إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علاج قسوة القلب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علاج قسوة القلب

    علاج قسوة القلب
    ________________________________________
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    علاج قسوة القلب

    إن الناظر والمتأمل فى أحوالنا وفى أنفسنا وفى تعاملنا مع الله , وتعاملنا مع الآخرين يجد قصوراً بيناً و خللاً ظاهراً, يظهر في المظاهر الآتية :

    * لانشعر بالخشوع في صلاتنا وعبادتنا.
    * عدم التأثر والتباكي عند تلاوة القرآن.
    * عدم التورع عن الشبهات في المعاملات0
    * الظلم والاعتداء على حقوق الآخرين.
    * الجفاء وسوء الظن بين الإخوان.
    * انتشار القطيعة بين الأسر.

    مما يدل على انتشار مرض خطير وهو " قسوة القلوب " وقسوة القلب ذهاب اللين والرحمة والخشوع ، وقد ذم الله هذا الداء العضال الذي ظهر في الأمم السابقة كاليهود وغيرهم, فقال سبحانه (ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمل فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)وقال تعالى ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة ) قال ابن عباس : " فصارت قلوب بني إسرائيل مع طول الأمل قاسية بعيدة عن الموعظة بعد ماشاهدوه من الآيات والمعجزات فهي في قسوتها كالحجارة التي لا علاج للينها أو أشد قسوة من الحجارة ". والقلب القاسي أبعد ما يكون من الله , وصاحبه لايميز بين الحق والباطل, ولا ينتفع بموعظة, ولا يقبل نصيحة ؟

    وقد اعتنى الشارع الحكيم بهذا العضو الخطير وسعى إلى تطهيره , وتنقيته من الشوائب, وحث العبد على إصلاحه قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم (ألا وإن في الجسد لمضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهى القلب ) متفق عليه.

    وقال ( إن الله لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) رواه مسلم "

    حال القلب الصالح:

    فالقلب إذا صلح استقام حال العبد وصحت عبادته, وأثمر له الرحمة والإحسان إلى الخلق, وصار يعيش في سعادة وفرحة تغمره لاتقدر بثمن, وذاق طعم الأنس ومحبة الله ولذة مناجاته مما يصرفه عن النظر إلى بهجة الدنيا وزخرفها والاغترار بها ,والركون اليها وهذه حالة عظيمة يعجز الكلام عن وصفها, ويتفاوت الخلق فى مراتبها, وكلما كان العبد أتقى لله كان أكثر سعادة , فإن لله تعالى جنتان من دخل جنة الدنيا دخل جنة الآخرة.

    حال القلب الفاسد:

    إذا قسى القلب وأظلم فسد حال العبد وخلت عبادته من الخشوع , وغلب عليه البخل والكبر وسوء الظن,وصار بعيداً عن الله , وأحس بالضيق والشدّة وفقر النفس ولو ملك الدنيا بأسرها, وحرم لذة العبادة ومناجاة الله وصار عبداً للدنيا مفتونا بها , وطال عليه الأمد !!

    أمور تقسي القلب:

    * الأعراض عن الذكر: قال تعالى " ومن أعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى" وقال الرسول صلى الله عليه واله وسلم: مثل المؤمن الذي يذكر الله والذي لايذكر الله كالحي والميت".

    * التفريط في الفرائض: قال الله تعالى " فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية "

    * أكل الحرام.: ذكرا لرسول صلى الله عليه واله وسلم الذي يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه الى السماء يارب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذاءه حرام فأنّى يستجاب له".

    *فعل المعاصي: قال تعالى كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون" وورد فى السنة أن العبد إذا أذنب نكت في قلبه نكته سوداء حتى يسودّ قلبه.

    * المجاهرة بالمعاصي : قال الرسول صلى الله عليه واله وسلم "كل أمتي معافى إلا المجاهرين" ، فالعبد إذا جاهر بالمعصية بارز الله واستخف بعقوبته فعاقبه الله بفساد قلبه وموته ,أما المستخفي الخائف من الله فهو قريب الى الله.

    * الرضا بالجهل وترك التفقه بالدين : قال تعالى "إنما يخشى الله من عباده العلماء "فالجهل من أعظم سباب القسوة وقلة الخشية من الله.

    * إتباع الهوى وعدم قبول الحق والعمل به : قال تعالى " فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم" وقال تعالى" ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم "

    * النظر فى كتب أهل البدع والتأثر بمذهبهم : فان الاشتغال بها يصرف المسلم عن الكتب النافعة ويحرمه من الانتفاع بها. وقال الشافعي : المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن.

    * الكبر وسوء الخلق :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر"متفق عليه. * الإغترار بالدنيا والتوسع في المباحات : فالإكثار من ملذات الدنيا والركون إليها مما يقسي القلب وينسيه الآخرة كما ذكر أهل العلم . * كثرة الضحك والإنشغال باللهو : فإن القلب إذا اشتغل بالباطل انصرف عن الحق وأنكره واشتبه عليه.وفي الحديث " إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب ويذهب بنور الوجه ".

    * مخالطة الناس وفضول النظر والطعام والنكاح : فالقلب يصدأ وتذهب حلاوته ويقل فيه الإيمان بالإكثار من ذلك.

    * وهناك مواطن يتفقد العبد فيها قلبه:

    فى الصلاة , و عند تلاوة القرآن , و عند التعامل بالدرهم والدينار, وعند انتهاك المحارم وعند حاجة الفقراء والمساكين،.فإن وجد قلبه وإلا فليعز نفسه على موته0

    أمور ترقق القلب وتزكيه:

    (1) المداومة على الذكر: قال تعالى " ألا بذكر الله تطمئن القلوب" وشكا رجلُ الى الحسن قساوة قلبه فقال : أدنه من الذكر.
    (2) سؤال الله الهداية ودعاؤه: كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يدعو"اللهم اهدنى وسددنى",
    (3) المحافظة على الفرائض:قال الله تعالى" إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر"
    (4) تحرى الحلال فى الكسب وأداء الأمانة.
    (5) الإكثار من النوافل والطاعات: " ما يزال عبدي يتقرب لى بالنوافل حتى أحبه"
    (6) الجود والإحسان الى الخلق.
    (7) تذكر الموت وزيارة القبور.قال أبو الدرداء من أكثر ذكر الموت قل فرحه وقل حسده0ويقول سعيد بن جبير رحمه الله : لو فارق ذكر الموت قلبي لخشيت أن يفسد علي قلبي .
    (8) الحرص على العلم ومجالس الذكر قال الحسن : مجالس الذكر محياة العلم وتحدث في القلب الخشوع.
    (9) الإكثار من التوبة والاستغفار, وعدم الإصرار على الذنب وكما قيل: (( صدأ القلب بأمرين : بالغفلة والذنب ، وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر(.
    (10) النظر في سير العلماء و صحبة الصالحين
    (11) الزهد في الدنيا والتأمل في قصرها وتغير أحوالها والرغبة في ما عند الله من النعيم.
    (12) زيارة المرضى وأهل البلاء ومشاهدة المحتضرين والاتعاظ بحالهم. (13) الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر وتفهم وتأثر قال الله تعالى ) اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ(.

    هذا وقد كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم شديد التعاهد لقلبه يداويه ويصلحه, دعوات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بها ( يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )

    قيل لرسول الله ! ما لنا اذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا فى الدنيا وكنا من أهل الآخرة فإذا خرجنا من عندك فآنسنا أهلنا وشممنا أولادنا أنكرنا أنفسنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ): لو أنكم إذا خرجتم من عندي كنت على حالكم ذلك لزارتكم الملائكة فى بيوتكم("



    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    منقول للفائدة
    التعديل الأخير تم بواسطة عارف الحق; الساعة 04-01-11, 11:46 PM.
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X