باب العلة التي من أجلها صار عند الأرضة حيث كانت ماء و طين
1- حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه قال حدثنا محمد بن نصير عن أحمد بن محمد عللالشرائع ج 1 ص 73عن العباس بن معروف عن علي بن مهزيار عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي و فضالة عن أبان عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال إن الجن شكروا الأرضة ما صنعت بعصا سليمان فما تكاد تراها في مكان إلا و عندها ماء و طين
2- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ع قال إن سليمان بن داود ع قال ذات يوم لأصحابه إن الله تبارك و تعالى قد وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي سخر لي الريح و الإنس و الجن و الطير و الوحوش و علمني منطق الطير و آتاني من كل شيء و مع جميع ما أوتيت من الملك ما تم سروري يوم إلى الليل و قد أحببت أن أدخل قصري في غد فاصعد أعلاه و أنظر إلى ممالكي فلا تأذنوا لأحد علي لئلا يرد علي ما ينغص علي يومي فقالوا نعم فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده و صعد إلى أعلى موضع من قصره و وقف متكيا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي فرحا بما أعطي إذ نظر إلى شاب حسن الوجه و اللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره فلما أبصره سليمان قال له من أدخلك إلى هذا القصر و قد أردت أن أخلو فيه اليوم و بإذن من دخلت قال الشاب أدخلني هذا القصر ربه و بإذنه دخلت فقال ربه أحق به مني فمن أنت قال أنا ملك الموت قال و فيما جئت قال جئت لأقبض روحك قال امض لما أمرت به فهذا يوم سروري و أبى الله عز و جل أن يكون لي سرور دون لقائه فقبض ملك الموت روحه و هو متكئ على عصاه فبقي سليمان متكيا على عصاه و هو ميت ما شاء الله و الناس ينظرون إليه و هم يقدرون أنه حي فافتتنوا فيه و اختلفوا فمنهم من قال إن سليمان قد بقي متكيا على عصاه هذه الأيام الكثيرة و لم يتعب و لم ينم و لم يشرب و لم يأكل إنه لربنا الذي يجب علينا أن نعبده و قال قوم إن سليمان ساحر و إنه يرينا أنه واقف متكئ على عصاه عللالشرائع ج 1 ص 74يسحر أعيننا و ليس كذلك و قال المؤمنون إن سليمان هو عبد الله و نبيه يدبر الله أمره بما شاء فلما اختلفوا بعث الله عز و جل الأرضة فدبت في عصاة سليمان فلما أكلت جوفها انكسرت العصاة و خر سليمان من قصره على وجهه فشكرت الجن للأرضة صنيعها فلأجل ذلك لا توجد الأرضة في مكان إلا و عندها ماء و طين و ذلك قول الله عز و جل فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ يعني عصاه فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ ما لَبِثُوا فِي الْعَذابِ الْمُهِينِ ثم قال الصادق ع و الله ما نزلت هذه الآية هكذا و إنما نزلت فلما خر تبينت الإنس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين
تعليق