أاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ
أللَّـهُمَّ صَلِّ عَلَى فاطمة وابيها وبَعلِها وبَنيها والسرِّ المستودِعِ فيها عددَ مااحاطَ بهِ علمُك
جاء علي (عليه السلام)، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أي شيء سميت ابني؟ فأجابه: ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله، وهنا نزل الوحي على الحبيب المصطفى حاملاً له اسم الوليد الجديد من الله تعالى، فالتفت (صلى الله عليه وآله) إلى علي قائلا له: سمّه حسيناً.
وقد بلغت مكانة الحسين (عليه السلام) في نفس المصطفى الذروة في الحنان الأبوي الزاخر، فعن سلمان الفارسي (رضوان الله عليه) قال: سمعتُ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبني، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه.
وعن يعلى بن مرة قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله): حسين مني وأنا من حسين، أحب اللهُ من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.
فهل بعد هذا الشرف شرفٌ يضاهيه؟ فالحسين من النبي لأنه فرع من شجرة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وهذه صلة نسبية، أما كيف يكون النبي من الحسين؟ لا بد أن هذه الصلة هي صلة رسالية، فقد أعلم المصطفى (صلى الله عليه وآله) أن دينه سيتعرض للمحو والتحريف والطمس، فينهض الإمامُ الحسين (سلام الله عليه) لينقذ هذا الدين بنفسه وعياله ودمه، فيبعث الإسلام من جديد في كربلاء، ويحيا ذكر المصطفى من جديد بعد مذبحة الكرامة في الطف.
استقى الإمامُ الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) علمَه من معين الرسالة ومنبعها الصافي، بعد أن نشأ في بيت النبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة، فتعلق بالله أيما تعلق، وانشدّ إلى الباري سبحانه وتعالى إنشداداً روحيا ساميا، حتى إنه إذا توضأ تغير لون وجهه وارتعدت فرائصه، فيُقال له في ذلك فيقول: حقٌّ لمن وقف بين يدي الملك الجبار، أن يصفر لونه وترتعد مفاصله.
وإذا حلت أرهبُ الساعات وأحرجها في كربلاء، والجيش الأموي يطوقه من كل صوب ومكان، شمّر عن سواعده متهيّئاً للصلاة، ولم يبال بما يحيطه، وكان يدعو ربه تعالى بهذا الدعاء: اللهم ارزقني الرغبةَ في الآخرة، حتى اعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي. اللهم ارزقني بصراً في أمر الآخرة، حتى أطلب الحسنات شوقاً، وافر من السيئات خوفا، يا رب.. .
هذا مع الله.. أما مع الناس، فالحسين هو ذلك الرجل الطيّب المتواضع، يمرّ على مساكين يأكلون في الصفة فيدعونه للطعام، فينزل (عليه السلام) ويقول: إن الله لا يحب المستكبرين، ثم يقول لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، فيمضي بهم إلى منزله ليأمر زوجته الرباب: أخرجي ما كنت تدخرين.
وكان من رعايته للمساكين والعاجزين ما رواه شعيب بن عبد الرحمن، قال: وُجد على ظهر الحسين بن علي (عليه السلام) يوم الطف أثر، فسألوا زين العابدين عن ذلك، فقال: هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
لم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) مقتصراً على جهاد اللسان في الذود عن رسالة الإسلام، فالمتقصي لحياته الشريفة يقف كثيراً على ما ساهم الإمامُ الحسين في المسيرة الإسلامية الظافرة، فقد اشترك (سلام الله عليه) في حماية ثغور المسلمين وعمره لم يتخط الثانية عشرة سنة، وشارك أباه أمير المؤمنين في حروبه الثلاثة: الجمل وصفين والنهروان جنباً إلى جنب مع أخيه الحسن (عليه السلام) والمخلصين الأبرار من الصحابة والتابعين، وكان قد سبق مشاركاته هذه مساهمته في فتح طبرستان، وتابعها بمعاناته من الأحداث الخطيرة أيام إمامة الحسن (عليه السلام) وبعد استشهاده، حيث دخلت الأمةُ مرحلةً جديدة من حياتها بعد تسلط الأمويين على مقاليد الحكم، عائدين بالناس القهقرى إلى الجاهلية الأولى، ومستأثرين بالنعم دون السواد، ومحرفين الأحكام والمفاهيم حسب أهوائهم، ومنتقمين من محبي الرسول وأهل بيته (صلوات الله عليهم)، وباعثين الفرقة والفتن باسم القومية والطائفية والعشائرية، وكادت الأمة أن تغيب عنها معالم الدين وتنطمس رايات التوحيد، حتى نهض أبو عبد الله الحسين (سلام الله عليه) ليقدم أعزّ المهج وأغلى الأرواح وأشرف القرابين بين يدي الله سبحانه وتعالى، كيما ينقذ الرسالة الإسلامية من تيارات الكفر والجاهلية، وينقذ الأمة من روح الهزيمة والانكسار.
واستشهد أبو عبد الله الحسين (سلام الله عليه) ليختار أن يموت مكرهاً ثائرا، لا أن يموت ذليلا خائرا، وليموت جسده في موقف يعيش شخصه بعده في النفوس والعقول والقلوب والضمائر.
وقف أبو عبد الله (عليه السلام) في كربلاء وقفةً بهت الدهرُ لها وشده البشر منها، علّم الرساليُ كيف يكون الرسالي، وعلّم الرجال كيف يقف الرجال، وعلّم الأبطال كيف تصنع البطولة.
وصار الحسين (عليه السلام) مدرسةً تتعلم فيها الأجيالُ كيف تعي مسؤوليتها تجاه الرسالة، وكيف تصبر في الخطوب ومحتدم البلاء، فقد عرّف لهم الدنيا وحذّرهم من الركون إليها، قائلاً: أيّها الناس.. إنّ الله تعالى خلق الدنيا، فجعلها دارَ فناءٍ وزوال، متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرورُ من غرته والشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا، فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمَعَ من طمع فيها.
وبيّن لهم المصير حينما استصرخ الضمائر حتى أبد الدهر: فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا أكبه الله في نار جهنم.
وعلّمهم كيف يشتاقون إلى الجنة، فكان أصحابُه مشغوفين
برضوان الله تعالى والوفاءِ لعترته الطاهرة.
وقف سعيدُ بن عبد الله الحنفي أمام الحسين (عليه السلام) يستقبل السهام بجسمه ليتمكن من أداء الصلاة،
حتى إذا امتلأ بسهام الأعداء وقع على الأرض، عندئذ فتح
عينيه ونظر إلى الحسين وهو يقول: أوفيت يابن رسول الله؟ فأجابه (عليه السلام): نعم، وإنك أمامي في الجنة.(منقول)
أللَّـهُمَّ صَلِّ عَلَى فاطمة وابيها وبَعلِها وبَنيها والسرِّ المستودِعِ فيها عددَ مااحاطَ بهِ علمُك
جاء علي (عليه السلام)، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أي شيء سميت ابني؟ فأجابه: ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله، وهنا نزل الوحي على الحبيب المصطفى حاملاً له اسم الوليد الجديد من الله تعالى، فالتفت (صلى الله عليه وآله) إلى علي قائلا له: سمّه حسيناً.
وقد بلغت مكانة الحسين (عليه السلام) في نفس المصطفى الذروة في الحنان الأبوي الزاخر، فعن سلمان الفارسي (رضوان الله عليه) قال: سمعتُ رسولَ الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: الحسن والحسين ابناي، من أحبهما أحبني، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله النار على وجهه.
وعن يعلى بن مرة قال: قال رسولُ الله (صلى الله عليه وآله): حسين مني وأنا من حسين، أحب اللهُ من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.
فهل بعد هذا الشرف شرفٌ يضاهيه؟ فالحسين من النبي لأنه فرع من شجرة الرسول (صلى الله عليه وآله)، وهذه صلة نسبية، أما كيف يكون النبي من الحسين؟ لا بد أن هذه الصلة هي صلة رسالية، فقد أعلم المصطفى (صلى الله عليه وآله) أن دينه سيتعرض للمحو والتحريف والطمس، فينهض الإمامُ الحسين (سلام الله عليه) لينقذ هذا الدين بنفسه وعياله ودمه، فيبعث الإسلام من جديد في كربلاء، ويحيا ذكر المصطفى من جديد بعد مذبحة الكرامة في الطف.
استقى الإمامُ الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام) علمَه من معين الرسالة ومنبعها الصافي، بعد أن نشأ في بيت النبوة ومهبط الوحي ومختلف الملائكة، فتعلق بالله أيما تعلق، وانشدّ إلى الباري سبحانه وتعالى إنشداداً روحيا ساميا، حتى إنه إذا توضأ تغير لون وجهه وارتعدت فرائصه، فيُقال له في ذلك فيقول: حقٌّ لمن وقف بين يدي الملك الجبار، أن يصفر لونه وترتعد مفاصله.
وإذا حلت أرهبُ الساعات وأحرجها في كربلاء، والجيش الأموي يطوقه من كل صوب ومكان، شمّر عن سواعده متهيّئاً للصلاة، ولم يبال بما يحيطه، وكان يدعو ربه تعالى بهذا الدعاء: اللهم ارزقني الرغبةَ في الآخرة، حتى اعرف صدق ذلك في قلبي بالزهادة مني في دنياي. اللهم ارزقني بصراً في أمر الآخرة، حتى أطلب الحسنات شوقاً، وافر من السيئات خوفا، يا رب.. .
هذا مع الله.. أما مع الناس، فالحسين هو ذلك الرجل الطيّب المتواضع، يمرّ على مساكين يأكلون في الصفة فيدعونه للطعام، فينزل (عليه السلام) ويقول: إن الله لا يحب المستكبرين، ثم يقول لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، فيمضي بهم إلى منزله ليأمر زوجته الرباب: أخرجي ما كنت تدخرين.
وكان من رعايته للمساكين والعاجزين ما رواه شعيب بن عبد الرحمن، قال: وُجد على ظهر الحسين بن علي (عليه السلام) يوم الطف أثر، فسألوا زين العابدين عن ذلك، فقال: هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
لم يكن الإمام الحسين (عليه السلام) مقتصراً على جهاد اللسان في الذود عن رسالة الإسلام، فالمتقصي لحياته الشريفة يقف كثيراً على ما ساهم الإمامُ الحسين في المسيرة الإسلامية الظافرة، فقد اشترك (سلام الله عليه) في حماية ثغور المسلمين وعمره لم يتخط الثانية عشرة سنة، وشارك أباه أمير المؤمنين في حروبه الثلاثة: الجمل وصفين والنهروان جنباً إلى جنب مع أخيه الحسن (عليه السلام) والمخلصين الأبرار من الصحابة والتابعين، وكان قد سبق مشاركاته هذه مساهمته في فتح طبرستان، وتابعها بمعاناته من الأحداث الخطيرة أيام إمامة الحسن (عليه السلام) وبعد استشهاده، حيث دخلت الأمةُ مرحلةً جديدة من حياتها بعد تسلط الأمويين على مقاليد الحكم، عائدين بالناس القهقرى إلى الجاهلية الأولى، ومستأثرين بالنعم دون السواد، ومحرفين الأحكام والمفاهيم حسب أهوائهم، ومنتقمين من محبي الرسول وأهل بيته (صلوات الله عليهم)، وباعثين الفرقة والفتن باسم القومية والطائفية والعشائرية، وكادت الأمة أن تغيب عنها معالم الدين وتنطمس رايات التوحيد، حتى نهض أبو عبد الله الحسين (سلام الله عليه) ليقدم أعزّ المهج وأغلى الأرواح وأشرف القرابين بين يدي الله سبحانه وتعالى، كيما ينقذ الرسالة الإسلامية من تيارات الكفر والجاهلية، وينقذ الأمة من روح الهزيمة والانكسار.
واستشهد أبو عبد الله الحسين (سلام الله عليه) ليختار أن يموت مكرهاً ثائرا، لا أن يموت ذليلا خائرا، وليموت جسده في موقف يعيش شخصه بعده في النفوس والعقول والقلوب والضمائر.
وقف أبو عبد الله (عليه السلام) في كربلاء وقفةً بهت الدهرُ لها وشده البشر منها، علّم الرساليُ كيف يكون الرسالي، وعلّم الرجال كيف يقف الرجال، وعلّم الأبطال كيف تصنع البطولة.
وصار الحسين (عليه السلام) مدرسةً تتعلم فيها الأجيالُ كيف تعي مسؤوليتها تجاه الرسالة، وكيف تصبر في الخطوب ومحتدم البلاء، فقد عرّف لهم الدنيا وحذّرهم من الركون إليها، قائلاً: أيّها الناس.. إنّ الله تعالى خلق الدنيا، فجعلها دارَ فناءٍ وزوال، متصرفة بأهلها حالاً بعد حال، فالمغرورُ من غرته والشقي من فتنته، فلا تغرنكم هذه الدنيا، فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمَعَ من طمع فيها.
وبيّن لهم المصير حينما استصرخ الضمائر حتى أبد الدهر: فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلا أكبه الله في نار جهنم.
وعلّمهم كيف يشتاقون إلى الجنة، فكان أصحابُه مشغوفين
برضوان الله تعالى والوفاءِ لعترته الطاهرة.
وقف سعيدُ بن عبد الله الحنفي أمام الحسين (عليه السلام) يستقبل السهام بجسمه ليتمكن من أداء الصلاة،
حتى إذا امتلأ بسهام الأعداء وقع على الأرض، عندئذ فتح
عينيه ونظر إلى الحسين وهو يقول: أوفيت يابن رسول الله؟ فأجابه (عليه السلام): نعم، وإنك أمامي في الجنة.(منقول)
تعليق