علم الأبجد من فكر السيد القحطاني من مصادر اهل السنة
التعريف بعلم الأبجدية
يقوم هذا العلم على اساس القيم العددية للأحرف أي إن لكل حرف قيمة عددية ، يتم من خلاله تحويل الحروف إلى أرقام تدخل في عمليات حسابية مختلفة حسب ما يقتضيه الموضوع .
وعلى هذا تقلب اللغة من لغة حرفية إلى لغة رقمية يتم الاستفادة منها في معرفة وكشف أسرار وخفايا الكتاب التكويني (الكون) وبعض أسرار وخفايا الكتاب التدويني القرآن .
أما أسرار الكون فيدخل فيها كشف معادلات كيميائية جديدة وترابط بعض العناصر في ما بينها وغير ذلك ، وكذا في باقي العلوم كالفيزياء والفلك والطب وغيرها ، أما القرآن فيستفاد من تحويل كلماته إلى هذه اللغة ، وكشف حقائق مخفية لها علاقة في تفسير آياته لذا يعد أحد بطون التأويل .
هذا والكلام على فرض لغة رقمية واحدة ، وهي المعروفة بين بعض أهل الاختصاص ، فلو عرفنا إن هناك عشرة لغات رقمية أو أكثر مبتنية على قواعد علمية وبقيم عددية أخرى تختلف عن بعضها ، فهذا قطعاً ينتج كشف حقائق وأسرار أكثر، ويوصل إلى نتائج في العلوم الطبيعية أوسع وأدق .
فكلما اغلقت الأبواب على فهم معنى اثناء بحثه في لغة ما فإننا نتوجه إلى لغة أخرى وأخرى وهكذا وهناك الكثير من الروايات الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته الأطهار (رضوان الله عليهم) تؤكد على ضرورة تعلم هذا العلم المتسع
حجية هذا العلم
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وصبحه وسلم )
-تعلَّموا أبجدَ وتفسيرها ويلٌ لعالمٍ جهِلَ تفسيرَها فيها الأعاجيبُ أمَّا الألفُ فإنَّه إلَّا اللهُ وحرفٌ من أسماءِ اللهِ والباءُ بهاءُ اللهِ والجيمُ جنةُ اللهِ والدالُ دِينُ اللهِ وذَكَرَ لكلِّ حرفٍ شيئًا الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن عراق الكناني - المصدر: تنزيه الشريعة - الصفحة أو الرقم: 1/226
سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تفسير أبي جاد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا تفسير أبي جاد فإن فيه الأعاجيب كلها، ويل لعالم جهل تفسيره». فقيل يا رسول الله وما تفسير أبي جاد؟ قال: «الألف آلاء الله، والباء بهجة الله وجلاله، والجيم مجد الله، والدال دين الله».
هوَّز الهاء الهاوية ويل لمن هوى فيها، والواو ويل لأهل النار، والزاي الزاوية يعني زوايا جهنم.
حطي: الحاء حط خطايا المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبريل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، والطاء طوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله بيده، والياء يد الله فوق خلقه. كلمن: الكاف كلام الله لا تبديل لكلماته، واللام إلمام أهل الجنة بينهم بالزيارة والتحية والسلام وتلاوم أهل النار بينهم، والميم ملك الله الذي لا يزول ودوام الله الذي لا يفنى، ونون {نون والقلم وما يسطرون} [القلم: 1- 2] صعفص: الصاد صاع بصاع، وقسط بقسط، وقص بقص، يعني الجزاء بالجزاء، وكما تدين تدان، والله لا يريد ظلمًا للعباد.
قرشت: يعني قرشهم فجمعهم يقضي بينهم يوم القيامة وهم لا يظلمون.(كتاب الحاوي في تفسير القران الكريم ص2632).
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس، أن عيسى ابن مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلمهم طفلًا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان، ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان، فأكثر اليهود فيه وفي أمه من قول الزور، فكان عيسى يشرب اللبن من أمه، فلما فطم أكل الطعام، وشرب الشراب، حتى بلغ سبع سنين أسلمته أمه لرجل يعلمه كما يعلم الغلمان، فلا يعلمه شيئًا إلا بدره عيسى إلى عمله قبل أن يعلمه إياه.
فعلمه أبا جاد فقال عيسى: ما أبو جاد؟ قال المعلم: لا أدري! فقال عيسى: فكيف تعلمني ما لا تدري؟! فقال المعلم: إذن فعلمني.
قال له عيسى: فقم من مجلسك فقام، فجلس عيسى مجلسه فقال عيسى: سلني000فقال المعلم: فما أبو أبجد؟ فقال عيسى: الألف الاء الله، باء بهاء الله، جيم بهجة وجماله. فعجب المعلم من ذلك، فكان أول من فسر أبجد عيسى ابن مريم عليه السلام. .(كتاب الحاوي في تفسير القران الكريم ص2632)
وان كل حرف يعبر عنه بقيمة عددية حيث ورد عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله قال "مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو فاتحة سور البقرة (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال م اليهود فقال : تعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه الم ذلك الكتاب فقال : أنت سمعته؟ فقال : نعم ، فمشى حيي في أولئك النفر فقالوا : يا محمد ألم تذكر أنك تتلو فيما أنزل عليك (الم ذلك الكتاب ) قال : بلى قالوا : أجاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال نعم قالوا :لقد بعث الله قبلك الأنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك ، فقال حيي بن أخطب : - وأقبل على من كان معه- الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون ، فهذه احدى وسبعون سنة؟ ثم أقبل على رسول الله فقال : يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال نعم ، قال : وما ذاك قال المص قال : هذه أثقل وأطول - الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون ، فهذه احد وستون ومائة سنة ، هل مع هذا غيره يا محمد؟ قال : نعم قال : وما ذاك؟ قال : الر قال : هذه أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والراء مائتان ، هذه احدى وثلاثون سنة ومائتان ، فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم : المر قال : فهذه أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان ، فهذه احدى وسبعون سنة ومائتان ثم قال لقد لبس علينا أمرك يا محمد حتى ما ندري قليلا أعطيت أم كثير؟ ثم قاموا فقال أبو ياسر لأخيه حيي ومن معه من الأحبار : ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله احدى وسبعون واحد وستون ومائة واحدى وثلاثون ومائتان ، وواحد وسبعون ومائتان فذلك كله سبعمائة وأربع وثلاثون سنة فقالوا : لقد تشابه علينا أمره وكان هؤلاء ممن نزل فيهم قوله سبحانه " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب"سيرة النبي لابن هشام ج2 ص170 ط دار الفكر
وقريب من هذا المعنى مما يؤكد هذه القيم العددية روايات عديدة متنوعة.
وما جاء في اسلام أبي طالب وحساب الجمل
وبهذا القدر من الروايات نكتفي هنا رعاية للاختصار وستأتي مجاميع أخرى من مصادرها المختلفة موزعة في باقي أبواب البحث .
وهذه الروايات وغيرها كلها من مصادرنا الإسلامية أما المصادر الأخرى في حساب الجمل في الكتب السماوية الأخرى فهي كثيرة إلى الحد الذي يجعل منها معروفة وشائعة بحيث أصبحت مألوفة لا ينكر على من يتعامل بها ونأخذ منها .
وينقسم علم الأبجدية إلى عدة أقسام أهمها الأبجد الكبير والأبجد الصغير.
القسم الأول الأبجد الكبير )
وهو أكثر شهرة وشياعاً من باقي الأقسام . وهو مبتني على نظام التزايد بين المراتب .
فبدءاً من حرف الألف تبدأ القيم من العدد (1) وهكذا تتصاعد القيمة لكل حرف برقم واحد حتى تصل حرف الياء الذي تبلغ قيمته العددية (10) .
ثم يبدأ التصاعد بالقيم في مرتبة العشرات بالتضاعف عشرة بعد عشرة فيبدأ من حرف الكاف بقيمة (20) وتتصاعد حتى تصل حرف القاف وقيمته (100)
ثم تبدأ مرحلة جديدة وهي المئات أي يزداد كل حرف (100) فيبدأ من حرف الراء بقيمة (200) وينتهي جدول الجمل بحرف الغين وقيمته (1000) وعلى هذا ينتج الجدول الاتي :-
و حساب الجمل الكبير أو الأبجد الكبير على هذه الكيفية قديم جداً وعلى أقل الاحتمالات ما جاء في الروايات قديماً سواء كان قبل الإسلام اوبعد الاسلام مما يدل على تعامل الأمم السابقة به على هذه الكيفية .
ومما يؤكد ذلك ان هذا العلم قد استعمله الكثير من الانبياء ( عليهم السلام) ونجد ايضا كان يستعمله ائمة الهدى ( رضوان الله عليهم ) في كشف الكثير من الامور .
القسم الثاني : (الأبجد الصغير)
وهو أقل شهرة وشياعاً من الأبجد الكبير إلا إنه معلوم لدى بعض اصحاب العلوم غير الطبيعية ومتعامل به بخلاف باقي الاقسام التي سوف نذكرها لاحقاً إن شاء الله .
أما نظام الأبجد الصغير فهو أن تستخرج القيم العددية للأحرف من خلال تقسيم قيم أعداد الجمل الكبير على (12) أي تقسيم على عدد الأبراج السماوية كما يقول أهل الفلك .
ولا يخفى عليك عزيزي القاري ارتباط أبراج السماء بأهل البيت (رضوان الله عليهم ) كما هو مثبت في التفسير والتأويل وبعد تقسيم العدد على (12) يؤخذ الزائد عن القسمة ويكون قيمة عددية لذلك الحرف .
ومثال على ذلك :
لو اننا اخذنا حرف الكاف من الأبجد الكبير وقيمته العددية ( 20 ) وقسمناه على (12 ) يكون الباقي من القسمة ( 8 ) فتكون القيمة العددية لحرف الكاف في الأبجد الصغير ( 8 ) وهكذا وعلى هذا ينتج الجدول الاتي :-
واليك بعض تطبيقات الأبجد
هناك عدة عوالم يمر بها الخلق في مراحل نشأتهم حتى يولدوا في هذا العالم ، وهي مترتبة طولياً بما يجعل ما يصدر عنها يسير بشكل تتابعي ، فينتقل في مراحله دفعة بعد دفعة وآن بعد آن حتى يخرج من عالم القدر إلى عالمنا عالم القضاء .
ثم يستمر ارتباطه بها لأجل استمرارية البقاء في الوجود وبعض هذه المراحل أو الاطوار تكون بمثابة صور منعكسة عن حقائق أولية ، وتكون هذه الصور مثالاً لخارطة هندسية لوجود ذلك الشيء في المرحلة التي بعدها.
ولو مثلنا مثالاً للتقريب نأخذ انساناً آلياً (روبرت) فإن له خارطة هندسية بني على أساسها وهذه الخارطة منعكسة عن خارطة صورية مصممة على شكل رموز هندسية تمثل الخطوة الأولى لصنع تلك الآلة.
إذن العملية تبدأ أساساً من رموز هندسية تجمع لترسم خارطة معنوية على صورتها ثم تجمع معاني تلك الرموز لتكون خارطة مادية تعتبر هذه الخارطة صورة مصغرة عن تلك الآلة .
يستفاد من هذه المقدمة إن الموجودات في عالمنا هذا لها انعكاسات من صور سابقة هذا من جانب ومن جانب آخر إن هناك رموز لها مدخليه في جميع الموجودات .
فلوا تعمقنا في ما وراء هذا لوجدنا حتى تلك الرموز تعود إلى رموز ادق منها وأكثر تركيزاً وهي السبب في تفرعها وتكثرها ، حتى تعود المسالة إلى أرقام محددة وهذه الأرقام تعود اصلاً إلى النقطة .
لذا نجد إن هناك ارقاماً لها وجود في عدة امثلة كونية وحتى في النصوص الدينية والكتب السماوية ، فنجد إن هناك أرقام لها وجود و مدخليه في كل مجالات الكون كالرقم (7 ) أو (12) أو غيرهما من الأرقام المهمة .
والحقيقة إن الأرقام المهمة يتكرر وجودها في الموجودات أي في جميع مراحلها وفي تكوين خلاياها وذراتها .
فالرقم (7) مثلاً له مدخليه في مراحل عديدة من الموجودات بدءاً من التارات السبع التي يمر بها الإنسان وانتهاءاً بالسماوات السبع والأرضين السبع وما بينهما ، ومواضع سجود الإنسان سبعة وأيام الأسبوع سبعة وفي الامثلة القرآنية تجد هذا الرقم حاضراً أيضاً بما يدل على أهميته في الوجود كقوله تعالى {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إلى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} يوسف 46.
وكذا لو تأملت في الرقم (12) فإنك ترى عدة الشهور(12) وبروج السماء(12) ، ومدة غذاء يعسوب النحل بالغذاء الملكي(12) ، كل ذلك وغيره مرتبط بالأئمة الاثنا عشر من أهل بيت النبي محمد (ص) .
وهكذا في باقي الأرقام وامثلتها في الكون وأيضاً تراكيبها التي تؤلف الجمل ومدلولاتها من المعاني المهمة .
وعليه نعرض هنا جملة من هذه التطبيقات ونتائجها ، وارتباطاتها برسول الله محمد ( ص) وباقي الأنبياء (عليهم السلام) .
التطبيقات
النحل في القرآن
سورة النحل ترتيبها في القرآن (16) .
وبمضاعفة هذا العدد (8) مرات ينتج (128) وهو عدد أيات سورة النحل.
ثم ان عدد الكروموسومات في النحل هو (16) زوجاً.
وفي ذكر النحل يكون عدد الكروموسومات (16) فرداً , خلافاً لبقية المخلوقات ، أي نصف العدد في الإناث ، وذلك لأن الذكر يتكون من بويضة غير ملقحة بعملية تسمى (التكاثر العذري) .
إن البيضة المعدة لكي تكون ملكة تحتاج (16) يوماً بالضبط لتبلغ مرحلة النضوج ولو حسبنا النحل بحساب الأبجد لوجدنا مطابقته لهذا الرقم وهو(16) وإليك الحساب : ـ
ن + ح + ل = نحل
2 + 8 + 6 = 16
تطابق اسم محمد (ص) مع ذكر ومع رسول
قال تعالى {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إليكمْ ذِكْراً رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ} الطلاق 10،11
إن قوله جل وعلا {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إليكمْ ذِكْراً رَّسُولاً....} في سورة الطلاق هي تخص الرسول الأكرم (ص) كونه صاحب الذكر وهو الذي يتلوا على الناس آيات الله المبينات . وسنثبت ذلك وفق حسابات الأبجد الصغير :
م + ح + م + د = محمد
4+8 + 4 +4 =20
ذ + ك + ر = ذكر
4+8 + 8=20
ر + س + و + ل = رسول
8+ - + 6 +6 =20
فسبحان من خلق هذا الترتيب والتناغم في الكون.
التعريف بعلم الأبجدية
يقوم هذا العلم على اساس القيم العددية للأحرف أي إن لكل حرف قيمة عددية ، يتم من خلاله تحويل الحروف إلى أرقام تدخل في عمليات حسابية مختلفة حسب ما يقتضيه الموضوع .
وعلى هذا تقلب اللغة من لغة حرفية إلى لغة رقمية يتم الاستفادة منها في معرفة وكشف أسرار وخفايا الكتاب التكويني (الكون) وبعض أسرار وخفايا الكتاب التدويني القرآن .
أما أسرار الكون فيدخل فيها كشف معادلات كيميائية جديدة وترابط بعض العناصر في ما بينها وغير ذلك ، وكذا في باقي العلوم كالفيزياء والفلك والطب وغيرها ، أما القرآن فيستفاد من تحويل كلماته إلى هذه اللغة ، وكشف حقائق مخفية لها علاقة في تفسير آياته لذا يعد أحد بطون التأويل .
هذا والكلام على فرض لغة رقمية واحدة ، وهي المعروفة بين بعض أهل الاختصاص ، فلو عرفنا إن هناك عشرة لغات رقمية أو أكثر مبتنية على قواعد علمية وبقيم عددية أخرى تختلف عن بعضها ، فهذا قطعاً ينتج كشف حقائق وأسرار أكثر، ويوصل إلى نتائج في العلوم الطبيعية أوسع وأدق .
فكلما اغلقت الأبواب على فهم معنى اثناء بحثه في لغة ما فإننا نتوجه إلى لغة أخرى وأخرى وهكذا وهناك الكثير من الروايات الواردة عن النبي (ص) وأهل بيته الأطهار (رضوان الله عليهم) تؤكد على ضرورة تعلم هذا العلم المتسع
حجية هذا العلم
قال رسول الله (صلى الله عليه واله وصبحه وسلم )
-تعلَّموا أبجدَ وتفسيرها ويلٌ لعالمٍ جهِلَ تفسيرَها فيها الأعاجيبُ أمَّا الألفُ فإنَّه إلَّا اللهُ وحرفٌ من أسماءِ اللهِ والباءُ بهاءُ اللهِ والجيمُ جنةُ اللهِ والدالُ دِينُ اللهِ وذَكَرَ لكلِّ حرفٍ شيئًا الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن عراق الكناني - المصدر: تنزيه الشريعة - الصفحة أو الرقم: 1/226
سأل عثمان بن عفان رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ما تفسير أبي جاد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا تفسير أبي جاد فإن فيه الأعاجيب كلها، ويل لعالم جهل تفسيره». فقيل يا رسول الله وما تفسير أبي جاد؟ قال: «الألف آلاء الله، والباء بهجة الله وجلاله، والجيم مجد الله، والدال دين الله».
هوَّز الهاء الهاوية ويل لمن هوى فيها، والواو ويل لأهل النار، والزاي الزاوية يعني زوايا جهنم.
حطي: الحاء حط خطايا المستغفرين في ليلة القدر وما نزل به جبريل مع الملائكة إلى مطلع الفجر، والطاء طوبى لهم وحسن مآب وهي شجرة غرسها الله بيده، والياء يد الله فوق خلقه. كلمن: الكاف كلام الله لا تبديل لكلماته، واللام إلمام أهل الجنة بينهم بالزيارة والتحية والسلام وتلاوم أهل النار بينهم، والميم ملك الله الذي لا يزول ودوام الله الذي لا يفنى، ونون {نون والقلم وما يسطرون} [القلم: 1- 2] صعفص: الصاد صاع بصاع، وقسط بقسط، وقص بقص، يعني الجزاء بالجزاء، وكما تدين تدان، والله لا يريد ظلمًا للعباد.
قرشت: يعني قرشهم فجمعهم يقضي بينهم يوم القيامة وهم لا يظلمون.(كتاب الحاوي في تفسير القران الكريم ص2632).
وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك عن ابن عباس، أن عيسى ابن مريم أمسك عن الكلام بعد إذ كلمهم طفلًا حتى بلغ ما يبلغ الغلمان، ثم أنطقه الله بعد ذلك بالحكمة والبيان، فأكثر اليهود فيه وفي أمه من قول الزور، فكان عيسى يشرب اللبن من أمه، فلما فطم أكل الطعام، وشرب الشراب، حتى بلغ سبع سنين أسلمته أمه لرجل يعلمه كما يعلم الغلمان، فلا يعلمه شيئًا إلا بدره عيسى إلى عمله قبل أن يعلمه إياه.
فعلمه أبا جاد فقال عيسى: ما أبو جاد؟ قال المعلم: لا أدري! فقال عيسى: فكيف تعلمني ما لا تدري؟! فقال المعلم: إذن فعلمني.
قال له عيسى: فقم من مجلسك فقام، فجلس عيسى مجلسه فقال عيسى: سلني000فقال المعلم: فما أبو أبجد؟ فقال عيسى: الألف الاء الله، باء بهاء الله، جيم بهجة وجماله. فعجب المعلم من ذلك، فكان أول من فسر أبجد عيسى ابن مريم عليه السلام. .(كتاب الحاوي في تفسير القران الكريم ص2632)
وان كل حرف يعبر عنه بقيمة عددية حيث ورد عن ابن عباس عن جابر بن عبد الله قال "مر أبو ياسر بن أخطب في رجال من يهود برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتلو فاتحة سور البقرة (ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه) فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال م اليهود فقال : تعلمون والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه الم ذلك الكتاب فقال : أنت سمعته؟ فقال : نعم ، فمشى حيي في أولئك النفر فقالوا : يا محمد ألم تذكر أنك تتلو فيما أنزل عليك (الم ذلك الكتاب ) قال : بلى قالوا : أجاءك بهذا جبريل من عند الله؟ قال نعم قالوا :لقد بعث الله قبلك الأنبياء ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه وما أجل أمته غيرك ، فقال حيي بن أخطب : - وأقبل على من كان معه- الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون ، فهذه احدى وسبعون سنة؟ ثم أقبل على رسول الله فقال : يا محمد هل مع هذا غيره؟ قال نعم ، قال : وما ذاك قال المص قال : هذه أثقل وأطول - الألف واحد واللام ثلاثون والميم أربعون والصاد تسعون ، فهذه احد وستون ومائة سنة ، هل مع هذا غيره يا محمد؟ قال : نعم قال : وما ذاك؟ قال : الر قال : هذه أثقل وأطول الألف واحد واللام ثلاثون والراء مائتان ، هذه احدى وثلاثون سنة ومائتان ، فهل مع هذا غيره؟ قال : نعم : المر قال : فهذه أثقل وأطول الألف واحدة واللام ثلاثون والميم أربعون والراء مائتان ، فهذه احدى وسبعون سنة ومائتان ثم قال لقد لبس علينا أمرك يا محمد حتى ما ندري قليلا أعطيت أم كثير؟ ثم قاموا فقال أبو ياسر لأخيه حيي ومن معه من الأحبار : ما يدريكم لعله قد جمع هذا لمحمد كله احدى وسبعون واحد وستون ومائة واحدى وثلاثون ومائتان ، وواحد وسبعون ومائتان فذلك كله سبعمائة وأربع وثلاثون سنة فقالوا : لقد تشابه علينا أمره وكان هؤلاء ممن نزل فيهم قوله سبحانه " هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب"سيرة النبي لابن هشام ج2 ص170 ط دار الفكر
وقريب من هذا المعنى مما يؤكد هذه القيم العددية روايات عديدة متنوعة.
وما جاء في اسلام أبي طالب وحساب الجمل
وبهذا القدر من الروايات نكتفي هنا رعاية للاختصار وستأتي مجاميع أخرى من مصادرها المختلفة موزعة في باقي أبواب البحث .
وهذه الروايات وغيرها كلها من مصادرنا الإسلامية أما المصادر الأخرى في حساب الجمل في الكتب السماوية الأخرى فهي كثيرة إلى الحد الذي يجعل منها معروفة وشائعة بحيث أصبحت مألوفة لا ينكر على من يتعامل بها ونأخذ منها .
وينقسم علم الأبجدية إلى عدة أقسام أهمها الأبجد الكبير والأبجد الصغير.
القسم الأول الأبجد الكبير )
وهو أكثر شهرة وشياعاً من باقي الأقسام . وهو مبتني على نظام التزايد بين المراتب .
فبدءاً من حرف الألف تبدأ القيم من العدد (1) وهكذا تتصاعد القيمة لكل حرف برقم واحد حتى تصل حرف الياء الذي تبلغ قيمته العددية (10) .
ثم يبدأ التصاعد بالقيم في مرتبة العشرات بالتضاعف عشرة بعد عشرة فيبدأ من حرف الكاف بقيمة (20) وتتصاعد حتى تصل حرف القاف وقيمته (100)
ثم تبدأ مرحلة جديدة وهي المئات أي يزداد كل حرف (100) فيبدأ من حرف الراء بقيمة (200) وينتهي جدول الجمل بحرف الغين وقيمته (1000) وعلى هذا ينتج الجدول الاتي :-
و حساب الجمل الكبير أو الأبجد الكبير على هذه الكيفية قديم جداً وعلى أقل الاحتمالات ما جاء في الروايات قديماً سواء كان قبل الإسلام اوبعد الاسلام مما يدل على تعامل الأمم السابقة به على هذه الكيفية .
ومما يؤكد ذلك ان هذا العلم قد استعمله الكثير من الانبياء ( عليهم السلام) ونجد ايضا كان يستعمله ائمة الهدى ( رضوان الله عليهم ) في كشف الكثير من الامور .
القسم الثاني : (الأبجد الصغير)
وهو أقل شهرة وشياعاً من الأبجد الكبير إلا إنه معلوم لدى بعض اصحاب العلوم غير الطبيعية ومتعامل به بخلاف باقي الاقسام التي سوف نذكرها لاحقاً إن شاء الله .
أما نظام الأبجد الصغير فهو أن تستخرج القيم العددية للأحرف من خلال تقسيم قيم أعداد الجمل الكبير على (12) أي تقسيم على عدد الأبراج السماوية كما يقول أهل الفلك .
ولا يخفى عليك عزيزي القاري ارتباط أبراج السماء بأهل البيت (رضوان الله عليهم ) كما هو مثبت في التفسير والتأويل وبعد تقسيم العدد على (12) يؤخذ الزائد عن القسمة ويكون قيمة عددية لذلك الحرف .
ومثال على ذلك :
لو اننا اخذنا حرف الكاف من الأبجد الكبير وقيمته العددية ( 20 ) وقسمناه على (12 ) يكون الباقي من القسمة ( 8 ) فتكون القيمة العددية لحرف الكاف في الأبجد الصغير ( 8 ) وهكذا وعلى هذا ينتج الجدول الاتي :-
واليك بعض تطبيقات الأبجد
هناك عدة عوالم يمر بها الخلق في مراحل نشأتهم حتى يولدوا في هذا العالم ، وهي مترتبة طولياً بما يجعل ما يصدر عنها يسير بشكل تتابعي ، فينتقل في مراحله دفعة بعد دفعة وآن بعد آن حتى يخرج من عالم القدر إلى عالمنا عالم القضاء .
ثم يستمر ارتباطه بها لأجل استمرارية البقاء في الوجود وبعض هذه المراحل أو الاطوار تكون بمثابة صور منعكسة عن حقائق أولية ، وتكون هذه الصور مثالاً لخارطة هندسية لوجود ذلك الشيء في المرحلة التي بعدها.
ولو مثلنا مثالاً للتقريب نأخذ انساناً آلياً (روبرت) فإن له خارطة هندسية بني على أساسها وهذه الخارطة منعكسة عن خارطة صورية مصممة على شكل رموز هندسية تمثل الخطوة الأولى لصنع تلك الآلة.
إذن العملية تبدأ أساساً من رموز هندسية تجمع لترسم خارطة معنوية على صورتها ثم تجمع معاني تلك الرموز لتكون خارطة مادية تعتبر هذه الخارطة صورة مصغرة عن تلك الآلة .
يستفاد من هذه المقدمة إن الموجودات في عالمنا هذا لها انعكاسات من صور سابقة هذا من جانب ومن جانب آخر إن هناك رموز لها مدخليه في جميع الموجودات .
فلوا تعمقنا في ما وراء هذا لوجدنا حتى تلك الرموز تعود إلى رموز ادق منها وأكثر تركيزاً وهي السبب في تفرعها وتكثرها ، حتى تعود المسالة إلى أرقام محددة وهذه الأرقام تعود اصلاً إلى النقطة .
لذا نجد إن هناك ارقاماً لها وجود في عدة امثلة كونية وحتى في النصوص الدينية والكتب السماوية ، فنجد إن هناك أرقام لها وجود و مدخليه في كل مجالات الكون كالرقم (7 ) أو (12) أو غيرهما من الأرقام المهمة .
والحقيقة إن الأرقام المهمة يتكرر وجودها في الموجودات أي في جميع مراحلها وفي تكوين خلاياها وذراتها .
فالرقم (7) مثلاً له مدخليه في مراحل عديدة من الموجودات بدءاً من التارات السبع التي يمر بها الإنسان وانتهاءاً بالسماوات السبع والأرضين السبع وما بينهما ، ومواضع سجود الإنسان سبعة وأيام الأسبوع سبعة وفي الامثلة القرآنية تجد هذا الرقم حاضراً أيضاً بما يدل على أهميته في الوجود كقوله تعالى {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إلى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ} يوسف 46.
وكذا لو تأملت في الرقم (12) فإنك ترى عدة الشهور(12) وبروج السماء(12) ، ومدة غذاء يعسوب النحل بالغذاء الملكي(12) ، كل ذلك وغيره مرتبط بالأئمة الاثنا عشر من أهل بيت النبي محمد (ص) .
وهكذا في باقي الأرقام وامثلتها في الكون وأيضاً تراكيبها التي تؤلف الجمل ومدلولاتها من المعاني المهمة .
وعليه نعرض هنا جملة من هذه التطبيقات ونتائجها ، وارتباطاتها برسول الله محمد ( ص) وباقي الأنبياء (عليهم السلام) .
التطبيقات
النحل في القرآن
سورة النحل ترتيبها في القرآن (16) .
وبمضاعفة هذا العدد (8) مرات ينتج (128) وهو عدد أيات سورة النحل.
ثم ان عدد الكروموسومات في النحل هو (16) زوجاً.
وفي ذكر النحل يكون عدد الكروموسومات (16) فرداً , خلافاً لبقية المخلوقات ، أي نصف العدد في الإناث ، وذلك لأن الذكر يتكون من بويضة غير ملقحة بعملية تسمى (التكاثر العذري) .
إن البيضة المعدة لكي تكون ملكة تحتاج (16) يوماً بالضبط لتبلغ مرحلة النضوج ولو حسبنا النحل بحساب الأبجد لوجدنا مطابقته لهذا الرقم وهو(16) وإليك الحساب : ـ
ن + ح + ل = نحل
2 + 8 + 6 = 16
تطابق اسم محمد (ص) مع ذكر ومع رسول
قال تعالى {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إليكمْ ذِكْراً رَّسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ} الطلاق 10،11
إن قوله جل وعلا {قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إليكمْ ذِكْراً رَّسُولاً....} في سورة الطلاق هي تخص الرسول الأكرم (ص) كونه صاحب الذكر وهو الذي يتلوا على الناس آيات الله المبينات . وسنثبت ذلك وفق حسابات الأبجد الصغير :
م + ح + م + د = محمد
4+8 + 4 +4 =20
ذ + ك + ر = ذكر
4+8 + 8=20
ر + س + و + ل = رسول
8+ - + 6 +6 =20
فسبحان من خلق هذا الترتيب والتناغم في الكون.