إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف سمي آدم وحواء {عليهما السلام}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف سمي آدم وحواء {عليهما السلام}

    اسم آدم وحواء وكيفية خلقهم : :
    كيف سمي آدم وحواء {عليهما السلام}
    روي عن محمد الحلبي ، عن ابي عبد الله 7 قال : انما سمي آدم لانه خلق من أديم الارض.

    وقيل : اسم الارض الرابعة اديم ، وخلق آدم منها فلذلك قيل : خُلق من اديم الارض.

    وعن ابي بصير ، عن ابي عبد الله 7 قال : سميت حواء حواء لانها خلقت من حي (١) ، قال الله تعالى : ( خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) (٢).

    في خبر ابن سلام ، انه سأل النبي 6 عن آدم لم سمي آدم؟

    قال : لانه خلق من طين الارض واديمها.

    قال : فآدم خلق من الطين كله او من طين واحد؟

    قال : بل من الطين كله ، ولو خلق من طين واحد لما عَرف الناس بعضهم بعضا ، وكانوا على صورة واحدة.

    __________________

    ١ ـ البحار : ج ١١ ص ١٠٠.

    ٢ ـ النساء : ١.
    ٢٣
    قال : فلهم في الدنيا مثل؟.

    قال : التراب فيه ابيض ، وفيه اخضر ، وفيه اشقر ، وفيه اغبر وفيه احمر ، وفيه ازرق ، وفيه عذب ، وفيه ملح ، وفيه خشن ، وفيه لين ، وفيه اصهب ، فلذلك صار الناس الوانهم الوان التراب ....

    قال : فاخبرني عن آدم خلق من حواء ، او خلقت حواء من آدم؟

    قال : بل حواء خلقت من آدم ، ولو كان آدم خلق من حواء لكان الطلاق بيد النساء ، ولم يكن بيد الرجال.

    قال : فمن كله خلقت ام من بعضه؟

    قال : بل من بعضه ، ولو خلقت من كله لجاز القصاص في النساء كما يجوز في الرجال.

    قال : فمن ظاهره او باطنه؟

    قال : بل من باطنه ، ولو خلقت من ظاهره لانكشفن النساء كما ينكشف الرجال ، فلذلك صار النساء مستترات.

    قال : فمن يمينه او من شماله؟

    قال : بل من شماله ، ولو خلقت من يمينه لكان للانثى كحظ الذكر من الميزان ، فلذلك صار للانثى سهم وللذكر سهمان ، وشهادة امراتين مثل شهادة رجل واحد.

    قال : فمن اين خلقت؟

    قال : من الطينة التي فضلت من ضلعه الايسر. (١)

    وروي عن الكليني ، قال اتى يهودي الى امير المؤمنين 7 فقال له : لمَ

    __________________

    ١ ـ علل الشرائع : ص ١٦١ عنه البحار : ج ١١ ص ١٠١
    ٢٤
    سمي آدم آدم ، وحواء حواء؟

    قال : انما سمي آدم آدم لانه خلق من اديم الارض ، وذلك ان الله تبارك وتعالى بعث جبرئيل 7 وامره ان يأتيه من اديم الارض باربع طينات : طينة بيضاء ، وطينة حمراء ، وطينة غبراء ، وطينة سوداء ، وذلك من سهلها وحزنها ، ثم امره ان يأتيه باربعة مياه : ماء عذب ، وماء ملح ، وماء مر ، وماء منتن.

    ثم امره ان يفرغ الماء في الطين وادمه الله بقدرته فلم يفضل شيء من الطين يحتاج الى الماء ، ولا من الماء شيء بحتاج الى الطين.

    فجعل الماء العذب في حلقه ، وجعل الماء المالح في عينه ، وجعل الماء المر في اذنه ، وجعل الماء المنتن في انفه.

    وانما سميت حواء حواء لانها خلقت من الحيوان. (١)

    وروي عن رسول الله 6 انه قال : « ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الارض فجاء بنو آدم على قدر الارض ، جاء منها الاحمر والابيض والاسود وبين ذلك ، والسهل والحزن والخبيث والطيب وبين ذلك ». (٢)

    كيف خلقت حواء؟ :
    واما كيفية خلق حواء ، هناك روايات واحاديث واقوال متعددة.

    من يقول انها خلقت من ضلع آدم ، ومنهم من يقول خلقت من فاضل طين آدم 7 ، الى غير ذلك ، ولكن المؤكد انها خلقت بعد آدم ، والله قادر على كل شيء.

    وقد روي : ان الله تعالى خلق آدم من الطين ، وخلق حواء من آدم ، فهمة

    __________________

    ١ ـ نفس المصدر.

    ٢ ـ كنز العمال : ح١٥١٢٦.
    ٢٥
    الرجال الارض ، وهمة النساء الرجال. (١)

    وروي ايضا : ان الله خلق آدم من الماء والطين ، فهمة آدم في الماء والطين ، وان الله خلق حواء من آدم فهمة النساء في الرجال ، فحصنوهن في البيوت.

    وروي كذلك : خلق الله حواء من جنب آدم وهو راقد.

    وقيل ان الله عزوجل خلق حواء من قصير آدم ـ والقصير هو الضلع الاصغر ـ وابدل الله مكانه لحما.

    وبالاسناد الى الصدوق باسناده الى وهب قال : ان الله تعالى خلق حواء من فضل طينة آدم على صورته ، وكان القي عليه النعاس واراه ذلك في منامه ، وهي اول رؤيا كانت في الارض فانتبه وهي جالسة عند رأسه ، فقال عزوجل : يا آدم ما هذه الجالسة؟ قال : الرؤيا التي اريتني في منامي ، فانِسَ بها وحمد الله ....

    عن عمرو بن ابي المقدام ، عن ابيه قال : سألت ابا جعفر 7 : من اي شيء خلق الله حواء؟ فقال : اي شيء يقول هذا الخلق؟ قلت : يقولون : ان الله خلقها من ضلع من اضلاع آدم ، فقال : كذبوا ، كان يعجزه ان يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت : جعلت فداك يابن رسول الله من اي شيء خلقها؟ فقال : اخبرني ابي ، عن آبائه : قال : قال رسول الله 6 : ان الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه ـ وكلتا يديه يمين (٢) ـ فخلق منها آدم ، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء. (٣)

    بعدما خلق الله عزوجل القلم والعرش والنور والظلمات والماء والسماوات والارضين وما بينهما وبعد ان انتهى من خلق جميع الكائنات اراد ان يُعرف

    __________________

    ١ ـ البحار : ج ١١ ص ١١٣.

    ٢ ـ اي بقدرته.

    ٣ ـ تفسير العياشي مخطوط ، عنه البحار : ج ١١ ص ١١٦.
    ٢٦
    وتظهر قدرته وعظمته ، فخلق آدم وحواء في آخر ما خلق ، وجعل آدم خليفته على الارض ، وانتشر بنو آدم في الارض وحكموها ...

    وقد روي في حديث قدسي قوله تعالى : « كنت كنزا مخفيا فاردت ان اعرَف فخلقت الخَلقَ كي اعرف » (١).

    اول من عصى الله تعالى :
    بعد ان انتهى الله عزوجل من خلق آدم 7 حدثت الكارثة العظمى والمعصية الكبرى ، معصية اوامر الله تعالى ـ وذلك لما امر الله الملائكة ان تسجد لآدم ، فسجدوا وامتثلوا امر الله عزوجل الا ابليس ( ابى واستكبر وكان من الكافرين ، وقال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ).

    كانت هذه اول معصية واول ذنب ارتكب على وجه الارض ، ومنه حدثت الكارثة والويلات على ابناء آدم حيث اخذ الشيطان يوسوس لهم ويبعدهم عن طاعة الله بعدما ابعده الله واخرجه من رحمته ، طلب منه ان يمهله الى يوم يبعثون :

    ( ... قال فاخرج منها فانك رجيم ، وان عليك اللعنة الى يوم الدين ، قال رب فانظرني الى يوم يبعثون ، قال فانك من المنظرين ، الى يوم الوقت المعلوم ، قال رب بما اغويتني لازينن لهم في الارض ولاغوينهم اجمعين ، الا عبادك منهم المخلصين ... ) (٢).

    علما ان السجود لم يكن لشخص آدم ، بل كان لله عزوجل. وكذلك قول الملائكة لله تعالى : ( اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء .. ) لم يكن

    __________________

    ١ ـ البحار : ٨٤/١٩٨.

    ٢ ـ الحجر : ٣٤ ـ ٤٠.
    ٢٧
    اعتراض على الله بل كان استفسار وسؤال عما خفي عليهم من وجه الحكمة.

    وسبب امتناع الشيطان من السجود لآدم هو الكبر والغرور والتعصب الذي استولى عليه حيث اعتقد انه افضل من آدم ، ولا ينبغي له ان يسجد لآدم ، بل ينبغي ان يؤمر آدم بالسجود له.

    وهكذا كفر ابليس وذهبت عبادته وطاعته لله تعالى ادراج الرياح نتيجة تكبره وغروره ، وهكذا تكون دائما نتيجة الكبر والغرور.

    علة خلق آدم 7 وابليس « لع »
    من سؤال الزنديق الذي سأل ابا عبد الله الصادق 7 عن مسائل كثيرة انه قال :

    « فلأي علة خلق الله الخلق وهو غير محتاج اليهم ، ولا مضطر الى خلقهم ، ولا يليق به التعبث بنا؟

    قال 7 : خلقهم لاظهار حكمته وانفاذ علمه وامضاء تدبيره.

    قال : افمن حكمته ان جعل لنفسه عدوا ، وقد كان ولا عدو له ، فخلق كما زعمت « ابليس » فسلطه على عبيده يدعوهم الى خلاف طاعته ، ويامرهم بمعصيته ، ويصل الى قلوبهم فيوسوس اليهم ... فلِم سلط عدوه على عبيده ، وجعل له السبيل الى اغوائهم؟

    قال 7 : ان هذا العدو الذي ذكرت لا تضره عداوته ، ولا تنفعه ولايته ، وعداوته لا تنقص من ملكه شيئا ، وولايته لا تزيد فيه شيئا ، وانما يتقي العدو اذا كان في قوة يضر وينفع ، ان هم بملك اخذه ، او بسلطان قهره.

    فاما ابليس فعبد ، خلقه ليعبده ويوحده ، وقد علم حين خلقه ما هو الى ما يصير اليه ، فلم يزل يعبده مع ملائكته حتى امتحنه بسجود آدم ، فامتنع من ذلك
    ٢٨
    حسدا ، وشقاوة غلبت عليه فلعنه عند ذلك ، واخرجه عن صفوف الملائكة ، وانزله الى الارض ملعونا مدحورا فصار عدو آدم وولده بذلك السبب ، وماله من السلطنة على ولده الا الوسوسة ، والدعاء الى غير السبيل ، وقد اقر مع معصيته لربه بربوبيته.

    قال : أفيصلح السجود لغير الله؟

    قال 7 : لا.

    قال : فكيف امر الله الملائكة بالسجود لآدم؟

    فقال 7 : ان من سجد بأمر الله فقد سجد لله ، فكان سجوده لله اذا كان عن امر الله تعالى. (١) وذلك مثل سجود يعقوب وابنائه مقابل يوسف شكرا لله تعالى حيث قال عزوجل : ( ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا ... ) (٢) فكان سجودهم هذا شكرا لله عزوجل على حسن العاقبة ومعرفة الحقيقة وارجاع يوسف لابويه وحصوله على هذه المنزلة العظيمة من الله تعالى ، كذلك كان سجود الملائكة لآدم 7 سجودا بأمر من الله ، وسجود عبادة خالصة لله عزوجل.
يعمل...
X