إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ساعة بايدن تدق.. أيام روحاني معدودة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ساعة بايدن تدق.. أيام روحاني معدودة

    بعد مرور أربع سنوات على سياسة "الضغوط القصوى" التي انتهجتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يتطلّع محللون إلى مقاربة الرئيس المنتخب جو بايدن، بعدما فشل الرئيس الجمهوري بإعادة إيران إلى طاولة التفاوض بهدف التوصل إلى "اتفاق" نووي أفضل أو إجبارها على التصرف كدولة "طبيعية".


    في تقرير على موقع "المجلس الأطلسي"، لفت المحلل الإيراني سينا آزودي إلى أنّ طهران وواشنطن شارفتا على خوض حرب مرّتين خلال العاميْن الماضييْن: بعدما أسقطت إيران طائرة أميركية مسيرة في العام 2019، وبعد استهداف إيران القوات الأميركية في العراق مباشرة رداً على اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

    وعلّق آزودي قائلاً: "عززت طهران برنامجها النووي مجدداً واستعرضت نفوذها الإقليمي في اليمن وسوريا ولبنان وأفغانستان إلى جانب العراق. وبدلاً من أن تقول "أستسلم"، ردّت إيران على الضغوط القصوى بـ"مقاومة قصوى".
    وفي هذا الإطار، رأى آزودي أنّه يمكن لإدارة بايدن خفض منسوب التوتر بشكل كبير عبر تخفيف بعض العقوبات الاقتصادية ودعم وتسهيل تصدير السلع الإنسانية إلى إيران بشكل صريح. وفي توقع آزودي أن يعود بايدن إلى نهج إدارة باراك أوباما، تحدّث عن إحياء الديبلوماسية المتعددة الأطراف التي أفضت إلى الاتفاق النووي في العام 2015.

    آزودي الذي ذكّر بتعهّد بايدن إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي كـ"بداية لمتابعة المفاوضات" شرط العودة إلى "الالتزام الصارم"، نقل عن المسؤول البارز السابق في إدارة أوباما، آموس هولشتاين قوله: "في الأشهر الأولى (لولاية بايدن الرئاسية)، سنراه يعود إلى الاتفاق بشكل كامل، أو إلى ما أسميه "خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) المنقوصة"، أي أنّه سيرفع العقوبات مقابل تعليق إيران عدداً من برامجها النووية (المطوّرة) خلال السنوات الثلاثة الماضية". في السياق نفسه، رجح آزودي تواصل إدارة بايدن مع حلفائها التقلديين المتمثلين ببريطانيا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي، في سبيل إعادة بناء تحالف عهد أوباما الذي أنتج الاتفاق النووي. من جانبها، ستسعى الدول الأوروبية إلى ردم الهوة مع إيران، بحسب ما كتب آزودي.

    في ما يتعلق بإيران، اعتبر آزودي أنّ العودة إلى المقاربة المتعددة الأطراف هي "نعمة ونقمة" بالنسبة إلى إيران التي استغلت بمهارة الشرخ بين واشنطن والعواصم الأوروبية، مضيفاً أنّ إيران حرصت في الوقت نفسه على إبقاء الاتفاق "حياً". أمّا من جانب بايدن، فقد اعتبر آزودي أنّ "عقبات" تقف في طريقه إلى تجديد الديبلوماسية مع إيران. يتمثّل أوّلها، وفقاً لقراءة آزودي، بقصر الوقت المتبقي للانتخابات الرئاسية الإيرانية (حزيران 2021) والتحوّل الكبير الحاصل في السياسة الإيرانية، فمؤخراً رفض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فكرة إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي بشكل قاطع، قائلاً: "لو أردنا القيام بذلك (إعادة التفاوض)، لكنا فعلنا ذلك مع الرئيس ترامب قبل أربع سنوات". وتابع آزودي موضحاً أنّ تجربة انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في وقت كانت تمتثل إيران بشكل تام لمندرجاته أضعف القوى البراغاماتية الإيرانية، مثل الرئيس حسن روحاني وظريف، اللذيْن لطالما أيدا تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. ونقل آزودي عن الباحث الإيراني-الأميركي البارز محمد طبار تحذيره من أنّ السياسية الإيرانية مرّت بـ"تحولات زلزالية" مع تولي الحرس الثوري الإيراني زمام القيادة. وأضاف آزودي قائلاً إنّ الجيش الإيراني يستعد أيضاً للانتخابات المقبلة حيث يُرجح لقيادي مخضرم في الحرس الثوري أن يتولى الفرع التنفيذي. وعليه، كتب آزودي: "هذا يمنح إدارة بايدن نحو 6 أشهر قبل التوصل إلى حل وسط".

    إلى ذلك، رجح آزودي تعرّض إدارة بايدن لحملة ضغوط من جهة السعودية والإمارات والاحتلال الإسرائيلي، بعدما عارضوا الاتفاق النووي منذ البداية، قائلاً إنّ العواصم في الشرق الأوسط قلقة من أنّ إعادة انخراط الولايات المتحدة مع إيران سيعزز قوة طهران وسيؤدي إلى تقارب أوسع بين إيران والولايات المتحدة، ما من شأنه تقليل أهميتها (العواصم) بالنسبة إلى واشنطن.
    على صعيد التحدي الأخير بالنسبة إلى إدارة بايدن، تطرّق آزودي إلى العقوبات التي راكمتها إدارة ترامب مؤخراً، فإلى جانب العقوبات التي طلت 18 مصرفاً، توعّدت واشنطن بحزمة جديدة قبل انتهاء ولاية ترامب. وبحسب آزودي، فإنّ الهدف واضح، وهو زعزعة استقرار الاقتصاد الإيراني أكثر وتعقيد عملية تواصل إدارة بايدن مع إيران.

    في المحصلة، نصح آزودي روحاني وبايدن بالتحرك سريعاً نحو تحقيق الامتثال الكامل للاتفاق النووي، مرجحاً أن تكون الحكومة الإيرانية العتيدة "شريكاً مفاوضاً أكثر صرامة وأكثر تشكيكاً".
يعمل...
X