بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة معراج المؤمن
ان الله سبحانه وتعالى عندما خلق الخلق جعل لكل منه ظاهر وباطن ومن السهل عليك ان ترى وتفهم ظاهره لكن دون أدراك باطنه . ولعل كل منا يدرك حقيقة ان الباطن أكرم من الظاهر.
فعندما ناتي الى الصلاة فهي كذلك لها ظاهر وباطن وتأويل وتفسير فهي ليست حركات رياضيه وان كانت محتويه عليها لكن معناها في الباطن انها تعد معراج المؤمن حيث أن لكل مؤمن معراج الى السماء حيث قال رسول الله عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم ( الصلاة معراج المؤمن).
ومن مستحبات الصلاة في اولها التكبيرات السبع التي ينبغي للمؤمن المصلي العروج اليها ففي كل تكبيره يصعد الى سماء اعلى الى ان يصل الى تكبيرة الاحرام( الافتتاح) . وقد روي عن جابر ابن عبد الله الانصاري قال كنت مع مولانا امير المؤمنين عليه السلام فرأى رجل قائم يصلي فقال له : ياهذا اتعرف ما تاويل صلاتك؟فقال يا مولاي وهل لها تاويل غير العباده ؟ فقال عليه السلام: أي والذي بعث محمد بالنبوه ما بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم بأمر من الامور الا وله تشابه وتأويل وتنزيل وكل ذلك يدل على التعبد . فقال له الرجل : علمني ماهو يامولاي؟ فقال عليه السلام : تأويل تكبيرتك الاولى الى احرامك أن تخطر في نفسك اذا قلت الله أكبر من ان يوصف بقيام وقعود . وفي الثانيه أن يوصف بحركه او جمود وفي الثالثه ان يوصف بجسم أو يشبه أو يقاس بقياس . وفي الرابعه أن تحله الاعراض او تؤلمه الامراض . وتخطر في الخامسه أن يوصف بجوهر او بعرض أو يحل شيئاً او يحل فيه شي . وتخطر في السادسه ان يجوز عليه ما يجوز على المحدثين من الزوال والانتقال والتغير من حال الى حال . وتخطر في السابعه ان تحله الحواس الخمس.
ثم تاويل مد عنقك في الركوع ان تخطر في نفسك أمنت بك ولو ضربت عنقي ثم تاويل رفع راسك من الركوع اذا قلت سمع الله لمن حمده لله رب العالمين تأويله الذي أخرجني من العدم الى الوجود . وتاويل السجده الاولى أن تخطر في نفسك وأنت ساجد منها خلقتني , ورفع رأسك تأويله ومنها اخرجتني والسجده الثانيه وفيها تعيدني ورفع رأسك تخطر بقلبك ومنها تخرجتني تارة اخرى وتاويل قعودك على جانبك الايسر ورفع رجلك اليمنى وطرحك على اليسرى تخطر في قلبك اللهم اني أقمت الحق وأمت الباطل وتأويل تشهدك تجديد الايمان ومعاودة الاسلام والاقرار بالبعث بعد الموت وتأويل قراءة التحيات : تمجيد الرب سبحانه وتعظيمه عما قال الظالمون ونعته الملحدون وتأويل قولك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ترحم عن الله سبحانه فمعناها هذا أمان لكم من عذاب يوم القيامه ثم قال امير المؤمنين عليه السلام : من لم يعلم تأويل صلاته هكذا فهي خداج اي ناقصه .
تعليق