تويت
العشائر والقضية المهدوية
أن قضية المهدي المنتظر (مكن الله له في الأرض )هي أهم قضية في هذا الكون لأن الله عز وعل ماخلق الإنس والجن الاليعبدوهذه العبودية والتوحيد الخالص لايتحقق على الوجه الصحيح وبالشكل التام الأعلى يد الوعود المنتظر والمنقذ المخلص الأمام المهدي (مكن الله له في الأرض)ومن هنا فان البشرية ومنذ فجر التأريخ تنتظر يوم ظهور وقيام هذا المخلص وكل قوم أو جيل أوقرن من الزمان يأتي حاملاً معه فكرة يوم الخلاص على يد هذا المنقذ ويتفكر في قضيته ويشغل باله بما يدور حول قضيته من أمور وملابسات محاولة كشف ذلك السر الإلهي وان تسبر غوره على وفق تصورها ومنظورها الخاص ولان قضية الأمام المهدي (عليه السلام )ليست مختصة بالعرب او بالمسلمين وحدهم انماهي قضية الإنسانية جمعاء بل قضية هذا الكون بأكمله؟ والعراق هو القاعدة الرئيسية لأنصار الإمام المهدي (عليه السلام )والمتمثلة بشرائح المجتمع المختلفة والتي تأتي في مقدمتها القبائل (العشائر) ولاسيما العربية منها العرب هم أساس الدعوة الإسلامية .ومادتها الأصلية ،وذلك ليس بالمستغرب فالدعوة الإسلامية نزلت في محيط عربي (الجزيرة العربية)بلسان عربي ،قال تعالى (إناانزلنا قرآنا عربيا لعلكم تعقلون) ثم أن العراق مهد الرسالات السماوية ومهد الأنبياء وفي مقدمتهم (آدم ،ونوح،وإبراهيم عليهما السلام) والبلد المجتبى منذ قديم الزمان ومن هذا المنطلق وجب على القبائل (العشائر)ولاسيما في العراق إن تنهض بمسؤولية نداء الإمام المهدي (عليه السلام) فمن العلوم ان كل نبي دعوته تبدأ من المحيط الذي هو فيه من أهل بيته وإفراد عشيرته وقبيلته ومن ثم تخرج لكل الناس وبما ان لدعوة الإمام المهدي (عليه السلام) شبه بدعوة جده المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) القبائل (العشائر)تمثل إحدى اللبنات الرئيسة في تكوين المجتمعات واهم شرائح المجتمع ولانغالي إذا ما قلنا أنها كل المجتمع وذلك لان المجتمع بنسيجه وتركيبته المتنوعة من الطبقة المثقفة وغير المثقفة ،رجالا ونساء،كبارا وصغارا الفلاح والمعلم والمهندس والطبيب ،رجل الدين ورجل السياسة وغيرهم ،كل في الأصل ينتمون إلى قبائل وعشائر ينتسبون إليها ويعتزون بها وعليه فالقبائل(العشائر )تمثل ركيزة أساسية في المجتمع ومع ان الفرد المسلم مطالب بالانتظارلامر الإمام المهدي (عليه السلام) وانتظار فرجه الشريف انطلاقا من حديث رسول الله محمد(صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): (أفضل إعمال أمتي انتظار الفرج)؟
إلا إننا نجد وللأسف الشديد ان القبائل(العشائر)ان لم نقل كلها فاغلبها في غفلة من هذا الأمر ولم تخطو خطوة واحدة على طريق الانتظار الايجابي للحجة بن الحسن (عليه السلام)بل ان بعض إفراد القبائل والعشائر نجده بعيدا كل البعد حتى عن الانتظار السلبي المتمثل بانتظار ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وقيامه الشريف في مكة المكرمة بين الركن والمقام ويكتفي بالقول ان الإمام المهدي (عليه السلام) لم يحن أوان ظهوره بعد وان أمامنا عشرات السنين بل البعض يذهب أكثر من ذلك ويقول أمامنا مئات السنين لكي يظهرالامام المهدي (عليه السلام) ؟ في حين إننا نعيش فعلاً في عصر الظهور الشريف للإمام المهدي (مكن الله له في الأرض)وهذا مادلت عليه الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)المنصبة على بيان أحوال أخر الزمان وعلى رؤساء وشيوخ العشائر تقع مسؤولية توعية أبناء عشائرهم وقبائلهم بهذه الحقيقة وتنبيههم إليها والخروج من الدائرة السلبية ؟ وبالتالي وجب على العشائر الالتفاف حول الإمام المهدي (عليه السلام)وتأييد دعوته التي سيقوم بها وزيره السيد اليماني الموعود ليتحولوا من الحالة السلبية إلى الحالة الايجابية ,وان تقوم بمهمة تهيئة أبناء العشائر لاسيما الشباب منهم لمناصرة إمام زمانهم (عليه السلام)وتشكيل قاعدة قوية وعريضة قائمة على أسس صحيحة لمناصرة الإمام المهدي (عليه السلام)ومناصرة دعوته الشريفة في حال ظهورها
تعليق