بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
إنهم أبناءنا زينة حياتنا ورغد عيشنا وفلذات الأكباد
قلبه يحترق كمداً إن تأخر أحدنا لشهور بعد زواجه عن الإنجاب ، كم يا ترى من المال ينفق ليسارع في اللحظة التي يُبشر بها بأن زوجته قد من الله عليها بالحمل ، وأذاقها طعم الحياة ، ولأي مدى تشعر تلك الزوجة بالفرحة حينما تبشر بأنها حبلى مع ما تسمع من أذى ووهن وتعب بسبب ثقل ذلك الحمل ومشاركته لها الغذاء ، لا عن طريق الأكل أو الشرب بل عن طريق الدم الذي إن نقص تسبب في وهنها وأتعب قلبها بنبضٍ مُتسارع يودي بها إلى ضيق النفس والكآبة وقلة المنام
وفي لحظة الولادة ومع ما تلاقيه من زفراتٍ تكاد أن تُزهق روحها نجدها مُستبشرة فرحة بقرب خروج ذلك الجنين بسلام تدعو الله أن يُميتها ويُبقي وليدها حياً يهنأ بلذة الحياة ، وإذا ما خرج سالماً علت الفرحة وجوه الأبوين والأهل والأحبة والأخوان ، لترتفع الحناجر مُباركة لهما بهذا الوليد وداعية له بالبقاء والصلاح
هنا يبدأ الإهتمام المادي والمعنوي من قِبل الأبوين لإبنهما ليستمتع ببنية قوية وعقل سليم
الأم تغذيه عطفها وحنانها وتهديه مشاعرها ، ساهرة على راحته مُسخرة نفسها لخدمته بصدر رحب لا يضيق أبداً وسعادة لا يشوبها انزعاج ، والأب يسعى من أجله ويعمل لما فيه خيره ليراه في ريعان الشباب ، يصب جل اهتمامه به يرشده ويعلمه ويصرف على تربيته الأموال الطوال
هذا هو ديدن الآباء في تلك المرحلة يستمتعون بقرة الأعين بأبنائهم لقربهم منهم ومراقبتهم لهم فإذا ما وصلوا إلى مرحلة الشباب تركوهم عرضة للفساد ، قد ارتموا في أحضان الشياطين وهووا في أوحال الآثام ، يقضون أيامهم نائمين ولياليهم في الشوارع هائمين ولأهل السوء مُرافقين ، ولقبيح الأعمال فاعلين ، بلا رقيب ولا حسيب أين من احترقت قلوبهم من أجل أن يزينوا حياتهم ويقروا أعينهم ويهنأوا بوجودهم ، أين أنتم أيها الآباء عن فلذات أكبادكم ؟ أين أنتم عن تلك الأيام التي كنتم فيها تدعون ربكم وتندبون أنفسكم ؟ قد وصل ببعضكم الأمر إلى الإعتراض على خالقه بإبداء الضجر والعتب لتأخيره له في الإنجاب ، لماذا أنتم اليوم وبعد مرور سنوات أتعبتم خلالها أنفسكم على حملهم وولادتهم ومن ثم نشأتهم لينموا أصحاء ، لماذا تركتموهم للشارع ، يهيمون كما الهوام ؟ حتى ما إذا وقعوا في أوحال الرذيلة عضضتم على الأنامل ولطمتم على الصدور وصحتم معولين على ما جرى لهم ، لِم لَم تصاحبوهم أنتم لا غيركم تعلموهم الفضيلة وطيب الصفات ، وتزرعوا في قلوبهم حب الله ورسالة خير الأنبياء التي تدعو إلى الخير والصلاح من خلال الدين القويم الذي هو الحصن الحصين من الوقوع في شراك الشيطان والمشي في طريقٍ شائك نهايته حفر عميقة وأوحال زلقة تودي بأبنائكم إلى الهلاك
أصحوا من غفلتكم وعودوا إلى رشدكم وانتبهوا لأبنائكم فهم لحمكم ودماؤكم وهم هبة الله إليكم يسألكم عنهم ويحاسبكم على ما فرطتم فيهم لتكونوا وإياهم من أهل العذاب
تمعنوا أيها الأحبة في هذه الآية الكريمة علكم بذلك تنتبهون وتعيدون النظر فيما أنتم فيه من تفريط في حق أبناءكم الذين هم جزءٌ لا يتجزأ منكم أيها الكرام
قال الله جل وعلا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ 6 سورة التحريم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
إنهم أبناءنا زينة حياتنا ورغد عيشنا وفلذات الأكباد
قلبه يحترق كمداً إن تأخر أحدنا لشهور بعد زواجه عن الإنجاب ، كم يا ترى من المال ينفق ليسارع في اللحظة التي يُبشر بها بأن زوجته قد من الله عليها بالحمل ، وأذاقها طعم الحياة ، ولأي مدى تشعر تلك الزوجة بالفرحة حينما تبشر بأنها حبلى مع ما تسمع من أذى ووهن وتعب بسبب ثقل ذلك الحمل ومشاركته لها الغذاء ، لا عن طريق الأكل أو الشرب بل عن طريق الدم الذي إن نقص تسبب في وهنها وأتعب قلبها بنبضٍ مُتسارع يودي بها إلى ضيق النفس والكآبة وقلة المنام
وفي لحظة الولادة ومع ما تلاقيه من زفراتٍ تكاد أن تُزهق روحها نجدها مُستبشرة فرحة بقرب خروج ذلك الجنين بسلام تدعو الله أن يُميتها ويُبقي وليدها حياً يهنأ بلذة الحياة ، وإذا ما خرج سالماً علت الفرحة وجوه الأبوين والأهل والأحبة والأخوان ، لترتفع الحناجر مُباركة لهما بهذا الوليد وداعية له بالبقاء والصلاح
هنا يبدأ الإهتمام المادي والمعنوي من قِبل الأبوين لإبنهما ليستمتع ببنية قوية وعقل سليم
الأم تغذيه عطفها وحنانها وتهديه مشاعرها ، ساهرة على راحته مُسخرة نفسها لخدمته بصدر رحب لا يضيق أبداً وسعادة لا يشوبها انزعاج ، والأب يسعى من أجله ويعمل لما فيه خيره ليراه في ريعان الشباب ، يصب جل اهتمامه به يرشده ويعلمه ويصرف على تربيته الأموال الطوال
هذا هو ديدن الآباء في تلك المرحلة يستمتعون بقرة الأعين بأبنائهم لقربهم منهم ومراقبتهم لهم فإذا ما وصلوا إلى مرحلة الشباب تركوهم عرضة للفساد ، قد ارتموا في أحضان الشياطين وهووا في أوحال الآثام ، يقضون أيامهم نائمين ولياليهم في الشوارع هائمين ولأهل السوء مُرافقين ، ولقبيح الأعمال فاعلين ، بلا رقيب ولا حسيب أين من احترقت قلوبهم من أجل أن يزينوا حياتهم ويقروا أعينهم ويهنأوا بوجودهم ، أين أنتم أيها الآباء عن فلذات أكبادكم ؟ أين أنتم عن تلك الأيام التي كنتم فيها تدعون ربكم وتندبون أنفسكم ؟ قد وصل ببعضكم الأمر إلى الإعتراض على خالقه بإبداء الضجر والعتب لتأخيره له في الإنجاب ، لماذا أنتم اليوم وبعد مرور سنوات أتعبتم خلالها أنفسكم على حملهم وولادتهم ومن ثم نشأتهم لينموا أصحاء ، لماذا تركتموهم للشارع ، يهيمون كما الهوام ؟ حتى ما إذا وقعوا في أوحال الرذيلة عضضتم على الأنامل ولطمتم على الصدور وصحتم معولين على ما جرى لهم ، لِم لَم تصاحبوهم أنتم لا غيركم تعلموهم الفضيلة وطيب الصفات ، وتزرعوا في قلوبهم حب الله ورسالة خير الأنبياء التي تدعو إلى الخير والصلاح من خلال الدين القويم الذي هو الحصن الحصين من الوقوع في شراك الشيطان والمشي في طريقٍ شائك نهايته حفر عميقة وأوحال زلقة تودي بأبنائكم إلى الهلاك
أصحوا من غفلتكم وعودوا إلى رشدكم وانتبهوا لأبنائكم فهم لحمكم ودماؤكم وهم هبة الله إليكم يسألكم عنهم ويحاسبكم على ما فرطتم فيهم لتكونوا وإياهم من أهل العذاب
تمعنوا أيها الأحبة في هذه الآية الكريمة علكم بذلك تنتبهون وتعيدون النظر فيما أنتم فيه من تفريط في حق أبناءكم الذين هم جزءٌ لا يتجزأ منكم أيها الكرام
قال الله جل وعلا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ 6 سورة التحريم
تعليق