التوسم عند عامة الناس :
الرواية الثانية:
عما دار بين المنصور العباسي (عليه اللعنة) وبين العقيلي من حديث حول حركة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، والمعروف بمحمد النفس الزكية ، وذلك أنه لما ظهر محمد بن عبد الله بالمدينة دعا المنصور إسحاق بن مسلم العقيلي وكان شيخاً ذا رأي وتجربة ، فقال له : ( أشر عليّ في خارجي خرج عليّ ، قال صف لي الرجل ، قال : هو رجل من ولد فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ذو علم وزهد وورع ، قال : فمن تبعه ؟ قال : ولد علي وولد جعفر وعقيل وولد عمر بن الخطاب وولد الزبير بن العوام وسائر قريش وأولاد الأنصار ، قال له صف لي البلد الذي قام به ، قال : بلد ليس به زرع ولا ضرع ولا تجارة واسعة ، ففكر ساعة ثم قال : اشحن يا أمير المؤمنين البصرة بالرجال ، فقال : المنصور في نفسه قد خرف الرجل ، أسأله عن خارجي خرج بالمدينة يقول لي اشحن البصرة بالرجال ، فقال له : انصر يا شيخ ، ثم لم يكن إلا يسير حتى ورد الخبر أن إبراهيم – أخو النفس الزكية – قد ظهر بالبصرة ، فقال المنصور : عليّ بالعقيلي ، فلما دخل عليه أدناه ثم قال له : إني كنت قد شاورتك في أمر خارجي خرج بالمدين فأشرت علي أن أشحن البصرة بالرجال أو كان عندك من البصرة علم ؟ قال : لا ، ولكن ذكرت لي خروج رجل إذا خرج مثله لم يتخلف عنه أحد ، ثم ذكرت لي البلد الذي هو فيه فإذا هو ضيق لا يحتمل الجيوش ، فقلت : إنه رجل سيطلب غير موضعه ففكرت في مصر فوجدتها مضبوطة ، والشام والكوفة كذلك وفكرت في البصرة فخفت عليها منه لخلوها فأشرت بشحنها ).
وفي ذلك دليل على فراسة الرجل وتوسمه بالأشياء وذلك عن طريق ربط الأحداث حوله من المؤثرات والتعرف على تأثيرها بمقارنتها مع غيرها وهو أحد موارد التوسم التي أشرنا إليها في المواضيع السابقة من هذا البحث .
منقول من كتاب #علم_التوسم من فكر السيد #القحطاني وزير الامام المهدي (عليه السلام)
الرواية الثانية:
عما دار بين المنصور العباسي (عليه اللعنة) وبين العقيلي من حديث حول حركة محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب ، والمعروف بمحمد النفس الزكية ، وذلك أنه لما ظهر محمد بن عبد الله بالمدينة دعا المنصور إسحاق بن مسلم العقيلي وكان شيخاً ذا رأي وتجربة ، فقال له : ( أشر عليّ في خارجي خرج عليّ ، قال صف لي الرجل ، قال : هو رجل من ولد فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ذو علم وزهد وورع ، قال : فمن تبعه ؟ قال : ولد علي وولد جعفر وعقيل وولد عمر بن الخطاب وولد الزبير بن العوام وسائر قريش وأولاد الأنصار ، قال له صف لي البلد الذي قام به ، قال : بلد ليس به زرع ولا ضرع ولا تجارة واسعة ، ففكر ساعة ثم قال : اشحن يا أمير المؤمنين البصرة بالرجال ، فقال : المنصور في نفسه قد خرف الرجل ، أسأله عن خارجي خرج بالمدينة يقول لي اشحن البصرة بالرجال ، فقال له : انصر يا شيخ ، ثم لم يكن إلا يسير حتى ورد الخبر أن إبراهيم – أخو النفس الزكية – قد ظهر بالبصرة ، فقال المنصور : عليّ بالعقيلي ، فلما دخل عليه أدناه ثم قال له : إني كنت قد شاورتك في أمر خارجي خرج بالمدين فأشرت علي أن أشحن البصرة بالرجال أو كان عندك من البصرة علم ؟ قال : لا ، ولكن ذكرت لي خروج رجل إذا خرج مثله لم يتخلف عنه أحد ، ثم ذكرت لي البلد الذي هو فيه فإذا هو ضيق لا يحتمل الجيوش ، فقلت : إنه رجل سيطلب غير موضعه ففكرت في مصر فوجدتها مضبوطة ، والشام والكوفة كذلك وفكرت في البصرة فخفت عليها منه لخلوها فأشرت بشحنها ).
وفي ذلك دليل على فراسة الرجل وتوسمه بالأشياء وذلك عن طريق ربط الأحداث حوله من المؤثرات والتعرف على تأثيرها بمقارنتها مع غيرها وهو أحد موارد التوسم التي أشرنا إليها في المواضيع السابقة من هذا البحث .
منقول من كتاب #علم_التوسم من فكر السيد #القحطاني وزير الامام المهدي (عليه السلام)