- الاختيار-
لقد جرت الحكمة الإلهية في الاختيار أن لا يختار الله تعالى من هو أغنى لكي لا يتبعه الناس طمعا لما عنده من مال وأن لا يختار من هو ذا وجاهة اجتماعية كي لا تتبعه الناس لوجاهته ونفوذه الذي يتمتع به، وإنما وقع الاختيار من قبل الله سبحانه وتعالى من عامة الناس من الطبقة الكادحة والفقيرة والتي تكون أقرب إلى الله تبارك وتعالى، لذلك نرى أن أغلب الناس يعترضون على هذا الاختيار، فإن الله تبارك وتعالى يختار وفق مشيئته وليس من حق أي أحد أن يعترض قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }( ).
وهكذا هو الحال عندما اختار الباري عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) نبيا ورسولا إلى بني إسرائيل دوناً عن فرعون وهامان وقارون من الذين يملكون المال والجاه، وكذلك الحال في اختيار الله تعالى لنبيه الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حيث ورد في الحديث الشريف عن رسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( نظر الله إلى أهل الأرض نظر نظرة فأختارني منهم ، ثم نظر نظرة أخرى فأختار عليا (عليه السلام) )( ).
ومن الملاحظ أن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) سمي بالمصطفى لان الله سبحانه وتعالى قد اصطفاه من بين الناس وسمي كذلك بالمختار لان الله عز وجل قد اختاره من بين البشر، وبما انه أصبح من المسلم به أن لكل نبي وصي ووزير يخلفه في حال غيبته وانقطاعه عن الناس فنجد أن هارون قد اختاره الله لكي يكون وزير وخليفة لنبي الله موسى (عليه السلام) وكان الأمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وصي ووزير لرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وكذلك بقية الأئمة (عليهم السلام) لأن النبوة والإمامة مختارة من الله تبارك وتعالى حيث كان الاعتراض من قبل قريش على الله تعالى لأن الاختيار لم يكن يأتي موافقا لرغباتهم وأهوائهم وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وذو مال وجاه.
وكذلك يكون الحال مع الأمام المهدي (عليه السلام) وصاحب دعوته فهما مختاران من الله سبحانه وتعالى وهذا الاختيار كما أسلفنا لا يمكن لأحد أن يعترض عليه، وبالرغم من ذلك فسوف يقع الاعتراض على الأمام ووزيره اليماني من قبل قريش في عصر الظهور الشريف.
وبما أن الأمام المهدي (عليه السلام) مولود وأمره واقع لا محالة فإن الاعتراض عليه هنا سوف يكون على وزيره اليماني الموعود لأنه من عامة الناس وليس صاحب أية سلطة أو جاه أو مـال عندما اختاره الله وتعالى، وأن الاعتراض عليه يكون من قبل الناس بأن يقولوا لماذا لا يكون العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني هو اليماني لأنه من الوجوه المعروفة وذوي المكانة والشرف كما فعل أسلافهم مع سفراء الإمام.
ولو سلمنا أن اليماني هو العالم الفلاني الذي بطبيعة الحال لديه أتباع بالملايين فبالنتيجة تكون الأنصار بالألوف إن لم تكن بالملايين، بينما نجد أن الأمام المهدي (عليه السلام) ينتظر الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا للقيام بالثورة العالمية وبهذا يكون التناقض واضحا وجليا بالنسبة للقاصي والداني.
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني
لقد جرت الحكمة الإلهية في الاختيار أن لا يختار الله تعالى من هو أغنى لكي لا يتبعه الناس طمعا لما عنده من مال وأن لا يختار من هو ذا وجاهة اجتماعية كي لا تتبعه الناس لوجاهته ونفوذه الذي يتمتع به، وإنما وقع الاختيار من قبل الله سبحانه وتعالى من عامة الناس من الطبقة الكادحة والفقيرة والتي تكون أقرب إلى الله تبارك وتعالى، لذلك نرى أن أغلب الناس يعترضون على هذا الاختيار، فإن الله تبارك وتعالى يختار وفق مشيئته وليس من حق أي أحد أن يعترض قال تعالى: {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ }( ).
وهكذا هو الحال عندما اختار الباري عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) نبيا ورسولا إلى بني إسرائيل دوناً عن فرعون وهامان وقارون من الذين يملكون المال والجاه، وكذلك الحال في اختيار الله تعالى لنبيه الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) حيث ورد في الحديث الشريف عن رسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما): ( نظر الله إلى أهل الأرض نظر نظرة فأختارني منهم ، ثم نظر نظرة أخرى فأختار عليا (عليه السلام) )( ).
ومن الملاحظ أن رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) سمي بالمصطفى لان الله سبحانه وتعالى قد اصطفاه من بين الناس وسمي كذلك بالمختار لان الله عز وجل قد اختاره من بين البشر، وبما انه أصبح من المسلم به أن لكل نبي وصي ووزير يخلفه في حال غيبته وانقطاعه عن الناس فنجد أن هارون قد اختاره الله لكي يكون وزير وخليفة لنبي الله موسى (عليه السلام) وكان الأمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وصي ووزير لرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وكذلك بقية الأئمة (عليهم السلام) لأن النبوة والإمامة مختارة من الله تبارك وتعالى حيث كان الاعتراض من قبل قريش على الله تعالى لأن الاختيار لم يكن يأتي موافقا لرغباتهم وأهوائهم وقالوا لولا أنزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم وذو مال وجاه.
وكذلك يكون الحال مع الأمام المهدي (عليه السلام) وصاحب دعوته فهما مختاران من الله سبحانه وتعالى وهذا الاختيار كما أسلفنا لا يمكن لأحد أن يعترض عليه، وبالرغم من ذلك فسوف يقع الاعتراض على الأمام ووزيره اليماني من قبل قريش في عصر الظهور الشريف.
وبما أن الأمام المهدي (عليه السلام) مولود وأمره واقع لا محالة فإن الاعتراض عليه هنا سوف يكون على وزيره اليماني الموعود لأنه من عامة الناس وليس صاحب أية سلطة أو جاه أو مـال عندما اختاره الله وتعالى، وأن الاعتراض عليه يكون من قبل الناس بأن يقولوا لماذا لا يكون العالم الفلاني أو الشيخ الفلاني هو اليماني لأنه من الوجوه المعروفة وذوي المكانة والشرف كما فعل أسلافهم مع سفراء الإمام.
ولو سلمنا أن اليماني هو العالم الفلاني الذي بطبيعة الحال لديه أتباع بالملايين فبالنتيجة تكون الأنصار بالألوف إن لم تكن بالملايين، بينما نجد أن الأمام المهدي (عليه السلام) ينتظر الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلا للقيام بالثورة العالمية وبهذا يكون التناقض واضحا وجليا بالنسبة للقاصي والداني.
من فكر السيد ابو عبد الله الحسين القحطاني