إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الروح الاجتماعية لدي المؤمن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الروح الاجتماعية لدي المؤمن

    الروح الإجتماعية لدى المؤمن


    بسم الله الرحمن الرحيم



    عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أوثق عُرى الإسلام أن تحبّ في الله وتبغض في الله.

    الإنسان المؤمن من الممكن له أن يؤدي فريضة الصلاة أو الصيام و عله اندفع بروحه الثائرة نحو الجهاد و و لكن المحك الأساسي ليس في أداء هذه الواجبات , بل أن يرى الإنسان من أين تنطلق دوافع حبه أو بغضه و هل هما ناجمان عن الحب في الله و البغض فيه , أم أن النفس الأمارة بالسوء هي التي تتحكم في بواعث هذا الحب أو هذا البغض !!

    فالإنسان عندما يكون صادق النية و طاهر القلب فإنه يؤثر المحبة التي لله على المحبة التي لها دوافع نفسية أخرى , و يؤثر البغض الذي يكون لله على البغض الذي منشؤه آخر . و هنا تتبين حقيقة الإنسان المؤمن في سلوكه الواقي مع أخوته في المجتمع , فتتضح حقيقة هذه النفس و انعكاس العبادات الظاهرية على سلوكها , فالعبادة الحقة هي العبادة المربية للإنسان التي تغير من سلوكه و تدفعه نحو طهارة الروح و لا أن تكون عبادة شكلية في ععدها و شكلها و اسمها دون جوهر حقيقي ينعكس على سلوك العامل بها .

    و الحب في الله نستوضحه أكثر من خلال أمر نبوي آخر بأن نحب لأخينا المؤمن ما نحب لأنفسنا , و نكره له ما نكره لذواتنا , فهنا تتعمق روح الطهارة التي تتسامى على أنانية النفس و حبها , و تصبح هذه الروح محبة للخير في أصله , فتحب كل عمل في خير للمؤمنين كما لو كان هذا الخير لها , و تكره كل عمل في ضرر على المؤمنين كما لو أن هذا الضرر واقع عليها .

    فالطبيب الذي يداوي المرضى , عندما يسلك سبيل الحب في الله و البغض فيه , فإنه يعالج مرضاه الذين يؤنون من الألم كما لو كان يعالج ألمه و علته , فهو يستشعر ألمهم و يعرف علتهم , فيهم في تسكين هذه الآلام كما لو كانت في جزء من بدنه يتلوى منه و لا يرتاح له بال إلا بسكونه .

    و العامل الذي يؤدي المعاملات الحكومية للمواطنين و المراجعين , يقوم بمبدأ الحب في الله بأداء حاجات هؤلاء كما لو كانت له , و يعمل على قضاء حوائجهم و كأنها حوائجه , فعندما يأتيه المراجع و يقف في الطابور منتظراً دوره , فإنه يفكر في انتظار هذا المراجع و يعمل بجد على انهاء كافة أعماله الأخرى حتى لا يتأخر هذا الفرد , فهو يستشعر حتى حالة المراجع و هو ينتظر دوره فيعمل على إنهاء طلباته بأسرع ما يمكن لأنه سيحب أن يعمل له الآخرون لو كان مكان المراجع على نفس الشاكلة و بنفس الأسلوب .

    ملخص هذه الكلمات , تقول لنا أن جسدك و أجساد المؤمنين تصورها كما لو كانت أعضاء جسد واحد , فهذا العضو إن تألم , تألمت كل الأعضاء و ذاك العضو إن اشتكى اشتكت بقية الأعضاء , فهمهم واحد و ألمهم واحد و شعورهم واحد , فالمؤمن يبقى يفكر في الأخر كما لو كان هو في محله , و يبتعد عن شعور الأنا و حب الذات الذي يدعو الإسلام للإبتعاد عنه و النأي بالنفس عن سلوك دربه .



    بتصرف من كتاب (( كلمات في الطريق ))
    قال الامام علي {ع} {إعرف الحق تعرف أهله}
يعمل...
X