إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انتبهوا أيها الآباء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انتبهوا أيها الآباء

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    إنهم أبناءنا زينة حياتنا ورغد عيشنا وفلذات الأكباد
    قلبه يحترق كمداً إن تأخر أحدنا لشهور بعد زواجه عن الإنجاب ، كم يا ترى من المال ينفق ليسارع في اللحظة التي يُبشر بها بأن زوجته قد من الله عليها بالحمل ، وأذاقها طعم الحياة ، ولأي مدى تشعر تلك الزوجة بالفرحة حينما تبشر بأنها حبلى مع ما تسمع من أذى ووهن وتعب بسبب ثقل ذلك الحمل ومشاركته لها الغذاء ، لا عن طريق الأكل أو الشرب بل عن طريق الدم الذي إن نقص تسبب في وهنها وأتعب قلبها بنبضٍ مُتسارع يودي بها إلى ضيق النفس والكآبة وقلة المنام

    وفي لحظة الولادة ومع ما تلاقيه من زفراتٍ تكاد أن تُزهق روحها نجدها مُستبشرة فرحة بقرب خروج ذلك الجنين بسلام تدعو الله أن يُميتها ويُبقي وليدها حياً يهنأ بلذة الحياة ، وإذا ما خرج سالماً علت الفرحة وجوه الأبوين والأهل والأحبة والأخوان ، لترتفع الحناجر مُباركة لهما بهذا الوليد وداعية له بالبقاء والصلاح
    هنا يبدأ الإهتمام المادي والمعنوي من قِبل الأبوين لإبنهما ليستمتع ببنية قوية وعقل سليم
    الأم تغذيه عطفها وحنانها وتهديه مشاعرها ، ساهرة على راحته مُسخرة نفسها لخدمته بصدر رحب لا يضيق أبداً وسعادة لا يشوبها انزعاج ، والأب يسعى من أجله ويعمل لما فيه خيره ليراه في ريعان الشباب ، يصب جل اهتمامه به يرشده ويعلمه ويصرف على تربيته الأموال الطوال
    هذا هو ديدن الآباء في تلك المرحلة يستمتعون بقرة الأعين بأبنائهم لقربهم منهم ومراقبتهم لهم فإذا ما وصلوا إلى مرحلة الشباب تركوهم عرضة للفساد ، قد ارتموا في أحضان الشياطين وهووا في أوحال الآثام ، يقضون أيامهم نائمين ولياليهم في الشوارع هائمين ولأهل السوء مُرافقين ، ولقبيح الأعمال فاعلين ، بلا رقيب ولا حسيب أين من احترقت قلوبهم من أجل أن يزينوا حياتهم ويقروا أعينهم ويهنأوا بوجودهم ، أين أنتم أيها الآباء عن فلذات أكبادكم ؟ أين أنتم عن تلك الأيام التي كنتم فيها تدعون ربكم وتندبون أنفسكم ؟ قد وصل ببعضكم الأمر إلى الإعتراض على خالقه بإبداء الضجر والعتب لتأخيره له في الإنجاب ، لماذا أنتم اليوم وبعد مرور سنوات أتعبتم خلالها أنفسكم على حملهم وولادتهم ومن ثم نشأتهم لينموا أصحاء ، لماذا تركتموهم للشارع ، يهيمون كما الهوام ؟ حتى ما إذا وقعوا في أوحال الرذيلة عضضتم على الأنامل ولطمتم على الصدور وصحتم معولين على ما جرى لهم ، لِم لَم تصاحبوهم أنتم لا غيركم تعلموهم الفضيلة وطيب الصفات ، وتزرعوا في قلوبهم حب الله ورسالة خير الأنبياء التي تدعو إلى الخير والصلاح من خلال الدين القويم الذي هو الحصن الحصين من الوقوع في شراك الشيطان والمشي في طريقٍ شائك نهايته حفر عميقة وأوحال زلقة تودي بأبنائكم إلى الهلاك
    أصحوا من غفلتكم وعودوا إلى رشدكم وانتبهوا لأبنائكم فهم لحمكم ودماؤكم وهم هبة الله إليكم يسألكم عنهم ويحاسبكم على ما فرطتم فيهم لتكونوا وإياهم من أهل العذاب
    تمعنوا أيها الأحبة في هذه الآية الكريمة علكم بذلك تنتبهون وتعيدون النظر فيما أنتم فيه من تفريط في حق أبناءكم الذين هم جزءٌ لا يتجزأ منكم أيها الكرام
    قال الله جل وعلا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ 6 سورة التحريم
    ان اعيشى حلاوة التقرب و التذلل بين يدي الله عز وجل لأرتقي من عالم الظلمات و الفناء الى عالم النورانية و الخلود فانال رضا ربي و شرف
    خدمة سيدي و مولاي صاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه الشريف و خدمة المؤمنين و المؤمنات

    {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}

    من أقوال مولاي صاحب العصر و الزمان عجل فرجه الشريف :

    فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا ، ويتجنب ما يُدنيه من كراهيتنا وسخطنا. (الاحتجاج للطبرسي ج2 ص324)

  • #2
    قرعاً على القلب والوجد
    فمتى ما خسرناهم لن ينفع خفق قلب ولا تأنيب وجد

    صدحت بالنصيحة جعلك المولى عاملاً من عماله على الأرض
    عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن قائمنا إذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم، حتى [لا] يكون بينهم وبين القائم بريد، يكلمهم فيسمعون، وينظرون إليه وهو في مكانه. (ميزان الحكمة ج1 ص186)

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي الكريم على هذه الالتفاتة المهمة
      نعم و بكل أسف أرى أن الابناءأصبحوا لا يقدرون للوقت قيمته الحقيقية في زمن الوقت فيه هو عصب الحياة، و لذلك على الجميع إعادة النظر في هذه المسألة و أخذ موقعه الأصلي من المسؤولية، خصوصا و أن العطلة تطل برأسها علينا، وهي طويلة نسبيا، و سيصبح فيها حجم الفراغ أضعافا مضاعفة...
      و أنا أقصد هنا مسؤولية الآباء، فهم يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية تجاه أبنائهم،
      و من أهم عوامل محاربة هذه الآفة في نظري أن يقوم الآباء بكسر الصورة النمطية التي كونها المجتمع عن علاقة الابن بأبيه، بحيث يكون الأب صديقا لابنه و تنشأ بينهما علاقة قرب و مودة، يمكن للابن بعدها أن يعتبر أباه أقرب أصدقائه، فتزول الحواجز بينهما...

      مدد يا صاحب الزمان...~
      قسماً يا مهدي سنشق درب الأنتصار وإن كان محفوف بالمصاعب والأخطار

      تعليق


      • #4
        ماذا فقد من وجدك وماذا وجد من فقدك

        تعليق

        يعمل...
        X