بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
كان هناك رجلا مؤمنا يقيم عزاء للحسين عليه السلام في كل سنه وليس له من الأسرة غير زوجته وبنتا واحدة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات، فجاءت تلك السنة فلم يكن لديه شيء من المادة ليقيم به المأتم،وكان يقيمه علي حسابه الخاص، فحاول بكل صورة أن يحصل على شيء فلم يجد حتى بقيت ليله واحده عن هلال شهر محرم، فجلس مع زوجته ليلا بعد أن نامت ابنته،وقال لها يافلانه في كل سنه نقيم مأتم الحسين في بيتنا وأنت تستقبلين النساء اللواتي يأتين إلي بيتك وتقومين في خدمتهن من طعام وماء وغيره،
وأنا استقبل الرجال الذين يأتون إلي الحسينية وأقوم بخدمتهم كذلك، وهذه السنة ماذا نعمل،هل نغلق الحسينية وأنتي تمضين للمآتم وأنا كذلك؟..فما هو رأيك؟،فقالت له زوجته: أنت ما هو رأيك: قال لها الرأي أن نقوم هذه الساعة مادامت البنت نائمة وندخل الحسينية من الباب الداخلي ويجلس كل منا جانب المنبر وكل منا يشتكي عند صنفه أنت تشتكين حالك عند الزهراء، وأنا أشكى حالي عند الحسين سلام الله عليهم ، فقالت له زوجته هذا هو الرأي، فقاموا ودخلوا الحسينية وجلس كل منهما جانبا من المنبر وجعلوا يشتكون حالهما،
هي تقول أترضين يا فاطمة الزهراء كل سنه المأتم عندي وهذه السنة نغلق الحسينية، وهو يقول أترضى يا أبا عبدالله كل سنه المأتم عندي وهذه السنة نغلق الحسينية،وبقيا يبكيان حتى علا صوتهما بالبكاء فأستيقضت البنت علي صوت البكاء ففتحت عينيها،وقامت من فراشها الخاص ومضت إلي غرفة أبيها وأمها فأعطت إشارة الأستأذان وفتحت الغرفة، فلم تجدهم فيها وتسمع صوتهما يبكون، ولا تدرى أين هما،فقامت تبحث عنهم في المنزل وتتبع الصوت فإذا صوتهم بالحسينية، فجاءت ومدت يدها إلى عضادة الباب لتفتحه،فلما أحس أبواها بالباب كفكفوا دموعهم وعلموا إن البنت قد جاءتهم، وسكتوا عن البكاء، ففتحت البنت الباب، وإذا هي ترى أبويها جالسين كل منهما جانبا من المنبر، فبعد السلام عليهم وعلي الحسين،قالت لهم ما لجلوسكم هذه الساعة هنا يا والدي؟فقالوا لها يا بنيه نقرأ ونبكي، فقالت لهم أنا لست غبية وإنما أنا اعرف ذلك، وليست هذه الساعة ساعة القراءة ثانيا القراءة ليست بهذه الصفة وإنما القراءة أنتي يا أمي تجلسين في البيت عند النساء اللواتي يؤتين لسماع القراءة وأبي يجلس عند باب الحسينية الخارجي عند الرجال والقارئ علي المنبر يقرأ ولكن اقسم عليكم بحق صاحب هذا المنبر إلا ما أخبرتموني بالحقيقة، فقالوا لها يا بنيه أنت عارفة كل سنه نقيم المأتم،وهذه السنة لم يكن عندنا شيء من المادة نقيم به المأتم فجئنا نشتكي حالنا عند الحسين وفاطمة الزهراء عليهم السلام بذلك،فتبسمت البنت في وجه أبويها وقالت هذا شيئا بسيط جدا، قوموا وامضوا إلى فراشكما وناموا واطمئنوا وانا أنام في فراشي كذلك.
فإذا يا والدي أصبحنا وصلينا وافطرنا وارتفعت الشمس يأخذني أبي إلى السوق ويبيعني ويعمل بثمني مأتم الحسين إن شاء الله، فقالوا لها أنت راضيه يا بنيه؟ قالت نعم، فقاموا جميعا وناما كل منهما في فراشه ولما أصبحوا وصّلوا وافطروا وارتفعت ا لشمس اخذ الأب بيد ابنته بعد أن ودعت أمها وهي ضاحكه مستبشرة وأمها وأبوها كذلك، خرج بها إلي السوق ونادى من يشترى هذه البنت؟حتى مر علي محل تجاري كبير لتاجر يهودي فناداه التاجر،وقال ما عندك: فقال له عندي هذه ابنتي أبيعها، فقال له اليهودي:بكم تبيعها فقال له بخمسمائة دينار، فقال اليهودي لقد اشتريت منك فكتبوا كتاب البيع واستلم الأب المبلغ واستلم اليهودي البنت ومضي بها إلي المنزل، وكان عنده عائله كبيره، فقال لها يا بنيه أنت مسلمة ونحن يهود فأنا اخصص لك هذه الغرفة وحدك ، وهذا فراش وملابس وأكل وماء كله من المسلمين، فبقت البنت في غرفتها مره تخرج تتجول في المنزل ومره في غرفتها حتى ليلة السابع من المحرم ، فبينما اليهودي نائما إلي جانب زوجته،بعد منتصف الليل وإذا بباب المنزل يطرق فسمعته زوجته فأيقضت زوجها،وقالت قم وانظر من الطارق هذه الساعة، فقام اليهودي إلي الباب فلما فتحه وإذ هوى يرى أربعة رجال أنوارهم ساطعة ومعهم امرأة محدودبة الظهر لابسة السواد معصبة الرأس وهم واقفين عند الباب، فقال لهم اليهودي من انتم؟ فقال الذي يتقدمهم أنا رسول الله وهذا ابن عمي علي ابن آبي طالب وهذا ولداه وسبطاي الحسن والحسين، وهذه المرأة ابنتي فاطمة الزهراء، فقال اليهودي أنا رجل ليس بمسلم فلم انتم قاصدين إلىّ..؟، فقال له رسول الله نحن لسنا قاصدين إليك وإنما جئنا نزور أبنتنا فقال اليهودي ألكم بنت عندي؟، فقال رسول الله (ص)
نعم ابنتنا التي اشتريتها في يوم كذا من فلان وخصصت لها غرفه لوحدها فأذن لنا بالدخول
لكي نزورها فأذن لهم اليهودي فدخلوا،ومضوا سائرين لغرفة البنت وفتحوا الباب وإذا هي جالسه وواضعه رأسها بين ركبتيها،
وهي تبكي، فأول ما أخذتها فاطمة الزهراء ووضعتها في حجرها وقبلتها ومسحت دموعها بكمها، وقالت لها وما يبكيك يا بنيه؟،
فقالت البنت يا أماه ابكي لرؤيا رأيتها في منامي قبل دخولكم عليّ، كأن قد دخل رسول الله ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين،
وكأني بفاطمة الزهراء وضعتني في حجرها وقبلتني، فجلست وطلبت من الله إن أرى هؤلاء باليقظة، فقالت لها فاطمة الزهراء
لقد تحققت رأياك يا بنيه، أنا فاطمة الزهراء وهذا بعلي علي وهذان ولداي الحسن والحسين وهذا أبي رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ثم أخذها رسول الله ووضعها في حجره وقبلها ثم ناولها علي كذلك ثم ناولها ولده الحسن كذلك ثم ناولها الحسين كذلك ثم ودعوها وخرجوا، هذا اليهودي ينظر ذلك، فعاد اليهودي إلي زوجته فقالت له ومن الطارق قال لها ناس لهم شغل عندي يتعلق بالتجارة ولم يخبرها بالحقيقة، ولكن بات اليهودي تلك الليلة قلقا فلما اصبح قام واخذ البنت وخرج ذاهبا بها إلي أبيها، وكان أبوها جالس عند باب الحسينية، مره ينظر إلي الجالسين ليلبي طلباتهم من ماء وغيره ومره ينظر الشارع ليستقبل الذين يأتون إليه، فبينما هو كذلك وذا به يرى اليهودي علي البعد قابض علي يد ابنته ومقبل بها إليه فقال وافضيحتاه هذه ابنتي لم تستقر عند اليهودي وقد عادها عليّ ويريد الثمن، وأنا صرفته علي المأتم وليس عندي شيء، فمن أين أتي له يا الله ولما وصل اليهودي مع البنت سلم علي أبيها وقال اليهودي له خذ ابنتك، فقال له أبوها صرفت الدنانير فقال خذ ابنتك والدنانير، أتبيعني بنتا يزورها رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وأنا اشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمد رسول الله فأسلم اليهودي وكافة عائلته ووضعوا ممتلكاتهم في خدمة الحسين عليه السلام
تعليق