منقول من الموسوعة القرآنية للسيد القحطاني
مفهوم الربوبية في القران
أطلقت كلمة الرب في مواضع كثيرة في القران ، وقد يتبادر إلى ذهن القارئ لكتاب الله عز وجل بان كل كلمة رب أينما حلت فهي تعني الله عز وجل ، إلا ان هذا الأمر غير صحيح إطلاقاً لان مفهوم الربوبية في بعض الآيات يختلف اختلافاً جذرياً عن مفهوم الإلوهية ، فان الكثير من الآيات القرانية الشريفة التي ذكرت الرب نجدها تتكلم عن شيء مادي لا ينسجم مع الصفات التي تخص المولى تبارك وتعالى ، وهذه الآيات واضحة تماماً ومعروفة ولا يمكن انطباق هذه الآيات إلا على شخص له مواصفات مادية مثلنا نحن البشر .
ولكنه حامل للمواصفات الجمالية والجلالية لله سبحانه وتعالى أو المنصب الذي هو فيه ، وقد تسالم إطلاق كلمة الرب على كبير العائلة أو أب العائلة فنقول فلان رب البيت أو رب العائلة ، كذلك رب المملكة ورب الدولة ورب الحقل ورب العمل وهذا متعارف على لسان العرب ولغتهم التي نزل بها القران .
وقد سمى القران ملك مصر بالرب في قوله تعالى {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }( ) وقوله {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ انهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَانسَاهُ الشَّيْطَان ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }( ) وقوله تعالى { فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ان رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }
ففي هذه الآيات المباركة التي ذكرت الرب من غير الممكن ان تطبق على الله جل وعز وهي تطبق كما هو واضح على ملك مصر .
المهدي هو رب الأرض
من المعلوم ان دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) هي من أهم وأكبر الدعوات الإلهية فهي الخاتمة لها وينتظرها جميع الانبياء والأوصياء والناس كافة حيث يتحقق اليوم الموعود الذين وعد الله فيه العباد بإقامة العدل في كل مكان والقضاء على الظلم أينما كان ، ولما كان هذا اليوم هو من أعظم الأيام التي ينتظرها الناس في إتمام نور الله عز وجل على الخلق أجمعين رغم انوف الكافرين ، وتطهير الأرض كافة من الشرك والنفاق وإظهار دين الله الحق فان الله سبحانه وتعالى سوف يكون في أشد مراحل التجلي فسوف يتجلى في الإمام المهدي (عليه السلام) أي ان الإمام سيكون الله في الأرض لأجل معاقبة الظالمين والفاسقين والمنافقين ، لذل سمي قيامه الشريف بالقيامة الصغرى والساعة الصغرى .
وقد ورد في الحديث القدسي : ( ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل.... حتى أكون يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وعينه التي يرى بها وسمعه الذي يسمع به ) .
وقد جاء عن المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( يا مفضل يسند القائم ظهره إلى الحرم ويمد يده فترى بيضاء من غير سوء فيقول هذه يد الله وعن الله وبأمر الله ثم يتلوا هذه الآية {ان الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ انمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَانمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }( ).
فيتبين من هذه الرواية الشريفة ان المبايعين للمهدي هم المبايعين لله تعالى وقد ورد عن بيعته : ( مكتوب على رايته بايعوه فان البيعة لله ) ( - دلائل الإمامة ص250 ).
وورد في الملاحم والفتن عن نوف البكالي : ( راية المهدي مكتوب عليها البيعة لله ) .
وقد ورد في تفسير قوله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أشرقت بنور المهدي (عليه السلام) ) .
إذن فالمهدي هو رب الأرض أي مربي أهل الأرض .
ومن الآيات الشريفة التي تذكر كلمة رب والتي لا تنطبق على الله تعالى قوله عز ووجل {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }( ) فمن غير الممكن ان يكون انطباق هذه الآية على الله جل وعلا لانه ليس كمثله شيء ولا يحده شيء ولا مكان ولا زمان فكيف يصح قبول ان الله يأتي ، أي انه لم يكن حاضراً ثم جاء إلى مكان كان غائباً عنه ، فالمقصود به في هذه الآية هو الإمام المهدي (عليه السلام) وقد وردت الكثير من الروايات التي تدل على انه (عليه السلام) تحفه الملائكة ومن هذه الروايات :
1- عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال : ( كاني بالقائم (عليه السلام)على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل على يمينه وميكائيل على شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود )(الوافي ج2 ص112
2- عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ( لو قد خرج قائم آل محمد (عليه السلام) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، يكون جبرائيل أمامه ، وميكائيل على يمينه وإسرافيل على يساره ...)( - غيبة النعماني ص234).
3- قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( إذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر وهم خمسة آلاف ثلاثة على خيول شهب وثلاثة على خيول بلق وثلاثة على خيول حو قلت وما الحو ؟ قال الحمر)( غيبة النعماني ص344 ).
وإليك القول الفصل في ذلك في الرواية التالية : في منتخب البصائر في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) تسمى المخزون فذكر فيها أحوال آخر الزمان وظهور القائم فقال : ( .... وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم كلوا بما أسلفتم في الأيام الخالية ، فالمسلمون يومئذ أهل الصواب للدين أذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }...) ( البحار ج53 ص86 ).
إذن من هنا يتضح انه من الممكن ان يطلق لقب الرب على غير المولى تبارك وتعالى فهو يطلق على صاحب البيت فيدعى رب البيت ، كما يطلق على رب الأسرة فيقول رب الأسرة وهكذا ، كما ان صاحب الأرض ومالكها يسمى رب الأرض كما في قوله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا }( ) وقد ورد في تأويلها بنور المهدي أي ان المهدي (عليه السلام) هو رب الأرض .
مفهوم الربوبية في القران
أطلقت كلمة الرب في مواضع كثيرة في القران ، وقد يتبادر إلى ذهن القارئ لكتاب الله عز وجل بان كل كلمة رب أينما حلت فهي تعني الله عز وجل ، إلا ان هذا الأمر غير صحيح إطلاقاً لان مفهوم الربوبية في بعض الآيات يختلف اختلافاً جذرياً عن مفهوم الإلوهية ، فان الكثير من الآيات القرانية الشريفة التي ذكرت الرب نجدها تتكلم عن شيء مادي لا ينسجم مع الصفات التي تخص المولى تبارك وتعالى ، وهذه الآيات واضحة تماماً ومعروفة ولا يمكن انطباق هذه الآيات إلا على شخص له مواصفات مادية مثلنا نحن البشر .
ولكنه حامل للمواصفات الجمالية والجلالية لله سبحانه وتعالى أو المنصب الذي هو فيه ، وقد تسالم إطلاق كلمة الرب على كبير العائلة أو أب العائلة فنقول فلان رب البيت أو رب العائلة ، كذلك رب المملكة ورب الدولة ورب الحقل ورب العمل وهذا متعارف على لسان العرب ولغتهم التي نزل بها القران .
وقد سمى القران ملك مصر بالرب في قوله تعالى {يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }( ) وقوله {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ انهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَانسَاهُ الشَّيْطَان ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }( ) وقوله تعالى { فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ ان رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }
ففي هذه الآيات المباركة التي ذكرت الرب من غير الممكن ان تطبق على الله جل وعز وهي تطبق كما هو واضح على ملك مصر .
المهدي هو رب الأرض
من المعلوم ان دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) هي من أهم وأكبر الدعوات الإلهية فهي الخاتمة لها وينتظرها جميع الانبياء والأوصياء والناس كافة حيث يتحقق اليوم الموعود الذين وعد الله فيه العباد بإقامة العدل في كل مكان والقضاء على الظلم أينما كان ، ولما كان هذا اليوم هو من أعظم الأيام التي ينتظرها الناس في إتمام نور الله عز وجل على الخلق أجمعين رغم انوف الكافرين ، وتطهير الأرض كافة من الشرك والنفاق وإظهار دين الله الحق فان الله سبحانه وتعالى سوف يكون في أشد مراحل التجلي فسوف يتجلى في الإمام المهدي (عليه السلام) أي ان الإمام سيكون الله في الأرض لأجل معاقبة الظالمين والفاسقين والمنافقين ، لذل سمي قيامه الشريف بالقيامة الصغرى والساعة الصغرى .
وقد ورد في الحديث القدسي : ( ما زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل.... حتى أكون يده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وعينه التي يرى بها وسمعه الذي يسمع به ) .
وقد جاء عن المفضل عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( يا مفضل يسند القائم ظهره إلى الحرم ويمد يده فترى بيضاء من غير سوء فيقول هذه يد الله وعن الله وبأمر الله ثم يتلوا هذه الآية {ان الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ انمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَانمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً }( ).
فيتبين من هذه الرواية الشريفة ان المبايعين للمهدي هم المبايعين لله تعالى وقد ورد عن بيعته : ( مكتوب على رايته بايعوه فان البيعة لله ) ( - دلائل الإمامة ص250 ).
وورد في الملاحم والفتن عن نوف البكالي : ( راية المهدي مكتوب عليها البيعة لله ) .
وقد ورد في تفسير قوله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا } قال الإمام الصادق (عليه السلام) : ( أشرقت بنور المهدي (عليه السلام) ) .
إذن فالمهدي هو رب الأرض أي مربي أهل الأرض .
ومن الآيات الشريفة التي تذكر كلمة رب والتي لا تنطبق على الله تعالى قوله عز ووجل {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }( ) فمن غير الممكن ان يكون انطباق هذه الآية على الله جل وعلا لانه ليس كمثله شيء ولا يحده شيء ولا مكان ولا زمان فكيف يصح قبول ان الله يأتي ، أي انه لم يكن حاضراً ثم جاء إلى مكان كان غائباً عنه ، فالمقصود به في هذه الآية هو الإمام المهدي (عليه السلام) وقد وردت الكثير من الروايات التي تدل على انه (عليه السلام) تحفه الملائكة ومن هذه الروايات :
1- عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) انه قال : ( كاني بالقائم (عليه السلام)على نجف الكوفة قد سار إليها من مكة في خمسة آلاف من الملائكة جبرائيل على يمينه وميكائيل على شماله والمؤمنون بين يديه وهو يفرق الجنود )(الوافي ج2 ص112
2- عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ( لو قد خرج قائم آل محمد (عليه السلام) لنصره الله بالملائكة المسومين والمردفين والمنزلين والكروبيين ، يكون جبرائيل أمامه ، وميكائيل على يمينه وإسرافيل على يساره ...)( - غيبة النعماني ص234).
3- قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ( إذا قام القائم صلوات الله عليه نزلت ملائكة بدر وهم خمسة آلاف ثلاثة على خيول شهب وثلاثة على خيول بلق وثلاثة على خيول حو قلت وما الحو ؟ قال الحمر)( غيبة النعماني ص344 ).
وإليك القول الفصل في ذلك في الرواية التالية : في منتخب البصائر في خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) تسمى المخزون فذكر فيها أحوال آخر الزمان وظهور القائم فقال : ( .... وتخرج لهم الأرض كنوزها ويقول القائم كلوا بما أسلفتم في الأيام الخالية ، فالمسلمون يومئذ أهل الصواب للدين أذن لهم في الكلام فيومئذ تأويل هذه الآية {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً }...) ( البحار ج53 ص86 ).
إذن من هنا يتضح انه من الممكن ان يطلق لقب الرب على غير المولى تبارك وتعالى فهو يطلق على صاحب البيت فيدعى رب البيت ، كما يطلق على رب الأسرة فيقول رب الأسرة وهكذا ، كما ان صاحب الأرض ومالكها يسمى رب الأرض كما في قوله تعالى {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا }( ) وقد ورد في تأويلها بنور المهدي أي ان المهدي (عليه السلام) هو رب الأرض .