ورد في الاحاديث والروايات الشريفة الواردة عن النبي الاكرم والائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ان امة محمد (ص) تسلك مسلك الامم السابقة وان كل ما جرى في الامم السابقة يجري في امة محمد (ص) فعن رسول الله (ص) قال : ( لتركبن سنة من كان من قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة ولا تخطئون طريقتهم شبراً بشبر وذراع بذراع وباع بباع حتى ان لو كان من قبلكم دخل جحر ضب لدخلتموه . قالوا : اليهود والنصارى تعني يا رسول الله ؟ قال (ص) : فمن اعني لينقضن عرى الاسلام عروة عروة فيكون اول ما تنقضون من دينكم الامامة واخره الصلاة ) تفسير القمي ج2 ص413 - وعن سدير عن الصادق (ع) قال : ( ان للقائم منا غيبة يطول امدها فقلت له : يابن رسول الله ولم ذلك ؟ قال (ع) : لأن الله عز وجل ابى ان تجري فيه سنن لانبياء في غيباتهم قال الله تعالى (( لتركبن طبقاً على طبق )) اي من كان قبلكم ) بحار الانوار ج52 ص90 - وبناء على هذا فأن الكثير من الوقائع والحوادث المهمة التي جرت هناك لابد ان تجري هنا ، ولما كان من المعلوم لدينا كمسلمين ان النبي عيسى (ع) سيخرج مع الامام المهدي (ع) فلا بد ان يسبق ظهوره ذلك ظهور يوحنا المعمدان كما يسمى عند اليهود والنصارى وهو النبي يحيى بن زكريا عليهما السلام ، ولكن ذلك سيكون عن طريق شخصاً اخر لأن يحيى كما هو معلوم قد قتل وأستشهد ولكن سيخرج من يشبهه في صفاته وافعاله .
فمن هو هذا الشخص يا ترى الذي يقوم بهذا الدور ويبشر بمجيء المهدي (ع) كما بشر بمجيء عيسى عليه السلام ؟
وقبل الاجابة على هذا التساؤل ومحاولة الكشف عن يوحنا القرن العشرين لابد ان نذكر ما ورد في الاناجيل من صفات نبي الله يحيى وبشارته بعيسى عليه السلام .
فقد ورد في انجيل متى تحت عنوان بشارة يوحنا المعمدان يبشر في برية اليهودية ، فيقول : (( توبوا لأن ملكوت السماوات اقترب )) ) وجاء ايضاً في انجيل مرقس تحت عنوان ظهور يوحنا المعمدان ( بشارة يسوع المسيح ابن الله بدأت كما كتب النبي أشعيا : (( ها انا ارسل رسولي قدامك ليهيء طريقك ، 3 صوت صارخ في البرية : هيئوا طريق الرب ، واجعلوا سبله مستقيمة )) ومن بشارة يحيى بمجيء عيسى عليهما السلام ما جاء ايضاً في انجيل مرقس (( 7 وكان يبشر فيقول : يجيء بعدي من هو اقوى مني . من لا احسب نفسي اهلاً لأن انحني واحل رباط حذائه . 8 انا عمدتكم بالماء ، واما هو فيعمدكم بالروح القدس )) .
لقد كان يحيى في الواقع ممهداً لعيسى (ع) ومبشراً به وبنبؤته ومجيئه كما ان يحيى عليه السلام كان يُعرف بالزهد والتقوى فقد جاء في انجيل مرقس ( 6 وكان يوحنا يلبس ثوباً من وبر الجمال وعلى وسطه حزام من جلد ، ويقتات من الجراد والعسل البري )) .
ان دعوة النبي يحيى الدعوة الصغرى لنبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام بل ان البعض اعتقدوا انه هو المسيح كما يظهر ذلك في انجيل لوقا (( 15 وكان الناس ينتظرون المسيح وهم يسالون انفسهم عن يوحنا (هل هو المسيح ؟) )) . والحقيقة إننا وبعد دراسة هذا الأمر تبين لنا إن من قام بدور يحيى عليه السلام في زماننا هذا وكان له شبه منه عليه السلام هو سماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (أعلى الله مقامه ) فقد ظهر كممهد للمهدي عليه السلام ومبشراً به ففي بداية حياته العلمية قام بتأليف كتاب موسوعة الإمام المهدي (ع) بأربعة أجزاء والذي يعتبر كتاب فريد من نوعه قل نظيره بل انه أفضل ما كتب عن الإمام (ع) لحد ألان وهذا لعمري عين التمهيد والبشارة به (ع) إلا انه لم يكتفي بذلك بل انه (قدس) وبعد أن ظهرت مرجعيته على الساحة اظهر ذكر المهدي (ع) وبدأ يدعو له كما فعل يحيى وبشر بعيسى عليهما السلام كما ذكرنا سالفاً . أما بالنسبة للولادة فالشبه واضح وكبير بين النبي يحيى عليه السلام وبين سماحة السيد الشهيد (قدس) فقد كان زكريا عليه السلام وزوجته لا يولد لهما قال تعالى حكاية عن زكريا (( قال رب انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك يفعل ما يشاء )) ال عمران 40 - فقد قام زكريا عليه السلام بزيارة المسجد وصلى عند المحراب ودعى ربه هناك ان يرثه ولد فاستجاب الله له دعائه قال تعالى (( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين )) ال عمران 38-39 .
فقد كانت زوجة زكريا عاقراً وقد كبر سنه وصار شيخاً كبيراً ولم يولد لهما مولود ولكن ايمانه بان الله يفعل ما يشاء هو الذي حدا به لأن يدعو ربه عندما زار المسجد ، فأستجاب الله له دعاءه وهذا ما كان من شأن والديّ السيد الشهيد حيث كان لا يولد لهما مولود ولكنهما وبعد ان وفقهما الله لحج بيته الحرام وزيارة قبر النبي المصطفى (ص) والصلاة عنده والدعاء والتوسل به الى الله ان يرزقهما مولود فاستجاب الله لهما دعائهما ورزقهما بسماحة السيد (قدس) الذي ولد في نفس اليوم الذي ولد فيه رسول الله (ص) وهو السابع عشر من ربيع الاول . ولقد خص الله نبيه يحيى (ع) بأن اعطاه الله الحكم صبياً قال تعالى (( يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبياً )) مريم 12 - وكذلك كان من شأن السيد الشهيد فمنذ السنوات الاولى من شبابه كان طالباً متفوقاً ومجداً في درسه وقد الف وهو في بداية حياته العلمية في مطلع شبابه كتابه الموسوعة الذي كما قلنا يعتبر من افضل ما كتب عن الامام (ع) في زماننا هذا كما انه (قدس) قد اخذ المرجعية وزعامتها بقوة علمه وفكره وارادته .
وقد كان يحيى سلام الله عليه كما ذكر عابداً زاهداً يلبس مدرعة شعر وهذا ما كان من السيد (قدس) وكل من يعرفه يعرف ذلك عنه وقد كان ثيابه (قدس) قديمة وبالية وهذا ما يشهد به كل من رأى السيد (قدس) . وقد ظهر يحيى (ع) كأحد الكهنة الا انه كان مختلفاً عن الجميع فقد كان مخلصاً في أقواله وأفعاله صحيح الفكر حتى اختاره الله نبياً ، وهذا ما كان مع السيد حيث ظهر كأحد رجال العلم إلا انه يختلف عن الكثير من الفقهاء ، و كان يحيى عليه السلام محارباً لمعلمي الشريعة والكهنة المنحرفين وكان ينهاهم عن أفعالهم المنحرفة تلك فقد جاء في إنجيل متى ( 7 ورأى يوحنا ان كثيراً من الفريسيين والصدوقيين يجيئون اليه ليعتمدوا ، فقال لهم : يا اولاد الافاعي ، من علمكم ان تهربوا من الغضب الاتي ؟ 8 اثمروا ثمراً يبرهن على توبتكم ، 9 ولا تقولوا لأنفسكم : ان ابانا هو ابراهيم ، اقول لكم : ان الله قادرٌ ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم ) . وهذا ما قام به سماحة السيد (قدس) حين واجه الكثير من المنحرفين سواء من الفقهاء او غيرهم ونهاهم وامرهم بل انه فسق بعضهم .
وقد عرف عليه السلام انه كان يعمد الخاطئين والمذنبين الذين يأتون للتوبة حتى عرف بيوحنا المعمدان فقد كان يقف في النهر فيأتي اليه الشخص المذنب يتوب على يديه فيقوم يحيى عليه السلام برمسه بالماء ولكنه كان يقول ان الذي يأتي بعده يكون اقوى منه فهو يعمد بالروح القدس فقد كان يشير الى عيسى عليه السلام وهذا ما كان من سماحة السيد الشهيد حيث كان يعطي لأتباعه ومقلديه بعض التعاليم ويوصيهم بالعمل بها وكذلك يوصيهم بالتوبة دائماً فقد دعاهم الى السير لزيارة قبر الحسين (ع) مشياً على الاقدام كما انه كان يؤكد على اقامة المستحبات وبالاخص صلاة الليل وما الى ذلك كالجلوس في الشمس والاستماع الى خطب الجمعة وغيره ولكن حتماً سيأتي بتعاليم وافعال لأصحابه وانصاره اشد واقوى مما كان قد امر به السيد انصاره كما كان عندما جاء عيسى بن مريم عليه السلام كما ان البعض ممن كانوا انصاراً للسيد الشهيد (قدس) ومقلدين له اعتقدوا به انه المهدي(ع) وهذا نفسه وقع مع يحيى عليه السلام حيث اعتقد البعض انه هو المسيح بن مريم (ع) ولم يقف الشبه عند هذا الحد فقط بل تعداه الى مقتلهما وشهادتهما فقد استشهد النبي يحيى (ع) نتيجة مؤامرة بين الكهنة وهيرودوس الحاكم انذاك فالقاه في السجن ثم قام بقتله نتيجة طلب من احدى بغايا بني اسرائيل وهذا ما وقع مع سماحة السيد حيث كان استشهاده ايضاً نتيجة مؤامرة فقد خذل السيد الشهيد الكثير من العلماء والفقهاء بل انهم حاربوه وتبعهم على ذلك الكثير من العوام فكان ذلك سبباً استغله الحاكم الطاغية صدام فأمر بقتله رضوان الله عليه ثم ان الاثنين قتلا من قبل الحكام كما هو واضح .
وبعد هذه المقارنة يتبين لنا ان سماحة السيد الصدر (قدس) هو يوحنا القرن العشرين الذي مهد الطريق الى مجيء من يقوم مقام عيسى (ع) وهو اليماني الموعود الذي هو صاحب دعوة الامام المهدي (ع) ووزيره الذي جاء وصفه بالروايات انه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم وسبحان الله كيف ان الاحداث تتشابه والتاريخ يعيد نفسه والشخصيات تتكرر ولكن بأجساد اخرى وقد صدق رسول الله (ص) حينما قال : ( لتركبن سنة من كان قبلكم ) وقد صدق الصادق عليه السلام حينما قال : ( ان الله ابيى الا ان تجري فيه سنن الانبياء في غيباتهم ) اما ما يثبت كون اليماني هو شبيه عيسى بن مريم عليه السلام فهو ما ورد في الاخبار فقد جاء في الرواية عن رسول الله (ص) قال : ( رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلاً ادم طوالاً صعدا كأنه من رجال شبوه ورأيت عيسى بن مريم رجلاً مربوع الخلق الى الحمرة والبياض سبط الرأس ) بحار الانوار ج13 ص3 . وهذه الصفات الموجودة في عيسى (ع) هي نفس صفات اليماني حيث ورد انه مربوع القامة ابيض مشرب حمرة مسترسل الشعر كما ذكرنا ذلك في اعداد سابقة . وقد جاء في الرواية الواردة في اثبات الهداة ج3 : ( القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبة ) وهذه الرواية تشير الى السيد اليماني فهو اشبه الناس بعيسى عليه السلام لأن الامام المهدي عليه السلام شبيه جده رسول اله (ص) وشبيه موسى بن عمران فقد جاء في الرواية عن الصادق عن ابائه عن امير المؤمنين عليهم السلام قال : ( قال رسول الله (ص) : ( المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وهو اشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً ...) ينابيع المودة .
كما ان الذي يظهر من الروايات ان الامام المهدي عليه السلام شبيه موسى عليه السلام ، فعن حذيفة عن رسول الله (ص) قال : ( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم اسرائيلي ، على خده الايمن خال كأنه كوكب دري يملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً ) بحار الانوار ج51 ص81 - وعن ابي جعفر الباقر (ع) قال : ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل ادم ) بحار الانوار ج51 ، ومعنى ان جسمه اسرائيلي اي جسمه ضخم الجثة طويل القامة وهذه هي صفة رجال بني اسرائيل الغالبة كما ان معنى عربي اللون او ادم اي اسمر الوجه وبهذا يظهر لنا واضحاً ان اليماني هو شبيه عيسى وان الامام المهدي (ع) هو شبيه جده محمد (ص) وكليم الله موسى بن عمران (ع) .
كما ورد في الرواية ان الامام المهدي (ع) يقوم ويخرج في سن الاربعين وهو السن الذي بعث فيه محمد (ص) بالنبوة فهو شبيه جده من هذه الناحية ايضاً اما النبي عيسى (ع) فقد خرج وقام في سن الثلاثين وهو السن الذي يخرج فيه اليماني كما في الروايات وبهذا يتبين ان اليماني يشبه عيسى (ع) من هذه الناحية واخيراً اقول للقراء الاعزاء انه ليس المقصود من هذا الموضوع هو القول بأن السيد الشهيد الصدر (قدس) بمنزلة يحيى او ان اليماني بمنزلة عيسى الا ان هناك تشابه في الصفات والاعمال والمرحلة والدور بين كل من النبي يحيى والسيد الصدر وبين كل من عيسى عليه السلام واليماني كما انني لا اقول ان سماحة السيد معصوم او انه لا يخطأ فهو بشر مثلنا ولكنه كان مسدداً ومؤيداً في بعض افعاله واعماله وكان ممهداً كما يظهر لمجيء اليماني الموعود ، كما ان يحيى عليه السلام ممهداً لمجيء عيسى عليه السلام فهو حقاً يوحنا القرن العشرين.
من فكر ابو عبد الله القحطاني
فمن هو هذا الشخص يا ترى الذي يقوم بهذا الدور ويبشر بمجيء المهدي (ع) كما بشر بمجيء عيسى عليه السلام ؟
وقبل الاجابة على هذا التساؤل ومحاولة الكشف عن يوحنا القرن العشرين لابد ان نذكر ما ورد في الاناجيل من صفات نبي الله يحيى وبشارته بعيسى عليه السلام .
فقد ورد في انجيل متى تحت عنوان بشارة يوحنا المعمدان يبشر في برية اليهودية ، فيقول : (( توبوا لأن ملكوت السماوات اقترب )) ) وجاء ايضاً في انجيل مرقس تحت عنوان ظهور يوحنا المعمدان ( بشارة يسوع المسيح ابن الله بدأت كما كتب النبي أشعيا : (( ها انا ارسل رسولي قدامك ليهيء طريقك ، 3 صوت صارخ في البرية : هيئوا طريق الرب ، واجعلوا سبله مستقيمة )) ومن بشارة يحيى بمجيء عيسى عليهما السلام ما جاء ايضاً في انجيل مرقس (( 7 وكان يبشر فيقول : يجيء بعدي من هو اقوى مني . من لا احسب نفسي اهلاً لأن انحني واحل رباط حذائه . 8 انا عمدتكم بالماء ، واما هو فيعمدكم بالروح القدس )) .
لقد كان يحيى في الواقع ممهداً لعيسى (ع) ومبشراً به وبنبؤته ومجيئه كما ان يحيى عليه السلام كان يُعرف بالزهد والتقوى فقد جاء في انجيل مرقس ( 6 وكان يوحنا يلبس ثوباً من وبر الجمال وعلى وسطه حزام من جلد ، ويقتات من الجراد والعسل البري )) .
ان دعوة النبي يحيى الدعوة الصغرى لنبي الله عيسى بن مريم عليهما السلام بل ان البعض اعتقدوا انه هو المسيح كما يظهر ذلك في انجيل لوقا (( 15 وكان الناس ينتظرون المسيح وهم يسالون انفسهم عن يوحنا (هل هو المسيح ؟) )) . والحقيقة إننا وبعد دراسة هذا الأمر تبين لنا إن من قام بدور يحيى عليه السلام في زماننا هذا وكان له شبه منه عليه السلام هو سماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (أعلى الله مقامه ) فقد ظهر كممهد للمهدي عليه السلام ومبشراً به ففي بداية حياته العلمية قام بتأليف كتاب موسوعة الإمام المهدي (ع) بأربعة أجزاء والذي يعتبر كتاب فريد من نوعه قل نظيره بل انه أفضل ما كتب عن الإمام (ع) لحد ألان وهذا لعمري عين التمهيد والبشارة به (ع) إلا انه لم يكتفي بذلك بل انه (قدس) وبعد أن ظهرت مرجعيته على الساحة اظهر ذكر المهدي (ع) وبدأ يدعو له كما فعل يحيى وبشر بعيسى عليهما السلام كما ذكرنا سالفاً . أما بالنسبة للولادة فالشبه واضح وكبير بين النبي يحيى عليه السلام وبين سماحة السيد الشهيد (قدس) فقد كان زكريا عليه السلام وزوجته لا يولد لهما قال تعالى حكاية عن زكريا (( قال رب انى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك يفعل ما يشاء )) ال عمران 40 - فقد قام زكريا عليه السلام بزيارة المسجد وصلى عند المحراب ودعى ربه هناك ان يرثه ولد فاستجاب الله له دعائه قال تعالى (( هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بحيى مصدقاً بكلمة من الله وسيداً وحصوراً ونبياً من الصالحين )) ال عمران 38-39 .
فقد كانت زوجة زكريا عاقراً وقد كبر سنه وصار شيخاً كبيراً ولم يولد لهما مولود ولكن ايمانه بان الله يفعل ما يشاء هو الذي حدا به لأن يدعو ربه عندما زار المسجد ، فأستجاب الله له دعاءه وهذا ما كان من شأن والديّ السيد الشهيد حيث كان لا يولد لهما مولود ولكنهما وبعد ان وفقهما الله لحج بيته الحرام وزيارة قبر النبي المصطفى (ص) والصلاة عنده والدعاء والتوسل به الى الله ان يرزقهما مولود فاستجاب الله لهما دعائهما ورزقهما بسماحة السيد (قدس) الذي ولد في نفس اليوم الذي ولد فيه رسول الله (ص) وهو السابع عشر من ربيع الاول . ولقد خص الله نبيه يحيى (ع) بأن اعطاه الله الحكم صبياً قال تعالى (( يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبياً )) مريم 12 - وكذلك كان من شأن السيد الشهيد فمنذ السنوات الاولى من شبابه كان طالباً متفوقاً ومجداً في درسه وقد الف وهو في بداية حياته العلمية في مطلع شبابه كتابه الموسوعة الذي كما قلنا يعتبر من افضل ما كتب عن الامام (ع) في زماننا هذا كما انه (قدس) قد اخذ المرجعية وزعامتها بقوة علمه وفكره وارادته .
وقد كان يحيى سلام الله عليه كما ذكر عابداً زاهداً يلبس مدرعة شعر وهذا ما كان من السيد (قدس) وكل من يعرفه يعرف ذلك عنه وقد كان ثيابه (قدس) قديمة وبالية وهذا ما يشهد به كل من رأى السيد (قدس) . وقد ظهر يحيى (ع) كأحد الكهنة الا انه كان مختلفاً عن الجميع فقد كان مخلصاً في أقواله وأفعاله صحيح الفكر حتى اختاره الله نبياً ، وهذا ما كان مع السيد حيث ظهر كأحد رجال العلم إلا انه يختلف عن الكثير من الفقهاء ، و كان يحيى عليه السلام محارباً لمعلمي الشريعة والكهنة المنحرفين وكان ينهاهم عن أفعالهم المنحرفة تلك فقد جاء في إنجيل متى ( 7 ورأى يوحنا ان كثيراً من الفريسيين والصدوقيين يجيئون اليه ليعتمدوا ، فقال لهم : يا اولاد الافاعي ، من علمكم ان تهربوا من الغضب الاتي ؟ 8 اثمروا ثمراً يبرهن على توبتكم ، 9 ولا تقولوا لأنفسكم : ان ابانا هو ابراهيم ، اقول لكم : ان الله قادرٌ ان يجعل من هذه الحجارة ابناء لابراهيم ) . وهذا ما قام به سماحة السيد (قدس) حين واجه الكثير من المنحرفين سواء من الفقهاء او غيرهم ونهاهم وامرهم بل انه فسق بعضهم .
وقد عرف عليه السلام انه كان يعمد الخاطئين والمذنبين الذين يأتون للتوبة حتى عرف بيوحنا المعمدان فقد كان يقف في النهر فيأتي اليه الشخص المذنب يتوب على يديه فيقوم يحيى عليه السلام برمسه بالماء ولكنه كان يقول ان الذي يأتي بعده يكون اقوى منه فهو يعمد بالروح القدس فقد كان يشير الى عيسى عليه السلام وهذا ما كان من سماحة السيد الشهيد حيث كان يعطي لأتباعه ومقلديه بعض التعاليم ويوصيهم بالعمل بها وكذلك يوصيهم بالتوبة دائماً فقد دعاهم الى السير لزيارة قبر الحسين (ع) مشياً على الاقدام كما انه كان يؤكد على اقامة المستحبات وبالاخص صلاة الليل وما الى ذلك كالجلوس في الشمس والاستماع الى خطب الجمعة وغيره ولكن حتماً سيأتي بتعاليم وافعال لأصحابه وانصاره اشد واقوى مما كان قد امر به السيد انصاره كما كان عندما جاء عيسى بن مريم عليه السلام كما ان البعض ممن كانوا انصاراً للسيد الشهيد (قدس) ومقلدين له اعتقدوا به انه المهدي(ع) وهذا نفسه وقع مع يحيى عليه السلام حيث اعتقد البعض انه هو المسيح بن مريم (ع) ولم يقف الشبه عند هذا الحد فقط بل تعداه الى مقتلهما وشهادتهما فقد استشهد النبي يحيى (ع) نتيجة مؤامرة بين الكهنة وهيرودوس الحاكم انذاك فالقاه في السجن ثم قام بقتله نتيجة طلب من احدى بغايا بني اسرائيل وهذا ما وقع مع سماحة السيد حيث كان استشهاده ايضاً نتيجة مؤامرة فقد خذل السيد الشهيد الكثير من العلماء والفقهاء بل انهم حاربوه وتبعهم على ذلك الكثير من العوام فكان ذلك سبباً استغله الحاكم الطاغية صدام فأمر بقتله رضوان الله عليه ثم ان الاثنين قتلا من قبل الحكام كما هو واضح .
وبعد هذه المقارنة يتبين لنا ان سماحة السيد الصدر (قدس) هو يوحنا القرن العشرين الذي مهد الطريق الى مجيء من يقوم مقام عيسى (ع) وهو اليماني الموعود الذي هو صاحب دعوة الامام المهدي (ع) ووزيره الذي جاء وصفه بالروايات انه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم وسبحان الله كيف ان الاحداث تتشابه والتاريخ يعيد نفسه والشخصيات تتكرر ولكن بأجساد اخرى وقد صدق رسول الله (ص) حينما قال : ( لتركبن سنة من كان قبلكم ) وقد صدق الصادق عليه السلام حينما قال : ( ان الله ابيى الا ان تجري فيه سنن الانبياء في غيباتهم ) اما ما يثبت كون اليماني هو شبيه عيسى بن مريم عليه السلام فهو ما ورد في الاخبار فقد جاء في الرواية عن رسول الله (ص) قال : ( رأيت ليلة اسري بي موسى بن عمران رجلاً ادم طوالاً صعدا كأنه من رجال شبوه ورأيت عيسى بن مريم رجلاً مربوع الخلق الى الحمرة والبياض سبط الرأس ) بحار الانوار ج13 ص3 . وهذه الصفات الموجودة في عيسى (ع) هي نفس صفات اليماني حيث ورد انه مربوع القامة ابيض مشرب حمرة مسترسل الشعر كما ذكرنا ذلك في اعداد سابقة . وقد جاء في الرواية الواردة في اثبات الهداة ج3 : ( القائم المهدي من ولد علي اشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً وسمتاً وهيبة ) وهذه الرواية تشير الى السيد اليماني فهو اشبه الناس بعيسى عليه السلام لأن الامام المهدي عليه السلام شبيه جده رسول اله (ص) وشبيه موسى بن عمران فقد جاء في الرواية عن الصادق عن ابائه عن امير المؤمنين عليهم السلام قال : ( قال رسول الله (ص) : ( المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي وهو اشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً ...) ينابيع المودة .
كما ان الذي يظهر من الروايات ان الامام المهدي عليه السلام شبيه موسى عليه السلام ، فعن حذيفة عن رسول الله (ص) قال : ( المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي وجسمه جسم اسرائيلي ، على خده الايمن خال كأنه كوكب دري يملأ الارض عدلاً كما ملئت جوراً ) بحار الانوار ج51 ص81 - وعن ابي جعفر الباقر (ع) قال : ( المهدي رجل من ولد فاطمة وهو رجل ادم ) بحار الانوار ج51 ، ومعنى ان جسمه اسرائيلي اي جسمه ضخم الجثة طويل القامة وهذه هي صفة رجال بني اسرائيل الغالبة كما ان معنى عربي اللون او ادم اي اسمر الوجه وبهذا يظهر لنا واضحاً ان اليماني هو شبيه عيسى وان الامام المهدي (ع) هو شبيه جده محمد (ص) وكليم الله موسى بن عمران (ع) .
كما ورد في الرواية ان الامام المهدي (ع) يقوم ويخرج في سن الاربعين وهو السن الذي بعث فيه محمد (ص) بالنبوة فهو شبيه جده من هذه الناحية ايضاً اما النبي عيسى (ع) فقد خرج وقام في سن الثلاثين وهو السن الذي يخرج فيه اليماني كما في الروايات وبهذا يتبين ان اليماني يشبه عيسى (ع) من هذه الناحية واخيراً اقول للقراء الاعزاء انه ليس المقصود من هذا الموضوع هو القول بأن السيد الشهيد الصدر (قدس) بمنزلة يحيى او ان اليماني بمنزلة عيسى الا ان هناك تشابه في الصفات والاعمال والمرحلة والدور بين كل من النبي يحيى والسيد الصدر وبين كل من عيسى عليه السلام واليماني كما انني لا اقول ان سماحة السيد معصوم او انه لا يخطأ فهو بشر مثلنا ولكنه كان مسدداً ومؤيداً في بعض افعاله واعماله وكان ممهداً كما يظهر لمجيء اليماني الموعود ، كما ان يحيى عليه السلام ممهداً لمجيء عيسى عليه السلام فهو حقاً يوحنا القرن العشرين.
من فكر ابو عبد الله القحطاني