بسمه تعالى
أخذ الامام الحسين عليه الصلاة و السلام دم رضيعه بكفه و رمى به إلى السماء و قال :
اللهم لا يكن أهون عليك من دم فصيل ناقة صالح , اللهم إن حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير لنا
و انتقم لنا من هؤلاء الظالمين فلقد هون ما بي أنه بعينك يا أرحم الراحمين ...
ما العلاقة بين رضيع الامام الحسين عليهما الصلاة و السلام و فصيل ناقة صالح ..؟؟
كيف و لماذا أجهز القوم الظالمين على ناقة صالح .. ناقة الله و ارتكبوا فعلتهم الشنيعة التي أوجبت نزول نقمة السماء عليهم و هلاكهم و زوال ملكهم ..؟؟
كيف و لماذا أصر القوم على معاندة الارادة الالهية بمحاربة أهل البيت كذبا و بغيا ..؟؟
هل لأن الله رفع أهل البيت و اعطاهم و حَرَمَ غيرهم من نعمة الحكمة و الاصطفاء ..؟؟
{ اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا }
و هل يعني امهال الله تبارك و تعالى لثمود و لأحفادهم من أدعياء الاسلام أنهم أفلتوا بجرائمهم في الدنيا و الآخرة ..؟؟
يحكي الله تبارك و تعالى عن المجرمين الأوائل أسلاف بني أمية و كيف انتهكوا ما حرم الله انتهاكه و كيف عاجلهم الله بالهلاك و قال لهم
تمتعوا ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب و كيف أن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون و يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة
حتى و لو ظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية تمنحهم درها و توردهم صفوها و لا يرفع عن هذه الأمة سوطها و لا سيفها و كذب الظان لذلك بل هي مجة من لذيذ
العيش يطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة تماما كما فعل أشقى الأشقياء عاقر الناقة ...
يقول تعالى : { إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ }
في تلك الوديان الفسيحة التي تدعى " وادي القرى " في شمال شبه جزيرة العرب و في عصور ما قبل التاريخ عاشت قبيلة ثمود .
و قبيلة ثمود من القبائل العربية البائدة التي لم يرد لها ذكر في التاريخ الانساني . . سوى ما ورد من قصّتهم في القرآن الكريم أو في احاديث سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) .
ظهرت هذه القبيلة بعد أن بادت قبائل عاد في وادي الاحقاف .
اشتغل أهلها بالزراعة ، يحفرون الآبار و يحرثون الحقول ، وينحتون بيوتهم في قلب الجبال . . و كانت مواشيهم ترعى في المروج بسلام . فازدهرت بساتينهم و مزارعهم و أصبحت محمّلة بالثمار .
هكذا كانت تعيش قبيلة ثمود .
و بدل أن يشكروا الله و يعبدوه . . طغى الاثرياء و المترفون و اتجه أفراد تلك القبيلة إلى عبادة الأوثان من دون الله .
و في تلك الفترة عاش سيدنا صالح ( عليه السلام )كان إنساناً طيّباً و حكيماً و كان الناس يحبّونه كثيراً لما عرف عنه من الخصال الحميدة و الصفات الحسنة . . و كان بعض أفراد القبيلة يفكرون بان صالح سيكون له شان ومنزلة و ربّما سيرأس قبيلة ثمود القويّة .
الله سبحانه اختار سيدنا صالح ليكون رسولاً إلى قبيلته ، لينهى الناس عن عبادة الأوثان و يعبدوا الله وحده .
سيدنا صالح كان يعرف أنّ عبادة الاوثان متأصلة في قلوبهم لأنها عبادة الآباء والأجداد . . و كان يعرف أنّ زعماء القبيلة اُناس مفسدون لا يحبّون الخير . . و هم يبطشون بكل من يدعو الناس إلى الانصراف عن عبادة الأصنام .
و لكن سيدنا صالح ( عليه السلام )هو نبي الله و رسوله و هو لا يخاف أحداً غير الله عزوجل .
لهذا أعلن سيدنا صالح دعوته و بشّر برسالته ، و من هنا بدأ الصراع .
بدأ الخير صراعه ضد الشر ، و بدأ النبي المؤمن صراعه ضد الأشرار الكافرين .
و كان في قبيلة ثمود تسعة رجال أقوياء و كانوا جميعاً يفسدون في الأرض ولا يصلحون .
كانوا يكرهون الخير و يميلون إلى الشر .
الصخرة المقدسة
ذات يوم ذهب أفراد القبيلة إلى صخرة كبيرة في الجبل كانوا يعبدونها منذ زمن بعيد . . الأطفال كانوا يشاهدون آباءهم يعبدون تلك الصخرة فعبدوها مثلهم . . و عندما كبروا ظلّوا يعبدونها أيضاً .
الصخرة أصبحت مقدسة لدى القبيلة . . الناس يذبحون عندها الخراف . . و يقدّمون لها القرابين ، ويطلبون منها الرزق و البركة !!
و رأى صالح ( عليه السلام ) ما يفعل قومه فحزن من أجلهم . . لهذا ذهب اليهم عند الصخرة المقدسة !!
قال لهم سيدنا صالح : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره .
قال بعضهم : كيف نعبده وحده ؟!
قال صالح ( عليه السلام ): لأنّه هو الذي خلقكم و هو الذي يرزقكم .
قالوا : ان الله بعيد عنا و نحن لا نستطيع أن نسأله . . لهذا فنحن نعبد بعض مخلوقاته الشريفة . . و هو قد فوّضها أمرنا ، فنحن نتقرّب اليها حتى يرضى عنا .
قال صالح ( عليه السلام )بحزن : يا قوم إن الله هو الذي انشأكم و هو الذي أرسلني اليكم لتعبدوه وحده و لا تشركوا بعبادته أحداً . .
يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربّي قريب مجيب .
قالوا : { يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً } . . كنا نأمل أن نفيد من عقلك و حكمتك . . و ها أنت تأتينا بالأعاجيب . . كيف تدعونا أن نترك الآلهة . . كيف تدعونا الى أن نترك ما كان يعبد آباؤنا و أجدادنا ؟!
لقد أصبحنا نشكُّ في أمرك . . لقد جننت يا صالح !!
قال صالح ( عليه السلام ) : لقد أرسلني الله اليكم لتعبدوه ، و أنا لا أطلب على ذلك أجراً من أحد و لا أعبد أحداً إلاّ الله الذي خلقني .
قالوا : إذا كنت حقاً رسولاً من الله فهل تستطيع أن تخرج لنا من قلب هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء .
قال لهم النبي صالح ( عليه السلام ) : ان الله قادر على كل شيء و هو الذي خلقنا جميعاً من هذا التراب .
قالوا : إنّا لا نؤمن برسالتك حتى تخرج لنا ناقة من قلب هذه الصخرة .
و صاح بعضهم : نعم . . و أن تكون عشراء . .
أي في بطنها حمل .
قال سيدنا صالح : سأدعو الله فاذا فعل ذلك فهل توحّدوا الله وتؤمنوا بأني رسول منه إليكم ؟
قالوا : نعم يا صالح ، فمتى الموعد ؟
قال لهم صالح ( عليه السلام ) : غداً في هذا المكان .
مع أوّل خيوط الفجر انطلق صالح صوب الجبل حيث توجد الصخرة الكبيرة .
إن ما سيفعله صالح ( عليه السلام )ليس أمراً سهلاً !! كيف يمكن للجبل ان يتمخض عن ناقة ؟
كيف يمكن لهذه الصخرة الصمّاء أن تتشقق فتخرج عنها ناقة عشراء ؟!
اجتمعت قبيلة ثمود بأسرها عند الجبل . . كان بعضهم يشكك ، و كان بعض ينظر إلى الجبل و آخرون كانوا يراقبون ما يفعله من بعيد .
رأوا صالح ينظر إلى السماء الزرقاء ، و يتمتم بكلمات كان ينظر بخشوع و ضراعة و كانوا يرون يديه تشيران إلى الجبل و إلى قبيلة ثمود .
أدركوا ان صالح يتضرّع إلى ربّه ، يطلب منه آية على صدق رسالته .
كان يطلب شيئاً عجيباً ! يطلب ناقة عشراء ، أي مضى على حملها عشرة اشهر تخرج من قلب الجبل . .
سيطرت رهبة المكان على الجموع و هي تراقب صالح و تنظر إلى الجبل بصخوره الصماء .
جثا سيدنا صالح و دمعت عيناه و هو يطلب آية من ربه فلعل قومه يهتدون . . يعودون إلى فطرتهم فيعبدون الله وحده .
فجأة نهض صالح و أشار باصبعه إلى نقطة في الجبل . .
سمع أفراد القبيلة جميعهم صوتاً مهيباً . . صوتاً يشبه تشقق الصخور . . كان الصوت قويّاً مدوّياً .
تساقطت بعض الصخور إلى أسفل الوادي . . و من بين الغبار الخفيف ظهرت ناقة جميلة رائعة .
أخذ الامام الحسين عليه الصلاة و السلام دم رضيعه بكفه و رمى به إلى السماء و قال :
اللهم لا يكن أهون عليك من دم فصيل ناقة صالح , اللهم إن حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير لنا
و انتقم لنا من هؤلاء الظالمين فلقد هون ما بي أنه بعينك يا أرحم الراحمين ...
ما العلاقة بين رضيع الامام الحسين عليهما الصلاة و السلام و فصيل ناقة صالح ..؟؟
كيف و لماذا أجهز القوم الظالمين على ناقة صالح .. ناقة الله و ارتكبوا فعلتهم الشنيعة التي أوجبت نزول نقمة السماء عليهم و هلاكهم و زوال ملكهم ..؟؟
كيف و لماذا أصر القوم على معاندة الارادة الالهية بمحاربة أهل البيت كذبا و بغيا ..؟؟
هل لأن الله رفع أهل البيت و اعطاهم و حَرَمَ غيرهم من نعمة الحكمة و الاصطفاء ..؟؟
{ اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ سُنَّتَ الأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلا }
و هل يعني امهال الله تبارك و تعالى لثمود و لأحفادهم من أدعياء الاسلام أنهم أفلتوا بجرائمهم في الدنيا و الآخرة ..؟؟
يحكي الله تبارك و تعالى عن المجرمين الأوائل أسلاف بني أمية و كيف انتهكوا ما حرم الله انتهاكه و كيف عاجلهم الله بالهلاك و قال لهم
تمتعوا ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب و كيف أن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون و يوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة
حتى و لو ظن الظان أن الدنيا معقولة على بني أمية تمنحهم درها و توردهم صفوها و لا يرفع عن هذه الأمة سوطها و لا سيفها و كذب الظان لذلك بل هي مجة من لذيذ
العيش يطعمونها برهة ثم يلفظونها جملة تماما كما فعل أشقى الأشقياء عاقر الناقة ...
يقول تعالى : { إِنَّا مُرْسِلُوا النَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ (27) وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ (28) فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ (29) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (30) إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ }
في تلك الوديان الفسيحة التي تدعى " وادي القرى " في شمال شبه جزيرة العرب و في عصور ما قبل التاريخ عاشت قبيلة ثمود .
و قبيلة ثمود من القبائل العربية البائدة التي لم يرد لها ذكر في التاريخ الانساني . . سوى ما ورد من قصّتهم في القرآن الكريم أو في احاديث سيدنا محمد ( صلى الله عليه و آله ) .
ظهرت هذه القبيلة بعد أن بادت قبائل عاد في وادي الاحقاف .
اشتغل أهلها بالزراعة ، يحفرون الآبار و يحرثون الحقول ، وينحتون بيوتهم في قلب الجبال . . و كانت مواشيهم ترعى في المروج بسلام . فازدهرت بساتينهم و مزارعهم و أصبحت محمّلة بالثمار .
هكذا كانت تعيش قبيلة ثمود .
و بدل أن يشكروا الله و يعبدوه . . طغى الاثرياء و المترفون و اتجه أفراد تلك القبيلة إلى عبادة الأوثان من دون الله .
و في تلك الفترة عاش سيدنا صالح ( عليه السلام )كان إنساناً طيّباً و حكيماً و كان الناس يحبّونه كثيراً لما عرف عنه من الخصال الحميدة و الصفات الحسنة . . و كان بعض أفراد القبيلة يفكرون بان صالح سيكون له شان ومنزلة و ربّما سيرأس قبيلة ثمود القويّة .
الله سبحانه اختار سيدنا صالح ليكون رسولاً إلى قبيلته ، لينهى الناس عن عبادة الأوثان و يعبدوا الله وحده .
سيدنا صالح كان يعرف أنّ عبادة الاوثان متأصلة في قلوبهم لأنها عبادة الآباء والأجداد . . و كان يعرف أنّ زعماء القبيلة اُناس مفسدون لا يحبّون الخير . . و هم يبطشون بكل من يدعو الناس إلى الانصراف عن عبادة الأصنام .
و لكن سيدنا صالح ( عليه السلام )هو نبي الله و رسوله و هو لا يخاف أحداً غير الله عزوجل .
لهذا أعلن سيدنا صالح دعوته و بشّر برسالته ، و من هنا بدأ الصراع .
بدأ الخير صراعه ضد الشر ، و بدأ النبي المؤمن صراعه ضد الأشرار الكافرين .
و كان في قبيلة ثمود تسعة رجال أقوياء و كانوا جميعاً يفسدون في الأرض ولا يصلحون .
كانوا يكرهون الخير و يميلون إلى الشر .
الصخرة المقدسة
ذات يوم ذهب أفراد القبيلة إلى صخرة كبيرة في الجبل كانوا يعبدونها منذ زمن بعيد . . الأطفال كانوا يشاهدون آباءهم يعبدون تلك الصخرة فعبدوها مثلهم . . و عندما كبروا ظلّوا يعبدونها أيضاً .
الصخرة أصبحت مقدسة لدى القبيلة . . الناس يذبحون عندها الخراف . . و يقدّمون لها القرابين ، ويطلبون منها الرزق و البركة !!
و رأى صالح ( عليه السلام ) ما يفعل قومه فحزن من أجلهم . . لهذا ذهب اليهم عند الصخرة المقدسة !!
قال لهم سيدنا صالح : يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره .
قال بعضهم : كيف نعبده وحده ؟!
قال صالح ( عليه السلام ): لأنّه هو الذي خلقكم و هو الذي يرزقكم .
قالوا : ان الله بعيد عنا و نحن لا نستطيع أن نسأله . . لهذا فنحن نعبد بعض مخلوقاته الشريفة . . و هو قد فوّضها أمرنا ، فنحن نتقرّب اليها حتى يرضى عنا .
قال صالح ( عليه السلام )بحزن : يا قوم إن الله هو الذي انشأكم و هو الذي أرسلني اليكم لتعبدوه وحده و لا تشركوا بعبادته أحداً . .
يا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربّي قريب مجيب .
قالوا : { يا صالح قد كنت فينا مرجوّاً } . . كنا نأمل أن نفيد من عقلك و حكمتك . . و ها أنت تأتينا بالأعاجيب . . كيف تدعونا أن نترك الآلهة . . كيف تدعونا الى أن نترك ما كان يعبد آباؤنا و أجدادنا ؟!
لقد أصبحنا نشكُّ في أمرك . . لقد جننت يا صالح !!
قال صالح ( عليه السلام ) : لقد أرسلني الله اليكم لتعبدوه ، و أنا لا أطلب على ذلك أجراً من أحد و لا أعبد أحداً إلاّ الله الذي خلقني .
قالوا : إذا كنت حقاً رسولاً من الله فهل تستطيع أن تخرج لنا من قلب هذه الصخرة الصمّاء ناقة عشراء .
قال لهم النبي صالح ( عليه السلام ) : ان الله قادر على كل شيء و هو الذي خلقنا جميعاً من هذا التراب .
قالوا : إنّا لا نؤمن برسالتك حتى تخرج لنا ناقة من قلب هذه الصخرة .
و صاح بعضهم : نعم . . و أن تكون عشراء . .
أي في بطنها حمل .
قال سيدنا صالح : سأدعو الله فاذا فعل ذلك فهل توحّدوا الله وتؤمنوا بأني رسول منه إليكم ؟
قالوا : نعم يا صالح ، فمتى الموعد ؟
قال لهم صالح ( عليه السلام ) : غداً في هذا المكان .
مع أوّل خيوط الفجر انطلق صالح صوب الجبل حيث توجد الصخرة الكبيرة .
إن ما سيفعله صالح ( عليه السلام )ليس أمراً سهلاً !! كيف يمكن للجبل ان يتمخض عن ناقة ؟
كيف يمكن لهذه الصخرة الصمّاء أن تتشقق فتخرج عنها ناقة عشراء ؟!
اجتمعت قبيلة ثمود بأسرها عند الجبل . . كان بعضهم يشكك ، و كان بعض ينظر إلى الجبل و آخرون كانوا يراقبون ما يفعله من بعيد .
رأوا صالح ينظر إلى السماء الزرقاء ، و يتمتم بكلمات كان ينظر بخشوع و ضراعة و كانوا يرون يديه تشيران إلى الجبل و إلى قبيلة ثمود .
أدركوا ان صالح يتضرّع إلى ربّه ، يطلب منه آية على صدق رسالته .
كان يطلب شيئاً عجيباً ! يطلب ناقة عشراء ، أي مضى على حملها عشرة اشهر تخرج من قلب الجبل . .
سيطرت رهبة المكان على الجموع و هي تراقب صالح و تنظر إلى الجبل بصخوره الصماء .
جثا سيدنا صالح و دمعت عيناه و هو يطلب آية من ربه فلعل قومه يهتدون . . يعودون إلى فطرتهم فيعبدون الله وحده .
فجأة نهض صالح و أشار باصبعه إلى نقطة في الجبل . .
سمع أفراد القبيلة جميعهم صوتاً مهيباً . . صوتاً يشبه تشقق الصخور . . كان الصوت قويّاً مدوّياً .
تساقطت بعض الصخور إلى أسفل الوادي . . و من بين الغبار الخفيف ظهرت ناقة جميلة رائعة .
تعليق