إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحكمة من إختلاف نهج الائمة المعصومين(عليهم السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحكمة من إختلاف نهج الائمة المعصومين(عليهم السلام)

    الحكمة من إختلاف نهج الائمة المعصومين(عليهم السلام)

    من فكر السيد ابي عبد الله الحسين القحطاني

    لقد كان لكل إمام من الائمة المعصومين (عليهم السلام) نهج يختلف عن الإمام الذي بعده فمثلآ قد تساءل الكثير عن سبب مصالحة الإمام الحسن (عليه السلام) لمعاوية(لعنه الله) عندما سلبت منه الخلافة ولم يخرج للإحتجاج بينما اخيه الحسين (عليه السلام) قد خرج واعترض على سلبهم لحقه في الخلافه وتولي امور المسلمين تناسوا إن لله سبحانه في كل شيء حكمة بالغة سنأتي في توضيحها تدريجيا وليكون موضوعا شافيآ لكل من تسائل عن ذلك قال تعالى{وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ }يوسف67 - فكما قدمنا ما ورد عن الائمة المعصومين (عليه السلام) : ( ان كل يا بني اسرائيل هي يابني علي ) ، ومن المعروف ان نبي الله يعقوب (عليه السلام) هو اسرائيل ومعنى اسرائيل هو ( خالص الله ) او خالصته كما ورد عن الامام الباقر (عليه السلام) ، اذن فيعقوب يمثل امير المؤمنين علي (عليه السلام) في هذه الاية ، لأن امير المؤمنين هو خالصة الله كما نقل ابن طاووس باسناده الى ابي عبد الله (عليه السلام) في ذكره لدعاء زيارة الغدير للامام علي (عليه السلام) حيث قال : ( اللهم صل على وليك واخي نبيك ووزيره وحبيبه وخليله وموضع سره وخيرته من اسرته ووصيه وصفوته وخالصته وامينه ووليه واشرف عترته ........) مستدرك الوسائل ج10 ص 220 - فقوله {وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ }يوسف 67 - هو كلام والد الائمة امير المؤمنين (عليه السلام) الموجه الى ابنائه المعصومين (عليه السلام) بأتخاذهم عدة ابواب وليس باباً واحداً فكل امام منهم له باب يختلف عن الامام الذي يليه ، فأن في ذلك المصلحة والفائدة والتي تكون غالباً مجهولة لدى الناس حيث يختلف عن الذي يليه وكل جيل يختلف عن غيره اضافة الى تغير الحكومات الجائرة فمنها تكون قوية وشديدة كما كانت دولة بني امية في بداية حكمها وهزيلة ضعيفة كدولة بني امية ايضا في نهايتها وبالتالي سقوطها ، وغير ذلك من الامور التي لا يعرفها الا الله والامام ، فالامام الحسن المجتبى كان بابه الصلح مع معاوية ( لعنه الله ) ، وعند تمام هذا الصلح تعرض الامام الحسن (عليه السلام) لملامة الناس لكونهم يجهلون وجه الحكمة وغير المسلّمين لأمر الامام ونهيه وبذلك فهم يؤذون الامام الذي هو ادرى بالنفع من غيره ن وقد ورد في كتاب الاحتجاج قوله : ( لما صالح الحسن بن علي بن ابي طالب (عليه السلام) معاوية بن ابي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته ، قال الحسن (عليه السلام) : ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه الشمس او غربت الا تعلمون اني امامكم ومفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي شباب اهل الجنة بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) علي ؟ قالوا : بلى قال (عليه السلام) : اما علمتم ان الخضر لما خرق السفينة واقام الجدار وقتل الغلام كان ذلك سخطاً لموسى بن عمران اذ خفي عليه وجه الحكمة في ذلك وكان ذلك عند الله تعالى ذكره حكمه وصواباً ........) بحار الانوار ج44 ص19 .
    اما الامام الحسين (عليه السلام) فكان بابه الشهادة والتضحية في سبيل الله ودينه فقد ضحى بدمه الشريف لأستقامة الدين الذي ظهر فيه الاعوجاج على ايدي طغات بني امية ، فوقف وقفته المشهودة المليئة بالاباء والشجاعة وصرخ صرخته المدوية في وجه الظالمين ، وقال قولته المشهورة : ( ان كان دين محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) لا يستقيم الا بقتلي فيا سيوف خذيني ) فسجل بأحرف من نور في صفحات المجد التليدة اروع ايات البطولة والتضحية وبقيت الطف الى الان منهلاً للثائرين بوجه الظلم والظالمين ونبراساً للعقيدة الحقة وبحراً زاخراً من الايثار والشهامة لجميع المؤمنين في كل مكان .
    والامام علي بن الحسين (عليه السلام) كان بابه ترسيخ العبادة وتاديب الناس من خلال ادعيته الكثيرة ، ونتيجة للضغط المتزايد من قبل حكام بني امية كان اسلوب الامام (عليه السلام) اسلوب التورية والتقية فكان يهذب شيعته بأمور العبادة والدعاء ، وقد لقب بالسجاد وزين العابدين لكثرة سجوده وعبادته ، وقد نقل جابر بن عبد الله عن الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) انه قال : ( ان ابي علي بن الحسين (عليه السلام) ما ذكر لله عز وجل نعمة عليه الا سجد ولا قرأ اية من كتاب الله عز وجل فيها سجود الا سجد ولا دفع عنه سوءاً يخشاه او كيد كائد الا سجد ولا فرغ من صلاة مفروضة الا سجد ولا وفق لأصلاح بين اثنين الا سجد وكان اثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك ) وسائل الشيعة ج7 ص20 .
    وكان باب الامام محمد بن علي الباقر (عليه السلام) هو شق العلم فقد لقب بالباقر لبقره علوم النبيين فكانت مرحلته (عليه السلام) هي مرحلة العلوم المختلفة التي فك رموزها وحل طلاسمها ، ومن بعده جاء الامام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) الذي كان بابه نشر العلوم التي افصح عنها الامام الباقر (عليه السلام) ، فقام الامام الصادق بتوسعة هذه العلوم وايضاحها للناس ) وقد قال الامام الصادق (عليه السلام) : ( ان علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور في رق منشور ونكت في القوب ومفاتيح اسرار الغيوب ونقر في الاسماع ولا تنفر منه الطباع ، وعندنا الجفر الابيض والجفر الاحمر والجفر الاكبر والجفر الاصغر .......) الزام الناصب ، وقد استطاع الامام الصادق (عليه السلام) استغلال هذه المرحلة المهمة التي حصلت بين ضعف وسقوط الدولة الاموية وبداية الدولة العباسية ، فقام الامام بتثبيت اركان المذهب الشيعي حتى سمي المذهب بأسمه فسمي بالمذهب الجعفري ، وهكذا الائمة المعصومين (عليه السلام) من بعده فكلٌ له بابه الذي يختلف به عن غيره ، وقد اختص الامام المهدي (عليه السلام)بالقيام بالسيف دون الائمة المعصومين (عليه السلام) فقد نهى امير المؤمنين (عليه السلام) عن خروج احد من ابنائه المعصومين قبل القائم المهدي (عليه السلام) ، وها واضح في كلام المعصومين (عليه السلام) في الكثير من الروايات التي اكدت هذا المعنى ، فقد ورد عن جابر ان الامام الباقر (عليه السلام) قال : ( مثل من خرج منا اهل البيت قبل قيام القائم مثل فرخ طار ووقع في كوة فتلاعبت به
    لصبيان ) بحار الانوار ج52 ص139 .
    اما الامام المهدي (عليه السلام) فيقوم بالسيف محاسباً وقد لقب بالقائم كونه يقوم بالسيف وله عدة وعدد وجيش يقاتلون بين يديه ، وقد دلت عشرات الروايات على قيامه بالسيف ، واليك بعضاً من هذه الروايات :-
    جاء عن الباقر (عليه السلام) قال : ( يقوم القائم بأمر جديد وقضاء جديد على العرب شديد ، ليس شأنه الا السيف ولا يستتيب احداً ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ) بحار الانوار ج52 ص354 .
    وفي غيبة النعماني ص244 : ( اذا قام القائم نزلت سيوف القتال ، على كل سيف اسم الرجل واسم ابيه ) .
    وعن ابي عبد الله (عليه السلام) قال : ( اذا خرج القائم (عليه السلام) لم يكن بينه وبين العرب والفرس الا السيف لا يأخذها الا بالسيف ولا يعطيها الا به ) البحار ج52 ص389 . وغير ذلك من الروايات المتكاثرة بهذا الخصوص .
    التعديل الأخير تم بواسطة المدير العام; الساعة 07-07-15, 02:14 AM.
يعمل...
X