المبعث النبوي الشريف نور وعطاءشاءت عناية الله سبحانه أن يكون محمّد بن عبد الله من ولد إسماعيل عليهما السلام آخر أنبياء الله يحمل رسالة الإسلام التي هي آخر الرسالات.فكانمحمّد يتقلّب في أحضان العناية الربوبية يقول في ذلك علي بن أبي طالب(ع):"ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيماً أعظم ملك من ملائكته يسلك به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره". ولقد تهيأ لمحمّد (ص) من بدو سنّه أجواء الرعاية من أهله إذ كان جدّه عبد المظلّب شديد العناية بتربيته وإعداده وكان عبد المطّلب على جانب كبير من الوجاهة والدراية بأحكام الحنيفية فهو مستودع أسرارها من لدن أبيه إبراهيم الخليل عليه السلام ، ومن خلال وصيته لإبنه أبي طالب برعاية إبن أخيه محمّد يدلّ على أنّه كان يعلم بما لهذا الوليد الناشيء من مستقبل زاهر. ولقد كانت فصول حياة محمّد (ص) من البدء حتّى بلوغه أربعين عاماً مليئة بالطهر والنقاء والتأمّل ، فكان مرموق الجانب في مجتمعه معروفاً بالصادق الأمين. ولمّا إستكمل أربعين عاماً وجد الله سبحانه أنّ قلب محمّد قابلاً لهتافات الحقّ مهيئاً لتحمّل أعباء رسالة السماء. وتجلّى المشهد أمام محمّد في يوم مبعثه نبيّاً فأذن الله لأبواب السماء بالفتح ففتحت وللملائكة الكرام بالنزول فنزلت وغمرت الرحمة الربّانية محمّداً وأحاط به اللّطف الإلهي ما جعله مهيئاً لسماع أصداء السماء وكلمات الله . وكان محمّد على جبل ثور ينظر الى هذا المشهد الرهيب يحدوه الأمل أن ينطلق على درب الأنبياء نبيّاً يعبّد الخلق للخالق وإذا بجبرئيل يقرأ عليه أوّل بيان "إقرأ بإسم ربّك". وكان محمّد قد قرأ الإنسان والكون والحياة وتجلّت له رموزهما وأسرارهما وألغازهما عبر سياحته الروحية وما أفادته سفاراته المتعدّدة وتجاربه الإجتماعية الناجحة. إذن فماذا يقرأ ؟ . "إقرأ بإسم ربّك الذي خلق خلق الإنسان من علق إقرأ وربّك الأكرم الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم". أجل هو القلم الذي يكتب الأشياء ويؤرّخ لها ويدوّن المنهج الذي يقود حركة الاُمّة الى الرّقي. ويقوم هذا النبيّ الاُمّي بما نزل عليه من الوحي الاُمّة الى أن تقرأ وتبذل قصارى جهدها للتخلّص من آسار الجهل وغثيان الجاهلية. ووقفت هذه الاُمّة مع نبيّها فغدت اُمّة "إقرأ" فبلغت شأواً من العلم وكان لها قصب السبق في كلّ إتجاهات المعرفة الإنسانية.
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
المبعث النبوي الشريف
تقليص
X
تعليق