قال تعالى( و اذ اخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به و لتنصرنه قال اقررتم واخذتم على ذلكم اصري قالوا اقررنا قال فاشهدوا انا معكم من الشاهدين) ال عمران 81.
ان عالم الميثاق احد العوالم الالهية و الذي اخذ الله تعالى فيه العهود المؤكدة على الناس بالاعتراف بوحدانية الله تعالى و التصديق بالانبياء ونصرتهم والعمل بما انزل الله تعالى عليهم واودع ذلك في الفطرة الانسانية وهذه احد اركان عالم الميثاق فهناك ميثاق بين الله تعالى و النبيين , وفي المجمع و الجوامع عن الصادق(ع) في الاية في ما معناه ( و اذ اخذ الله ميثاق امم النبيين كل امة بتصديق نبيها, و العمل بما جاءهم به, فما وفوا به , وتركوا كثيرا من شرائعهم وحرفوا كثيرا).
ان الحجب الظلمانية هي المانعة من مشاهدة عالم الميثاق وهذه الحجب تزداد قوة وضغطا حسب التكاملات و التهذيب النفسي و مقدار التخلي عن الذمام و التحلي بفضائل الاخلاقية وكلما بلغ الانسان من الكمال درجة كلما قرب من ساحة التجليات الالهية و أشرقت الفطرة الانسانية بنور الله تعالى, وهنا يبرز سؤال وهو ان هناك شاهد تاريخي في معركة كربلاء أناس كانوا قبل قليل من اعداء الحسين (ع) وكان فيهم ممن يكن ابلغ الحقد و العداء الأمام. ولم يكونوا من اصحاب الكمالات التي تؤهلهم لبلوغ النصرة الحسينية كما ان هناك اناس مجهولون لم تحركهم الا انباء كربلاء, التي بلغتهم , فبلغت الى عقولهم , وبلغت بهم قمم الشهادة والخلود فما الذي دفعهم لنصرة الحسين ؟ وما الذي دفع الحر بن يزيد الرياحي (رض) الى الرجوع الى الحسين و الدخول تحت لوائه بعدما جعجع بالحسين وكان سببا لدخول الحسين الى كربلاء؟
ان بناء الشخصية يعتمد على عدة عوامل ومن ضمن هذه العوامل البيئة و الوراثة , ولو اردنا ان ندرس الشخصية العربية خلال تلك الفترة الزمنية نجد ان الموروثات البيئية و الاجتماعية لها الدور الرئيسي في اعداد وبناء الشخصية ومن مميزات الشخصية العربية الشجاعة و الكرم و الغيرة و اغاثة الملهوف وهذه الصفات من الفضائل ويقابلها في الوجود صفات من الرذائل منها الثأر و الحقد و الحسد و التباغض وحب الانا وحب الجاه و الرئاسة و غيرها من الذمائم التي كان يأمل صاحب الرسالة الالهية تهذيبها في الناس و الوصول بهم الى مكارم الاخلاق ولكن لم يتسنى له ذلك , ونصل بهذا على ان الذين نصروا الحسين (ع) لم يتصفوا بالكمالات التي تمنحهم المكانة العظيمة التي هم عليها والذي اوصلهم الى هذه المكانة العظيمة هو الميثاق المأخوذ عليهم في عالم الميثاق و الذي هو مكنون في الفطرة الانسانية وهناك عدة عوامل ادت الى توهج الفطرة وانبعاث نورانيتها:
[الرجولة البيئية( صفة الغيرة والشجاعة):
------------------------------
و الرجولة هنا رجولة بيئية موروثة و ليست رجولة الهية التي يتصف بها العرب فترى عندما ضرب الحسين بيده على لحيته وصاح اما من مغيث يغيثنا لوجه الله اما من ذاب يذب عن حرم رسول الله واذا بالحر بن يزيد الرياحي الذي تقدم ذكره قد اقبل بفرسه اليه وقال يابن رسول الله اني كنت اول من خرج عليك وانا الان في حزبك فمرني ان اكون اول مقتول في تصرتك لعلي انال شفاعة جدك غدا ثم كر على عسكر عمر بن سعد فلم يزل يقاتلهم حتى قتل . وهذا العامل ليس بالعامل المطلوب والذي يكون له تأثير في تأجج الفطرة الانسانية و الرجوع الى الميثاق وانما المفروض ان تكون الرجولة هنا رجولة الهية , هناك عامل آخر وهو منسأ الرجوع الى الفطرة وهو معرفتهم للحسين بن علي (ع) ومكانته عند الله ورسوله(ص) ولطالما اكد رسول الله على حب الحسين ونصرته فالعاطفة التي الهبت الحر وعابس الشاكري كانت سببا في توهج فطرتهم و الرجوع الى الله تعالى . فهولاء الأجلاء لم يكونوا بمستوى من التكاملات النفسية التي ترشحهم لنصرة المعصوم منذ الوهلة الاولى , ويتجلى عالم الميثاق لدى الحر من اول وهلة لخروجه ضد الحسين (ع) انه قال للحسين (ع) لما وجهني عبيد الله اليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي ابشر يا حر بخير فالتفت فلم ار احد فقلت و الله ما هذه بشارة وانا اسير الى الحسين(ع) وما احدث نفسي باتباعك فقال (ع) لقد اصبت اجرا وخيرا. ثم خرج الى القتال فلم يزل يقاتل الى ان قتل رحمه الله. فهذا هو نداء الفطرة و الميثاق فلقد ساقت الحر نفسه لقتال الحسين ابتداءا لكن الله تعالى ابى له الا النصرة لأنهم ممن اخذ عليه الميثاق بنصرة الحسين(ع)ز
وهناك شاهد اخر على توهج الفطرة الأنسانية كانت سببا في نصرة الحسين قال العربان بن الهيثم : كان ابي يتبدا(يخرج الى البادية) فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه الحسين. فكنا لا نبدوا الا وجدنا رجلا من بني اسد هناك: فقال له ابي: اراك ملازما هذا المكان ؟ قال: بلغني ان حسينا يقتل هاهنا , فانا اخرج الى هذا المكان , لعلي اصادفه فاقتل معه.
قال الراوي: فلما قتل الحسين . قال ابي: ( انطلقوا ننظر, هل الاسدي في من قتل ( فاتينا المعركة وطوقنا , فاذا الاسدي مقتول ) مختصر تاريخ دمشق, لابن منظور 7\145 من كتاب الحسين سماته وسيرته ص161.
بينما يختلف الحال في نصرة المعصوم من بقية ال محمد الأمام المهدي (ع) في مسألة نصرة اصحابه له فالمسألة لم تتعلق بالرجولة البيئية الموروثة وانما بالرجولة الالهية وهي سلسلة البناء التكاملي عبر مراحل التخليق و الصناعة الالهية و التي لا يعلن الظهور الاان يكتمل النصاب العددي و الاخلاقي لدى اصحاب القائم (ع) بالاضافة انهم يمرون بعدة ادوار للصياغة الالهية من مرحلة الاختيار و الاجتباء و التمحيص و التميز و الغربلة حتى لا يبقى منهم الا الاندر قال الصادق(ع) ( لابد للناس ان يمحصوا و يميزوا و يغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير) اصول الكافي . وهذه المراحل من المراحل العسيرة التي تواجه الأمام القائم الذي تعتبر عملية تخليق الصحابة من اكبر المعجزات التي تشهدها القضية الالهية لأن الصياغة الالهية تبتدأ في اصحاب القائم من مرحلة شبه عبدة الشمس و القمر الى الرجل الالهي , عن ابي عبد الله(ع) قال اذا خرج القائم خرج من هذا الامر من كان يرى انه من اهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ). قال ابو عبد الله (ع) ما كان قول لوط (ع) لقوله لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد الا تمنيا لقوة القائم (ع) ولاذكر الا شدة اصحابه وان الرجل منهم ليعطى قوة اربعين رجلا وان قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل . اكمال الدين ج:2ص:674.
ان عالم الميثاق احد العوالم الالهية و الذي اخذ الله تعالى فيه العهود المؤكدة على الناس بالاعتراف بوحدانية الله تعالى و التصديق بالانبياء ونصرتهم والعمل بما انزل الله تعالى عليهم واودع ذلك في الفطرة الانسانية وهذه احد اركان عالم الميثاق فهناك ميثاق بين الله تعالى و النبيين , وفي المجمع و الجوامع عن الصادق(ع) في الاية في ما معناه ( و اذ اخذ الله ميثاق امم النبيين كل امة بتصديق نبيها, و العمل بما جاءهم به, فما وفوا به , وتركوا كثيرا من شرائعهم وحرفوا كثيرا).
ان الحجب الظلمانية هي المانعة من مشاهدة عالم الميثاق وهذه الحجب تزداد قوة وضغطا حسب التكاملات و التهذيب النفسي و مقدار التخلي عن الذمام و التحلي بفضائل الاخلاقية وكلما بلغ الانسان من الكمال درجة كلما قرب من ساحة التجليات الالهية و أشرقت الفطرة الانسانية بنور الله تعالى, وهنا يبرز سؤال وهو ان هناك شاهد تاريخي في معركة كربلاء أناس كانوا قبل قليل من اعداء الحسين (ع) وكان فيهم ممن يكن ابلغ الحقد و العداء الأمام. ولم يكونوا من اصحاب الكمالات التي تؤهلهم لبلوغ النصرة الحسينية كما ان هناك اناس مجهولون لم تحركهم الا انباء كربلاء, التي بلغتهم , فبلغت الى عقولهم , وبلغت بهم قمم الشهادة والخلود فما الذي دفعهم لنصرة الحسين ؟ وما الذي دفع الحر بن يزيد الرياحي (رض) الى الرجوع الى الحسين و الدخول تحت لوائه بعدما جعجع بالحسين وكان سببا لدخول الحسين الى كربلاء؟
ان بناء الشخصية يعتمد على عدة عوامل ومن ضمن هذه العوامل البيئة و الوراثة , ولو اردنا ان ندرس الشخصية العربية خلال تلك الفترة الزمنية نجد ان الموروثات البيئية و الاجتماعية لها الدور الرئيسي في اعداد وبناء الشخصية ومن مميزات الشخصية العربية الشجاعة و الكرم و الغيرة و اغاثة الملهوف وهذه الصفات من الفضائل ويقابلها في الوجود صفات من الرذائل منها الثأر و الحقد و الحسد و التباغض وحب الانا وحب الجاه و الرئاسة و غيرها من الذمائم التي كان يأمل صاحب الرسالة الالهية تهذيبها في الناس و الوصول بهم الى مكارم الاخلاق ولكن لم يتسنى له ذلك , ونصل بهذا على ان الذين نصروا الحسين (ع) لم يتصفوا بالكمالات التي تمنحهم المكانة العظيمة التي هم عليها والذي اوصلهم الى هذه المكانة العظيمة هو الميثاق المأخوذ عليهم في عالم الميثاق و الذي هو مكنون في الفطرة الانسانية وهناك عدة عوامل ادت الى توهج الفطرة وانبعاث نورانيتها:
[الرجولة البيئية( صفة الغيرة والشجاعة):
------------------------------
و الرجولة هنا رجولة بيئية موروثة و ليست رجولة الهية التي يتصف بها العرب فترى عندما ضرب الحسين بيده على لحيته وصاح اما من مغيث يغيثنا لوجه الله اما من ذاب يذب عن حرم رسول الله واذا بالحر بن يزيد الرياحي الذي تقدم ذكره قد اقبل بفرسه اليه وقال يابن رسول الله اني كنت اول من خرج عليك وانا الان في حزبك فمرني ان اكون اول مقتول في تصرتك لعلي انال شفاعة جدك غدا ثم كر على عسكر عمر بن سعد فلم يزل يقاتلهم حتى قتل . وهذا العامل ليس بالعامل المطلوب والذي يكون له تأثير في تأجج الفطرة الانسانية و الرجوع الى الميثاق وانما المفروض ان تكون الرجولة هنا رجولة الهية , هناك عامل آخر وهو منسأ الرجوع الى الفطرة وهو معرفتهم للحسين بن علي (ع) ومكانته عند الله ورسوله(ص) ولطالما اكد رسول الله على حب الحسين ونصرته فالعاطفة التي الهبت الحر وعابس الشاكري كانت سببا في توهج فطرتهم و الرجوع الى الله تعالى . فهولاء الأجلاء لم يكونوا بمستوى من التكاملات النفسية التي ترشحهم لنصرة المعصوم منذ الوهلة الاولى , ويتجلى عالم الميثاق لدى الحر من اول وهلة لخروجه ضد الحسين (ع) انه قال للحسين (ع) لما وجهني عبيد الله اليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي ابشر يا حر بخير فالتفت فلم ار احد فقلت و الله ما هذه بشارة وانا اسير الى الحسين(ع) وما احدث نفسي باتباعك فقال (ع) لقد اصبت اجرا وخيرا. ثم خرج الى القتال فلم يزل يقاتل الى ان قتل رحمه الله. فهذا هو نداء الفطرة و الميثاق فلقد ساقت الحر نفسه لقتال الحسين ابتداءا لكن الله تعالى ابى له الا النصرة لأنهم ممن اخذ عليه الميثاق بنصرة الحسين(ع)ز
وهناك شاهد اخر على توهج الفطرة الأنسانية كانت سببا في نصرة الحسين قال العربان بن الهيثم : كان ابي يتبدا(يخرج الى البادية) فينزل قريبا من الموضع الذي كان فيه الحسين. فكنا لا نبدوا الا وجدنا رجلا من بني اسد هناك: فقال له ابي: اراك ملازما هذا المكان ؟ قال: بلغني ان حسينا يقتل هاهنا , فانا اخرج الى هذا المكان , لعلي اصادفه فاقتل معه.
قال الراوي: فلما قتل الحسين . قال ابي: ( انطلقوا ننظر, هل الاسدي في من قتل ( فاتينا المعركة وطوقنا , فاذا الاسدي مقتول ) مختصر تاريخ دمشق, لابن منظور 7\145 من كتاب الحسين سماته وسيرته ص161.
بينما يختلف الحال في نصرة المعصوم من بقية ال محمد الأمام المهدي (ع) في مسألة نصرة اصحابه له فالمسألة لم تتعلق بالرجولة البيئية الموروثة وانما بالرجولة الالهية وهي سلسلة البناء التكاملي عبر مراحل التخليق و الصناعة الالهية و التي لا يعلن الظهور الاان يكتمل النصاب العددي و الاخلاقي لدى اصحاب القائم (ع) بالاضافة انهم يمرون بعدة ادوار للصياغة الالهية من مرحلة الاختيار و الاجتباء و التمحيص و التميز و الغربلة حتى لا يبقى منهم الا الاندر قال الصادق(ع) ( لابد للناس ان يمحصوا و يميزوا و يغربلوا ويخرج في الغربال خلق كثير) اصول الكافي . وهذه المراحل من المراحل العسيرة التي تواجه الأمام القائم الذي تعتبر عملية تخليق الصحابة من اكبر المعجزات التي تشهدها القضية الالهية لأن الصياغة الالهية تبتدأ في اصحاب القائم من مرحلة شبه عبدة الشمس و القمر الى الرجل الالهي , عن ابي عبد الله(ع) قال اذا خرج القائم خرج من هذا الامر من كان يرى انه من اهله ودخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ). قال ابو عبد الله (ع) ما كان قول لوط (ع) لقوله لو ان لي بكم قوة او آوي الى ركن شديد الا تمنيا لقوة القائم (ع) ولاذكر الا شدة اصحابه وان الرجل منهم ليعطى قوة اربعين رجلا وان قلبه لأشد من زبر الحديد ولو مروا بجبال الحديد لقلعوها ولا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله عز وجل . اكمال الدين ج:2ص:674.