إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الامام الرضا ع يمنع قوماً يدعون انهم من الشيعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الامام الرضا ع يمنع قوماً يدعون انهم من الشيعة

    لَمَّا جَعَلَ الْمَأْمُونُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا ( عليه السَّلام ) وِلَايَةَ الْعَهْدِ ، دَخَلَ عَلَيْهِ آذِنُهُ ، وَ قَالَ : إِنَّ قَوْماً بِالْبَابِ يَسْتَأْذِنُونَ عَلَيْكَ ، يَقُولُونَ نَحْنُ شِيعَةُ عَلِيٍّ .
    فَقَالَ ( عليه السَّلام ) : " أَنَا مَشْغُولٌ ، فَاصْرِفْهُمْ " .
    فَصَرَفَهُمْ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْيَوْمِ الثَّانِي جَاءُوا ، وَ قَالُوا كَذَلِكَ مِثْلَهَا ، فَصَرَفَهُمْ ، إِلَى أَنْ جَاءُوا هَكَذَا يَقُولُونَ وَ يَصْرِفُهُمْ شَهْرَيْنِ .
    ثُمَّ أَيِسُوا مِنَ الْوُصُولِ ، وَ قَالُوا لِلْحَاجِبِ : قُلْ لِمَوْلَانَا إِنَّا شِيعَةُ أَبِيكَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) ، وَ قَدْ شَمِتَ بِنَا أَعْدَاؤُنَا فِي حِجَابِكَ لَنَا ، وَ نَحْنُ نَنْصَرِفُ هَذِهِ الْكَرَّةَ ، وَ نَهْرَبُ مِنْ بَلَدِنَا خَجِلًا وَ أَنَفَةً مِمَّا لَحِقَنَا ، وَ عَجْزاً عَنِ احْتِمَالِ مَضَضِ مَا يَلْحَقُنَا بِشَمَاتَةِ الْأَعْدَاءِ .
    فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى الرِّضَا ( عليه السَّلام ) : " ائْذَنْ لَهُمْ لِيَدْخُلُوا " .
    فَدَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ ، وَ لَمْ يَأْذَنْ لَهُمْ بِالْجُلُوسِ ، فَبَقُوا قِيَاماً .
    فَقَالُوا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، مَا هَذَا الْجَفَاءُ الْعَظِيمُ ، وَ الِاسْتِخْفَافُ بَعْدَ هَذَا الْحِجَابِ الصَّعْبِ ، أَيُّ بَاقِيَةٍ تَبْقَى مِنَّا بَعْدَ هَذَا ؟!
    فَقَالَ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) : " اقْرَءُوا : { وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ } 1 ، مَا اقْتَدَيْتُ إِلَّا بِرَبِّي عَزَّ وَ جَلَّ فِيكُمْ ، وَ بِرَسُولِ اللَّهِ ، وَ بِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ مَنْ بَعْدَهُ مِنْ آبَائِيَ الطَّاهِرِينَ ( عليهم السلام ) ، عَتَبُوا عَلَيْكُمْ ، فَاقْتَدَيْتُ بِهِمْ " .
    قَالُوا : لِمَا ذَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ؟
    قَالَ : " لِدَعْوَاكُمْ أَنَّكُمْ شِيعَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ( عليه السَّلام ) ، وَيْحَكُمْ ، إِنَّمَا شِيعَتُهُ الْحَسَنُ ، وَ الْحُسَيْنُ ، وَ أَبُو ذَرٍّ ، وَ سَلْمَانُ ، وَ الْمِقْدَادُ ، وَ عَمَّارٌ ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، الَّذِينَ لَمْ يُخَالِفُوا شَيْئاً مِنْ أَوَامِرِهِ ، وَ لَمْ يَرْكَبُوا شَيْئاً مِنْ فُنُونِ زَوَاجِرِهِ .
    فَأَمَّا أَنْتُمْ إِذَا قُلْتُمْ إِنَّكُمْ شِيعَتُهُ ، وَ أَنْتُمْ فِي أَكْثَرِ أَعْمَالِكُمْ لَهُ مُخَالِفُونَ مُقَصِّرُونَ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْفَرَائِضِ ، مُتَهَاوِنُونَ بِعَظِيمِ حُقُوقِ إِخْوَانِكُمْ فِي اللَّهِ ، وَ تَتَّقُونَ حَيْثُ لَا يَجِبُ التَّقِيَّةُ ، وَ تَتْرُكُونَ التَّقِيَّةَ حَيْثُ لَا بُدَّ مِنَ التَّقِيَّةِ .
    فَلَوْ قُلْتُمْ إِنَّكُمْ مُوَالُوهُ ، وَ مُحِبُّوهُ ، وَ الْمُوَالُونَ لِأَوْلِيَائِهِ ، وَ الْمُعَادُونَ لِأَعْدَائِهِ ، لَمْ أُنْكِرْهُ مِنْ قَوْلِكُمْ ، وَ لَكِنْ هَذِهِ مَرْتَبَةٌ شَرِيفَةٌ ادَّعَيْتُمُوهَا ، إِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا قَوْلَكُمْ بِفِعْلِكُمْ هَلَكْتُمْ ، إِلَّا أَنْ تَتَدَارَكَكُمْ رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ " .
    قَالُوا : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، فَإِنَّا نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ نَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ قَوْلِنَا ، بَلْ نَقُولُ كَمَا عَلَّمَنَا مَوْلَانَا ، نَحْنُ مُحِبُّوكُمْ ، وَ مُحِبُّو أَوْلِيَائِكُمْ ، وَ مُعَادُو أَعْدَائِكُمْ .
    قَالَ الرِّضَا ( عليه السَّلام ) : " فَمَرْحَباً بِكُمْ يَا إِخْوَانِي وَ أَهْلِ وُدِّي ، ارْتَفِعُوا ، ارْتَفِعُوا ، ارْتَفِعُوا " .
    فَمَا زَالَ يَرْفَعُهُمْ حَتَّى أَلْصَقَهُمْ بِنَفْسِهِ .
    ثُمَّ قَالَ لِحَاجِبِهِ : " كَمْ مَرَّةً حَجَبْتَهُمْ " ؟
    قَالَ : سِتِّينَ مَرَّةً .
    فَقَالَ لِحَاجِبِهِ : فَاخْتَلِفْ إِلَيْهِمْ سِتِّينَ مَرَّةً مُتَوَالِيَةً ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، وَ أَقْرِئْهُمْ سَلَامِي ، فَقَدْ مَحَوْا مَا كَانَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِاسْتِغْفَارِهِمْ وَ تَوْبَتِهِمْ ، وَ اسْتَحَقُّوا الْكَرَامَةَ لِمَحَبَّتِهِمْ لَنَا وَ مُوَالَاتِهِمْ ، وَ تَفَقَّدْ أُمُورَهُمْ ، وَ أُمُورَ عِيَالَاتِهِمْ ، فَأَوْسِعْهُمْ بِنَفَقَاتٍ وَ مَبَرَّاتٍ وَ صِلَاتٍ وَ رَفْعِ مُعَرَّاتٍ
يعمل...
X