من الملفت حقا ان الانسان المتوازن فى مشاعره ، لا ينسى الاحسان اذا كان صادرا من اخيه الانسان ، بينما نجده لا يؤدى اقل درجات شكر المنعم الواهب لهذا الوجود .. فنرى البعض يتكاسل مثلا فى القيام بركيعات - ليست لها كثير قيمة بين يدى ربه- والحال انه يصرف اضعاف ذلك فى كل باطل ولغو ، لا يعود اليه بنفع فى دين او دنيا !!
ان طبيعة من جمع بين الكرم والحكمة هي عدم اظهار المنة على من ينعم عليه ، ولكن الله تعالى - وهو اكرم الاكرمين واحكم الحكماء - يذكر عباده بنعمه فى مختلف الحقول ، ليكون ذلك باعثا على العودة اليه - وفاء لجميله على العباد - فان النفوس جبلت على حب من احسن اليها وبغض من اساء اليها .. فكيف اذا كان الاحسان هى نعمة الوجود وما يستتبعه من النعم التى لا تعد ولا تحصى ؟!
ان الله تعالى تارة يذكر العباد بنعم عالم الطبيعة فيقول : { الم تروا ان الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } .. وتارة يذكرهم باصل الخلقة وكيفية الخروج من العدم الى الوجود قائلا : { انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلنله سميعا بصيرا } .. وتاره يذكرهم بالنعم المعنوية ليفتح له افقا جديدا للمسارعة نحو الكمال قائلا : { ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} .
ان من النعم الكبرى فى هذا الوجود هى نعمة الانتماء الى افضل الاديان ، والى اصحاب افضل المناهج لمعرفة الاسلام .. فكم من الحسرة التى تنتاب البعض عندما يحشرون يوم القيامة وتصدمهم حقيقة : { ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه } .. ولكن ليعلم ان الحجة كلما كانت اكمل ، والعلم كلما كان ابلغ ، فان العبد فى معرض الحساب الشديد وسرعة العقوبة .. اذ ان من وقع فى دائرة النفحات الالهية ، ليس كمن ابتلى بالعيش فى مجتمع الضلال !!.
ان الله تعالى – كما ذكر فى القرآن الكريم – لا يغير نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم .. والبناء الالهى على عدم سلب النعمة المعطاة الا اذا قام العبد بما يخالف تلك النعمة .. فالذى يرى فى نفسه هداية واستقامة نسبية ، ثم يتوجه الى المنكر، فانه سيصل الى مرحلة لا يجد فيها حلاوة الايمان فى قلبه ، بل قد يرى حلاوة الباطل فى نفسه الميالة الى الشهوة .. والعبد اذا وصل الى هذه المرحلة ، فان حركته تسافلية الى الهاوية ، بـ : دفع الشيطان من ناحية ، والنفس الامارة من ناحية اخرى .
ان النعم تدوم بالشكر، بل ان الله تعالى وعد بالزيادة فى نص الكتاب الكريم .. وليعلم ان الشكر الواقعى هو تحويل النعمة الى اداة لرضا الله تعالى ، ولخدمة المخلوق .. فليس شكر نعمة المال مثلا ان يشكر العبد ربه فى عالم الالفاظ ، تاركا الانفاق الواجب والمستحب .. والحال ان الله تعالى جعل فى الاموال حقا معلوما ، للسائل والمحروم .. ولو عمل الناس بهذا الشكر العملى فى نعمة المال ، فهل يبقى فجوة فقر فى حياة الامة ؟!..
ان البعض يركز على الجانب السلبى فى الحياة ، فيرى ما حرم منه ، ولا ينظر الى ما اعطى من الامتيازات وان كانت كثيرة !!.. ان هؤلاء يجمعون فى انفسهم بين : الاضطراب الباطنى ، والتبرم من قضاء الله وقدره ،.. فالحق ان ننظر دائما الى الاشد محرومية ، بدلا من من مد العين الى ما متع الله تعالى به ازواجا منهم ، زهرة الحياة الدنيا ليفتنهم فيه !!.
ان البعض يتمنى الحالة المثالية دائما ، ويفترض انها هى الطبيعية ، والحال ان على المرء ان يكون واقعيا ، فاذا تمت له اساسيات الحياة ، راى نفسه فى نعمة غامرة ، وحاول ان يقنع نفسه العمل لزاد الاخرة .. فقد روى عن النبى (ص) : ( من اصبح وامسى وعنده ثلاث ، فقد تمت عليه النعمة فى الدنيا : من اصبح وامسى معافا فى بدنه ، آمنا فى سربه ، عنده قوت يومه ، فان كانت عنده الرابعة فقد تمت عليه النعمة فى الدنيا والاخرة : وهو الايمان ) ... فهل نحن كذلك كما رسمه واراده حبيبنا المصطفى (ص) !!
ان طبيعة من جمع بين الكرم والحكمة هي عدم اظهار المنة على من ينعم عليه ، ولكن الله تعالى - وهو اكرم الاكرمين واحكم الحكماء - يذكر عباده بنعمه فى مختلف الحقول ، ليكون ذلك باعثا على العودة اليه - وفاء لجميله على العباد - فان النفوس جبلت على حب من احسن اليها وبغض من اساء اليها .. فكيف اذا كان الاحسان هى نعمة الوجود وما يستتبعه من النعم التى لا تعد ولا تحصى ؟!
ان الله تعالى تارة يذكر العباد بنعم عالم الطبيعة فيقول : { الم تروا ان الله سخر لكم ما فى السموات وما فى الارض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة } .. وتارة يذكرهم باصل الخلقة وكيفية الخروج من العدم الى الوجود قائلا : { انا خلقنا الانسان من نطفة امشاج نبتليه فجعلنله سميعا بصيرا } .. وتاره يذكرهم بالنعم المعنوية ليفتح له افقا جديدا للمسارعة نحو الكمال قائلا : { ومن يطع الله ورسوله فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين} .
ان من النعم الكبرى فى هذا الوجود هى نعمة الانتماء الى افضل الاديان ، والى اصحاب افضل المناهج لمعرفة الاسلام .. فكم من الحسرة التى تنتاب البعض عندما يحشرون يوم القيامة وتصدمهم حقيقة : { ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه } .. ولكن ليعلم ان الحجة كلما كانت اكمل ، والعلم كلما كان ابلغ ، فان العبد فى معرض الحساب الشديد وسرعة العقوبة .. اذ ان من وقع فى دائرة النفحات الالهية ، ليس كمن ابتلى بالعيش فى مجتمع الضلال !!.
ان الله تعالى – كما ذكر فى القرآن الكريم – لا يغير نعمة انعمها على قوم حتى يغيروا ما بانفسهم .. والبناء الالهى على عدم سلب النعمة المعطاة الا اذا قام العبد بما يخالف تلك النعمة .. فالذى يرى فى نفسه هداية واستقامة نسبية ، ثم يتوجه الى المنكر، فانه سيصل الى مرحلة لا يجد فيها حلاوة الايمان فى قلبه ، بل قد يرى حلاوة الباطل فى نفسه الميالة الى الشهوة .. والعبد اذا وصل الى هذه المرحلة ، فان حركته تسافلية الى الهاوية ، بـ : دفع الشيطان من ناحية ، والنفس الامارة من ناحية اخرى .
ان النعم تدوم بالشكر، بل ان الله تعالى وعد بالزيادة فى نص الكتاب الكريم .. وليعلم ان الشكر الواقعى هو تحويل النعمة الى اداة لرضا الله تعالى ، ولخدمة المخلوق .. فليس شكر نعمة المال مثلا ان يشكر العبد ربه فى عالم الالفاظ ، تاركا الانفاق الواجب والمستحب .. والحال ان الله تعالى جعل فى الاموال حقا معلوما ، للسائل والمحروم .. ولو عمل الناس بهذا الشكر العملى فى نعمة المال ، فهل يبقى فجوة فقر فى حياة الامة ؟!..
ان البعض يركز على الجانب السلبى فى الحياة ، فيرى ما حرم منه ، ولا ينظر الى ما اعطى من الامتيازات وان كانت كثيرة !!.. ان هؤلاء يجمعون فى انفسهم بين : الاضطراب الباطنى ، والتبرم من قضاء الله وقدره ،.. فالحق ان ننظر دائما الى الاشد محرومية ، بدلا من من مد العين الى ما متع الله تعالى به ازواجا منهم ، زهرة الحياة الدنيا ليفتنهم فيه !!.
ان البعض يتمنى الحالة المثالية دائما ، ويفترض انها هى الطبيعية ، والحال ان على المرء ان يكون واقعيا ، فاذا تمت له اساسيات الحياة ، راى نفسه فى نعمة غامرة ، وحاول ان يقنع نفسه العمل لزاد الاخرة .. فقد روى عن النبى (ص) : ( من اصبح وامسى وعنده ثلاث ، فقد تمت عليه النعمة فى الدنيا : من اصبح وامسى معافا فى بدنه ، آمنا فى سربه ، عنده قوت يومه ، فان كانت عنده الرابعة فقد تمت عليه النعمة فى الدنيا والاخرة : وهو الايمان ) ... فهل نحن كذلك كما رسمه واراده حبيبنا المصطفى (ص) !!