى أن قال – ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين ...الخ )( بحار الأنوار ، ج52 ) .
    لذلك نقول للشيخ الكوراني أن المقتول بين الركن والمقام هو (حسيني) النسب ، بينما المقتول في ظهر الكوفة في سبعين من الصالحين هو (حسني) كما أثبتنا من خلال تأويل سورة الكهف من قبل .
    وقد يقول أحدهم أن رواية حديث يأجوج ومأجوج تذكر أن الحسني يقتله (أهل مكة) وفي مكة وليس في الكوفة كما ذهبتم ! . والحقيقة إن الجواب يكون في وجهين :
    1- يحتمل أن المقصود بـ (مكة) في هذه الرواية هي الكوفة في التأويل وهذا موضوع يوكل إلى محله وليس هنا محل إثباته . وبذلك يكون الحسني مقتول في الكوفة وليس مكة .
    2- لو رفضنا الوجه الأول لا يمكن فهم الرواية على ما ذهبنا إليه من إثباتات قوية فتكون مخالفة لسياق المعنى العام للمحادثة . وخاصة مسألة ( ثورة الحسني للحسني ، والحسيني للحسيني ) والتي سنأتي على ذكرها في الفصول القادمة إنشاء الله تعالى .
    وعليه نحتمل (تصحيف) الكلمة – أي الحسني – فتكون هي (الحسيني) ولا ننسى أن الفرق بينهما نقطتان وحرف واحد فقط . فتكون كتبت سهواً أو نقلاً تغيرت خلال السنين .
    ونقول أيضاً للشيخ : كيف يستقيم مع كل هذه الأدلة والقرائن القول أن الشهيد الصدر (قدس سره) هو من ينطبق عليه مصداق النفس الزكية المقتولة في ظهر الكوفة والمعلوم أنه (قدس سره) حسيني النسب لا حسني النسب ؟!! .
    وفي طبعة أخرى بعد هذه الطبعة من كتابه (عصر الظهور) قام الشيخ بتغيير رأيه والقول أن النفس الزكية يحتمل أن يكون السيد (محمد باقر الحكيم (قدس سره) ) ص131 الطبعة الحادية عشر .
    والحقيقة انه يلاحظ من كلام الشيخ الاضطراب علماً أنه عالم وباحث في قضية المهدي (عليه السلام) وإن ذلك الاضطراب يعود إلى عدم الإحاطة الكاملة من قبله بهذه العلامة المهمة وعلى هذا فإنه لا يمكن الاطمئنان والوثوق بآراء الشيخ الكوراني لأنها ستبقى مجرد واحتمالات لا دليل عليها وهي عرضة للتغيير بين الحين والآخر .
    أما فيما يخص السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) وإنه هو النفس الزكية فيرد عليه أن السيد الحكيم لم يقتل معه سبعين من الصالحين بل إن عدد المقتولين زاد على ثمانين رجلاً .
    وإن قول بعضهم من أن منهم سبعين صالحين والآخرين غير صالحين فإن هذا الكلام مردود وفيه إساءة لحرمة المؤمنين ثم إن الأئمة قد جعلوا السبعين حداً لمعرفة تلك العلامة فهي لا تقبل الزيادة والنقيصة .
    له كنوز في الطالقان كنوز واي كنوز لا من ذهب ولا من فضة ولكن رجال قلوبهم كزبر الحديد
يعمل...
X