الأعمى وأمير المؤمنين عليه السلام
بعد دفن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) رجع الحسنان ومعهما من خواصهما وأهل بيتهما جماعة، فمروا على خربة في الكوفة فسمعوا أنينا فاقتفوا أثره، فإذا به رجل قد توسد لبنة وهو يحن حنين الثكلى الوالهة؛ فوقف عنده الحسن والحسين وسألاه عن حاله فقال: إني رجل غريب، لا أهل لي قد أعوزتني المعيشة وأتيت إلى هذه البلدة منذ سنة، وكل ليلة يأتيني شخص إذا هدأت العيون، بما اقتات به من طعام وشراب ويجلس معي يؤنسني ويسليني عما أنا فيه من الهم والحزن، وقد فقدته منذ ثلاثة أيام.
فقالا له وهما يبكيان: صفه لنا.
فقال: إني مكفوف البصر لا أبصره.
فقالا: ما اسمه؟
قال: كنت أسأله عن اسمه فيقول: إنما أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
فقال: اسمعنا من حديثه.
قال: دأبه التسبيح والتقديس والتكبير والتهليل، وإن الأحجار والحيطان تجيب بإجابته وتسبح بتسبيحه.
فقالا: هذه صفات سيدنا ومولانا أمير المؤمنين (عليه السلام).
فقال الرجل: ما فعل الله به.
فقالا (عليهما السلام) وهما يبكيان: قد افجعنا فيه أشقى الأشقياء ابن ملجم، وها نحن راجعون من دفنه.
فلما سمع الرجل ذلك منهما لم يتمالك دون أن رمى بنفسه على الأرض وجعل يضرب برأسه الصخور، ويحثو على رأسه التراب، ويصرخ صراخ المعولة الفاقدة، فأبكى من كان حاضرا.
ثم قال لهم:بالله ما اسمكما واسم أبيكما؟
فقالا له: أبونا أمير المؤمنين (عليه السلام) علي بن أبي طالب، وأنا الحسن وهذا أخي الحسين وهؤلاء بقية أولاده وأقربائه، وجملة من أصحابه راجعين من دفنه.
فقال: سألتكما بالله وبجدكما رسول الله وأبيكما ولي الله إلا ما عرجتما بي على قبره لأجدد به عهدا فقد تنغص عيشي بقتله، وتكدرت حياتي بعد دفنه.
فأخذه الحسن (عليه السلام) بيده اليمنى والحسين بيده اليسرى والناس من وراءهما بالبكاء والعويل، حتى أتوا إلى قبره المنور، فجثى عليه ذلك الرجل وجعل يمرغ جسمه عليه، ويحثو التراب على رأسه حتى غشي عليه، وهم حوله يبكون وقد أشرفوا على الهلاك من كثرة البكاء والنحيب.
فلما أفاق من غشوته رفع كفيه إلى السماء وقال: اللهم إني أسألك بحق من سكن هذه الحفرة المنورة أن تلحقني به وتقبض روحي إليك، فإني لا أقدر على فراقه. فاستجــاب الله دعاءه، فما وجدوه إلا مثل الخشبة الملقاة، فجهزوه ودفنوه بجنب أمير المؤمنين (عليه السلام) .(منقول)
بعد دفن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) رجع الحسنان ومعهما من خواصهما وأهل بيتهما جماعة، فمروا على خربة في الكوفة فسمعوا أنينا فاقتفوا أثره، فإذا به رجل قد توسد لبنة وهو يحن حنين الثكلى الوالهة؛ فوقف عنده الحسن والحسين وسألاه عن حاله فقال: إني رجل غريب، لا أهل لي قد أعوزتني المعيشة وأتيت إلى هذه البلدة منذ سنة، وكل ليلة يأتيني شخص إذا هدأت العيون، بما اقتات به من طعام وشراب ويجلس معي يؤنسني ويسليني عما أنا فيه من الهم والحزن، وقد فقدته منذ ثلاثة أيام.
فقالا له وهما يبكيان: صفه لنا.
فقال: إني مكفوف البصر لا أبصره.
فقالا: ما اسمه؟
قال: كنت أسأله عن اسمه فيقول: إنما أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة.
فقال: اسمعنا من حديثه.
قال: دأبه التسبيح والتقديس والتكبير والتهليل، وإن الأحجار والحيطان تجيب بإجابته وتسبح بتسبيحه.
فقالا: هذه صفات سيدنا ومولانا أمير المؤمنين (عليه السلام).
فقال الرجل: ما فعل الله به.
فقالا (عليهما السلام) وهما يبكيان: قد افجعنا فيه أشقى الأشقياء ابن ملجم، وها نحن راجعون من دفنه.
فلما سمع الرجل ذلك منهما لم يتمالك دون أن رمى بنفسه على الأرض وجعل يضرب برأسه الصخور، ويحثو على رأسه التراب، ويصرخ صراخ المعولة الفاقدة، فأبكى من كان حاضرا.
ثم قال لهم:بالله ما اسمكما واسم أبيكما؟
فقالا له: أبونا أمير المؤمنين (عليه السلام) علي بن أبي طالب، وأنا الحسن وهذا أخي الحسين وهؤلاء بقية أولاده وأقربائه، وجملة من أصحابه راجعين من دفنه.
فقال: سألتكما بالله وبجدكما رسول الله وأبيكما ولي الله إلا ما عرجتما بي على قبره لأجدد به عهدا فقد تنغص عيشي بقتله، وتكدرت حياتي بعد دفنه.
فأخذه الحسن (عليه السلام) بيده اليمنى والحسين بيده اليسرى والناس من وراءهما بالبكاء والعويل، حتى أتوا إلى قبره المنور، فجثى عليه ذلك الرجل وجعل يمرغ جسمه عليه، ويحثو التراب على رأسه حتى غشي عليه، وهم حوله يبكون وقد أشرفوا على الهلاك من كثرة البكاء والنحيب.
فلما أفاق من غشوته رفع كفيه إلى السماء وقال: اللهم إني أسألك بحق من سكن هذه الحفرة المنورة أن تلحقني به وتقبض روحي إليك، فإني لا أقدر على فراقه. فاستجــاب الله دعاءه، فما وجدوه إلا مثل الخشبة الملقاة، فجهزوه ودفنوه بجنب أمير المؤمنين (عليه السلام) .(منقول)