الاخ المورد السلام عليكم/
لايجوز اتهام الآخرين بالمظلة المهدوية وكثرة ادعاءاتها فلا يوجد من يدعي انه المهدي بيننا .
ومثلما تفضل الاخ جبرائيل مشكور:
( ليس لدينا من قال أنه المهدي ولا يوجد ضمن الأعضاء أحد يدعي أنه المهدي حسبما نطالع من توجهاتهم وآراءهم)
هذا من جانب .
من جانب آخر
كان لديك سؤال وجهته للاخوة الاعضاء وهو/
(لدي سؤال يصعب اجابته (لكل من قال انه هو المهدي وهم كثر في هذا الزمان ) .
ماوجه العلاقة بين (سورة الكهف (الفتية الذين امنوا) و ( سفر دانيال (الفتية الذين امنوا وقصتهم مع نبوخذنصر) ) .
احصلوا على الاجابه بجهد فأنها ( خير استجابه )
فلابأس من سؤالك عن ذلك
هناك عدة روايات للقدامى من مصادر التأريخ نورد لك واحدا من تلك الروايات حول قصة الفتية الثلاثة التي وردت في سفر دانيال/
القصة التي وردت في سفر دانيال
كان هناك ثلاثة فتية قديسين وهم الذين سباهم ملك بابل (نبوخذنصر)
قرر هؤلاء الفتية ان لايأكلوا من ذبائح الملك عندما كانوا في السجن فخشي مسؤول السجون عليهم ان تتغير هيآتهم لعدم اكل اللحوم خشية ان يهلكه الملك فقالوا له (جربنا) أي لاتتغير وجوهنا وان حصل ذلك فأفعل ماتشاء بنا فكانت وجوههم تتلألأ حسنا وجمالا بنعمة الله تعالى فأكلوا من البقول والطعام البسيط وهم في السجن فلما سمع الملك بذلك احسن اليهم الملك واخرجهم من السجن وجعلهم حكاما على بعض شؤون بلاده .
وفي يوم من الايام اقام الملك طقوسه الدينية فأحضر صورة الذهب ليعبدها الجميع أبوا الفتية الثلاثة عن تأدية العبادة فحسدهم من الحاضرين واخبروا الملك فأمر بأحضارهم وهيئ لهم نارا لحرقهم فأرسل الله تعالى لهم ملائكة يحفظونهم من اللهيب فلما رآهم الملك اجسادهم فيها ندي بارد أستغرب من حالتهم تلك فبعد عشرة ايام أمن الملك بإلههم واعلى من منزلتهم وزادهم رفعة لديه.
فكانوا يوما يصلون في منزلهم وأثناء سجودهم اسلموا نفوسهم بيد الرب فحدثت زلزلة عظيمة في المدينة فأرتعد الملك وسأل عن ذلك فأخبروا ان هؤلاء الفتية الثلاثة قد فارقوا الحياة فأمر الملك بصنع اسرّة من عاج ويكفنوا بحلل من حرير ووضعهم في تلك الاسرّة فأصبحوا مزارا في الكنيسة آنذاك مقدسين بين ابناءالديانة المسيحية.
أما قصة اصحاب الكهف فهي معروفة لدى الجميع وهي اكثر واقعية لورودها في القرآن الكريم.
واليك ماجاء فيها/
إنّهم فتية آمنوا
« قصة أصحاب الكهف والرقيم » (رواية)
في عام 106 بعدَ ميلادِ السيدِ المسيح عليه السّلام .. اجتاحَت الجيوشُ الرومانيةُ بلادَ الأُردنّ، حيث تَنهضُ مملكةُ الأنباط.
و كان الأمبراطورُ الروماني « تراجان » وَثَنيّاً مُتَعصّباً، فراحَ يُطارِدُ المؤمنينَ خاصّةً أتباع السيد المسيح عليه السّلام.
وقد كانت سوريا و فلسطين والأردن قبلَ هذه الحملةِ العسكرية تَتمتّعُ بنوعٍ من الحُكم الذاتي، وكانت العاصمة « رُوما » تكتفي من تلك البلدان بدفعِ الضرائب. ويَعودُ سببُ ذلك الى ضآلةِ القوّاتِ الرومانيّة فيها.
وهكذا جاءت الحملةُ العسكرية ليستكملَ الرومانُ احتلالَهم العسكري لتلك الأقاليم، وإخضاعها لحكم روما المباشر.
وفي سنة 112 ميلادية أصدَرَ الأمبراطورُ تراجان مرسوماً يقضي بأنّ كل عِيسَوي يَرفُضُ عبادةَ الآلهة سوف يُحاكَم كخائنٍ للدولة، وانّه سَيُعرِّضُ نفسَه للموت.
فيلادلفيا
في ذلك الزمانِ كانت عَمّانُ تُدعى « فِيلادلفيا »، وكانت مدينةً جميلة، ولكنّ التماثيلَ التي كانت تُزيّنُ المدينة، لم تَكُن للزينةِ فقط، بل كانت تُعبَدُ كآلهةٍ مِن دونِ الله سبحانه.
فهناك تِمثالُ لـ«أثينا» إلهةِ الحرب؛ حيث تُمسِكُ بحَربةٍ في يدِها اليُمنى و تَحتَمي بِتِرسٍ في يدِها اليُسرى. وهناك أيضاً تِمثالُ « تايكي » أو إلهة الحظ وحارسة المدينة! وهو الآن في متحف الآثار في عَمّان!
والى الشرقِ والجَنوبِ الشرقي من عَمّان كانت تَنهضُ « فيلادلفيا »، وقد وَصَلت آنذاكَ الى أوجِ تَمدُّنِها المادّي. أمّا المؤمنون فقد كانوا يعيشونَ خائفينَ، خاصّةً بعد أنِ احتَلَّتِ القوّاتُ الرومانيةُ في عهدِ « تراجان » البلادَ، و فَرَضَت عليها حُكماً مباشراً.
أصدر تراجان في سنة 112م مَرسُومَهُ باعتبارِ جميعِ النصارى خَوَنةً للدولة! وكان المسيحي يُخيَّر بينَ عبادةِ الآلهةِ أو الموت!
الفِتْيةُ السَّبعة
كثيرون هُمُ الذينَ خافُوا، وتَظاهَروا بعبادِة آلهةِ الرومان، وَبَدأت لِجانُ الدولةِ بالتحقيقِ والتفتيشِ في عقائدِ أهلِ البلاد، فعاشَ الناسُ في خَوفِ وقَلَق، وفي تلك المدينة عاشَ فِتيَةٌ سبعةٌ، ذكرَ التاريخُ اسماءهم كما يلي:
1ـ ماكس منيانوس.
2ـ امليخوس.
3ـ موتيانوس.
4ـ دانيوس.
5ـ يانيوس.
6ـ اكسا كدثو نيانوس.
7ـ انتونيوس.
عاش أولئك الفِتيةُ المؤمنونَ في حَيرةٍ: ماذا يَفعلون؟ ماذا سيكون مَوقِفُهم؟
لم يكن أمامَهُم سوى طريقَين: الموت أو الكُفر.
وفي تلك اللحظاتِ المصيريةِ.. اتَّخذوا قَراراً مصيرياً هو الفرارُ من المدينةِ، ولكنْ كيف؟
في فجرِ ذلك اليومِ.. وفيما كانت لِجانُ التفتيشِ تُطارِدُ المؤمنينَ.. رأى أحدُ الحُرّاس سبعةَ رجالٍ ومعهم كلبٌ يُغادِرونَ المدينة.
سأل الحارسُ:
ـ الى أين ؟
أجابَ أحدُهم:
ـ إننا نَقومُ برِحلةٍ للصَّيد.
قالَ الحارسُ:
ـ حَسَناً، ولكنْ يَجبُ أن تَعودوا للاشتِراكِ في الاحتِفالِ الرسمي.
إلى الكهف
اتَّجَه الفِتيانُ السبعةُ ـ ومعهم كَلبُهم ـ شَرقاً الى كهفٍ على بُعد كيلومترات، بالقربِ من قريةٍ تُدعى « الرَّقيم ».
وَصَلَ الفِتيةُ الى المنطقةِ الجبليةِ، وراحوا يَتسلّقونَ المُرتَفعاتِ في طريقهِم الى كهفٍ كانوا قد اختاروه مِن قَبل.
يَقَعُ الكهفُ في السَّفحِ الجَنوبي من الجبل، كان كهفاً فريداً في مَوقِعه؛ فهو مُعتدِلُ الجَوّ بسبِ وجودِ فَتحتَينِ في جانِبَيهِ الأيمَنِ والأيسَر، أما بابُه فهو يقابلُ القطبَ الجنوبيَّ للأرضِ. وفي داخلِ الكهف فَجوةٌ تَبلُغ مساحتُها (5/7) متر، وهي المكانُ الذي قَرَّر الفِتيةُ الاستفادةَ منه في اختِبائهم.
كانت فكرةُ الفِتيةِ هي اعتزال الناسِ والاختباء في هذا المكان، وانتظار رحمةِ الله.
لم يَكُن هناك مِن أملٍ في الانتِصارِ على الرومانِ الَوَثنيِّين.
كما أنهم يَرفُضونَ بشدّةٍ عبادةَ الأصنام؛ وعقيدتُهم أن الله هو ربُّ السماواتِ والأرضِ، وأن عبادةَ تلك الآلهةِ هو افتراءٌ على أكبرِ حقيقةٍ في الوجود.
كانَ الناسُ في ذلكِ الزمانِ لا يَعتَقِدونَ بيومِ القيامة؛ كانوا يَتصوّرونَ أنّ روحَ الانسانِ عندما يَموتُ تَنتقلُ الى إنسانٍ آخرَ أو تَحِلُّ في حَيوان!
النَّومُ الطويل
وَصَل الفِتيةُ الى الكهفِ.. مُتعَبين، وكانوا قَلِقينَ مِن أن يُطارِدَهُمُ الجنودُ الرومانُ وَيكتشِفوا مَخبأهُم.
كانوا مُتعَبين لأنهُم لَم يناموا في الليلةِ السابقةِ؛ لهذا شعروا بالنُّعاسِ يُداعِبُ أجفانَهُم فناموا وهم يَحلُمونَ بِغَدٍ أفضَل.
اللهُ سبحانه ـ ومِن أجلِ أن يُجَسِّد قُدرتَهُ في بَعثِ الموتى، ومِن أجلِ أن يُعرِّفَ الناسَ قدرتَه، وأنه هو وحدَهُ مصدرُ العِلم والقدرةِ ـ ألقى علَيهِم نَوماً ثَقيلاً.
كَم مِن الوقتِ ظَلّوا نائمين؟ لقد استَمرّ نَومُهم أياماً طويلةً.. وكانَتِ الشمسُ تُشرِقُ وتَغيبُ وهم نائمون.
كانت مَفارِزُ الجُنودِ تَبحَثُ عنهم في كلِّ مكان؛ ولكنْ دُونَ جَدوى.
أصبَحوا حديثَ أهلِ البلادِ، لقدِ اختفى الفتيةُ السبعةُ في رِحلةٍ للصيدِ ولم يَعثُرْ عليهِم أحدٌ!
وهكذا تَمرُّ الأعوامُ تِلْوَ الأعوام، ولا أحدٌ يَعرِفُ ما يَجرى في ذلك الكهف.
الكلبُ باسطٌ ذِراعَيهِ في بابِ الكهفِ، وقد استَسلمَ لنومٍ ثقيلٍ طويل.
كانَ الهواءُ مُعتدلاً في داخلِ الكهف، لأن بابَهُ كان يُواجِهُ القطبَ الجَنوبي، كما أنّ وجودَ فَتحتَينِ على جانبَيهِ قد مَكّنَ لنورِ الشمسِ من إلقاءِ أشعّةِ الصباحِ داخلَ الكهفِ وكذلك عندَ الغروب.
كانوا نائمين لا يَعلمونَ بما يَجري.. لقد مَرَّت عَشَراتُ السنين وهم نائمون.
لو قُدِّر لراعٍ أن يَعثُرَ على الكهفِ أو قُدِّرَ لمسافرٍ أن يأوي اليه عند هُطولِ المَطر، فإنه سوفَ يَهربُ وهو يرى مَنظراً مُخيفاً، لماذا؟
لأنه سَيرى رِجالاً مَفْتوحي الأعيُنِ يُبَحلِقونَ في الفراغِ، ويرى كلباً من كلابِ الصَّيد هو الآخَرُ جامدٌ كالتِّمثال!
كانوا غارقينَ في نومٍ عميقٍ بلا أحلام.
ولكنْ.. ماذا يجري خارجَ الكهف؟ ماذا يجري للمدنِ والقُرى في البلاد؟
موت تراجان
مات الأمبراطورُ « تراجان »، وجاء بعدَهُ أباطِرةٌ آخَرونَ. وماتَ أيضاً الأمبراطورُ « دِقيانُوس » الذي حكمَ من سنة 285 الى 305 م.
وخلالَ تلكَ الفترةِ سَقَطت « تَدْمُر » سنةَ 110م، ثم استعادَت هَيبتَها لِتَسقُطَ نهائياً سنة 272م حيثُ قضى الرومانُ على « زَنَوبْيا » وذلك بعدَ حروبٍ مُدمِّرة.
المَلِكُ الصالح
وفي سنة « 408م » اعتلى الأمبراطورُ « ثيودوسيوس » عرشَ رُوما، وهو الأمبراطورُ الذي اعتَنَق الدِّينَ المسيحيَّ لِتُصبِحَ أمبراطوريةُ روما مسيحيّة.
وفي سنة 412م شاء اللهُ أن تَتجلّى الحقيقة، وأن تَظهرَ قُدرتُه للناسِ رحمةً منه.
كانَ قد مَرّ على هُروبِ الفتيةِ السبعِة ثلاثةُ قُرون.
فماذا حَصلَ داخلَ الكهفِ يا تُرى؟
نَبحَ الكلبُ « كوتميرون »، واستَيقظَ الفِتيةُ من أطوَلِ نومٍ في التاريخ.
تساءلَ أحدُهُم قائلاً، وكان يَظُنُّ أنَهم ناموا عِدّةَ ساعاتٍ فقط:
ـ كَم نِمْتُم مِن الوقت؟
كانوا ما يَزالونَ يَشعُرونَ بالنُّعاسِ، ورأوا أن الشمسَ قد جَنَحَت الى الغروبِ، وكانت أشِعّتُها الذهبيةُ تَغمُرُ جانباً صغيراً على جدارِ الكهف.
لهذا ظَنَّ بعضُهم أنَهم نامُوا يَوماً كاملاً، كانوا يَظُنّونَ أنَهم أمضَوا الليلَ كلَّه نياماً دونَ أن يَشعُروا بغروبِ الشمسِ، ثُم شُروقِها، وهاهي تَغرُب الآن. لذلكَ قالوا:
ـ نُمنا يوماً أو بعضَ يوم!
بعضُهم قالوا:
ـ ربُّكُم أعلَمُ بمقدارِ ما لبثتم في الكهف..
اللهُ وحدَهُ الذي يَعلَمُ كم استَمرّ نَومُكم، اللهُ وحدَهُ الذي يَعلَمُ بما هو مَحجوبٌ عن النفسِ، فالانسانُ عندما ينامُ يَنقطعُ عن العالَم.. عن الدينا..
لَو افتَرَضنا أنّ إنساناً نامَ في أوّلِ الخريفِ ثمّ استَيقَظَ ورأى الثلوجَ ورأى الأشجارَ بلا أوراقٍ لا كَتشَف أنه نامَ أكثرَ من ثلاثةِ أشهُر، لماذا؟ لأنه مضى فصلُ الخريفِ وهو الآن في الشتاء.
الفتيةُ السبعةُ أستَيقظوا ورأوا الشمسَ مائلةً الى المغروب، لم يَعرِفوا ما إذا نامُوا عدّةَ ساعاتٍ فقط أم ناموا أكثَر.. لأنهم لا يَعرفونَ ما إذا كانت الشمسُ قد غابَت ثم أشرَقَت في اليومِ التالي وهاهي تَغيبُ مرّةً أخرى أم لا!
كانوا مؤمنينَ حَقاً، لهذا قالوا: اللهُ وحَدُه الذي يَعلَمُ كم نُمنا، كانوا يَظنّونَ أنهم ناموا يوماً فقط أو بعض يوم!
لايجوز اتهام الآخرين بالمظلة المهدوية وكثرة ادعاءاتها فلا يوجد من يدعي انه المهدي بيننا .
ومثلما تفضل الاخ جبرائيل مشكور:
( ليس لدينا من قال أنه المهدي ولا يوجد ضمن الأعضاء أحد يدعي أنه المهدي حسبما نطالع من توجهاتهم وآراءهم)
هذا من جانب .
من جانب آخر
كان لديك سؤال وجهته للاخوة الاعضاء وهو/
(لدي سؤال يصعب اجابته (لكل من قال انه هو المهدي وهم كثر في هذا الزمان ) .
ماوجه العلاقة بين (سورة الكهف (الفتية الذين امنوا) و ( سفر دانيال (الفتية الذين امنوا وقصتهم مع نبوخذنصر) ) .
احصلوا على الاجابه بجهد فأنها ( خير استجابه )
فلابأس من سؤالك عن ذلك
هناك عدة روايات للقدامى من مصادر التأريخ نورد لك واحدا من تلك الروايات حول قصة الفتية الثلاثة التي وردت في سفر دانيال/
القصة التي وردت في سفر دانيال
كان هناك ثلاثة فتية قديسين وهم الذين سباهم ملك بابل (نبوخذنصر)
قرر هؤلاء الفتية ان لايأكلوا من ذبائح الملك عندما كانوا في السجن فخشي مسؤول السجون عليهم ان تتغير هيآتهم لعدم اكل اللحوم خشية ان يهلكه الملك فقالوا له (جربنا) أي لاتتغير وجوهنا وان حصل ذلك فأفعل ماتشاء بنا فكانت وجوههم تتلألأ حسنا وجمالا بنعمة الله تعالى فأكلوا من البقول والطعام البسيط وهم في السجن فلما سمع الملك بذلك احسن اليهم الملك واخرجهم من السجن وجعلهم حكاما على بعض شؤون بلاده .
وفي يوم من الايام اقام الملك طقوسه الدينية فأحضر صورة الذهب ليعبدها الجميع أبوا الفتية الثلاثة عن تأدية العبادة فحسدهم من الحاضرين واخبروا الملك فأمر بأحضارهم وهيئ لهم نارا لحرقهم فأرسل الله تعالى لهم ملائكة يحفظونهم من اللهيب فلما رآهم الملك اجسادهم فيها ندي بارد أستغرب من حالتهم تلك فبعد عشرة ايام أمن الملك بإلههم واعلى من منزلتهم وزادهم رفعة لديه.
فكانوا يوما يصلون في منزلهم وأثناء سجودهم اسلموا نفوسهم بيد الرب فحدثت زلزلة عظيمة في المدينة فأرتعد الملك وسأل عن ذلك فأخبروا ان هؤلاء الفتية الثلاثة قد فارقوا الحياة فأمر الملك بصنع اسرّة من عاج ويكفنوا بحلل من حرير ووضعهم في تلك الاسرّة فأصبحوا مزارا في الكنيسة آنذاك مقدسين بين ابناءالديانة المسيحية.
أما قصة اصحاب الكهف فهي معروفة لدى الجميع وهي اكثر واقعية لورودها في القرآن الكريم.
واليك ماجاء فيها/
إنّهم فتية آمنوا
« قصة أصحاب الكهف والرقيم » (رواية)
في عام 106 بعدَ ميلادِ السيدِ المسيح عليه السّلام .. اجتاحَت الجيوشُ الرومانيةُ بلادَ الأُردنّ، حيث تَنهضُ مملكةُ الأنباط.
و كان الأمبراطورُ الروماني « تراجان » وَثَنيّاً مُتَعصّباً، فراحَ يُطارِدُ المؤمنينَ خاصّةً أتباع السيد المسيح عليه السّلام.
وقد كانت سوريا و فلسطين والأردن قبلَ هذه الحملةِ العسكرية تَتمتّعُ بنوعٍ من الحُكم الذاتي، وكانت العاصمة « رُوما » تكتفي من تلك البلدان بدفعِ الضرائب. ويَعودُ سببُ ذلك الى ضآلةِ القوّاتِ الرومانيّة فيها.
وهكذا جاءت الحملةُ العسكرية ليستكملَ الرومانُ احتلالَهم العسكري لتلك الأقاليم، وإخضاعها لحكم روما المباشر.
وفي سنة 112 ميلادية أصدَرَ الأمبراطورُ تراجان مرسوماً يقضي بأنّ كل عِيسَوي يَرفُضُ عبادةَ الآلهة سوف يُحاكَم كخائنٍ للدولة، وانّه سَيُعرِّضُ نفسَه للموت.
فيلادلفيا
في ذلك الزمانِ كانت عَمّانُ تُدعى « فِيلادلفيا »، وكانت مدينةً جميلة، ولكنّ التماثيلَ التي كانت تُزيّنُ المدينة، لم تَكُن للزينةِ فقط، بل كانت تُعبَدُ كآلهةٍ مِن دونِ الله سبحانه.
فهناك تِمثالُ لـ«أثينا» إلهةِ الحرب؛ حيث تُمسِكُ بحَربةٍ في يدِها اليُمنى و تَحتَمي بِتِرسٍ في يدِها اليُسرى. وهناك أيضاً تِمثالُ « تايكي » أو إلهة الحظ وحارسة المدينة! وهو الآن في متحف الآثار في عَمّان!
والى الشرقِ والجَنوبِ الشرقي من عَمّان كانت تَنهضُ « فيلادلفيا »، وقد وَصَلت آنذاكَ الى أوجِ تَمدُّنِها المادّي. أمّا المؤمنون فقد كانوا يعيشونَ خائفينَ، خاصّةً بعد أنِ احتَلَّتِ القوّاتُ الرومانيةُ في عهدِ « تراجان » البلادَ، و فَرَضَت عليها حُكماً مباشراً.
أصدر تراجان في سنة 112م مَرسُومَهُ باعتبارِ جميعِ النصارى خَوَنةً للدولة! وكان المسيحي يُخيَّر بينَ عبادةِ الآلهةِ أو الموت!
الفِتْيةُ السَّبعة
كثيرون هُمُ الذينَ خافُوا، وتَظاهَروا بعبادِة آلهةِ الرومان، وَبَدأت لِجانُ الدولةِ بالتحقيقِ والتفتيشِ في عقائدِ أهلِ البلاد، فعاشَ الناسُ في خَوفِ وقَلَق، وفي تلك المدينة عاشَ فِتيَةٌ سبعةٌ، ذكرَ التاريخُ اسماءهم كما يلي:
1ـ ماكس منيانوس.
2ـ امليخوس.
3ـ موتيانوس.
4ـ دانيوس.
5ـ يانيوس.
6ـ اكسا كدثو نيانوس.
7ـ انتونيوس.
عاش أولئك الفِتيةُ المؤمنونَ في حَيرةٍ: ماذا يَفعلون؟ ماذا سيكون مَوقِفُهم؟
لم يكن أمامَهُم سوى طريقَين: الموت أو الكُفر.
وفي تلك اللحظاتِ المصيريةِ.. اتَّخذوا قَراراً مصيرياً هو الفرارُ من المدينةِ، ولكنْ كيف؟
في فجرِ ذلك اليومِ.. وفيما كانت لِجانُ التفتيشِ تُطارِدُ المؤمنينَ.. رأى أحدُ الحُرّاس سبعةَ رجالٍ ومعهم كلبٌ يُغادِرونَ المدينة.
سأل الحارسُ:
ـ الى أين ؟
أجابَ أحدُهم:
ـ إننا نَقومُ برِحلةٍ للصَّيد.
قالَ الحارسُ:
ـ حَسَناً، ولكنْ يَجبُ أن تَعودوا للاشتِراكِ في الاحتِفالِ الرسمي.
إلى الكهف
اتَّجَه الفِتيانُ السبعةُ ـ ومعهم كَلبُهم ـ شَرقاً الى كهفٍ على بُعد كيلومترات، بالقربِ من قريةٍ تُدعى « الرَّقيم ».
وَصَلَ الفِتيةُ الى المنطقةِ الجبليةِ، وراحوا يَتسلّقونَ المُرتَفعاتِ في طريقهِم الى كهفٍ كانوا قد اختاروه مِن قَبل.
يَقَعُ الكهفُ في السَّفحِ الجَنوبي من الجبل، كان كهفاً فريداً في مَوقِعه؛ فهو مُعتدِلُ الجَوّ بسبِ وجودِ فَتحتَينِ في جانِبَيهِ الأيمَنِ والأيسَر، أما بابُه فهو يقابلُ القطبَ الجنوبيَّ للأرضِ. وفي داخلِ الكهف فَجوةٌ تَبلُغ مساحتُها (5/7) متر، وهي المكانُ الذي قَرَّر الفِتيةُ الاستفادةَ منه في اختِبائهم.
كانت فكرةُ الفِتيةِ هي اعتزال الناسِ والاختباء في هذا المكان، وانتظار رحمةِ الله.
لم يَكُن هناك مِن أملٍ في الانتِصارِ على الرومانِ الَوَثنيِّين.
كما أنهم يَرفُضونَ بشدّةٍ عبادةَ الأصنام؛ وعقيدتُهم أن الله هو ربُّ السماواتِ والأرضِ، وأن عبادةَ تلك الآلهةِ هو افتراءٌ على أكبرِ حقيقةٍ في الوجود.
كانَ الناسُ في ذلكِ الزمانِ لا يَعتَقِدونَ بيومِ القيامة؛ كانوا يَتصوّرونَ أنّ روحَ الانسانِ عندما يَموتُ تَنتقلُ الى إنسانٍ آخرَ أو تَحِلُّ في حَيوان!
النَّومُ الطويل
وَصَل الفِتيةُ الى الكهفِ.. مُتعَبين، وكانوا قَلِقينَ مِن أن يُطارِدَهُمُ الجنودُ الرومانُ وَيكتشِفوا مَخبأهُم.
كانوا مُتعَبين لأنهُم لَم يناموا في الليلةِ السابقةِ؛ لهذا شعروا بالنُّعاسِ يُداعِبُ أجفانَهُم فناموا وهم يَحلُمونَ بِغَدٍ أفضَل.
اللهُ سبحانه ـ ومِن أجلِ أن يُجَسِّد قُدرتَهُ في بَعثِ الموتى، ومِن أجلِ أن يُعرِّفَ الناسَ قدرتَه، وأنه هو وحدَهُ مصدرُ العِلم والقدرةِ ـ ألقى علَيهِم نَوماً ثَقيلاً.
كَم مِن الوقتِ ظَلّوا نائمين؟ لقد استَمرّ نَومُهم أياماً طويلةً.. وكانَتِ الشمسُ تُشرِقُ وتَغيبُ وهم نائمون.
كانت مَفارِزُ الجُنودِ تَبحَثُ عنهم في كلِّ مكان؛ ولكنْ دُونَ جَدوى.
أصبَحوا حديثَ أهلِ البلادِ، لقدِ اختفى الفتيةُ السبعةُ في رِحلةٍ للصيدِ ولم يَعثُرْ عليهِم أحدٌ!
وهكذا تَمرُّ الأعوامُ تِلْوَ الأعوام، ولا أحدٌ يَعرِفُ ما يَجرى في ذلك الكهف.
الكلبُ باسطٌ ذِراعَيهِ في بابِ الكهفِ، وقد استَسلمَ لنومٍ ثقيلٍ طويل.
كانَ الهواءُ مُعتدلاً في داخلِ الكهف، لأن بابَهُ كان يُواجِهُ القطبَ الجَنوبي، كما أنّ وجودَ فَتحتَينِ على جانبَيهِ قد مَكّنَ لنورِ الشمسِ من إلقاءِ أشعّةِ الصباحِ داخلَ الكهفِ وكذلك عندَ الغروب.
كانوا نائمين لا يَعلمونَ بما يَجري.. لقد مَرَّت عَشَراتُ السنين وهم نائمون.
لو قُدِّر لراعٍ أن يَعثُرَ على الكهفِ أو قُدِّرَ لمسافرٍ أن يأوي اليه عند هُطولِ المَطر، فإنه سوفَ يَهربُ وهو يرى مَنظراً مُخيفاً، لماذا؟
لأنه سَيرى رِجالاً مَفْتوحي الأعيُنِ يُبَحلِقونَ في الفراغِ، ويرى كلباً من كلابِ الصَّيد هو الآخَرُ جامدٌ كالتِّمثال!
كانوا غارقينَ في نومٍ عميقٍ بلا أحلام.
ولكنْ.. ماذا يجري خارجَ الكهف؟ ماذا يجري للمدنِ والقُرى في البلاد؟
موت تراجان
مات الأمبراطورُ « تراجان »، وجاء بعدَهُ أباطِرةٌ آخَرونَ. وماتَ أيضاً الأمبراطورُ « دِقيانُوس » الذي حكمَ من سنة 285 الى 305 م.
وخلالَ تلكَ الفترةِ سَقَطت « تَدْمُر » سنةَ 110م، ثم استعادَت هَيبتَها لِتَسقُطَ نهائياً سنة 272م حيثُ قضى الرومانُ على « زَنَوبْيا » وذلك بعدَ حروبٍ مُدمِّرة.
المَلِكُ الصالح
وفي سنة « 408م » اعتلى الأمبراطورُ « ثيودوسيوس » عرشَ رُوما، وهو الأمبراطورُ الذي اعتَنَق الدِّينَ المسيحيَّ لِتُصبِحَ أمبراطوريةُ روما مسيحيّة.
وفي سنة 412م شاء اللهُ أن تَتجلّى الحقيقة، وأن تَظهرَ قُدرتُه للناسِ رحمةً منه.
كانَ قد مَرّ على هُروبِ الفتيةِ السبعِة ثلاثةُ قُرون.
فماذا حَصلَ داخلَ الكهفِ يا تُرى؟
نَبحَ الكلبُ « كوتميرون »، واستَيقظَ الفِتيةُ من أطوَلِ نومٍ في التاريخ.
تساءلَ أحدُهُم قائلاً، وكان يَظُنُّ أنَهم ناموا عِدّةَ ساعاتٍ فقط:
ـ كَم نِمْتُم مِن الوقت؟
كانوا ما يَزالونَ يَشعُرونَ بالنُّعاسِ، ورأوا أن الشمسَ قد جَنَحَت الى الغروبِ، وكانت أشِعّتُها الذهبيةُ تَغمُرُ جانباً صغيراً على جدارِ الكهف.
لهذا ظَنَّ بعضُهم أنَهم نامُوا يَوماً كاملاً، كانوا يَظُنّونَ أنَهم أمضَوا الليلَ كلَّه نياماً دونَ أن يَشعُروا بغروبِ الشمسِ، ثُم شُروقِها، وهاهي تَغرُب الآن. لذلكَ قالوا:
ـ نُمنا يوماً أو بعضَ يوم!
بعضُهم قالوا:
ـ ربُّكُم أعلَمُ بمقدارِ ما لبثتم في الكهف..
اللهُ وحدَهُ الذي يَعلَمُ كم استَمرّ نَومُكم، اللهُ وحدَهُ الذي يَعلَمُ بما هو مَحجوبٌ عن النفسِ، فالانسانُ عندما ينامُ يَنقطعُ عن العالَم.. عن الدينا..
لَو افتَرَضنا أنّ إنساناً نامَ في أوّلِ الخريفِ ثمّ استَيقَظَ ورأى الثلوجَ ورأى الأشجارَ بلا أوراقٍ لا كَتشَف أنه نامَ أكثرَ من ثلاثةِ أشهُر، لماذا؟ لأنه مضى فصلُ الخريفِ وهو الآن في الشتاء.
الفتيةُ السبعةُ أستَيقظوا ورأوا الشمسَ مائلةً الى المغروب، لم يَعرِفوا ما إذا نامُوا عدّةَ ساعاتٍ فقط أم ناموا أكثَر.. لأنهم لا يَعرفونَ ما إذا كانت الشمسُ قد غابَت ثم أشرَقَت في اليومِ التالي وهاهي تَغيبُ مرّةً أخرى أم لا!
كانوا مؤمنينَ حَقاً، لهذا قالوا: اللهُ وحَدُه الذي يَعلَمُ كم نُمنا، كانوا يَظنّونَ أنهم ناموا يوماً فقط أو بعض يوم!
تعليق