ان قولا كهذا يظهر -بلا شك- ان ثمه فعلا، تراجعا قد ابداه ابو حنيفه من مساله القياس، وهى مرحله لم توف حقها من البحث. فلعل ابا حنيفه كان قد غير مبانيه الاجتهاديه، مثل ما فعل بعده الشافعى.
وما يهمنا هنا، هو تلك الحقائق التى رزحت بها محاورات جعفر الصادق وابى حنيفه حول القياس، وايضا اتباع جعفر الصادق مع فقهاء آخرين. فقد اظهرت تلك المحاورات، الاسباب العقليه التى كانت وراء رفض الامام الصادق واتباعه للقياس، باعتباره غير محرز للواقع، وبان احكامه ظنيه وضعيفه الاحتمال. وبما ان المدرسه الجعفريه ظلت مصره على ان تبنى اساس الاحكام التشريعيه على قاعده يقينيه، فانهم رفضوا القياس والاستحسان، وتمسكوا بالنص كما مارسوا الفتيا من موقع اعاده الفروع الى الاصول العامه، بصوره استنباطيه. من اهم تلك المحاورات، المناظره التى جرت بين جعفر الصادق وابى حنيفه، حول القياس((588))،فقد دخل ابو حنيفه على الامام الصادق، فقال له: من انت.
قال: ابو حنيفه قال: مفتى اهل العراق؟ - نعم - بم تفتيهم - بكتاب اللّه - وانك لعالم بكتاب اللّه؟ ناسخه ومنسوخه.. محكمه ومتشابهه؟ - نعم - فاخبرنى عن قول اللّه عز وجل: (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) اى موضع هو؟ - هو ما بين مكه والمدينه.
فالتفت الامام جعفربن محمد الصادق يمينا وشمالا. فقال:
- ناشدتكم باللّه، هل تسيرون بين مكه والمدينه لا تامنون على دمائكم من القتل؟ وعلى اموالكم من السرقه؟ قالوا: اللهم نعم والتفت الامام جعفربن محمد الى ابى حنيفه وقال:
- ويحك يا ابا حنيفه.. ان اللّه لا يقول الا حقا.
قال ابو حنيفه:
- ليس لى علم بكتاب اللّه، انما انا صاحب قياس.
قال الامام الصادق: انظر فى قياسك، ان كنت مقيسا، ايهما اعظم عند اللّه: القتل؟ او الزنا؟ قال ابو حنيفه: القتل.
- فكيف رضى فى القتل شاهدين، ولم يرض فى الزنا الا باربعه؟ ايقاس لك هذا.
- لا.
وما يهمنا هنا، هو تلك الحقائق التى رزحت بها محاورات جعفر الصادق وابى حنيفه حول القياس، وايضا اتباع جعفر الصادق مع فقهاء آخرين. فقد اظهرت تلك المحاورات، الاسباب العقليه التى كانت وراء رفض الامام الصادق واتباعه للقياس، باعتباره غير محرز للواقع، وبان احكامه ظنيه وضعيفه الاحتمال. وبما ان المدرسه الجعفريه ظلت مصره على ان تبنى اساس الاحكام التشريعيه على قاعده يقينيه، فانهم رفضوا القياس والاستحسان، وتمسكوا بالنص كما مارسوا الفتيا من موقع اعاده الفروع الى الاصول العامه، بصوره استنباطيه. من اهم تلك المحاورات، المناظره التى جرت بين جعفر الصادق وابى حنيفه، حول القياس((588))،فقد دخل ابو حنيفه على الامام الصادق، فقال له: من انت.
قال: ابو حنيفه قال: مفتى اهل العراق؟ - نعم - بم تفتيهم - بكتاب اللّه - وانك لعالم بكتاب اللّه؟ ناسخه ومنسوخه.. محكمه ومتشابهه؟ - نعم - فاخبرنى عن قول اللّه عز وجل: (وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالى واياما آمنين) اى موضع هو؟ - هو ما بين مكه والمدينه.
فالتفت الامام جعفربن محمد الصادق يمينا وشمالا. فقال:
- ناشدتكم باللّه، هل تسيرون بين مكه والمدينه لا تامنون على دمائكم من القتل؟ وعلى اموالكم من السرقه؟ قالوا: اللهم نعم والتفت الامام جعفربن محمد الى ابى حنيفه وقال:
- ويحك يا ابا حنيفه.. ان اللّه لا يقول الا حقا.
قال ابو حنيفه:
- ليس لى علم بكتاب اللّه، انما انا صاحب قياس.
قال الامام الصادق: انظر فى قياسك، ان كنت مقيسا، ايهما اعظم عند اللّه: القتل؟ او الزنا؟ قال ابو حنيفه: القتل.
- فكيف رضى فى القتل شاهدين، ولم يرض فى الزنا الا باربعه؟ ايقاس لك هذا.
- لا.