نوادر المعجزات - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 15 - 19:
[ - حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد ابن زكريا ، عن سلمان قال : كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ونحن نذكر شيئا من معجزات الأنبياء عليهم السلام فقلت له : يا سيدي أحب أن تريني ناقة ثمود ، وشيئا من معجزاتك ؟ قال : أفعل إن شاء الله تعالى. ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم ، وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء ، ونادى : يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس . فأخرج فرسا آخر أدهم ، فقال لي : اركب يا أبا عبد الله . قال سلمان : فركبته ، فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه ، فصاح به الإمام عليه السلام فحلق في الهواء ، وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة [ وتسبيحها ] تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط الأمواج ، فنظر إليه الامام شزرا فسكن البحر . فقلت له : يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه ! فقال : يا سلمان ، خشي أن آمر فيه بأمر . ثم قبض على يدي ، وسار على وجه الماء ، والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل ، فعبرنا ذلك البحر ، ودفعنا إلى جزيرة كثيرة الأشجار والأثمار والأطيار والأنهار ، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر ، بل ورد وزهر . فهزها بقضيب كان بيده ، فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا ، وعرضها أربعون ذراعا ، وخلفها قلوص فقال لي : ادن منها واشرب من لبنها . [ قال سلمان]: فدنوت منها وشربت حتى رويت ، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت . قال صلوات الله عليه : هذا حسن ؟ قلت : حسن يا سيدي ! قال : تريد أن أريك أحسن منها ؟ فقلت : نعم يا سيدي . قال : يا سلمان ناد : أخرجي يا حسناء . فناديت فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعا ، وعرضها ستون ذراعا [ ورأسها ] من الياقوت الأحمر [ وصدرها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من الزبرجد الأخضر ] وزمامها من الياقوت الأصفر ، وجنبها الأيمن من الذهب ، وجنبها الأيسر من الفضة ، وضرعها من اللؤلؤ الرطب . فقال لي : يا سلمان اشرب من لبنها . قال سلمان : فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب لبنا صافيا محضا فقلت : يا سيدي هذه لمن ؟ قال : هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي . ثم قال : ارجعي . فرجعت من الوقت ، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة ، عليها طعام يفوح منه رائحة المسك ، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم ، قال [ سلمان ] : فوثب ذلك الطير فسلم عليه ، ورجع إلى موضعه فقلت : يا سيدي ما هذه المائدة ؟ قال : هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة . فقلت : ما هذا الطائر ؟ فقال : ملك موكل بها إلى يوم القيامة . فقلت : وحده يا سيدي ؟ فقال : يجتاز به الخضر عليه السلام كل يوم مرة . ثم قبض على يدي ، وسار بي إلى بحر ثان ، فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة ، فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء ، وشرفه من العقيق الأصفر ، وعلى ركن . أقبلت الملائكة تسلم عليه ، ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم . قال سلمان : ثم دخل الإمام عليه السلام إلى القصر ، فإذا فيه أشجار [ وأثمار ] وأنهار وأطيار وألوان النبات ، فجعل الإمام عليه السلام يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره ، فوقف على بركة كانت في البستان ، ثم صعد إلى سطحه ، فإذا كرسي من الذهب الأحمر ، فجلس عليه ، وأشرفنا على القصر ، فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات . فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب . فقلت : يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه ! قال : خشي أن آمر فيه بأمر ، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت : لا يا سيدي . فقال : هذا البحر الذي غرق فيه فرعون ( لعنة الله ) وقومه ، إن المدينة حملت على محاميل جناح جبرئيل عليه السلام ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة . فقلت : يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال : يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ ، ودرت حول الدنيا عشرين ألف مرة ، فقلت يا سيدي وكيف هذا ؟ ! فقال : يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين ، وأمين رب العالمين ، وحجته على خلقه أجمعين . يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث يقول : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) فقلت : بلى يا سيدي . فقال : يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه ، أنا العالم الرباني ، أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد . قال سلمان : فسمعت صائحاً يصيح في السماء - يبلغ صوتا ولا يرى الشخص - وهو يقول : صدقت ، صدقت ، أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك . ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به ، وحلق في الهواء ، ثم حضرنا بأرض الكوفة ، هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات ، فقال لي : يا سلمان ، الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا ، وأنكر ولايتنا . يا سلمان أيما أفضل محمد صلى الله عليه وآله أم سليمان بن داود ؟ قال سلمان : [ قلت : ] بل محمد صلى الله عليه وآله . فقال : يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب ، ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب ؟ ! أنزل الله على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة ، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة [ وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة ] وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة ، والتوراة والإنجيل والزبور [ والفرقان ] . فقلت : صدقت يا سيدي هكذا [ يكون الامام ] . قال الإمام عليه السلام : إعلم يا سلمان أن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا ، وقد فرض الله عز وجل ولايتنا في كتابه ، وبين فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف.
[ - حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن محمد ابن زكريا ، عن سلمان قال : كنا مع أمير المؤمنين عليه السلام ونحن نذكر شيئا من معجزات الأنبياء عليهم السلام فقلت له : يا سيدي أحب أن تريني ناقة ثمود ، وشيئا من معجزاتك ؟ قال : أفعل إن شاء الله تعالى. ثم وثب فدخل منزله وخرج إلي وتحته فرس أدهم ، وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء ، ونادى : يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس . فأخرج فرسا آخر أدهم ، فقال لي : اركب يا أبا عبد الله . قال سلمان : فركبته ، فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه ، فصاح به الإمام عليه السلام فحلق في الهواء ، وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة [ وتسبيحها ] تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط الأمواج ، فنظر إليه الامام شزرا فسكن البحر . فقلت له : يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه ! فقال : يا سلمان ، خشي أن آمر فيه بأمر . ثم قبض على يدي ، وسار على وجه الماء ، والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل ، فعبرنا ذلك البحر ، ودفعنا إلى جزيرة كثيرة الأشجار والأثمار والأطيار والأنهار ، وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر ، بل ورد وزهر . فهزها بقضيب كان بيده ، فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعا ، وعرضها أربعون ذراعا ، وخلفها قلوص فقال لي : ادن منها واشرب من لبنها . [ قال سلمان]: فدنوت منها وشربت حتى رويت ، وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت . قال صلوات الله عليه : هذا حسن ؟ قلت : حسن يا سيدي ! قال : تريد أن أريك أحسن منها ؟ فقلت : نعم يا سيدي . قال : يا سلمان ناد : أخرجي يا حسناء . فناديت فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعا ، وعرضها ستون ذراعا [ ورأسها ] من الياقوت الأحمر [ وصدرها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من الزبرجد الأخضر ] وزمامها من الياقوت الأصفر ، وجنبها الأيمن من الذهب ، وجنبها الأيسر من الفضة ، وضرعها من اللؤلؤ الرطب . فقال لي : يا سلمان اشرب من لبنها . قال سلمان : فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب لبنا صافيا محضا فقلت : يا سيدي هذه لمن ؟ قال : هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي . ثم قال : ارجعي . فرجعت من الوقت ، وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة ، عليها طعام يفوح منه رائحة المسك ، وإذا بطائر في صورة النسر العظيم ، قال [ سلمان ] : فوثب ذلك الطير فسلم عليه ، ورجع إلى موضعه فقلت : يا سيدي ما هذه المائدة ؟ قال : هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة . فقلت : ما هذا الطائر ؟ فقال : ملك موكل بها إلى يوم القيامة . فقلت : وحده يا سيدي ؟ فقال : يجتاز به الخضر عليه السلام كل يوم مرة . ثم قبض على يدي ، وسار بي إلى بحر ثان ، فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة ، فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء ، وشرفه من العقيق الأصفر ، وعلى ركن . أقبلت الملائكة تسلم عليه ، ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم . قال سلمان : ثم دخل الإمام عليه السلام إلى القصر ، فإذا فيه أشجار [ وأثمار ] وأنهار وأطيار وألوان النبات ، فجعل الإمام عليه السلام يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره ، فوقف على بركة كانت في البستان ، ثم صعد إلى سطحه ، فإذا كرسي من الذهب الأحمر ، فجلس عليه ، وأشرفنا على القصر ، فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات . فنظر إليه شزرا فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب . فقلت : يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه ! قال : خشي أن آمر فيه بأمر ، أتدري يا سلمان أي بحر هذا ؟ فقلت : لا يا سيدي . فقال : هذا البحر الذي غرق فيه فرعون ( لعنة الله ) وقومه ، إن المدينة حملت على محاميل جناح جبرئيل عليه السلام ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة . فقلت : يا سيدي هل سرنا فرسخين ؟ فقال : يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ ، ودرت حول الدنيا عشرين ألف مرة ، فقلت يا سيدي وكيف هذا ؟ ! فقال : يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين ، وأمين رب العالمين ، وحجته على خلقه أجمعين . يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث يقول : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ) فقلت : بلى يا سيدي . فقال : يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه ، أنا العالم الرباني ، أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد . قال سلمان : فسمعت صائحاً يصيح في السماء - يبلغ صوتا ولا يرى الشخص - وهو يقول : صدقت ، صدقت ، أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك . ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به ، وحلق في الهواء ، ثم حضرنا بأرض الكوفة ، هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات ، فقال لي : يا سلمان ، الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا ، وأنكر ولايتنا . يا سلمان أيما أفضل محمد صلى الله عليه وآله أم سليمان بن داود ؟ قال سلمان : [ قلت : ] بل محمد صلى الله عليه وآله . فقال : يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب ، ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب ؟ ! أنزل الله على شيث بن آدم عليه السلام خمسين صحيفة ، وعلى إدريس عليه السلام ثلاثين صحيفة [ وعلى نوح عليه السلام عشرين صحيفة ] وعلى إبراهيم عليه السلام عشرين صحيفة ، والتوراة والإنجيل والزبور [ والفرقان ] . فقلت : صدقت يا سيدي هكذا [ يكون الامام ] . قال الإمام عليه السلام : إعلم يا سلمان أن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا ، وقد فرض الله عز وجل ولايتنا في كتابه ، وبين فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف.