[color="black] قصيدة الشاعر بولس سلامة في حق الإمام الحسين (عليه السلام)
________________________________________
ناولــوني القرآن قــال حسـين * لذويه وجــدَّ فــي الـركعات
فرأى في الكتــاب سِفــرَ عزاء * ومشى قلبـه علــى الصفحــاتِ
ليس فــي القــارئين مثلُ حسين * عالمــاً بالجـواهــر الغاليـات
فهــو يدري خلف السطور سطوراً * ليــس كـلُ الاعجاز في الكلمات
للبيان العُلوي فـي انفس الاطهار * مسرى يفــوقُ مســرى اللغات
وهو وقفٌ على البصيرة فالابصار * تعشو فــي الانجــم الباهرات
يقذف البحـرُ للشواطـىء رمــلاً * واللالــي تغوص فــي اللُّجـاتِ
والمصلُّـون فــي التـلاوة أشبـاه * وإنَّ الفــــروق بالنيّــــاتِ
فالمناجـاة شعلــةٌ مــن فـؤاد * صادق الــحس مُـرهف الخلجات
فإذا لم تكن سوى رجع قول * فهي لهـوُ الشفـاه بالتمتمات
إنما الساجد المُصلي حسـين * طاهرُ الذيل طيّب النفحات
فتقبّلْ جبريـلُ أثمارَ وحـي * أنت حُمّلتـهُ إلـى الكائناتِ
إذ تلقَّـاه جـدُّه وتـــلاه * مُعجزات ترنُّ في السجعاتِ
وأبوه مُدوّن الذكر أجـراه * ضياءً علـى سوادِ الدواةِ
فالحسين الفقيهُ نجلُ فقيــه * أرشد المؤمنين للصلـواتِ
أطلق السبط قلبه في صـلاة * فالاريج الزكي في النسماتِ
المناجاة ألسُنٌ مـن ضيـاء * نحو عرش العليِّ مرتفعاتِ
وهمت نعمــةُ القديـر سلاماً * وسكــوناً للأجفــن القلقاتِ
ودعاهُ إلــى الرقــاد هدوءٌ * كهُـدوءِ الاسحـار في الربواتِ
وصحــا غبَّ ساعــة هاتفاً: * اُختاهُ بنت العــواتك الفاطماتِ
إنني قــد رأيت جـدي واُمي * وأبي والشقيقُ فـــي الجناتِ
بَشّــروني أنـي إليهم سأغدو * مُشرقَ الوجه طائرَ الخطـواتِ
فبكت والدمـوع في عين اُخت * نفثات البُركان فــي عبراتِ
صرختْ: ويلتاه، قال: خلاك الشرُّ * فالـويل مــن نصيب العـتاةِ
ودعا صحبَه فخفُّوا إليه * فغدا النسر في إطار البُزاةِ
قــال إنــي لقيت منكــم وفاءً * وثباتاً فــي الهول والنائــباتِ
حسبكــم ما لقيتــم مــن عناء * فدعوني فالقوم يبغــون ذاتـي
وخذوا عترتي وهيموا بجُنح الليل * فالليــل درعُــكم للنجــاةِ
إن تظلــوا معــي فــإن أديم الـ * أرض هذا يغصُ بالامــواتِ
هتفــوا: يــا حسين لسنا لئاماً * فَنخلّيــك مُفــرداً في الفــلاةِ
فتقــول الاجيـال: ويلٌ لصحب * خلَّفوا شيخهم أسيــر الطغــاةِ
فَنكونُ الاقــذارَ في صفحةِ التـأ * ريخ والعارَ فــي حـديثِ الرُواةِ
أو سُباباً علــى لسـان عجـوز * أو لسان القصّاص فــي السهراتِ
يتوارى أبناؤنــا فــي الزوايا * من أليـم الهــجاء واللعنــاتِ
ستـرانا غــداً نشـرّفُ حَــدَّ الـ * سيفِ حتــى يَذوبَ في الهبواتِ
يشتكــي مـن سواعدٍ صاعقات * وزنــود سخيــّةِ الضربـاتِ
إن عطشنا فليـس تَعطـشُ أسيافٌ * تعبُّ السخين فــي المهجــاتِ
لا ترانا نرمي البواتــر حتــى * لا نُبقّي منها ســوى القبضـاتِ
ليتنا يا حسين نسقــط صرعـى * ثم تحيا الجسوم فــي حيـواتِ
وسنُفديك مــرةً بعـد اُخـرى * ونُضحّي دمـــاءنا مــرّاتِ
أصبحوا هانئين كالقوم في عرس * سكــوت مُعــطّل الزغرداتِ
إن درع الايمان بالحــق درعٌ * نسجتــه أصــابعُ المُعجزات
يُرجع السيف خائبـــاً ويردُ الـ * رمـح فالنصلُ هازئ بالقناةِ
مثلما يطعــن الهــواء غبيّ * فيجــيب الاثيــرُ بالبسمـاتِ
يغلب المــوتَ هـازئاً بحياة * لا يراها إلاّ عمــيق سُبــاتِ
فاللبيبُ اللبيبُ فيها يجـوبُ الـ * ـعمر في زحمة مــن التـرّهــاتِ
ويعيش الفتـى غــريقـاً بجهل * فإذا شاخ عــاش بالـذكريـاتِ
ألمٌ فــي شبابـه فمـتى ولّى * فدمعُ الحرمــان فــي اللفتاتِ
إن ما يكســب الشـهيدُ مضاءً * أمل كالجنائـــن الضـاحكاتِ
فهو يطوي تحـت الاخامص دُنيا * لينــال العُلــى بدهر آتِ[/color][/size][/b]
________________________________________
ناولــوني القرآن قــال حسـين * لذويه وجــدَّ فــي الـركعات
فرأى في الكتــاب سِفــرَ عزاء * ومشى قلبـه علــى الصفحــاتِ
ليس فــي القــارئين مثلُ حسين * عالمــاً بالجـواهــر الغاليـات
فهــو يدري خلف السطور سطوراً * ليــس كـلُ الاعجاز في الكلمات
للبيان العُلوي فـي انفس الاطهار * مسرى يفــوقُ مســرى اللغات
وهو وقفٌ على البصيرة فالابصار * تعشو فــي الانجــم الباهرات
يقذف البحـرُ للشواطـىء رمــلاً * واللالــي تغوص فــي اللُّجـاتِ
والمصلُّـون فــي التـلاوة أشبـاه * وإنَّ الفــــروق بالنيّــــاتِ
فالمناجـاة شعلــةٌ مــن فـؤاد * صادق الــحس مُـرهف الخلجات
فإذا لم تكن سوى رجع قول * فهي لهـوُ الشفـاه بالتمتمات
إنما الساجد المُصلي حسـين * طاهرُ الذيل طيّب النفحات
فتقبّلْ جبريـلُ أثمارَ وحـي * أنت حُمّلتـهُ إلـى الكائناتِ
إذ تلقَّـاه جـدُّه وتـــلاه * مُعجزات ترنُّ في السجعاتِ
وأبوه مُدوّن الذكر أجـراه * ضياءً علـى سوادِ الدواةِ
فالحسين الفقيهُ نجلُ فقيــه * أرشد المؤمنين للصلـواتِ
أطلق السبط قلبه في صـلاة * فالاريج الزكي في النسماتِ
المناجاة ألسُنٌ مـن ضيـاء * نحو عرش العليِّ مرتفعاتِ
وهمت نعمــةُ القديـر سلاماً * وسكــوناً للأجفــن القلقاتِ
ودعاهُ إلــى الرقــاد هدوءٌ * كهُـدوءِ الاسحـار في الربواتِ
وصحــا غبَّ ساعــة هاتفاً: * اُختاهُ بنت العــواتك الفاطماتِ
إنني قــد رأيت جـدي واُمي * وأبي والشقيقُ فـــي الجناتِ
بَشّــروني أنـي إليهم سأغدو * مُشرقَ الوجه طائرَ الخطـواتِ
فبكت والدمـوع في عين اُخت * نفثات البُركان فــي عبراتِ
صرختْ: ويلتاه، قال: خلاك الشرُّ * فالـويل مــن نصيب العـتاةِ
ودعا صحبَه فخفُّوا إليه * فغدا النسر في إطار البُزاةِ
قــال إنــي لقيت منكــم وفاءً * وثباتاً فــي الهول والنائــباتِ
حسبكــم ما لقيتــم مــن عناء * فدعوني فالقوم يبغــون ذاتـي
وخذوا عترتي وهيموا بجُنح الليل * فالليــل درعُــكم للنجــاةِ
إن تظلــوا معــي فــإن أديم الـ * أرض هذا يغصُ بالامــواتِ
هتفــوا: يــا حسين لسنا لئاماً * فَنخلّيــك مُفــرداً في الفــلاةِ
فتقــول الاجيـال: ويلٌ لصحب * خلَّفوا شيخهم أسيــر الطغــاةِ
فَنكونُ الاقــذارَ في صفحةِ التـأ * ريخ والعارَ فــي حـديثِ الرُواةِ
أو سُباباً علــى لسـان عجـوز * أو لسان القصّاص فــي السهراتِ
يتوارى أبناؤنــا فــي الزوايا * من أليـم الهــجاء واللعنــاتِ
ستـرانا غــداً نشـرّفُ حَــدَّ الـ * سيفِ حتــى يَذوبَ في الهبواتِ
يشتكــي مـن سواعدٍ صاعقات * وزنــود سخيــّةِ الضربـاتِ
إن عطشنا فليـس تَعطـشُ أسيافٌ * تعبُّ السخين فــي المهجــاتِ
لا ترانا نرمي البواتــر حتــى * لا نُبقّي منها ســوى القبضـاتِ
ليتنا يا حسين نسقــط صرعـى * ثم تحيا الجسوم فــي حيـواتِ
وسنُفديك مــرةً بعـد اُخـرى * ونُضحّي دمـــاءنا مــرّاتِ
أصبحوا هانئين كالقوم في عرس * سكــوت مُعــطّل الزغرداتِ
إن درع الايمان بالحــق درعٌ * نسجتــه أصــابعُ المُعجزات
يُرجع السيف خائبـــاً ويردُ الـ * رمـح فالنصلُ هازئ بالقناةِ
مثلما يطعــن الهــواء غبيّ * فيجــيب الاثيــرُ بالبسمـاتِ
يغلب المــوتَ هـازئاً بحياة * لا يراها إلاّ عمــيق سُبــاتِ
فاللبيبُ اللبيبُ فيها يجـوبُ الـ * ـعمر في زحمة مــن التـرّهــاتِ
ويعيش الفتـى غــريقـاً بجهل * فإذا شاخ عــاش بالـذكريـاتِ
ألمٌ فــي شبابـه فمـتى ولّى * فدمعُ الحرمــان فــي اللفتاتِ
إن ما يكســب الشـهيدُ مضاءً * أمل كالجنائـــن الضـاحكاتِ
فهو يطوي تحـت الاخامص دُنيا * لينــال العُلــى بدهر آتِ[/color][/size][/b]