إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مظاهر من شخصية الامام الهادي(ع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مظاهر من شخصية الامام الهادي(ع)

    مظاهر من شخصية الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
    ________________________________________

    لقد تحلّى الإمام الهادي (عليه السلام) بمكارم الأخلاق التي بعث جدّه الرسول الأعظم لتتميمها، واجتمعت في شخصيته كل عناصر الفضل والكمال التي لا يسعنا الإحاطة بها ولا تصويرها، ولكن هذا لا يمنع أن نشير إلى جملة من مكارم أخلاقه التي تجلّت في صور من سلوكه. وإليك بعض هذه المكارم التي نصّت عليها كتب السيرة والتاريخ.

    1 ـ الكرم:
    كان (عليه السلام) من أبسط الناس كفاً، وأنداهم يداً، وكان على غرار آبائه الذين أطعموا الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، وكانوا يطعمون الطعام حتى لا يبقى لأهلهم طعام، ويكسونهم حتى لا يبقى لهم كسوة
    وقد روى المؤرّخون بوادر كثيرة من برّ الإمام الهادي (عليه السلام) وإحسانه إلى الفقراء وإكرامه البائسين، نقتصر منها على ما يلي:

    1ـ وفد جماعة من أعلام الشيعة على الإمام الهادي (عليه السلام) وهم أبو عمرو عثمان بن سعيد، وأحمد بن إسحاق الأشعري، وعلي بن جعفر الحمداني، فشكا إليه أحمد بن إسحاق ديناً عليه، فالتفت (عليه السلام) إلى وكيله عمرو، وقال له: ادفع له ثلاثين ألف دينار، والى علي بن جعفر ثلاثين ألف دينار، كما أعطى وكيله مثل هذا المبلغ.
    وعلّق ابن شهرآشوب على هذه المكرمة العلوية بقوله: « فهذه معجزة لا يقدر عليها إلاّ الملوك، وما سمعنا بمثل هذا العطاء

    2ـ اشترى إسحاق الجلاب لأبي الحسن الهادي (عليه السلام) غنماً كثيرة يوم التروية، فقسمها في أقاربه

    3ـ وكان قد خرج من سامراء إلى قرية له، فقصده رجل من الأعراب، فلم يجده في منزله فأخبره أهله بأنه ذهب إلى ضيعة له، فقصده، ولما مثل عنده سأله الإمام عن حاجته، فقال بنبرات خافتة: ياابن رسول الله، أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسّكين بولاية جدّك علي بن أبي طالب، وقد ركبني فادح ـ أي دين ـ أثقلني حمله، ولم أرَ من أقصده سواك.
    فرقّ الإمام لحاله، وأكبر ما توسل به، وكان (عليه السلام) في ضائقة لا يجد ما يسعفه به، فكتب (عليه السلام) ورقة بخطّه جاء فيها: أن للأعرابي ديناً عليَّ، وعيّن مقداره، وقال له: خذ هذه الورقة، فإذا وصلت إلى سر من رأى، وحضر عندي جماعة فطالبني بالدين الذي في الورقة، وأغلظ عليّ في ترك إيفائك، ولا تخالفني فيما أقول لك. فأخذ الأعرابي الورقة، ولما قفل الإمام إلى سرّ من رأى حضر عنده جماعة كان فيها من عيون السلطة ومباحث الأمن، فجاء الأعرابي فأبرز الورقة، وطالب الإمام بتسديد دينه الذي في الورقة فجعل الإمام(عليه السلام) يعتذر إليه، والاعرابي يغلظ له في القول، ولما تفرّق المجلس بادر رجال الأمن إلى المتوكل فأخبروه بالأمر فأمر بحمل ثلاثين ألف درهم إلى الإمام فحملت له، ولما جاء الأعرابي قال له الإمام(عليه السلام)
    « خذ هذا المال واقضِ منه دينك، وانفق الباقي على عيالك وأهلك واعذرنا... ».
    وأكبر الاعرابي ذلك، وقال للامام: ان ديني يقصر على ثلث هذا المبلغ. فأبى الإمام(عليه السلام) أن يستردّ منه من الثلاثين شيئاً، فولّى الاعرابي وهو يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته

    2ـ الزهد:
    لقد عزف الإمام الهادي (عليه السلام) عن جميع مباهج الحياة ومتعها وعاش عيشة زاهدة إلى أقصى حدّ، لقد واظب على العبادة والورع والزهد، فلم يحفل بأي مظهر من مظاهر الحياة، وآثر طاعة الله على كل شيء، وقد كان منزله في يثرب وسرّ من رأى خالياً من كل أثاث، فقد داهمت منزله شرطة المتوكل ففتّشوه تفتيشاً دقيقاً فلم يجدوا فيه شيئاً من رغائب الحياة، وكذلك لما فتّشت الشرطة داره في سرّ من رأى، فقد وجدوا الإمام في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر وهو جالس على الرمل والحصى، ليس بينه وبين الأرض فراش

    3ـ العمل في المزرعة:
    وتجرّد الإمام العظيم من الأنانية، حتى ذكروا إنّه كان يعمل بيده في أرض له لإعاشة عياله، فقد روى عليّ بن حمزة حيث قال: «رأيت أبا الحسن الثالث يعمل في أرض وقد استنقعت قدماه من العرق فقلت له: جعلت فداك أين الرجال ؟
    فقال الإمام: يا علي قد عمل بالمسحاة من هو خير منّي ومن أبي في أرضه.
    قلت: من هو ؟
    قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي كلّهم عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيّين والمرسلين والأوصياء الصالحين»

    السلام عليك ياسيدي ومولاي ياعلي بن محمد (الهادي) ورحمة الله وبركاته
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X