شفق نيوز/ يحاول أبناء الطائفة اليهودية إحياء الارتباط بجذورهم التاريخية والعودة الى العراق، بخاصة عبر اقليم كوردستان الذي فتح الابواب لهم منذ سنوات في اطار الحريات الممنوحة للطوائف الدينية المختلفة، في وقت تتطلع فيه جمعية يهود الإقليم لتطبيع العلاقات بين بغداد وتل أبيب من أجل الدفع لاستعادة الاعتراف "رسمياً" بهويتهم الدينية في العراق.
"المسلمون اليهود"!
ويقول مسؤول جمعية يهود إقليم كوردستان رانج كوهين لوكالة شفق نيوز، إن اليهود مازالوا يسجلون في العراق في الهوية في خانة الديانة إما كمسلمين او كمسيحيين، مضيفا انه بانتظار تطبيع العلاقات مع إسرائيل على غرار العديد من الدول العربية لاستعادة هويتهم الدينية.
وبحسب كوهين فإن هذه الخطوة هي أولى المهام التي تنتظرهم، مشيرا الى انهم بصدد فتح مركز لهم في أربيل لممارسة طقوسهم الدينية فيه بشكل رسمي.
ويتواجد اليهود في العراق منذ حوالى 700 سنة قبل الميلاد، وكانوا في العام 1947 يشكلون حوالى 2.6 في المائة من سكان العراق، لكن نسبتهم تراجعت إلى حوالي 0.1 في المئة بحلول العام 1951، أي بعد اعلان انشاء اسرائيل بثلاثة أعوام، حيث تعرضوا، بحسب العديد من المؤرخين، لشكلين من الهجمات، أما للاشتباه بصلاتهم باسرائيل، وأما لهجمات يعتقد ان عصابات موالية لاسرائيل نفذتها لاجبار العائلات اليهودية في العراق على الخوف والهجرة.
ويعتقد أنه حتى بداية الخمسينيات كان هناك حوالي 15 آلاف يهودي في العراق من أصل حوالي 135 ألف نسمة في العام 1948. وعند الاجتياح الاميركي للعراق العام 2003، كان مجموع اليهود المتبقين في العراق أقل من 100 شخص معظمهم إن لم يكن كلهم في بغداد والغالبية العظمى منهم من كبار السن والعجزة.
قدم في "القوش" وأخرى في كوردستان
يقول كوهين إن يهود كوردستان يمارسون انشطتهم بسلاسة، وبالأخص في مجال ممارسة الطقوس الدينية وإقامة مراسم الأعياد والمناسبات الدينية، لكنهم يتطلعون إلى تشييد معبد خاص بهم داخل الإقليم.
وأضاف "نمارس طقوسنا حالياً في الأغلب في مرقد النبي ناحوم في القوش، لكننا نحاول فتح معبد بالتشاور مع حكومة اقليم كوردستان، مثل جميع الأديان الأخرى.
ويقع قبر ناحوم على مسافة 40 كم من شمال الموصل في الطرف الشمالي لمدينة القوش في محافظة نينوى. وبحسب المعتقدات اليهودية، فإنه يعود الى النبي ياحوم الذي كتبت نبوءته في الكتاب المقدس اليهودي أو العهد القديم، وقد عاش في القرن السابع قبل الميلاد.
وسئل كوهين عن كيفية ممارسة طقوسهم الدينية، أجاب قائلا انه بحسب القانون المرقم 5 لسنة 2015 الصادر من برلمان اقليم كوردستان منح حق ممارسة الديانة واقامة طقوسهم الدينية بكل حرية واحد هذه الأديان المرخصة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هي الديانة اليهودية، لكن لدينا مخاوف في كوردستان اكثر مع الاديان الاخرى الموجودة.
ويقول يهود العراق إن الحكومة العراقية اصدرت في العام 1950 قراراً بإسقاط الجنسية عنهم بشكل مجحف، وان حكومة نوري سعيد خلال العهد الملكي زادت الطين بلة عندما أصدرت في أكتوبر العام 1951 قانون تجميد أموال من أسقطت عنه الجنسية، وهو ما طالهم بالضرر بشكل رئيسي. وهاجر غالبية يهود العراق اما الى اسرائيل او الولايات المتحدة أو بريطانيا.
الخشية قائمة.. والتطلع للتطبيع
وعن عدد اليهود حاليا في إقليم كوردستان يقول كوهين "بسبب الدواعي الامنية لا نستطيع الكشف عن اسماء العائلات، كما أن هذه الاحصائيات نحتفظ بها فقط لانفسنا وايضا هي موجودة بحوزة دائرة الهجرة والمهجرين الاسرائيلية".
وحول الموقف من تطبيع إسرائيل لعلاقاتها مع بعض الدول العربية، قال كوهين إن "دولة اسرائيل بدأت بإبرام اتفاقات سلام مع اغلب الدول العربية والعراق ليس ببعيد او استثناء من ابرام الاتفاقية معه واقامة العلاقات معه، ولكن بسبب صراعات الاطراف السياسية في الوقت الحالي من الصعب تطبيع العلاقات لان القانون أيضا لا يسمح ولكن مع هذا هناك محاولات من قبل الجالية اليهودية العراقية في الخارج وايضا في الداخل العراقي وكوردستان، للتطبيع مع إسرائيل".
واضاف "حاليا نحن ننتظر تطبيع العلاقات بين العراق واسرائيل لكي نعيد ديننا اليهودي الى سجلات الاحوال المدنية مع إعادة الأملاك اليهودية الى أصحابها في عموم العراق".
وتقول حكومة إقليم كوردستان إن حوالى 400 عائلة من أصل يهودي تعيش في الإقليم، لكنها اعتنقت الإسلام وسجلت رسمياً كمسلمة.
"كامل الحقوق ليهود كوردستان"
بدوره، قال مدير الضمان النوعي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كوردستان مريوان نقشبندي لوكالة شفق نيوز، ان "الديانة اليهودية من ضمن الديانات المرخصة بها في الإقليم وعددها الإجمالي ثمانية اديان"، مضيفا أن لديهم مديرية خاصة بهم ولديهم الحق في ممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية.
ويحتضن إقليم كوردستان إجمالاً ثمانية أديان رئيسية، هي الإسلام واليهودية والمسيحية والإيزيدية والزرادشتية والكاكائية والصابئة المندائيون والبهائيون.
وبهذا الخصوص يؤكد ديندار زيباري منسق حكومة اقليم كوردستان للرد على التقارير الدولية، في حديث لوكالة شفق نيوز، وجود 80 أسرة يهودية منتشرة في محافظات الإقليم، كما أن هناك انفتاحاً واسعاً للأديان في كوردستان.
وقال ايضاً "لدينا في الوقت الحالية مديرية للتعايش الديني في وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى مديريات خاصة بالأديان".
وعن امكانية تعيين وزير يهودي أو زرادشتي في حكومات كوردستان المقبلة، قال زيباري، "لديهم كامل الحقوق وهم جزء من النسيج الكوردستاني".
"المسلمون اليهود"!
ويقول مسؤول جمعية يهود إقليم كوردستان رانج كوهين لوكالة شفق نيوز، إن اليهود مازالوا يسجلون في العراق في الهوية في خانة الديانة إما كمسلمين او كمسيحيين، مضيفا انه بانتظار تطبيع العلاقات مع إسرائيل على غرار العديد من الدول العربية لاستعادة هويتهم الدينية.
وبحسب كوهين فإن هذه الخطوة هي أولى المهام التي تنتظرهم، مشيرا الى انهم بصدد فتح مركز لهم في أربيل لممارسة طقوسهم الدينية فيه بشكل رسمي.
ويتواجد اليهود في العراق منذ حوالى 700 سنة قبل الميلاد، وكانوا في العام 1947 يشكلون حوالى 2.6 في المائة من سكان العراق، لكن نسبتهم تراجعت إلى حوالي 0.1 في المئة بحلول العام 1951، أي بعد اعلان انشاء اسرائيل بثلاثة أعوام، حيث تعرضوا، بحسب العديد من المؤرخين، لشكلين من الهجمات، أما للاشتباه بصلاتهم باسرائيل، وأما لهجمات يعتقد ان عصابات موالية لاسرائيل نفذتها لاجبار العائلات اليهودية في العراق على الخوف والهجرة.
ويعتقد أنه حتى بداية الخمسينيات كان هناك حوالي 15 آلاف يهودي في العراق من أصل حوالي 135 ألف نسمة في العام 1948. وعند الاجتياح الاميركي للعراق العام 2003، كان مجموع اليهود المتبقين في العراق أقل من 100 شخص معظمهم إن لم يكن كلهم في بغداد والغالبية العظمى منهم من كبار السن والعجزة.
قدم في "القوش" وأخرى في كوردستان
يقول كوهين إن يهود كوردستان يمارسون انشطتهم بسلاسة، وبالأخص في مجال ممارسة الطقوس الدينية وإقامة مراسم الأعياد والمناسبات الدينية، لكنهم يتطلعون إلى تشييد معبد خاص بهم داخل الإقليم.
وأضاف "نمارس طقوسنا حالياً في الأغلب في مرقد النبي ناحوم في القوش، لكننا نحاول فتح معبد بالتشاور مع حكومة اقليم كوردستان، مثل جميع الأديان الأخرى.
ويقع قبر ناحوم على مسافة 40 كم من شمال الموصل في الطرف الشمالي لمدينة القوش في محافظة نينوى. وبحسب المعتقدات اليهودية، فإنه يعود الى النبي ياحوم الذي كتبت نبوءته في الكتاب المقدس اليهودي أو العهد القديم، وقد عاش في القرن السابع قبل الميلاد.
وسئل كوهين عن كيفية ممارسة طقوسهم الدينية، أجاب قائلا انه بحسب القانون المرقم 5 لسنة 2015 الصادر من برلمان اقليم كوردستان منح حق ممارسة الديانة واقامة طقوسهم الدينية بكل حرية واحد هذه الأديان المرخصة من قبل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية هي الديانة اليهودية، لكن لدينا مخاوف في كوردستان اكثر مع الاديان الاخرى الموجودة.
ويقول يهود العراق إن الحكومة العراقية اصدرت في العام 1950 قراراً بإسقاط الجنسية عنهم بشكل مجحف، وان حكومة نوري سعيد خلال العهد الملكي زادت الطين بلة عندما أصدرت في أكتوبر العام 1951 قانون تجميد أموال من أسقطت عنه الجنسية، وهو ما طالهم بالضرر بشكل رئيسي. وهاجر غالبية يهود العراق اما الى اسرائيل او الولايات المتحدة أو بريطانيا.
الخشية قائمة.. والتطلع للتطبيع
وعن عدد اليهود حاليا في إقليم كوردستان يقول كوهين "بسبب الدواعي الامنية لا نستطيع الكشف عن اسماء العائلات، كما أن هذه الاحصائيات نحتفظ بها فقط لانفسنا وايضا هي موجودة بحوزة دائرة الهجرة والمهجرين الاسرائيلية".
وحول الموقف من تطبيع إسرائيل لعلاقاتها مع بعض الدول العربية، قال كوهين إن "دولة اسرائيل بدأت بإبرام اتفاقات سلام مع اغلب الدول العربية والعراق ليس ببعيد او استثناء من ابرام الاتفاقية معه واقامة العلاقات معه، ولكن بسبب صراعات الاطراف السياسية في الوقت الحالي من الصعب تطبيع العلاقات لان القانون أيضا لا يسمح ولكن مع هذا هناك محاولات من قبل الجالية اليهودية العراقية في الخارج وايضا في الداخل العراقي وكوردستان، للتطبيع مع إسرائيل".
واضاف "حاليا نحن ننتظر تطبيع العلاقات بين العراق واسرائيل لكي نعيد ديننا اليهودي الى سجلات الاحوال المدنية مع إعادة الأملاك اليهودية الى أصحابها في عموم العراق".
وتقول حكومة إقليم كوردستان إن حوالى 400 عائلة من أصل يهودي تعيش في الإقليم، لكنها اعتنقت الإسلام وسجلت رسمياً كمسلمة.
"كامل الحقوق ليهود كوردستان"
بدوره، قال مدير الضمان النوعي في وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بحكومة إقليم كوردستان مريوان نقشبندي لوكالة شفق نيوز، ان "الديانة اليهودية من ضمن الديانات المرخصة بها في الإقليم وعددها الإجمالي ثمانية اديان"، مضيفا أن لديهم مديرية خاصة بهم ولديهم الحق في ممارسة طقوسهم الدينية بكل حرية.
ويحتضن إقليم كوردستان إجمالاً ثمانية أديان رئيسية، هي الإسلام واليهودية والمسيحية والإيزيدية والزرادشتية والكاكائية والصابئة المندائيون والبهائيون.
وبهذا الخصوص يؤكد ديندار زيباري منسق حكومة اقليم كوردستان للرد على التقارير الدولية، في حديث لوكالة شفق نيوز، وجود 80 أسرة يهودية منتشرة في محافظات الإقليم، كما أن هناك انفتاحاً واسعاً للأديان في كوردستان.
وقال ايضاً "لدينا في الوقت الحالية مديرية للتعايش الديني في وزارة الأوقاف، بالإضافة إلى مديريات خاصة بالأديان".
وعن امكانية تعيين وزير يهودي أو زرادشتي في حكومات كوردستان المقبلة، قال زيباري، "لديهم كامل الحقوق وهم جزء من النسيج الكوردستاني".