إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اعقل المجانين بهلول الحكيم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعقل المجانين بهلول الحكيم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    على عجلة من أمري أكتب هذه السطور أُبدي فيها السلام لكم أيها الأحبة وأبدأ معكم هذا الحديث الطيب فيه اخصار الكلام ، متمنياً أن يكون ممتعاً وفيه النفع والفائدة ورسم البسمة على الشفاه
    نعم أيها الأحباب
    إنها لكلمات أسطرها على عجل وأعتذر لكم إن بدا فيها خلل فالكمال لله والنقص ظاهر على خلقه حتى وإن امتلكوا العقول واتصفوا بالذكاء ، ومهما تراءا لهم الجمال في خلقتهم المادية والمعنوية فهم ناقصون يفتقرون إلى أبسط الأمور إن لم يكونوا مسددين لها من قبل من ليس له مثيل جل ربي وعلا
    أحبائي الكثير منكم يعلم بأن البهلول الذي عاش في زمن الخليفة العباسي هارون قد تظاهر بالجنون ليفر بدينه ويتخلص من أن يكون واعظاً للسلطان الجائر ومشاركاً له في ظلم العباد ، فتمكن بذلك من أن يجعل لنفسه حصانة تحميه من بطش ذلك السلطان وجلاوزته المُجرمين
    ذات يوم كان هارون قد فتح مجلسه لاستقبال الناس ليُظهر لهم بأنه مهتم بشئونهم ومُراعياً لمصالحهم ، ومتفقداً لأحوالهم ، وقد خصص مكاناً للوجهاء والمقربين ، ومكاناً لعامة الناس ، وقبل مجيئه أقبل البهلول مُخترقاً ذلك المجلس حتى وصل إلى كرسي الحكم فجلس عليه ، فنال بذلك الضرب المُبرح من قِبل الحرس ، أخذ يبكي ويصرخ .. لحظات وإذا بهارون قد أقبل فرأى البهلول جالساً في مكانه وهو يبكي فسأله لِمَ أنت جالس هنا ؟ وما سبب بكاؤك ؟
    ألِضرب الحرس لك لتجرؤك وجلوسك على هذا الكرسي ؟ أجابه البهلول: جلستُ هنا لأرى ألِهذا الكرسي حصانة لمن يرتقيه ، وبعد أن جلست عليه أيقنت بأن لا حصانة لمن يرتقي هذا الكرسي إن لم يكن يحمل التقوى في نفسه ، وأما بُكائي فليس لضرب جلاوزتك لي ، بل بُكائي عليك أيها المسكين ، قال له هارون ولِمَ ؟ قال له البهلول ، أنا جلستُ على هذا الكرسي للحظات ونالني من الأذى ما نالني ، فكيف بك وأنت قابع على هذا الكرسي لسنوات تظلم وتبطش ، ما هو مصيرك يا تُرى في مقابل كل هذه السنين التي ارتقيت فيها هذا الكرسي ؟
    فما كان من هارون إلا قال له انزل وإلا نلت ما هو أشد وأدهى ولولا أنك مجنون لأخذتُ الذي فيه عيناك
    أعتذر إن طال المقام فقد وعدتكم بأن تكون سطوري قصيرة لكن البهلول لم يدع لي مجالاً للإختصار فهو ذكي وحكايته أنستني أن أختصر الكلام ، مُظهراً لكم أيها السادة من خلالها أن البهلول حكيم ولحكاياته مع طواغيت زمانه عبرة وموعظة كما أن لها خفتها التي تبدي على الوجوه الإبتسام
    لا اله الا الله

    متى يشرق نورك ايها المنتظر
يعمل...
X