تويت
يحكى ان وزيرا عربيا دخل على احد الملوك..طلب منه ان يعين في حكومته الملكية وزيرا للبترول..ضحك الملك ملء فيه..نحن لانملك بترولا في اراضينا..فكيف نعين وزيرا للبترول..اطرق الوزير برأسه الى الارض..ساله الملك ..ما الخبر..قال الوزير نحن لانملك عدلا في حكومتنا..ولكن لدينا وزيرا للعدل..
منذ اربعون عام مضت ونحن نتحسر على كل شيء..فقدنا الكثير..حريتنا..آمالنا..ماءنا..وقودنا..كهربائتنا.. ماتت..وصحتنا..
وحينما كنا في الجامعة في تسعينات القرن الماضي كنا نرى ابناء المسئولين والذوات..محاطين بالحرس الشخصي..والغيد الحسان..وهم يمتطون اجود انواع السيارات المستوردة..بينما كنا نحن نتحسر على قمصلة جلد..و بنطلون كابوي..وكانت الطاوة السوداء ..التي اشتريناها بطلعة الروح..مميزة بقلي البطاطا والطماطة..وكنا نضطر لبيع الشاي والسجائر ..حتى نتمكن من مواصلة الدراسة..وبين فترة واخرى ..تأتي سيارة مظللة تاخذنا الى مقر الشعبة الخامسة..للتأكد من حسن نوايانا..تخرجنا من الجامعة..لندرس في الجيش..مكرمة القائد الضرورة..منحتنا فرصة لخدمة الوطن لمدة سنة ونصف فقط..فنحن شباب المستقبل..ومستقبل الامة..وعلى الدولة ان ترعانا..وتخفف عن كاهلنا عذابات الدهر وضيق الزمان..تسرحنا من الجيش..لندرس في الارصفة والشوارع..من اجل حفظ ماء الوجه..ومن اجل لقمة العيش الحلال..ولاننا خريجون واصحاب شهادات..كان الرفاق بين فترة واخرى يعرضون علينا الانتماء للحزب المقدس..لكي نتمكن من الحصول على وظيفة في دوائر الدولة الامنية..او المدنية..لكننا كنا نتملص..ونراوغ..فالفقر والعوز والموت..افضل عندنا من التلوث بافكار بلشفية وموسولينية تخرجنا من آدميتنا وبشريتنا..الى مرتع البهيمية المكتظ والمختنق بالكثير من ابناء جلدتنا..
الله كريم ..كان شعارنا..يمعود تفرج..وفرجت..دخلت امريكا..وبريطانيا..وفرنسا..وهولندا..واوكرانيا..وال صين..والهند..وجزر القمر..ومدغقشر..ومصر..وقطر..والكويت..الى العراق..لتحريرنا اولا من النظام البعثي الكافر..وللعثور على اسلحة الدمار الشامل..التي كان يمتلكها النظام..وبدء الهرج والمرج..رأينا الناس كالخراف التي يطاردها ذئب الليل..تركض وتهرول صوب مباني المؤسسات العسكرية والمدنية..تسرق وتحطم وتحرق..والقنوات الفضائية..تنشر الواقعة التراجي-كوميدية على كافة المواقع وعلى الهواء مباشرة..
لم نفقد الامل..وقلنا ستنصلح الامور..بعد تشكيل الحومة العراقية المؤقتة..التي ستكتب الدستور الذي ينظم حياتنا واساليب معيشتنا..
شكلت الحكومة..وكتب الدستور..يالله سنعيش مثل بقية الشعوب..عدل ومساواة..وفرص عمل..وتحسين وسائل الحياة الخدمية..خاصة في مجال الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية..لكن حصل ما لم يكن في الحسبان..فساستنا المناضلون..راحوا يلوكون كثيرا بعبارات الطائفة والمذهب والعرقية والقومية..وتركوا الشعب ومصالحه العليا جانبا..هذه العبارات اللامسئولة تجسدت على ارض الواقع بعد هدم قبور امامين العسكريين في سامراء..بعدها حصل تغيير كبير في التنظير السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق..مدعوما من اجندة داخلية وخارجية-اقليمية ودولية-كنت ترى في اثارة الشغب والفوضى والاحتراب الطائفي والمذهبي في العراق وسيلة من وسائل الحفاظ على المصالح والاهداف والمشاريع وكل حسب مايخدمه ويحوز القرص لناره..
قلنا الله كريم..سحابة صيف وتمر..وكل دولة حديثة العهد بالديمقراطية تمر بهكذا ظروف..
بعدها..تسامحت الاطراف السياسية المتنازعة..وذهب الملايين من ابناء شعبنا ضحايا ما بين قتيل وجريح ومشرد ومهجر..واستطاعت الاجهزة الامنية وبمساعدة قوات الاحتلال الامريكي من بسط الامن النسبي في اغلب محافظات العراق..فرجت..وسننتخب في السابع من آذار..حكومة وطنية..صادقة..ومؤمنة بشعبها وتضحياته..
المرجعية الدينية في النجف الاشرف وقبل البدء بالحملة الانتخابية..كانت تقف على مسافة واحدة من الجميع..وكانت تنصح باختيار القائمة الوطنية النزيهة..
بعد فترة..اوصت المرجعية بضرورة انتخاب القوائم الكبيرة..حتى لاتتشتت الاصوات..
بعد فترة..عطلت الدراسة الحوزوية في النجف الاشرف..المرجعية توصي بضرورة انتخاب شيعة المالكي حصرا..
على العموم تنتهي الانتخابات..بفوز علاوي..ومن ثم المالكي..ومن ثم الائتلاف الوطني..ومن ثم التحالف الكردستاني..
فرجت..سنشهد ربما حكومة وطنية..تهتم بمشاعرنا..وتهب لنا حقوقنا..لكننا شعب منحوس..يظهر المالكي في شاشات التلفاز..يهدد ويعربد..ويتهم المفوضية بالانحياز...واخر يهدد....وبعد اكثر من تسعة شهور اصبحت لدينا....حكومة ليس لها مثيل...الاولى في عدد الوزارات...الاولى في السرقه والنهب...الاولى في الدجل والكذب..والاولى حتى في توزيع المناصب والحصص.....!!
الشعب يحترق..الشعب يجوع..الشعب يتذمر...الساسة ما زالوا يلعبون بمقدراتنا ..وينهبون ثرواتنا..يسلخون جلودنا في مربع المحاصصة ..واللبننة..الملك كردي..ورئيس الوزراء شيعي..ورئيس البرلمان سني..والشعب خدم وعبيد..
والمالكي..لم يزل ممسكا بعصا السلطة..ربما ينتظر خروج قوات الاحتلال..ليلعب لعبته..الوضع الامني سوف ينهار..سيعلن المالكي..الطواريء..ثم الاحكام العرفية..ثم يبقى في السلطة لمدة اربعون عام اخرى..او ربما ستتوزع الحصص بين النخب..وسيبقى الشعب..بعيدا عن تفكيرهم..واهتمامهم.. ...
ايها العراقيين انظروا الى شعوب العالم او الى شعوب العرب...انظروا الجزائر...وتونس....بالرغم الحياة التي يعيشونها وبالرغم كل الخدمات لهم الا انهم عبروا عن سخطهم..واعلنوا ثورة بيضاء...ووقفوا بوجه كل ظالم ........الا نتعظ نحن العراقيين...اليس من المفترض ان نكون نحن اصحاب هذه الثورة....لاننا نعاني من ابسط حقوقنا.............
منذ اربعون عام مضت ونحن نتحسر على كل شيء..فقدنا الكثير..حريتنا..آمالنا..ماءنا..وقودنا..كهربائتنا.. ماتت..وصحتنا..
وحينما كنا في الجامعة في تسعينات القرن الماضي كنا نرى ابناء المسئولين والذوات..محاطين بالحرس الشخصي..والغيد الحسان..وهم يمتطون اجود انواع السيارات المستوردة..بينما كنا نحن نتحسر على قمصلة جلد..و بنطلون كابوي..وكانت الطاوة السوداء ..التي اشتريناها بطلعة الروح..مميزة بقلي البطاطا والطماطة..وكنا نضطر لبيع الشاي والسجائر ..حتى نتمكن من مواصلة الدراسة..وبين فترة واخرى ..تأتي سيارة مظللة تاخذنا الى مقر الشعبة الخامسة..للتأكد من حسن نوايانا..تخرجنا من الجامعة..لندرس في الجيش..مكرمة القائد الضرورة..منحتنا فرصة لخدمة الوطن لمدة سنة ونصف فقط..فنحن شباب المستقبل..ومستقبل الامة..وعلى الدولة ان ترعانا..وتخفف عن كاهلنا عذابات الدهر وضيق الزمان..تسرحنا من الجيش..لندرس في الارصفة والشوارع..من اجل حفظ ماء الوجه..ومن اجل لقمة العيش الحلال..ولاننا خريجون واصحاب شهادات..كان الرفاق بين فترة واخرى يعرضون علينا الانتماء للحزب المقدس..لكي نتمكن من الحصول على وظيفة في دوائر الدولة الامنية..او المدنية..لكننا كنا نتملص..ونراوغ..فالفقر والعوز والموت..افضل عندنا من التلوث بافكار بلشفية وموسولينية تخرجنا من آدميتنا وبشريتنا..الى مرتع البهيمية المكتظ والمختنق بالكثير من ابناء جلدتنا..
الله كريم ..كان شعارنا..يمعود تفرج..وفرجت..دخلت امريكا..وبريطانيا..وفرنسا..وهولندا..واوكرانيا..وال صين..والهند..وجزر القمر..ومدغقشر..ومصر..وقطر..والكويت..الى العراق..لتحريرنا اولا من النظام البعثي الكافر..وللعثور على اسلحة الدمار الشامل..التي كان يمتلكها النظام..وبدء الهرج والمرج..رأينا الناس كالخراف التي يطاردها ذئب الليل..تركض وتهرول صوب مباني المؤسسات العسكرية والمدنية..تسرق وتحطم وتحرق..والقنوات الفضائية..تنشر الواقعة التراجي-كوميدية على كافة المواقع وعلى الهواء مباشرة..
لم نفقد الامل..وقلنا ستنصلح الامور..بعد تشكيل الحومة العراقية المؤقتة..التي ستكتب الدستور الذي ينظم حياتنا واساليب معيشتنا..
شكلت الحكومة..وكتب الدستور..يالله سنعيش مثل بقية الشعوب..عدل ومساواة..وفرص عمل..وتحسين وسائل الحياة الخدمية..خاصة في مجال الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية..لكن حصل ما لم يكن في الحسبان..فساستنا المناضلون..راحوا يلوكون كثيرا بعبارات الطائفة والمذهب والعرقية والقومية..وتركوا الشعب ومصالحه العليا جانبا..هذه العبارات اللامسئولة تجسدت على ارض الواقع بعد هدم قبور امامين العسكريين في سامراء..بعدها حصل تغيير كبير في التنظير السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العراق..مدعوما من اجندة داخلية وخارجية-اقليمية ودولية-كنت ترى في اثارة الشغب والفوضى والاحتراب الطائفي والمذهبي في العراق وسيلة من وسائل الحفاظ على المصالح والاهداف والمشاريع وكل حسب مايخدمه ويحوز القرص لناره..
قلنا الله كريم..سحابة صيف وتمر..وكل دولة حديثة العهد بالديمقراطية تمر بهكذا ظروف..
بعدها..تسامحت الاطراف السياسية المتنازعة..وذهب الملايين من ابناء شعبنا ضحايا ما بين قتيل وجريح ومشرد ومهجر..واستطاعت الاجهزة الامنية وبمساعدة قوات الاحتلال الامريكي من بسط الامن النسبي في اغلب محافظات العراق..فرجت..وسننتخب في السابع من آذار..حكومة وطنية..صادقة..ومؤمنة بشعبها وتضحياته..
المرجعية الدينية في النجف الاشرف وقبل البدء بالحملة الانتخابية..كانت تقف على مسافة واحدة من الجميع..وكانت تنصح باختيار القائمة الوطنية النزيهة..
بعد فترة..اوصت المرجعية بضرورة انتخاب القوائم الكبيرة..حتى لاتتشتت الاصوات..
بعد فترة..عطلت الدراسة الحوزوية في النجف الاشرف..المرجعية توصي بضرورة انتخاب شيعة المالكي حصرا..
على العموم تنتهي الانتخابات..بفوز علاوي..ومن ثم المالكي..ومن ثم الائتلاف الوطني..ومن ثم التحالف الكردستاني..
فرجت..سنشهد ربما حكومة وطنية..تهتم بمشاعرنا..وتهب لنا حقوقنا..لكننا شعب منحوس..يظهر المالكي في شاشات التلفاز..يهدد ويعربد..ويتهم المفوضية بالانحياز...واخر يهدد....وبعد اكثر من تسعة شهور اصبحت لدينا....حكومة ليس لها مثيل...الاولى في عدد الوزارات...الاولى في السرقه والنهب...الاولى في الدجل والكذب..والاولى حتى في توزيع المناصب والحصص.....!!
الشعب يحترق..الشعب يجوع..الشعب يتذمر...الساسة ما زالوا يلعبون بمقدراتنا ..وينهبون ثرواتنا..يسلخون جلودنا في مربع المحاصصة ..واللبننة..الملك كردي..ورئيس الوزراء شيعي..ورئيس البرلمان سني..والشعب خدم وعبيد..
والمالكي..لم يزل ممسكا بعصا السلطة..ربما ينتظر خروج قوات الاحتلال..ليلعب لعبته..الوضع الامني سوف ينهار..سيعلن المالكي..الطواريء..ثم الاحكام العرفية..ثم يبقى في السلطة لمدة اربعون عام اخرى..او ربما ستتوزع الحصص بين النخب..وسيبقى الشعب..بعيدا عن تفكيرهم..واهتمامهم.. ...
ايها العراقيين انظروا الى شعوب العالم او الى شعوب العرب...انظروا الجزائر...وتونس....بالرغم الحياة التي يعيشونها وبالرغم كل الخدمات لهم الا انهم عبروا عن سخطهم..واعلنوا ثورة بيضاء...ووقفوا بوجه كل ظالم ........الا نتعظ نحن العراقيين...اليس من المفترض ان نكون نحن اصحاب هذه الثورة....لاننا نعاني من ابسط حقوقنا.............