ان التحدي و العناد صفتان مشتركتان بين الجن و الانس و الحيوان اما الملائكة لاتوجد عندهم هاتين الصفتين لأنهم اقروا بالتسليم التام فلا يحصل عندهم هذا الامر وان اول من اعلن التحدي و العناد هو ابليس (لع) , وكما في قوله تعالى ( قال لم اكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حما مسنون) الحجر33. وذلك بسبب التكبر وعدم الفهم وحساب عاقبة الامور وذلك لقصور الادراك المحدود اي عدم القدرة على اختراق الباطن و لو جزء يسير من ماهيته وكذلك عدم التسليم التام لأمر الله باعتبار الحكمة البالغة التي لا تقبل النقص او الخطأ وكذلك العجز الادراكي للتأويل فيحصل عندئذ التحدي و العناد المعتمدان على التفكير الناظر الى المادة دون الرجوع الى المعنى وهذا لا يعني النقص في الخلقة فحاشا الله ان يخلق خلقة ناقصة وهو الحكيم العليم (لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم) التين4. فلقد خلق قبال البصر البصرة فكما ان البصر يرى الاشياء المادية فأن البصيرة تدرك و ترى الامور الباطنية و المعنوية ولكن بدرجات متفاوتة وحسب استعداد الانسان وهذا خاضع للصفاء و الكدورة والاخلاص و الشك . فمن هنا يتاتي هذا الامر في القرآن ففي سورة الاعراف حيث ذكر امر نوح و هود و صالح و لوط و شعيب (ع) وما كان من قومهم وكيف كذبوهم وعاندوهم وتحدوهم فاخذهم الله القادر على كل شيء ( كذبوا باياتنا كلها فاخذناهم اخذ عزيز مقتدر) القمر42. فكانوا عبرة لمن بعدهم ( فكذبوه فعقروها فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها) الشمس14. وامامسألة تحدي الرسل و الانبياء هي في الحقيقة تحدي للامر الالهي الحاكم بسابق علم الله جل وعلا انه السبيل الى الوصول اليه لكن اصر على التحدي و العناد قبال الارادة الالهية فتم اهلكها الانذار و الامهال لغرض القاء الحجة و البينة على الناس فلم يستجيبوا للامر الالهي فاخذهم الله اخذ عزيز مقتدر وهذا القرآن يحدثنا واستطرادا في سورة الاعراف في امر موسى (ع) و فرعون و النتيجة هي عناد فرعون وتحديه و ادعائه الربوبية فاخذه الله و اهلكه ومن معه من المعاندين الجبارين هذا ما وصل الينا من اخبار القرى و الامم السابقة التي اهلكها الله نتيجة تحدي القدرة الالهية وعناد طغاة الامم السالفة وها نحن في اخر الاديان وخاتمها الاسلام الحنيف وقد مررنا بنفس ما مر على تلك الامم السابقة و البائدة اقول الا يمكن الرجوع الى الحق و اتباعه و الاعتبار بمن كان قبلنا هل قلوبنا تشبه قلوبهم في القسوة و العمى و التحدي و العناد السنا اهل خير دين انساني خاتمة الاديان اي نحن على الحافة فلماذا هذا التحدي و العناد المستمر و القرآن ينطق و الرسول و اهل البيت و الاولياء يدعون ولا من مجيب هل من احد يستطيع ان يفسر الامر لماذا؟ بالطبع انه ليس غباء لان علوم المخالفة متطورة جدا فما من غباء لقد بقيت نفس حالات الامم السابقة الهذا خلق الانسان اذن لماذا الدين و القرآن لماذا السنن الواضحة لماذا الرسل و الانبياء و الاوصياء و العلماء و الحكماء ان الله اراد بنا خير فجعلنا خير امة اخرجت للناس ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله ولو آمن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون و اكثرهم الفاسقون) ال عمران110.ونحن نريد الشر لانفسنا لنسأل اذا خالفنا الله معاندناو تحدينا رسله بالرجوع الى ضلال من قبلنا فما هي النتيجة ياترى اترضى هذا لأنفسنا اذن علينا بالصحوة و اتباع الرسول و ال الرسول والان نحن نعيش في زمن الظهور الشريف المبارك وهذا هو المصير فاما لله ولرسوله والى الهدى واما جهنم نصلاها مذمومين مدحورين ( من يهد الله فهو المهتدي و من يضلل فأولئك هم الخاسرون ) الاعراف178. علينا ان نبحث عن مخلصنا و منقذنا الامام المهدي(ع) واتباع دعوته و السير بركبه وعدم التخلف عنه(ع) فانه اذا قام فان قبامه هو القيامة الصغرى حساب شديد لا استتابة فيه ولا عتبى لننذر انفسنا و اهلينا لتتبع دعوة الحق وتموت عليها خير من الضياع في الفتن و الضلال ونموت عيها قال تعالى( افمن يهدي الى الحق احق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدى فما لكم كيف تحكمون) يونس35. وان دعوة الحق لأمر عظيم لنعيش احرار باتباع امامنا صلوات الله وسلامه عليه فالأمر اوضح من الشمس فقط ننظر الى الاخرة وندع الدنيا سترى قلوبنا المعين الصافي فانه بقية الله (ع) فلنعرف امره وناخذ بحجزته فو الله العظيم لا طريق للنجاة الا طريقه فاما حياة الايمان و موت الاحرار و اما حياة الذل و موت المنافقين و الكفار.
فطعم الموت في امر حقير
كطعم الموت في امر عظيم
يا اخوة الايمان و العقيدة فكروا بالعاقبة فانها للمتقين وليس للمعاندين ولا لمن يتحدى ارادة الله فالكل راجع اليه و الحمد لله رب العالمين.
فطعم الموت في امر حقير
كطعم الموت في امر عظيم
يا اخوة الايمان و العقيدة فكروا بالعاقبة فانها للمتقين وليس للمعاندين ولا لمن يتحدى ارادة الله فالكل راجع اليه و الحمد لله رب العالمين.