إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة الى المجادلين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة الى المجادلين

    اان الذي نريد الخوض فيه هو الوقوف عند حالات الجدل التي تكون في طاعة الله ورضاه ومتى يكون في معصية الله وسخطه اي و العياذ بالله الدخول في طاعة الشيطان , مستنيرين بذلك مما جاء بكتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا و الروايات التي وردت عن اهل بيت العصمة راجين من الله ان تكون في طاعة ومساعدة انفسنا في تقبل الحق ولو كبر ذلك علينا , فقال سبحانه0(ولقد صرفنا في هذا القرآن من كل مثل وكان الأنسان أكثر شيء جدلا)
    فالجدل اعطي عدة تفاسير فمنهم من عرفه انه يعني فتل الشيء جيدا من قبل فتل الحبل وشده ثم توسع هذا المفهوم ليشمل كل الفتال المادي حتى من قبيل تصارع شخصين وفي اتساع هذا المعنى حتى شمل انفتال الأفكار , فالقرآن ولغرض الهداية البشرية استخدم امثالا متعددة ومتنوعة , ولكن الانسان رغم كل ذلك يجادل في الحق ويقف امامه اكثر من اي موجود آخر , فالانسان موجود مجادل وهذا هو سبب عدم تسليمه للحق وهو سبب جحود كثير من الناس في صدر الاسلام وحتى في جميع ا لرسالات الاخرى وعدم ايمانهم رغم سماعهم آيات القرآن من الرسول الكريم محمد (ص) وآيات اعجازية اخرى وروؤيتهم اياه في كل يوم معهم وظلوا هكذا حتى الموت , بينما قبال هؤلاء الناس اناس آمنوا بمجرد سماعهم آية من آيات القرآن دون ان يروا الرسول (ص) فالسبب واضح فالذين لم يؤمنوا كانوا اناس مجادلين يقلبون الحقائق بالجدل , اما اؤلئك الذين آمنوا بالرسول لمجرد جرعة واحدة من جرعات الهداية دون ان يروا الرسول كانوا يبحثون عن الحقيقة و الهدى وهذا الشرط الاساسي للهداية.
    فلنا مما سبقنا عبرة رأينا ان الجدال ادى الى زلل الكثير ممن صاحب الرسول وممن صاحب الأئمة الاطهار وأخذ بهم الشيطان الى الهاوية, فكلنا يعرف ان الجدال و المراء عن غير حق حرام في الاسلام ويعد من الكبائر, فلذلك لا يرضى الاسلام بالناظرات الا اذا قصد طرفاها اتضاح الحق و الحقبقة وكانا يبحثان عن الحق, اما اذا قصد كل منهما التغلب على الطرف الاخر كان ذلك جدلا محرما, فعلى المناظرين ان يتحلوا بشجاعة لقبول الحق وهذا هو المطلوب في الاسلام ولنا في كتاب الله دستورا ومنهجا وفي احاديث الرسول واهل بيته (ع) منارا.
    فقال سبحانه( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد), ان الذي نريد تبيانه للمحبين و المبغضين اننا جميعا مسلمين وألاههنا واحد وكتابنا واحد , فالاية الشريفة تبين ان البعض يجادل حول التوحيد وحول الله تعالى من دون ان يكون له علم ومعرفة في هذا المجال ويطلق مجادلاته عن هوى وهوس, وهؤلاء المجادلون يعدون من اتباع الشيطان لأن الشيطان هو رائدهم في هذا المجال, وقد انحرف من قبل بسببه مما جلب له الشقاء وكما ان المجادلين اتباع الشيطان المجادل, ففي رواية ان رسول الله(ص) ماضل قوم الا اوثقوا الجدل . فالذي يعنيه الرسول ان احتدام الجدل بغير حق أي احتدام الجدل مع عدم التنزل عن التكبر في انفسهممما كان سببا في ضلالتهم وضلالة من اتبعهم أي انهم كانوا ضالين مضلين . وكذلك في رواية عن امير المؤمنين علي(ع) عن الجدل يقول: (الجدل في الدين يفسد اليقين) يعني الجدل االغير منطقي هو سبب في الضلالة ومفسدة لليقين, وان هؤلاء المجادلين اتباع الشيطان , فالذي يريد الهدى عليه الابتعاد عن الجدل و التسليم للحق و الخضوع له, فلا نقول اكثر من ان لنا في القرآن اسوة حسنة , وايضا لنا في الرسول (ص) وفي ائمة اهل البيت (ع) اسوة حسنة, وايضا لنا في هذه الاية اسوة حسنة (فبعث الله غرابا يبحث في الارض ليريه كيف يواري سوءة اخيه) فهي دليل على جهل وعجز اتباع الشيطان , وايضا لنا في هذه الاية اسوة حسنة ( فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين) فهذا المخلوق الصغير الهدهد احاط بما لم يحط به سليمان (ع).
    فخلاصة القول ان الجانب السلبي للجدال عندما يكون مراء واتباع الهوى والشيطان, اما الجانب الايجابي عندما يكون لتبيان الحقيقة للناس بشكل جلي واضح فيه هدايتهم وليس اضلالهم ولبس الحق عليهم. وذلك يكون بالصبر وعدم التسرع في اتخاذ القرار على المقابل وانه لا يملك من الحق شيء.


    ان ينصركم الله فلا غالب لكم
يعمل...
X