لك في موكب الحياة عبير ***إن أردنا وِرْداً فأنت الغدير
يا ربيعاً تعبُّ منه القوافي***عطر مسكٍ على الدهور يمور
هو نور لنا على الدرب نسعى***لِعُلاهُ وفي هداهُ نسير
وبدا في العيون منه وميضُ***يتلالا وإنْ أبى الديجور
قد حبَتْهُ دماؤنا نُضرة الغض***واحنَتْ على ثراهُ الدهور
فزهت تفرش الربيع قطافٌ***قد غذتها رؤوسنا والنحور
هكذا تزدهي الحياة لنهجٍ***منه تحلو ورودنا والنمير
يوم أوحى الإله للطهر طه***فيهِ (بلّغْ) وان أباه الكفور
وإذا بالرسول يوقفُ زحفاً***هدّه السير واللظى والهجير
أي خطبٍ حدا به يترائى***أنه للسراة أمر خطير
وتعالى صوت الهدى يطرب الرّ***كب ويندى بجانبيه العبير
لينادي من كنت مولاه فيكم***فعلي مولاه نعم الأمير
رب والِ وليَّهُ وانصر الحق***لتقوى على هداه الجذور
هكذا يستطيل مجد عليٍ***وتشدو على رباه الطيور
وتمدّ الاكفّ للبيعة اصحا***بٌ وان أخلفت بهنّ أمور
سيدي يا أبا الحسين سلاماً***من محبٍّ ما غرّه التغرير
كنت من احمدٍ أخاً ووزيراً***ومن الدين أنت نعم النصير
قد عشقنا طريقك اللاحب الـ***فذّ وان أنكرت هداه كثير
واتخذنا من الغدير مناراً***لولاء به السبيل منير