بسم الله الرحمن الرحيم/ منقول من صحيفة القائم ، من فكر السيد القحطاني
تعلق الانسان باولاده بين الخذلان والنصرة
في موضوعنا اليوم نناقش مسألة مهمة وهي مسألة النصرة لله سبحانه وتعالى فماذا نقصد بالنصرة لله ، هل نقصد إن الله سبحانه وتعالى يحتاج من الإنسان أن ينصره على عدوه .. بالطبع لا لأن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون والنصرة لله سبحانه ستكون متجسدة بمواضع عديدة منها نصرة الإنسان لدينه فهذه نصرة تعتبر لله وأيضاً نصرة الإنسان لأخيه المؤمن على الكافر أو على الظلم الواقع عليه فإنها أيضاً تعتبر نصرة لله أو إعلاءاً لراية الحق وكلمة الله . وإن الله إذا أراد أن ينزل أمراً على الإنسان يتركه مخيراً لا مسيراً فبذلك ينشق الناس إلى نصفين منهم من يواجه هذا الأمر بسبب مخاوفه الدنيوية ومنهم من يجاهد لإثبات أمر الله فيبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس لنصرة أمر الله سبحانه وتعالى ولكن هناك أمور عديدة تقف عائقاً بوجه المؤمن لنصرة أمر الله وطبعاً فإن هذه العوائق تعتبر تحدي لنفسه فإما أختيار مرضاة الله أو أختيار النتيجة التي لا تحمد عاقبتها ... وهنا نمر على ذكر قصة نبي الله إبراهيم (ع) إذ رأى في المنام إنه يذبح ولده إسماعيل وطبعاً كان هذا أختيار لنبي الله ، فأخبر النبي (ع) ولده بما رأى فكان جواب ولده إسماعيل أن أفعل ما تأمر ، فلم يتوانى النبي عن تنفيذ أمر ربه ولم يهتم إن الذي بين يديه ولده .. فلم تقف علاقة الأب بالأبن عائقاً بوجه أمر الله فكافأهما الله بأن أفتدى النبي إسماعيل بكبش كبير وأيضاً في واقعة الطف المقدسة حيث نرى كرم الإمام الحسين (ع) بالتضحية بالأولاد والعيال نصرة لدين الله سبحانه فلولا دماء اهل البيت والدماء الطاهرة التي سالت في واقعة الطف لم يستقم هذا الدين فالمؤمن لا يهتم ولا يبالي بتقديم أي شيء لنصرة أمر الله تعالى كما جاء في كتاب الله {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111فكان الإمام يجود بأبناءه واحداً تلو الآخر فلم يبقى سوى الطفل الرضيع وهو آخر قربان يقربه الإمام لله فبتقديمه لعبد الله الرضيع الطفل الذي لا حول له ولا قوة يضرب لنا مثلاً واضحاً كالشمس إن ما كان لله سبحانه وتعالى فإنه يعود إليه أيضاً .. وهنا كانت قوة قلب الإمام الحسين وصبره وتحمله على ما رأته عيناه من سقوط أبناءه واحداً تلو الآخر كانت هذه القوة مستمدة من الله ومن تقوى االقلوب لأن من يريد وجه الله يجب أن يسعى سعياً حثيثاً لنيل مرضاة الله واعظم أمتحان للإنسان هو في أولاده كما قال تعالى {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28 فعلينا أن لا ننفتن بأولادنا لأن الأولاد يعتبرون من الأمور التي تثقل االكاهل وتكسر العزيمة وتؤخر من التقدم إلى الله إذا تعلق قلب الإنسان بهم فالإمتحان بهم يكون أمتحان عسير ولا يفلح به إلا من باع الدنيا وأشترى الأخرة وطبعاً إن في واقعة الطف أمثلة كثيرة فنرى موقف المرأة العجوز التي حثت ولدها بعد أن ألبسته لامة الحرب للخروج إلى ساحة المعركة والدفاع عن الإمام الحسين والذود عن حرمته . .... يا أخواني ويا أخواتي إن في كل زمان يجب على العبد المؤمن مناصرة كلمة الله فلنسأل أنفسنا هل إن فينا في وقتنا الحاضر من لديه الإستعداد الكافي لمناصرة الإمام المهدي (ع) والتضحية بنفسه وولده في علو راية الحق ودحض راية الكفر فهل سيعيد التاريخ نفسه كما حدث في واقعة الطف حين نادى الإمام الحسين ألا من ناصر ينصرنا ألا من محامي عن حرمات رسول الله ... ولكن في وقت ظهور الإمام المهدي (ع) بعد إلقاء الحجة لأن الناس قد مرت عليهم أمور كثيرة كان فيها تنبيه عن الذي سيحدث في يوم الفصل المبين ، لذلك علينا أن نعد أنفسنا ونحذرها لصعوبة هذا اليوم ونجعل أعيننا ترى ما يريد الله والتمهيد لذلك يكون بتقوية علاقة الإنسان بربه وانتظار الفرج . لأن المؤمن لا يكفي أن يؤمن بلسانه فقط لأن اللسان قادر على اللقلقة وكما قال أمير المؤمنين (ع) (( ألا إن اللسان بضعة من الإنسان فلا يسعه القول إذا امتنع ولا يهمله النطق إذا اتسع وأعلموا رحمكم الله إنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل) ومما تقدم إن الله لا يريد نصرة باللسان وغنما بالأفعال ولأن الله لا يترك المؤمن لأيمانه بدون أمتحان وأن ينتبه المؤمن إنه حين يدعو لظهور الإمام يقول فداك أمي وأبي وفداك ولدي ونفسي ولكن للاسف ساعة الحقيقة يظهر من كان يدعو بقلبه فحين المقارنة بين القضية المهدوية وبين تضحية الإنسان البسيطة بأولاده فإن الإنسان يكون قد حرم أبسط وسيلة للتقرب إلى الله تعالى وعلينا أن نقتدي باللذين سبقونا من الأخيار كي لا نقول ليتني قدمت لحياتي ولكن ذلك سيكون بعد فوات الأوان . تداركوا أمور دينكم قبل أن يتدارككم الموت ولا تجعلوا من أولادكم كالثقل الذي تعلق بقدم شخص فأعاقه عن التقدم فاتنبه أيها القارئ اللبيب للآخرة التي لا ينفع فيها مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم
تعلق الانسان باولاده بين الخذلان والنصرة
في موضوعنا اليوم نناقش مسألة مهمة وهي مسألة النصرة لله سبحانه وتعالى فماذا نقصد بالنصرة لله ، هل نقصد إن الله سبحانه وتعالى يحتاج من الإنسان أن ينصره على عدوه .. بالطبع لا لأن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون والنصرة لله سبحانه ستكون متجسدة بمواضع عديدة منها نصرة الإنسان لدينه فهذه نصرة تعتبر لله وأيضاً نصرة الإنسان لأخيه المؤمن على الكافر أو على الظلم الواقع عليه فإنها أيضاً تعتبر نصرة لله أو إعلاءاً لراية الحق وكلمة الله . وإن الله إذا أراد أن ينزل أمراً على الإنسان يتركه مخيراً لا مسيراً فبذلك ينشق الناس إلى نصفين منهم من يواجه هذا الأمر بسبب مخاوفه الدنيوية ومنهم من يجاهد لإثبات أمر الله فيبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس لنصرة أمر الله سبحانه وتعالى ولكن هناك أمور عديدة تقف عائقاً بوجه المؤمن لنصرة أمر الله وطبعاً فإن هذه العوائق تعتبر تحدي لنفسه فإما أختيار مرضاة الله أو أختيار النتيجة التي لا تحمد عاقبتها ... وهنا نمر على ذكر قصة نبي الله إبراهيم (ع) إذ رأى في المنام إنه يذبح ولده إسماعيل وطبعاً كان هذا أختيار لنبي الله ، فأخبر النبي (ع) ولده بما رأى فكان جواب ولده إسماعيل أن أفعل ما تأمر ، فلم يتوانى النبي عن تنفيذ أمر ربه ولم يهتم إن الذي بين يديه ولده .. فلم تقف علاقة الأب بالأبن عائقاً بوجه أمر الله فكافأهما الله بأن أفتدى النبي إسماعيل بكبش كبير وأيضاً في واقعة الطف المقدسة حيث نرى كرم الإمام الحسين (ع) بالتضحية بالأولاد والعيال نصرة لدين الله سبحانه فلولا دماء اهل البيت والدماء الطاهرة التي سالت في واقعة الطف لم يستقم هذا الدين فالمؤمن لا يهتم ولا يبالي بتقديم أي شيء لنصرة أمر الله تعالى كما جاء في كتاب الله {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }التوبة111فكان الإمام يجود بأبناءه واحداً تلو الآخر فلم يبقى سوى الطفل الرضيع وهو آخر قربان يقربه الإمام لله فبتقديمه لعبد الله الرضيع الطفل الذي لا حول له ولا قوة يضرب لنا مثلاً واضحاً كالشمس إن ما كان لله سبحانه وتعالى فإنه يعود إليه أيضاً .. وهنا كانت قوة قلب الإمام الحسين وصبره وتحمله على ما رأته عيناه من سقوط أبناءه واحداً تلو الآخر كانت هذه القوة مستمدة من الله ومن تقوى االقلوب لأن من يريد وجه الله يجب أن يسعى سعياً حثيثاً لنيل مرضاة الله واعظم أمتحان للإنسان هو في أولاده كما قال تعالى {وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }الأنفال28 فعلينا أن لا ننفتن بأولادنا لأن الأولاد يعتبرون من الأمور التي تثقل االكاهل وتكسر العزيمة وتؤخر من التقدم إلى الله إذا تعلق قلب الإنسان بهم فالإمتحان بهم يكون أمتحان عسير ولا يفلح به إلا من باع الدنيا وأشترى الأخرة وطبعاً إن في واقعة الطف أمثلة كثيرة فنرى موقف المرأة العجوز التي حثت ولدها بعد أن ألبسته لامة الحرب للخروج إلى ساحة المعركة والدفاع عن الإمام الحسين والذود عن حرمته . .... يا أخواني ويا أخواتي إن في كل زمان يجب على العبد المؤمن مناصرة كلمة الله فلنسأل أنفسنا هل إن فينا في وقتنا الحاضر من لديه الإستعداد الكافي لمناصرة الإمام المهدي (ع) والتضحية بنفسه وولده في علو راية الحق ودحض راية الكفر فهل سيعيد التاريخ نفسه كما حدث في واقعة الطف حين نادى الإمام الحسين ألا من ناصر ينصرنا ألا من محامي عن حرمات رسول الله ... ولكن في وقت ظهور الإمام المهدي (ع) بعد إلقاء الحجة لأن الناس قد مرت عليهم أمور كثيرة كان فيها تنبيه عن الذي سيحدث في يوم الفصل المبين ، لذلك علينا أن نعد أنفسنا ونحذرها لصعوبة هذا اليوم ونجعل أعيننا ترى ما يريد الله والتمهيد لذلك يكون بتقوية علاقة الإنسان بربه وانتظار الفرج . لأن المؤمن لا يكفي أن يؤمن بلسانه فقط لأن اللسان قادر على اللقلقة وكما قال أمير المؤمنين (ع) (( ألا إن اللسان بضعة من الإنسان فلا يسعه القول إذا امتنع ولا يهمله النطق إذا اتسع وأعلموا رحمكم الله إنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل) ومما تقدم إن الله لا يريد نصرة باللسان وغنما بالأفعال ولأن الله لا يترك المؤمن لأيمانه بدون أمتحان وأن ينتبه المؤمن إنه حين يدعو لظهور الإمام يقول فداك أمي وأبي وفداك ولدي ونفسي ولكن للاسف ساعة الحقيقة يظهر من كان يدعو بقلبه فحين المقارنة بين القضية المهدوية وبين تضحية الإنسان البسيطة بأولاده فإن الإنسان يكون قد حرم أبسط وسيلة للتقرب إلى الله تعالى وعلينا أن نقتدي باللذين سبقونا من الأخيار كي لا نقول ليتني قدمت لحياتي ولكن ذلك سيكون بعد فوات الأوان . تداركوا أمور دينكم قبل أن يتدارككم الموت ولا تجعلوا من أولادكم كالثقل الذي تعلق بقدم شخص فأعاقه عن التقدم فاتنبه أيها القارئ اللبيب للآخرة التي لا ينفع فيها مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم