هل تقبل بالزواج من عمياء صماء خرساء مشلولة ؟؟؟
جاء والد المحقق الاردبيلي إلى قناة يملأ قربته ماءً فرأى تفاحة تجري على الماء ، فأخذها و أكلها ،
ولكنه وقف فجأة يفكر ، كيف أكل التفاحة ، و لم يستأذن من صاحبها ،
فأخذ يعاتب نفسه على هذا التصرف الذي لا ينبغي صدوره منه ،
و لذا فكر في أن يمشي باتجاه معاكس لجريان الماء ، لعله يصل إلى صاحب التفاحة ،
فيسترضيه على أكله لها ، مشى مسافة حتى وصل إلى مزرعة التفاح ،
فلقي صاحب المزرعة ، و كان عليه سيماء الصالحين
فقال له: إن تفاحة كانت تجري على الماء في القناة ، فأخذتها ، و أكلتها أرجوك أرض عني!؛
أجابه الرجل: كلا لن أرضى عنك.
قال: أعطيك ثمنها.
قال: لا
و بعد الإصرار و الإلحاح الشديدين وافق صاحب المزرعة ، أن يرضَ عنه ولكن بشرط واحد!
قال الشاب: فما هو الشرط ؟
أجاب الرجل : عندي ابنة عمياء ، صماء، خرساء ، مشلولة الأرجل ،
إذا وافقت أن تتزوجها أرضَ عنك وإلا فلا!
فلما رأى الشاب أنه لا سبيل إلى جلب رضاه إلا بالموافقة على هذا الشرط الصعب ،
دعاه إيمانه إلى الموافقة. و هو يندب حظه ، و يسترجع
) يسترجع : أي يقول إنا لله و إنا إليه راجعون ) على هذا البلاء العظيم جراء تفاحة.
مضت الأمور كما يريد أبو البنت ، و قرأ العقد ، و تزوج الشاب ،
و عند دخوله على عروسه فوجئ بعروس ذات قامة ممشوقة ، و هي في غاية الجمال ،
أنها مواصفات نقيضه للمواصفات التي ذكرها له أبوها .
فخرج الشاب مسرعا ( خشية حدوث خطأ في الزواج فتحدث له مشكلة أخرى(
و إذا بالرجل ينتظره مبتسماً قال : خيراً إلى أين ؟
قال الشاب : إن البنت التي ذكرت لي وصفها ليست هي العروس التي دخلت عليها ؟!
أجابه الرجل : إنها هي .
لأني حينما وجدتك جاداً في جلب رضاي لأكلك تفاحة خرجت عن حيازتي ،
و سقطت في الماء و أخذها الماء مسافة بعيدة و جئت تطلب الحل ،
علمت إنك الشاب الذي كنت انتظره منذ أمد لأزوجه ابنتي الصالحة هذه.
و لقد قلت لك : إنها عمياء خرساء ، فلأنها لم تنظر ، ولم تكلم رجلا أجنبيا قط .
و قلت لك : إنها مشلولة ، فلأنها لم تخرج من المنزل لتدور في الطرق ،
و إنها صماء ، فلأنها لم تستمع إلى غيبة أو غناء ،
أليست هذه فتاة مؤمنة يستحقها شاب مثلك؟