إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصفا والمروة النجف وكربلاء حسب التأويل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصفا والمروة النجف وكربلاء حسب التأويل

    نقلا عن موسوعة القائم ( من فكر السيد أبي عبد الله الحسين القحطاني)

    المبحث الأول : الصفا هي النجف
    لقد بين الله سبحانه وتعالى فضل هذين الجبلين الصفا والمروة بالنسبة للمسلمين من حيث تأدية مناسك الحج والعمرة، حتى أن الله سبحانه وتعالى عدهما من شعائره لقوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} .
    وبما إن للقرآن ظاهر وباطن ومحكم ومتشابه، فهذا يعني إن الصفا والمروة هما الجبلان المحيطان بمكة حسب ما موجود في الظاهر. أما من حيث التأويل فإنهما يعنيان مرقد الإمام علي بن أبي طالب والإمام الحسين (عليهما السلام).
    فإن مرقد الإمام علي (عليه السلام) يمثل الصفا حسب التأويل، ولكي نثبت هذه الحقيقة لا بد لنا أولاً من معرفة السبب الذي من أجله سمي جبل الصفا بالصفا، وما يعنيه الاسم من الناحية اللغوية، وما علاقة ذلك كله بمرقد الإمام علي (عليه السلام) .
    لقد صرحت الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام): ( إن الصفا سمي بالصفا لأن الله أصطفى آدم وأنزله عليه. فاشتق اسم هذا الجبل من اسم آدم صفوة الله عز وجل {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ})( الكافي ج4 ص192 ، بحار الأنوار ج11 ص111 ، تفسير القمي ج1 ص243 ، علل الشرائع ج2 ص431 .
    فالسلالة الطاهرة لأهل البيت تنحدر من آدم (عليه السلام) ثم إلى إسماعيل وهم يرثون هؤلاء جميعاً، إلى جانب وراثتهم آل عمران والأنبياء المنحدرين من صلب إسحاق بن إبراهيم (عليهما السلام) لأنه من المعلوم إن آخر نبي من ذرية إسحاق وآل عمران هو نبي الله عيسى (عليه السلام).
    إن وراثة الأنبياء بأجمعهم تحولت إلى النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) ثم منه إلى علي (عليه السلام) ثم تسلسل ذلك في الذرية الطاهرة للإمام علي (عليه السلام) وفاطمة إلى أن وصلت إلى الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يحتج على الناس عند قيامه المقدس وهو مُسندٌ ظهره إلى الحجر بوراثة الأنبياء وبالآية أعلاه من سورة آل عمران .
    حيث جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: ( والله لكأني أنظر إليه وقد أسند ظهره إلى الحجر. ثم يقول : يا أيها الناس ...... إنا أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم ونحن أولى الناس بمحمد، فمن يحاجني في الله فأنا أولى الناس بالله، ومن يحاجني بآدم فأنا أولى الناس بآدم ومن يحاجني بنوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن يحاجني بإبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن يحاجني بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد، ومن يحاجني بالأنبياء فأنا أولى الناس بالأنبياء، ومن يحاجني بكتاب الله فأنا أولى الناس بكتاب الله، أليس يقول الله في محكم كتابه: { إن الله اصطفى آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم } فأنا بقية من آدم وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد صلى الله عليه واله وسلم .....)(غيبة النعماني ص150 ، بحار الأنوار ج52 ص223 ، يوم الخلاص ص253. ) .
    إذن فإن هذه الذرية مصطفاة بعضها من بعض والإمام علي (عليه السلام) بعضها بل هو أفضلها بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
    فضلاً عن إن لفظ الاصطفاء أطلق على الإمام علي (عليه السلام) صراحة كما أطلق على آدم (عليه السلام) (صفوة الله) وهو الأب الأول لهذه الذرية المصطفاة وعلى الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو أحد أسمائه ( المصطفى ).
    حيث ورد في أحد الزيارات المطلقة للإمام علي (عليه السلام) (السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا ولي الله ... وسيد الصديقين والصفوة من سلالة النبيين ....)( مفاتيح الجنان ص407ـ 408 .) .
    فعليه يكون الإمام علي (عليه السلام) هو صفوة الله باعتباره من الذرية المصطفاة من صفوة سلالة النبيين والتي أشارت إليهم سورة آل عمران وهذه أحد الجهات.
    وبما إنه (عليه السلام) هو نفس المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) فهو مصطفى أيضاً لأنه نفسه، إلا إن المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) اصطفى للنبوة والإمام علي (عليه السلام) أصطفى للإمامة وما تقدم يكون الوجه الأول بين الصفا والإمام علي (عليه السلام).
    الوجه الثاني :
    إن المعنى اللغوي للصفا هو من صفا صفواً وصفاءً نقيض الكدر(بحار الأنوار ج1 ص153 . ).
    وهو بذلك له شبه كبير بأمير المؤمنين (عليه السلام)، لأنه من المفترض أن تكون هناك علاقة وترابط بين ظاهر الشيء وباطنه الذي يراد تأويله. حيث انه (عليه السلام) صافٍ وخال من الشرك والدنس فلا يوجد شيء يشوبه من ذلك، وهذا ما أثبته القرآن له ولأهل بيته (عليهم السلام) بأجمعهم بقوله: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } فهو سلام الله عليه ولد في أطهر بقعة وهي الكعبة بيت الله الحرام ولم يسجد لصنم قط ولهذا قالوا عنه ( كرم الله وجهه) ولم يكفر بالله طرفة عين.


    الوجه الثالث:
    فإن معنى الصفا أيضاً له علاقة بتسمية النجف الذي فيه مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) من حيث إنها كانت بحراً ثم جف من الماء أي أنه صفا. فعن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ( النجف كان جبلاً ... وصار بعد ذلك بحراً عظيماً وكان يسمى ذلك البحر بحر ني، ثم جف بعد ذلك فقيل ني جف فسميت نيجف ثم صار بعد ذلك يسمونه النجف لأنه كان أخف على ألسنتهم)( علل الشرائع ج1 ص31).
    والواضح من ظاهر النص إن النجف بالأصل كانت جبلاً وبهذا فهي تطابق الصفا من حيث إنها جبل من جهة ومن حيث إعطاء معنى الصفا أي الخلو من الكدر، وذلك لأنها أصبحت نهر ثم جف وصفا من ماءه.

    الوجه الرابع:
    في الربط بين الصفا والنجف التي فيها مرقد الإمام علي (عليه السلام) من حيث إنها أرض تصفية الأموات، وذلك لأن فيها وادي السلام مدفن الشيعة ومقبرتهم، فقد وردت الروايات عن أهل البيت (عليهم السلام) إن هناك ملائكة نقالة تقوم بنقل كل من يستحق عذاب القبر إلى مكان خارج وادي السلام .
    وقد أشار الإمام علي (عليه السلام) إلى شيء قريب من هذا المعنى من حيث إن أرواح المؤمنين تجتمع في وادي السلام وأرواح الكفار تذهب إلى وادي آخر وذلك في حديث مع قنبر والأصبغ بن نباتة وهم في ظهر الكوفة قائلاً :
    ( لو كشف لكم لألفيتم أرواح المؤمنين في هذه حلقاً يتزاورون ويتحدثون إن في هذا الظهر روح كل مؤمن وبوادي برهوت روح كل كافر ...)(- بحار الأنوار ج 97 ص235 . ).
    وبذلك يكون وادي السلام هو محل تصفية أرواح المؤمنين من أرواح الكافرين وبالتالي تصفيتهم ليوم الحساب والمحشر، الذي يروى إنه سيكون من هذا الوادي خاصة، ومن أرض الكوفة بصورة عامة .
    وهذا له ترابط مع الإمام علي (عليه السلام) فهو من يقوم بتصفية العباد يوم القيامة فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار. لذلك لقب بالفاروق وبقسيم النار والجنة .
    وما دمنا بصدد الحديث عن أرض النجف ووادي السلام من حيث أنها أرض تصفية الأموات، نود الإشارة هنا إلى قصة مهمة وفيها أسرار تكشف النقاب عن إن الصفا هو مرقد الإمام علي(عليه السلام). وهي قصة الرجل اليمني الذي يدعى بصافي الصفا وله قبر ومقام مشهور قرب ضريح أمير المؤمنين (عليه السلام) يعرف بمقام صافي الصفا إلى وقتنا الحاضر .
    والقصة مفادها إن هذا الرجل أوصى ولده أن يدفنه عند موته بهذه الأرض ( أي النجف ) .
    وفي أحد الأيام وقف الإمام علي (عليه السلام) وهو مشرف على النجف، وإذا برجل راكب على ناقة ومعه جنازة، وبعد أن سلم على الإمام (عليه السلام) سأله عن عدم دفن هذه الجنازة في أرضهم فأجابه الرجل قائلاً: ( أوصى بذلك أبي وقال أن يدفن هناك رجل يدعى في شفاعته مثل ربيعة ومضر، فقال (عليه السلام) أتعرف ذلك الرجل ؟ قال : لا . قال : أنا والله ذلك الرجل أنا والله ذلك الرجل أنا والله ذلك الرجل فأدفن فقام فدفنه ) ( بحار الأنوار ج 97 ص223 ).
    وبما إن الرواية الآنفة الذكر لم تذكر اسم ذلك الرجل اليمني صراحة، إلا أه من المتعارف عليه بين الناس إنه يدعى صافي الصفا، ومن ذلك أخذ اسم مقامه منه.
    أوأن يكون الاسم كله ( صافي الصفا ) هو كناية عن العلاقة التي ربطت ذلك الرجل مع أمير المؤمنين، من حيث أنه أراد أن يجاور ويجتمع مع أمير المؤمنين (عليه السلام) في مكان واحد ليدخل في شفاعته.
    فمن المحتمل أن تكون كلمة صافي مأخوذة من صفّ وصافّ القوم اجتمعوا صفاً أي إن ذلك الرجل أراد أن يصطف ويجتمع مع الصفا وهو الإمام علي (عليه السلام) صفوة الأنبياء والمرسلين وسيستجير به .
    لأنه لا يمكن أن يحمل معنى اسم الصفا على المجاورة والاصطفاف أيضاً، لأن ذلك ليس له معنى أن يحمل المقطع الأول صافي نفس معنى المقطع الثاني الصفا .

    الوجه الخامس:
    إذا كان الجبل سمي بالصفا لأن صفوة الله نزل عليه، فمن الأولى أن يكون الإمام (عليه السلام) ومرقده هو الصفا بحسب التأويل لأنه هو صفوة الله بعينه.
    فقد جاء في أحد الزيارات المطلقة المروية عن الشيخ المفيد (رضي الله عنه) والتي رواها عن الأئمة الطاهرين (عليهم السلام): ( السلام عليك يا أمير المؤمنين السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا صفوة الله ... سيد الصديقين والصفوة من سلالة النبيين ....).
    وجاء في زيارة أخرى له (عليه السلام) رواها السيد ابن طاووس (رضي الله عنه): ( السلام على المذهب الصفي السلام على أبي الحسن علي بن أبي طالب ورحمة الله وبركاته ).

    الوجه السادس:
    إن من أوجه علاقة الإمام علي (عليه السلام) بالصفا هو ما ذكره في حديث المفاخرة حين قال: ( أنا ابن الصفا )(الفضائل ص80 . ).
    فبذلك ينسب نفسه إلى الصفا، ولعل المراد هنا هو ابن الصفوة المصطفاة من عباده فهو بذلك (عليه السلام) يقرر لنفسه إنه الصفا، حيث إنه سيكون والد الذرية المصطفاة من محمد وآل محمد من جهة، كما إنه هو نفسه (عليه السلام) والزهراء الذرية المصطفاة المقصودين في سورة آل عمران الآنفة الذكر.

    الوجه السابع:
    خروج الدابة التي أشار إليها القرآن في آخر الزمان في قوله تعالى: { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ }.
    وهذا الخروج يكون من الصفا والمروة وذلك بعد قيام الإمام المهدي (عليه السلام) وفي خروجها عدة روايات منها ما جاء عن الإمام علي (عليه السلام) أنه قال: ( خروج دابة الأرض من عند الصفا والمروة معها خاتم سليمان وعصا موسى...)( بحار الأنوار ج 53 ص127 ).
    وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام): ( ألا إن بعد ذلك الطامة الكبرى، قلنا وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال خروج دابة من الأرض من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصا موسى .... )(بحار الأنوار ج 52 ص 194 . ).
    وجاء في رواية إن خروج الدابة يكون من بين الصفا والمروة: ( تخرج دابة الأرض من بين الصفا والمروة ومعه عصا موسى وخاتم سليمان تسوق الناس إلى المحشر ..)( بحار الأنوار ج 6 ص37 .).
    كما ورد في خروج الدابة أيضاً: ( تخرج بين الصفا والمروة فتخبر المؤمن بأنه مؤمن والكافر بأنه كافر ....)( بحار الأنوار ج 6 ص37 .) .
    فيكون خروج الدابة من مكان الصفا والمروة وهما مرقدي الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام) حسب التأويل كما سيأتي، أو يكون خروجهما تحديداً من عند الصفا الذي هو مرقد الإمام علي(عليه السلام) أي النجف أو الكوفة.
    وهذا يدل على إن الصفا هو مرقد الإمام علي (عليه السلام) وليس المقصود به جبل الصفا الذي بمكة فإن الرواية الأولى والثانية تشيران إلى إن الدابة تخرج ومعها عصى موسى وخاتم سليمان، والتي صرحت الروايات إنهما موجودتان في مسجد الكوفة .
    فمن المعلوم إن دعوة الإمام المهدي (عليه السلام) تخرج من الكوفة التي تمثل بأجمعها إلى جانب النجف وكربلاء مكة الإمام المهدي (عليه السلام) . وبما إن دابة الأرض تخرج بعد قيامه المبارك فلا بد أن يكون خروجهما من مكان دعوته (عليه السلام).

    يتبع

  • #2
    المبحث الثاني:
    المروة كربلاء حسب التأويل
    سبقت الإشارة إلى قوله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ} وأثبتنا إن الصفا تعني مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) وبقى علينا إثبات إن المروة هي مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) حسب التأويل . وهنا لابد من معرفة لماذا سميت المروة بهذا الاسم وما علاقة ذلك بمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) .
    ولو جئنا إلى معنى المروة من الناحية اللغوية نجد إن لها ثلاث معانٍ هي كالآتي:
    المعنى الأول:
    المروة هو البلاء يقال ( قرع الدهر مروءته ) أي نزل به بلاء. والحسين (عليه السلام) هو سيد المبتلين فقد نزل به البلاءوهذا ما نجده في كلام الإمام الحسن (عليه السلام) حين ذكر أخيه الحسين (عليه السلام) قائلاً: ( لا يوم كيومك يا أبا عبد الله).
    وكذلك نجد إن أصل كلمة كربلاء ينقسم إلى قسمين هما كرب ( وهو الشدة ) وبلاء أي بلاء حل بسيد الشهداء وهو يرى أهل بيته وأصحابه كالأضاحي مجزرين، ويرى عياله وأطفاله لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم لشدة حالهم وما لاقوه وما سيلاقوه من الأعداء.
    وقد عبر الإمام الحسين (عليه السلام) عن ذلك عندما جاء لوداع العائلة في آخر رجوع له إذ قال: ( استعدوا للبلاء واعلموا إن الله تعالى حاميكم وحافظكم وسينجيكم من شر الأعداء )( مقتل الحسين ص290) .
    المعنى الثاني:
    كلمة المروة هو الرياحين، فقد ورد في المعاجم اللغوية إن المروة هي اسم جنس للرياحين، ولو جئنا إلى علاقة هذا الاسم بسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين (عليه السلام) لوجدنا إنه ينطبق عليه انطباقاً كلياً، فالإمام الحسين (عليه السلام) هو ريحانة رسول الله (ص صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) بنص قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) : ( الحسن والحسين ريحانتي من الدنيا).

    المعنى الثالث:
    إن كلمة المروة تعني المروءة أو النخوة أو كمال الرجولة والتي تجعل صاحبها يعطي كل شيء مما يملك من نخوة ورجولة، هذا للشخص العادي فكيف بشخصية إلهية رسالية كشخصية الحسين (عليه السلام)، والتي تمثل خلاصة أو عصارة الرسالات السماوية وتتجمع فيه مواريث الأنبياء، لذا نخاطبه في الزيارة المعروفة بزيارة وارث : ( السلام على وارث آدم صفوة الله ) مما يثبت إن الإمام الحسين (عليه السلام) يسلم عليه بميراث الأنبياء وإنه حاملاً للأسرار الإلهية التي أودعت عند الأنبياء.
    وإذا كان الأنبياء لا سيما أولي العزم منهم قد أعطوا كل ما يملكون في سبيل رسالة السماء فإن الحسين أعطى اعز ما يقدمه الإنسان وهو نفسه الطاهرة المقدسة.
    وكما قال الشاعر ( والجود بالنفس تلك غاية الجود) .
    وعليه فلا مروءة كمروءته كما إنه لا يوم كيومه وهذا ما يخص التطبيق النظري للمعنى اللغوي .
    أما التطبيق العلمي لهذا المعنى ، أي إن المروة هو مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) فهو على عدة وجوه:


    الوجه الأول
    هو نسبة إلى العقيلة زينب (عليها السلام) .حيث وقفت على تل كربلاء تنظر مصرع أخيها الحسين (عليه السلام) كوقوف حواء على المروة .
    ولو أمعن الباحث النظر لوجد إن معنى زينب هو الشجرة الجميلة المنظر الطيبة الرائحة وبه سميت المرأة كما جاء في معنى اسمها، إن زينب نبات عشبي بصلي معمر صغير من فصيلة النرجسيات بيضاء اللون فواحة العطر تنبت في الصحراء .
    ولو جئنا إلى عقيلة الطالبيين زينب الكبرى (عليها السلام) فإنها تمتاز بالصلابة والقوة والصبر الذي يعجز عنه حتى الرجال، وإذا كان معنى اسمها إنها شجرة تنبت في الصحراء.
    والمعلوم إن الصحراء ليس فيها ماء أو كلأ فكذا زينب (عليها السلام) تحملت العطش يوم عاشوراء والجوع وبقيت صابرة محتسبة مع ما مر بها من محن وبلايا ومصائب وفي ذلك يقول الشاعر:
    ولئن نسيتُ فلستُ أنسى زينبـاً
    ودوامَ محنتها وطول عنائهـا
    حملت من الأرزاء ما أعيا الورى
    سل كربلاء عن كربها وبلائها

    وكانت شريكة للحسين (عليه السلام) في نهضته المقدسة ليعطي كل من الرجل ( الممثل بالإمام الحسين (عليه السلام) والمرأة (الممثلة بزينب (عليها السلام) ابلغ دروس التضحية والجهاد والشجاعة التي ليس لها نظير وفي ذلك يقول الشاعر :
    وتشاطرت هي والحسين بدعوة
    حتم القضاء عليهما أن يندبــا
    هذا بمشتبك النصول وهــذه
    في حيث معترك المكارم في السبا( )

    وعليه مثلت زينب بوقفتها على التل المعروف باسمها ( التل الزينبي) وقوف حواء على المروة لتحكي من على ذلك التل ما تعجز الأقلام أن تكتبه والشفاه أن ترويه.
    ولأن أحد معاني اسم زينب هي الشجرة المعمرة فقد عمرت زينب بل خلدت ذلك الخلود الأبدي الذي أستمد من خلود سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) الذي يقول فيه الشاعر:

    كذب الموت فالحسين مخلد كلما مر الزمان يتجدد

    الوجه الثاني :
    لتسمية كربلاء بالمروة هو ان المقصود بالمروة هو الحسين (عليه السلام) ذاته، كما إن الصفا هو أمير المؤمنين (عليه السلام).
    وبعد أن أثبتنا إن المروة في معناها اللغوي تنطبق على الإمام الحسين (عليه السلام)، فهناك دليل عملي على ذلك وهو قول الإمام السجاد (عليه السلام) الآنف الذكر ( أنا ابن مروة والصفا) فإن ظاهر النص يوحي إن الإمام (عليه السلام) يقصد بالصفا والمروة هما الجبلين اللذين في مكة، وباطن النص يشير إلى إن المقصود من الصفا هو أمير المؤمنين (عليه السلام) والمروة هو الإمام الحسين (عليه السلام) والدليل على ذلك هو تقديم كلمة المروة على كلمة الصفا.
    فالإنسان عندما يريد أن يقدم نفسه لأحد ما يذكر أسمه ثم اسم أبيه ثم اسم جده فيقول ( أنا فلان بن فلان بن فلان ) ومن هنا نفهم سر تقديم الإمام السجاد (عليه السلام) كلمة المروة على كلمة الصفا لأن المروة تعني أباه الحسين (عليه السلام) والصفا تعني جده علي (عليه السلام).
    وفي زيارة الناحية المقدسة للإمام المهدي (عليه السلام) الذي يقول فيها: ( السلام على ابن زمزم والصفا ) ولم يذكر سلام الله عليه المروة لأن جده الحسين (عليه السلام) هو المروة وذكر الصفا الذي هو الإمام علي (عليه السلام).

    الوجه الثالث :
    إن إطلاق هذه اللفظ من باب التقابل فإن كربلاء في قبال النجف أو إن قبر الإمام الحسين (عليه السلام) في قبال قبر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كما إن المروة في قبال الصفا. فالكعبة تقع بين جبلين هما الصفا المروة، وكعبة الإمام المهدي (عليه السلام) وهي ( مسجد الكوفة ) يقع في الكوفة التي هي بين النجف حيث مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) وبين كربلاء حيث مرقد الإمام الحسين (عليه السلام).












    المبحث الثالث:
    الأدلة المشتركة على أن الصفا والمروة النجف وكربلاء حسب التأويل
    وأخيراً نذكر عدد من الأدلة المشتركة التي تشير إلى إن الصفا والمروة هما مرقدا الإمام علي (عليه السلام) والإمام الحسين (عليه السلام) وهي كالآتي:
    الدليل الأول:
    إن زيارة الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام) يكفرّ بها الله سبحانه وتعالى عن ذنوب عباده، وهو ذات الشيء الذي يحدث للإنسان إذا ما سعى بين الصفا والمروة. فقد روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) إنه قال: ( وطواف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة تنفتل كما ولدتك أمك من الذنوب .....)( ).
    وقد ذكر في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) من ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام): ( من زار أمير المؤمنين (عليه السلام) عارفا بحقه، أي وهو يعترف بإمامته، ووجوب طاعته، وانه الخليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم تسليما حقا غير متجبر، ولا متكبر، كتب الله له اجر مائة ألف شهيد ، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر...)( ).
    أما بالنسبة للإمام الحسين (عليه السلام) وفضل زيارته وإنها توجب غفران الذنوب فهي أكثر من أن تُحصى أو تٌعد.
    الدليل الثاني:
    استحباب الدعاء عند مرقد أمير المؤمنين والحسين (عليهما السلام) والاستجارة بهما ولوعدنا إلى الروايات الواردة عن أهل البيت نجد إن هذا المعنى يتحقق عند وقوف الإنسان على جبلي الصفا والمروة.
    فعن الحسن بن الجهم عن أبي الحسن الإمام الرضا (عليه السلام) قال قال أبو جعفر (عليه السلام) ما يقف أحد على تلك الجبال بر ولا فاجر إلا استجاب له في دنيا )( ).
    وبما إن الجبال في عالم الملكوت تشير إلى رجال مكرمين كما سبق الإشارة إلى ذلك فإن الصفا والمروة تشير في التأويل إلى الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام).
    وقد ورد في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ما يشير إلى فضل الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى لأنه من المواضع التي يحب الله جل ذكره أن يدعى فيها وإن أهل البيت هم أبواب الدعاء إلى الله تعالى وإنهم باب الله الذي منه يؤتى، ومن ذلك قول الصادق (عليه السلام) عن زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام): ( ... يكتب لك في كل خطوة مائة ألف حسنة ويمحى عنك مائة ألف سيئة وترفع لك مائة ألف درجة وتقضى لك مائة ألف حاجة ...) ( ).
    فعلي بن أبي طالب هو قاضي الحاجات وما قصده ذو حاجة إلا قضيت له بإذن الله تعالى.
    وفي رواية أخرى للإمام الصادق (عليه السلام) في الحث على طلب الحاجة عند قبر الإمام الحسين (عليه السلام) أنه قال: ( إذا زرت قبر أبي عبد الله (عليه السلام) فزره وأنت حزين مكروب شعث مغبر جائع عطشان، فإن الحسين (عليه السلام) قتل حزيناً مكروباً شعثاً مغبراً، جائعاً، عطشاناً. وأساله حاجتك ...)( ).
    وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال لرجل: ( يا فلان ماذا يمنعك إذا عرضتك حاجة أن تمضي إلى قبر الحسين (عليه السلام) وتصلي عنده أربع ركعات ثم تسأل حاجتك ..) ( ).
    مع العلم إن من مختصات الإمام الحسين (عليه السلام) التي خصه الله بها إن تحت قبته يستجاب الدعاء. وقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( من كان له إلى الله تعالى حاجة، فليقف عند قبر الحسين (عليه السلام) ويقول: يا أبا عبد الله أشهد إنك ترى مقامي وتسمع كلامي وإنك حي عند ربك تُرزق فاسأل ربك وربي في قضاء حوائجي فانه يقضي حاجتك إن شاء الله تعالى)( ).
    الدليل الثالث :
    هو وجود وادي بين النجف وكربلاء مثلما إن هناك وادياً بين الصفا والمروة، فقد أشارت الروايات، أن الشخص إذا فرغ من طواف البيت جاء إلى الصفا وصعد عليه ثم يجاوز الوادي إلى المروة، فقد روي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( ثم أخرج إلى الصفا من الباب الذي خرج منه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وهو الباب الذي يقابل الحجر الأسود حتى تقطع الوادٍ فاسع حتى تنتهي إلى أول زقاق عن يمينك بعدما تجاوز الوادي إلى المروة ...)( ).
    ونفهم من هذا النص وجود وادي يفصل بين الصفا والمروة. أما كربلاء والنجف فإنه يفصل بينهما وادي أيضاً وهو وادي السلام.
    فقد روي ( إن جنة الدنيا وادي السلام ومحلها ظهر الكوفة بين النجف وكربلاء )( ) .
    الدليل الرابع:
    إذا كان إبراهيم وإسماعيل قد خطّا المسجد الحرام بين الصفا والمروة فإن المسجد الذي يبنى في دولة العدل الإلهي دولة الإمام المهدي (عليه السلام) والذي يحوي الف باب كما أشارت الروايات، قد خطه أو لنقل حدد ملامحه كل من الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام) في تمركز مرقديهما الشريفين في تلك البقعة.
    علماً إن هناك شبهاً بين اختيار إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) ليخطا ذلك المسجد وبين الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام) اللذين رسما حد هذا المسجد، وذلك إن إبراهيم (عليه السلام) هو أول نبي يطلب الإمامة ويعطاها من بين الأنبياء، يقابله في التأويل أمير المؤمنين (عليه السلام)، الذي هو أول إمام من أئمة أهل البيت الاثنا عشر.
    ومثلما شاء الله تعالى أن يكون لإبراهيم ولده إسماعيل الذبيح فقد كان للإمام علي (عليه السلام) الحسين الذبيح أيضاً بل هو الذبح العظيم الذي فدى به إسماعيل، وكما إن من صُلب إبراهيم انحدرت النبوة والإمامة والمتمثلة بالرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، فإن الحسين (عليه السلام) هو ربيب النبوة وأبن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وفي ذريته جرت الإمامة المتمثلة بالأئمة التسعة المعصومين (عليهم السلام).

    الدليل الخامس:
    إن السعي بين الصفا والمروة يكون على الدابة أو على المحمل، والأئمة (عليهم السلام) يفضلون المشي، فقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) هذا المعنى عن أحد أصحابه إنه سأله : ( عن السعي بين الصفا والمروة على الدابة قال نعم وعلى المحمل ........ الرجل يسعى بين الصفا والمروة راكبا قال لا بأس والمشي أفضل )( ).
    وجاء في الروايات الشريفة تأكيد على المشي من الصفا إلى المروة، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: (انحدر من الصفا ماشياً إلى المروة وعليك السكينة والوقار)( ).
    وهذا ما ينطبق على زيارة الإمام علي والإمام الحسين (عليهما السلام) فالزيارة إليهما سواء كانت على الدابة ( السيارة في الوقت الحاضر ) أو على المحمل ( العجلات المصنوعة من الخشب) لا بأس به إلا أن الروايات تشير إلى استحباب زيارتهما مشياً على الأقدام، فقد ورد في فضل زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال : ( يا ابن مارد من زار جدي عارفاً بحقه كتب له الله بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة، والله يا بن مارد ما يطعم الله النار قدماً اغبرت في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) ماشياً أو راكباً يا بن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب )( ) .
    وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أيضاً قال: ( من زار أمير المؤمنين ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجة وعمرة، فإن رجع ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجتين وعمرتين )( ).
    وفي فضل المشي لزيارة الحسين (عليه السلام) عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) أنه قال: ( من خرج من منزله يريد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إن كان ماشياً كتب الله له بكل خطوة حسنة وحط بها عنه سيئة حتى إذا صار بالحائر كتبه الله من المفلحين وإذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين حتى إذا أراد الانصراف أتاه ملك فقال له أنا رسول الله ربك يقرءك السلام ويقول لك استأنف العمل فقد غفر لك ما مضى )( ).
    الدليل السادس :
    ويتمثل بأصل تلك الشعيرة وهي السعي بين الصفا والمروة وبين تأويل ذلك بالإمام علي والحسين (عليهما السلام) ومرقديهما .
    فقد كان السعي بين الصفا والمروة من الشعائر التي كانت قريش تفعلها وذلك قبل أن يحج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)، فأنزل الله سبحانه تعالى آية توضح إن ذلك السعي هو بإذن من الله سبحانه وتعالى : { إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ}( ) .
    ويستفاد من ذلك إن الله سبحانه وتعالى نسب تلك الشعيرة إلى ذاته المقدس.
    وإن كان المقصود بالصفا والمروة هما الجبلان اللذان بمكة فلماذا لم ينسب الله سبحانه وتعالى الطواف بالبيت العتيق ( الكعبة ) له أيضاً، مع إن الكعبة هي بلا شك أشرف من جبلي الصفا والمروة.
    وعليه لا يستقيم هذا الأمر إلا إذا كانت الصفا والمروة لهما معنى باطنياً في القرآن وهو مرقد الإمام علي ومرقد الإمام الحسين(عليهما السلام)، وهما أشرف من الكعبة بل هما يمثلان نقاط الفيض الإلهي على هذا الوجود وأصل عالم التكوين وعالم النور.
    فلم يخلق الله عز وجل شيئاً في هذا الكون بما فيه الكعبة إلا لأجل محبتهم، كما يستفاد من هذه الآية إن الله سبحانه وتعالى أشار أن لا جناح على من يطوّف بالصفا والمروة بعد أداء مناسك الحج والعمرة لكنه في الوقت ذاته أشار إنه من تطوع فهو خير له وإن الله سبحانه وتعالى شاكر لسعيه.
    ومما تقدم نكون قد وصلنا إلى فهم أوجه الشبه بين كل من مكة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وما يقابلها في مكة المهدي (عليه السلام) من مناطق جغرافية كالصفا والمروة وبئر زمزم وغيرها فيما كان فيه معرض كلامنا السابق.
    وبقي علينا أن نستعرض نقاط الشبه بين سكان المكتين وبعد ما علمنا أن أهل مكة الرسول من قريش أول الزمان، كان لزاماً أن تكون لمكة المهدي قريش يسكنونها ويتخذونها تجارة وعبادة كما فعل أسلافهم في مكة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما) وعليه سيسلط بحثنا التالي الأضواء على قريش آخر الزمان أو بمعنى ثاني قريش عصر الظهور وما سيلاقيه صاحب العصر من طغيانهم والذي يفوق بأضعاف طغيان قريش جده الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما).
    ثم يليه بحثاً آخر يسلط الضوء من خلاله على أصنام قريش عصر الظهور ومدى تأثيرها على عوام الناس وإضلالهم كما أضلت الناس في مكة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم تسليما)

    تعليق

    يعمل...
    X