بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
كلمات من ذهب تفوه بها سيد من سادات الكلام وملك من ملوكه حينما قرعت مسامع طاغوت من طواغيت عصره تأثر وبكى إلا أن الدنيا وزبرجها ونفسه الدنيئة منعته من أن يتعظ مما سمع
نعم كلمات صاغها مولانا الإمام الهادي عليه السلام شعرا بححضرة المتوكل العباسي وكانت المناسبة دعوة ذلك الطاغوت إمامنا الهادي لشرب المخزي والمسكر وقد تجاهل أن من طهره الله لا يمكن أن يدنس جوفه بالرجس أبدا
حيث إمتنع عن ذلك فأمره أن يلقي أبياتا من الشعر فأبدى هذه الأبيات والتي يقول فيها
باتوا على قللِ الاجبال تـحـرسُـهم !!! غُـلْـبُ الـرجـالِ فـما أغـنتهمُ القُللُ
و استنزلوا بعد عزّ مـن مـعـاقلهم !!! و أودعـوا حـفـراً يـابئـس ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ مـن بـعـد ما قبروا !!! أيـن الاسـرّةُ و الـتـيـجــانُ و الحللُ
أيـن الـوجـوه التي كانتْ مـنـعـمةً !!! من دونها تُضربُ الأسـتارُ و الكللُ
فـافـصـحَ الـقـبـرُ حـيـن ســاءلـهم !!! تـلـك الـوجــوه عـلـيـها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهــراً و ما شربوا !!! فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا
و طـالـمـا عمّروا دوراً لتُحصنهم !!! ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا !!! فـخـلّـفـوهـا عـلى الأعتاب و انتقلوا
أضـحـت مـنـازلُـهـم قـفراً معطلةً !!! و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
سـل الـخـلـيـفـةَ إذ وافـت مـنـيـتـهُ !!! أيـن الـحـماة و أين الخيلُ و الخولُ
ايـن الـرمـاةُ أمـا تُـحـمـى بأسهمِهمْ !!! لـمّـا أتـتـك سـهـامُ الـمــوتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا !!! أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ
هـيـهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعوا !!! عـنـك الـمـنـية إن وافى بها الأجلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش مـتـصلاً !!! مـن روحـه بـجبالِ الموتِ تتصلُ
نعم إنها لأبيات عظيمة وكلمات رائعة وحكمة بالغة وتوجيه سديد وإرشاد جميل أسداها من جعله الله إماما للتقوى ومنارا للهدى ليلقي الحجة عن بينة وهو شهيد
نعم يالها من أبيات تحمل في طياتها الإنذار من مصير بائس لؤلئك المتجبرين والمتسلطين على رقاب الأمة يقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم ويدعون أنهم أمراء للمؤمنين
حليت الدنيا في أعينهم فأنستهم ذكر الله العظيم
يعيشون الترف وينعمون بطيب الملبس
يسكنون القصور العالية وينامون على ديباج زاهية محروسون بأقوى الرجال
يحيون الليالي الحمراء ويتغافلون عن ذكر الله وكأنهم مخلدون في هذه الحياة باعو الدين بالدنيا فتعدوا حدود الله
متحدين جبار السموات والأرض فحاربوه وأظهروا في الأرض الفساد ونسوا أو تناسوا بأنه لهم لبلمرصاد
أمهلهم فتمادوا إلى أن جاءت ساعة الصفر فارتحلوا بائسين إلى مسكن حقير بالظلمة حالك وعليهم ضائق
الدود فيه منتشرة ولأجسادهم قاصدة فحللت أبدانهم وغيرت ملامحهم وعفنت جثثهم حتى صاروا جيفة لا تطاق منظرهم مخيف ورائحتهم نتنة
لو كشفت قبورهم وبانت أجسادهم ورأتها الأحياء من الطغاة لتحسرت لمآلها ولندمت على أفعالها
ولكن من يستمع ومن يعقل ويتعظ
فالحجة قد ألقيت والحقيقة قد بينت من إمام الهدى وسليل النجبا ليهتدي من إهتدى عن بينة ويضل من ضل عن بينة
فتعسا لمن يتحكم على رقاب المؤمنين بالقهر والجور والتسلط والتجبر ويتغافل عن حكم الله العادل والذي يأخذه بسوء عمله ويهوي به في مهاوي الردى فيكون لجهنم حطبا
وحينها يندم فلا يفيده الندم ويلتمس الرجوع ليصلح عمله إلا أن ذلك لن يفيده حيث لا رجعة إلى هذه الدنيا بعد الموت
قال تعالى
(99) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (100) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
كلمات من ذهب تفوه بها سيد من سادات الكلام وملك من ملوكه حينما قرعت مسامع طاغوت من طواغيت عصره تأثر وبكى إلا أن الدنيا وزبرجها ونفسه الدنيئة منعته من أن يتعظ مما سمع
نعم كلمات صاغها مولانا الإمام الهادي عليه السلام شعرا بححضرة المتوكل العباسي وكانت المناسبة دعوة ذلك الطاغوت إمامنا الهادي لشرب المخزي والمسكر وقد تجاهل أن من طهره الله لا يمكن أن يدنس جوفه بالرجس أبدا
حيث إمتنع عن ذلك فأمره أن يلقي أبياتا من الشعر فأبدى هذه الأبيات والتي يقول فيها
باتوا على قللِ الاجبال تـحـرسُـهم !!! غُـلْـبُ الـرجـالِ فـما أغـنتهمُ القُللُ
و استنزلوا بعد عزّ مـن مـعـاقلهم !!! و أودعـوا حـفـراً يـابئـس ما نزلوا
ناداهمُ صارخٌ مـن بـعـد ما قبروا !!! أيـن الاسـرّةُ و الـتـيـجــانُ و الحللُ
أيـن الـوجـوه التي كانتْ مـنـعـمةً !!! من دونها تُضربُ الأسـتارُ و الكللُ
فـافـصـحَ الـقـبـرُ حـيـن ســاءلـهم !!! تـلـك الـوجــوه عـلـيـها الدودُ يقتتلُ
قد طالما أكلوا دهــراً و ما شربوا !!! فأصبحوا بعد طول الأكلِ قد أكلوا
و طـالـمـا عمّروا دوراً لتُحصنهم !!! ففارقوا الدورَ و الأهلينَ و ارتحلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادّخروا !!! فـخـلّـفـوهـا عـلى الأعتاب و انتقلوا
أضـحـت مـنـازلُـهـم قـفراً معطلةً !!! و ساكنوها الى الاجداث قد رحلوا
سـل الـخـلـيـفـةَ إذ وافـت مـنـيـتـهُ !!! أيـن الـحـماة و أين الخيلُ و الخولُ
ايـن الـرمـاةُ أمـا تُـحـمـى بأسهمِهمْ !!! لـمّـا أتـتـك سـهـامُ الـمــوتِ تنتقلُ
أين الكماةُ أما حاموا أما اغتضبوا !!! أين الجيوش التي تُحمى بها الدولُ
هـيـهات ما نفعوا شيئاً و ما دفعوا !!! عـنـك الـمـنـية إن وافى بها الأجلُ
فكيف يرجو دوامَ العيش مـتـصلاً !!! مـن روحـه بـجبالِ الموتِ تتصلُ
نعم إنها لأبيات عظيمة وكلمات رائعة وحكمة بالغة وتوجيه سديد وإرشاد جميل أسداها من جعله الله إماما للتقوى ومنارا للهدى ليلقي الحجة عن بينة وهو شهيد
نعم يالها من أبيات تحمل في طياتها الإنذار من مصير بائس لؤلئك المتجبرين والمتسلطين على رقاب الأمة يقتلون أبناءهم ويستحيون نساءهم ويدعون أنهم أمراء للمؤمنين
حليت الدنيا في أعينهم فأنستهم ذكر الله العظيم
يعيشون الترف وينعمون بطيب الملبس
يسكنون القصور العالية وينامون على ديباج زاهية محروسون بأقوى الرجال
يحيون الليالي الحمراء ويتغافلون عن ذكر الله وكأنهم مخلدون في هذه الحياة باعو الدين بالدنيا فتعدوا حدود الله
متحدين جبار السموات والأرض فحاربوه وأظهروا في الأرض الفساد ونسوا أو تناسوا بأنه لهم لبلمرصاد
أمهلهم فتمادوا إلى أن جاءت ساعة الصفر فارتحلوا بائسين إلى مسكن حقير بالظلمة حالك وعليهم ضائق
الدود فيه منتشرة ولأجسادهم قاصدة فحللت أبدانهم وغيرت ملامحهم وعفنت جثثهم حتى صاروا جيفة لا تطاق منظرهم مخيف ورائحتهم نتنة
لو كشفت قبورهم وبانت أجسادهم ورأتها الأحياء من الطغاة لتحسرت لمآلها ولندمت على أفعالها
ولكن من يستمع ومن يعقل ويتعظ
فالحجة قد ألقيت والحقيقة قد بينت من إمام الهدى وسليل النجبا ليهتدي من إهتدى عن بينة ويضل من ضل عن بينة
فتعسا لمن يتحكم على رقاب المؤمنين بالقهر والجور والتسلط والتجبر ويتغافل عن حكم الله العادل والذي يأخذه بسوء عمله ويهوي به في مهاوي الردى فيكون لجهنم حطبا
وحينها يندم فلا يفيده الندم ويلتمس الرجوع ليصلح عمله إلا أن ذلك لن يفيده حيث لا رجعة إلى هذه الدنيا بعد الموت
قال تعالى
(99) حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (100) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
تعليق