كانت الطفلة تبارك ثائر (10 سنوات) على متن الحافلة التي اختطفت مساء الإثنين الماضي في غرب محافظة الأنبار، تأمل في أن ترى عالماً بعيداً عن العنف والبؤس في العراق. لكن الرحلة جعلتها، بدلاً عن ذلك، تقف في مواجهة الرعب عندما حاصر مسلحون الحافلة التي تستقلها وأجبروا الرجال على النزول من الحافلة ثم قاموا بقتلهم.
ورغم ارتداء المهاجمين لأزياء عسكرية وادعائهم في البداية أنهم يقومون بتفتيش الحافلة فقط، فإن تبارك شعرت بالخطر على الفور. وقامت بوضع هاتفها الجوال في حذائها عندما أمر المسلحون الركاب بتسليم هواتفهم, وقالت تبارك ذات الوجه الملائكي لوكالة اسوشييتد برس, لقد ادعوا أنهم أرادوا مساعدتنا, لكنني شككت في الأمر وشعرت بالذعر عندما شرعوا في ضرب النساء والصراخ فيه .
وبالعودة الى تفاصيل هذا الحادث المأساوي, فبعد أن جابت الحافلة الطريق السريع في الصحراء, توقفت عند نقطة بدت كأنها نقطة تفتيش تعترض الطريق, وصعد الرجال الذين يرتدون زياً عسكرياً الى داخل الحافلة ثم طلبوا من النساء والأطفال أن يمكثوا في الحافلة بينما أمروا الرجال بالخروج منها, وكان جد تبارك أحد هؤلاء الرجال لكنه سرعان ما سمحوا له بالعودة, وقاد المسلحون باقي الرجال بعيداً عن مدى الرؤية, لكن تبارك تمكنت من سماع أصواتهم وهم يتوسلون لهم حتى يطلقوا سراحهم, وقالت "لكن الإجابة الوحيدة التي حصلوا عليها هي الرمي بالنيران".
وبعد نصف ساعة بدأ صوت إطلاق النار, وكان هناك صوت ثابت للطلقات النارية التي تشبه القرع على الطبول حيث كانوا يطلقون واحدة تلو الأخرى, وبعد أن غادر المسلحون, تناقش الناجون باهتياج كيف يمكنهم أن ينبهوا السلطات الى ما حدث, فصاحت تبارك بأنها لا تزال تحتفظ بهاتفها وقامت بتسليمه الى جدها الذي بدأ في عمل اتصالاته, وقال محمد علي (جد تبارك) الذي يبلغ من العمر 65 عاماً (لقد أنقذنا هذا العمل الرائع والعبقري الذي قامت به حفيدتي من مصير مجهول").